قال محمد عثمان خليفة الحليف التاريخي لصلاح إدريس في تصريحات إعلامية أمس عقب قرار لجنة الاستئنافات برفض إستئناف علي همشري ، أن هناك مبادرة من معتمد جبل أولياء وقع عليها رئيس مجلس إدارة نادي الهلال الشرعي الأمين البرير لحل الأزمة لم يفصح عن تفاصيلها ، مع أن الأزمة إنتهت بالقانون الحكومي ، وبالتالي الطبيعي أن يتم تعيين لجنة تسيير ، مع قناعتي التامة أن بدوي الوزير ومحمد عثمان خليفة لايستطيعان تعيين هذه اللجنة ، إلا إذا كانت الإشاعات التي إنطلقت أمس صحيحة بوجود صفقة بين الوزارة أو جهات عليا والبرير ، بإبعاد الفيفا عن المشهد حتي لاتتضرر الكرة السودانية ، بحفظ ماء وجه الحكومة الذي تسبب فيه الطرف الثالث بدوي الوزير ، وأجسام وزارته الغريبة من مفوضية ولجنة إستئنافات . السيناريو الذي إنتشر أمس مثل النار في الهشيم ، أكد علي وجود إتفاق بين البرير والوزارة يترأس بموجبه لجنة التسيير ، وإن صدقت هذه الرواية فهذا يعني بإختصار شديد أن البرير قد حرق نفسه ، وإنتهي إلي الأبد ، وأظهر نفسه كمتهافت علي السلطة بأي شكل وأي صورة ، رغم أنه في الموقف الأقوي قانونا ، وشرعية مجلسه يحميها الإتحاد الدولي (فيفا) ، وليس قوانين بدوي ومحمد عثمان خليفة . لذا علي البرير أن يفكر مليار مرة قبل أن يتورط في هذه الصفقة ، فالوزير لايستطيع كما ذكرت ولن يستطيع (تعيين) لجنة تسيير ، عموما الموقف مربك وستضح الصورة كاملة في الساعات القادمة ، فإما أن تكون هناك قضية ومجلس شرعي يدافع عن شرعيته ، يحميه التدخل المباشر من الفيفا ، برفع القرار الاخير من لجنة الاستئنافات وماسيترتب عليه من إيقاف كامل لكرة القدم في السودان ، مع العلم أن تدخلات الفيفا أصبحت سريعة للغاية ( ساعات) ، أو أن مايتردد عن وجود صفقة حقيقي وفي هذه الحالة سيفقد البرير كل شيء. قرار لجنة الاستئناف كان متوقعا ، خاصة وأن القضية تدار سياسيا وهو ماأكدته كثير من المؤشرات من تصريحات وتعليقات وغيرها ومن عناصر نافذة في الحزب الحاكم مشغولة ومهمومة بتدمير نادي الهلال ، وخلق حالة الاحتقان التي عاشها النادي طوال هذه الفترة ، وهذه العناصر لاتعترف بالمنظومةالرياضية ولاتراها ، وتتعامل معها بمفهوم ( البلد بلدنا والماعاجبو يشرب من البحر) ، وهؤلاء لايفرق معهم كثيرا أن تتضرر الكرة السودانية ، لأن النفوذ السياسي وشهوة السلطة حصرا الرؤية القاصرة في أن الرياضة يمكن أن تدار بطريقة الضغوط والتمكين والتأثير السياسي ، لذا هم سبب كل البلاوي التي حاقت بالرياضة السودانية ، ومازالو يمارسون سياسة التدمير ، والحكومة صامتة علي الدمار الذي تسبب فيه منسوبيها وكأنها تستمتع بذلك وتدعمه وتسانده وإلا لماذا الصمت وهم يؤكدون يوما بعد يوم أنهم يستغلون السلطة والنفوذ السياسي لإحتكار العمل الرياضي ، وإقصاء كل من مخالفيهم بهذه الاساليب التي أفرغت الرياضة من محتواها الاساسي وحولتها إلي ساحة للإستقطاب السياسي ، وصدرت لها الفاشلين من الإداريين . ولو كانت الحكومة تقرأ جيدا لعرفت من خلال إنتخابات الاتحاد العام الأخيرة أن الرياضة يصعب مسح مكتسباتها وهي الاهلية والديمقراطية ، وسقوط كودارها المسيسة ممثلة في قيادة الاتحاد العام الحالية في الولايات وأندية الدوري الممتاز رسالة واضحة بأن أهم مفاصل الرياضة ترفضهم . والرسالة الأهم التي يفترض أن تفهمها الحكومة جيدا أن كرة القدم لاتحميها الحكومات ، وحاميها الوحيد هو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) . بعيدا عن ماتردد بوجود مبادرة او صفقة بتعيين البرير رئيسا للجنة التسيير ، هناك سؤال هام يطرح نفسه ماهو موقف الاتحاد العام في حال عين الوزير لجنة تسيير حتي لو جاءت برئاسة البرير ، هل سيخاطب الاتحاد الدولي بالتدخل السياسي ، خاصة بعد أن جعله الفيفا متابعا لهذا الملف ، بإخطار الوزير الاتحادي بموقف الفيفا من التدخل السياسي في نادي الهلال ؟ يعني القصة مابتنتهي بتعيين البرير ، والأخطر من ذلك أن البرير سيتسبب في شطب الهلال نهائيا بأمر الفيفا في حال وافق علي التعيين وهو الذي تقدم بشكوي للفيفا بسبب التعيين ، شفت كيف يابدوي القصة يادوب ابتدت . اواصل hassan faroog [[email protected]]