حاول أحد شيوخ الطرق الصوفية هداية رجل من جماعة (أرقد يا عيش أنا جرابك) باستنقاذه من معاقرة أم الكبائر فأرسل في طلبه وحين جئ به خاطبه قائلاً: يا ولدي- ربنا يهديك- نحن عايزين نديك الطريق، فرد عليه الرجل الذي يرى في قرارة نفسه أنه (مهدي) بالفطرة والانتماء، قائلا: طريقاً ما بمر بي بيت (عطانة بت حمدان) دا طرفي منه. شباب نفير الذين سطعوا كبدر التمام في ليلة السودان الظلماء ينيرون الطريق وينقذون الغريق ويغيثون الملهوف ويمدون أياديهم البيضاء التي لم يطمسها جان المؤتمر الوطني ولا انس حكومته لا شك أنهم محسودين ومرصودين من قبل تلك الفئة المعاقرة للسلطة والمدمنة للتسلط على رقاب العباد والبلاد والتي لا ترغب في الهداية الوطنية ولا ترى إليها من سبيل سوى الطريق الذي يمر بدار المؤتمر الوطني. محاولات التحرش بشباب نفير والغمز في قناتهم من قبل بعض قادة المؤتمر الوطني (المهديين) وتعرض جهاز الأمن لبعضهم بالضرب والاعتقال أمر غير مستغرب من أهل المؤتمر الوطني لأن طريق أولئك البدور لم يمر ببيت (هؤلاء) البدريين. نعم مضى على إنسان السودان حيناً من دهر الإنقاذ حاولت إيهامه فيه بشتى السبل بأن لا ملجأ ولا منجى منها إلا إليها وأن لا بديل لها إلا منها وأن شبابها هم ريحانة أمة السودان وسادة شباب أهل الجنة وأنهم هم وحدهم القادرون على أرض السودان إن أخذت زخرفها وازينت أو سال ماؤها و(أطينت) وقد أذهلهم خروج شباب نفير حتى قالوا وهم لا يشعرون (من أين جاء هؤلاء). شباب نفير الذين أتوا من رحم حواء السودانية الودود الولود وخرجوا من بين فرث المعاناة ودم المأساة جاءوا لينفثوا في روع أهل السودان الطمأنينة، بعد أن بلغ بهم اليأس مبلغاً غير مسبوق، وجاءوا لطمأنتهم بأن دنياهم لا زالت بخير ودينهم لا زال بعافية رغم رزايا المحتالين بالدين للدنيا فلا ديناً أبقوا ولا دنيا قطعوا. حكومة الخرطوم التي أوهمت الناس باستعدادها المبكر للخريف سقطت ادعاءاتها الفارغة مع سقوط أول قطرة ماء من السماء على الأرض فتحولت الخرطوم في لحظات إلى (عد الخدر). حين سمعت الخدر يتحدث عن قيام حكومته بتهيئة المصارف حسبته يعني مصارف الأمطار فاستبشرت خيراً بذلك ولكنني أدركت بأنني كم كنت ساذج التأويل حين وقعت الواقعة ورأيت رعاياه المنكوبين قد دخلوا في عداد أبناء السبيل لأعلم حينها إنه كان يقصد مصارف الزكاة لا مصارف الأمطار فلمت نفسي على عدم الإلمام بلغة أهل الطريق الوطني. حدثنا ابن الخدر فيما حدثنا به بأن كتيبة الجهاد قد رفعت التمام للعمل كقوة تدخل سريع وطارئ مع الجزم بقدرتها على ذلك بحكم تجربتها في ميادين القتال فقفزت إلى ذهني الصورة التي رسمها الدكتور محمد الواثق، الشاعر المتخصص في هجاء المدن، في أحدى هجماته الهجائية غير المبررة على أهل توتي (يعدون لقاء النيل مأثرة ***كأنهم حاربوا في جيش طالوت) وحين حمي الوطيس تلفت يمنة ويسرا لعلي أجد للكتيبة أثراً فلم أرى بأس جيش طالوت ولا بلاء معركة عين جالوت. آخر القول صه يا مندور وضع يمينك وما ملكت - من حقوق أهل السودان- في يد شباب نفير أو ساعدهم بالسكوت فإننا نحسبهم من الذين أختصهم الله بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير وحبب الخير إليهم فهم شباب يضوع من أدرانهم مسك الأصالة وعبق المعاصرة ويكفيهم أنهم خاضوا الوحل فأحيوا فينا روحاً كاد يصرعها لولا تشددنا إنخرام المروءة وتطاول تسلطكم على رقابنا. osama khalid [[email protected]]