البارحة كنت في مركز البوليس في مالمو مع ابني منوا بيج. والسبب ان ابني وصديقه تيمي, قد تعرضا لعملية نهب في الصيف. فقد اقترب منهم شاب . وسألهم عن الساعة. وعندما اخرج ابني وصديقه موبايلاتهم الجديدة واخبروه بالساعة. تركهم لبضعة خطوات. ثم انزل قناعا علي وجهه وطالبهم مهددا ومطالبا بتسليمه الموبايلات. وابني في الثالثة عشر وصديقه اكبر منه قليلا. والغرض من الزيارة التعرف علي المتهم في طابور شخصية. المواعيد كانت في التاسعة صباحا. ووجدنا صديق ابني في قاعة الانتظار الضخمة. التي تزينها نافورة جميلة. وكنبات جلدية وثيرة ومجسمات ولوحات جميلة. واشارت لنا موظفة الاستقبال لسيدة صغيرة السن بجسم رياضي ممشوق وقوام طويل وملابس بسيطة متناسقة. وكانت هذه المسؤولة (البوليسة). البوليسة اخذتنا الي مكتبها بعد ان استعملت الكرت للدخول. وطبعا لا يحق لها الكلام مع ابني الا في وجود احد الوالدين او مسؤل رعاية اجتماعية محايد. بالرغم من صغر سنه منوأ يبلغ طوله 180 سم ويبدو كشاب . بدات الشهادة بتسجيل وذكروا رقم القضية والمواعيد بالثانية والدقيقة والمكان واسماء الحضور. وشرح عملية التعرف علي المتهم من وسط عشرة افراد من طابور الشخصية. ومحاولة التعرف علي المتهم, الذي قام بنهب كثير من الصبية في حينا .والعرب لا يتواجدون في حينا عادة. شريط الفديو حوي عشر اشخاص بملامح عربية في نفس الطول والحجم والجميع يرتدون تريننق سووت جميل بنفس الشكل. ولانني هذه الايام ابحث عن تريننق سووت لي. لان ابنائي تغولوا علي ممتلكاتي . فكنت علي وشك ان اسال البوليسة عن الدكان الذي اشتروا منه التريننق سووت الجميل. الشخص الاول اتي ماشيا. ثم التفت نحو الكاميرا. وواجه الكاميرا لفترة. ثم اعطي البروفايل شمال ويمين ثم عمل خلف دور واعطانا ظهره. ولا اعرف من اين تحصل السويديون علي عشرة عرب متشابهين. وتعرف ابني علي الشخص رقم تسعة. فسجلت البوليسة كلامه. وقالت له طبعا انا لن اخبرك عن ما اذا كان اختيارك صحيحا ام لا. لان القانون يمنعنيي حتي مجرد الحديث عن هذا الموضوع. ثم طلبت مننا الانتظار. ونادت علي زميل لها متقدم في السن. وطلبت منه اخذنا الي غرفة اخري حتي لا نلتقي بصديق ابني لنعطيه اشارة او نتحدث معه. وشددت علينا وعلي زميلها بان لانستعمل الموبايل في فترة غيابها. حتي لا نتصل بصديق ابني. كل هذا بسبب العدالة. فكرت في التسعة اشخاص واحضارهم ومواصلاتهم والبحث عنهم وسط مئات المرشحيين . وكل ذلك الجهد حتي يتمتع المتهم بكل حقوقه الدستورية والقانونية. ففي نهاية التسعينات كنت اقرا في جريدة الاهرام في منزل الزعيم التجاني الطيب بابكر في القاهرة. فقلت له بعفوية يا زعيم في صفحة الجرائم المصرية دي. طوالي في نهاية الخبر تلقي واعترف المتهم. والرد كان يقدر ما يعترف؟. اصلو هو لمن امسكو خلاص. في سنة 1998 ضاعت مني اوراق ملكية الشقة في المهندسين. فذهبت لمركز البوليس بالمهندسين لتسجيل بلاغ. وبين ما نحن جلوس اتوا بصبي متورم الوجه ودمعه يسيل ووانفه سائل ومتورم. ومعه اثنين من الرجال الضخام. وقالوا لقينا في السطح والبتاعة دي في عبو والبتاعة كانت رأس دش . فاشار البوليس للصبي قائلا اقعد. فا اراد الصبي الجلوس علي احد الكراسي الفارغة. والرد كان صفعة واقعد عا الارض يابن..... وبعد ان فرغت انا والمهندس الجنتلمان اسامة من البلاغ قالوا لنا الختم في قسم العجوزة. ولان الساعة كانت الحادية عشر فلقد اسرعنا بالسيارة الي قسم العجوزة. ونحن في طريقنا الي اعلي السلم الدائري في قسم العجوزة لاحظت ان الناس يلتصقون بالحائط. واستغربت , الي ان شاهدت اثنين من رجال الشرطة (طابيين ) واحد والدم يسيل من وجهه والشتائم تصافع اذنيه وهم في الطريق الي اسفل الدرج. وعلي استغرابي قال لي اسامة وهو مصري الجنسية. ده عشان الناس التانيين تفتح عينها .وما تقلش ادبها. والساعة كانت اثنا عشر الاربع ولاستلام الختم والذي يساوي اربعة جنيه قال الصراف لا المواعيد خلاص الخزينة بتقفل 12 فاعطيته عشرة جنيه وقلت الباقي عشانك ورده كان اهو كده انت بتتكلم. الاخ حسن يس عراقي من البصرة . حكي لي انه عندما كان صغيرا ان خاله شقيق والدته قد حكم عليه بالاعدام لانه اعترف بقتل فتاة كانت تربطه بها علاقة. وانه قد دل الشرطة علي المكان الذي القي فيه بالجثة في نهر دجلة وقبل الاعدام بفترة ظهرت القتيلة, التي كانت تعمل في بدالة تلفونات وارتبطت بشاب اخر وهربت معه الي الموصل. وعندما ماتت قصة الحب عادت الفتاة لاهلها. ولكن معاناة خال حسن لم تنتهي. فشقيق الفتاة ضابط. وواجه خال حسن تعذيبا اكبرومشاكل اكبر لانه ضلل العدالة. حسن كان يقول لي ان خاله الذي كان دونجوانا وشابا منطلقا قد صار منكفئا وانطوائيا. وعندما كبر حسن كان يسأل خاله كيف يعترف وهو يعرف انه سيقتل. والرد كان ان الظروف التي مر بها جعلته يعتبر الموت امنية . هنالك منظمة حكومية في السويد اسمها تأهيل ضحايا الجريمة هؤلاء عندهم خبراء واخصائيين وعلماء علم نفس. اصروا علي حضور منوأ بيج وتيمي لمساعدتهم نسبة للجريمة الفظيعة التي تعرضوا لها (مساكين اهل دارفور). واي انسان يتعرض لجريمة في السويد مدنية او جنائية تقوم الدولة يتعويض المجني عليه. واذا لم تتوفر الفلوس عند المجرم تدفع الدولة. بعض الصبيان الذين تعرضوا لنهب موبايلاتهم عووضوا بحوالي 2 او 3 الف دولار. منوأ وصاحبه من دي الوقت بيخططوا. الاسبوع الماضي اتصل ابني فقوق نقور وطلب مني الحضور للمدرسة للتوقيع علي طلب انضمام لمدرسة ثانوية في الجانب الاخر من المدينة. والشهور الاربعة الاخيرة كانت مليئة بدعوات وحفلات تنظمها المدارس الثانوية. لاستقطاب الطلاب وتعريفهم ببرنامج المدرسة وتشمل الشاي والقهوة والعصير والكيك المجاني. والتعليم البيحنسو لي ده زاتو مجاني. وعندما قلت لفقوق طيب حا تمشي المشوار البعيد كلو يوم كيف والرد كان (بالبص طبعا نمرة ستة بتحرك من قدام بيتنا الي المدرسة كل ربع ساعة) . وبعفوية سألت والاشتراك بي كم فنظر الي باستغراب قائلا قروش شنو يا ابوي دي السويد مافي طالب بدفع للدراسة والمواصلات كلها بتدفعها البلدية. زميل زراعي من تشيكو سلفاكيا اتصل بي البارحة وقال لي في التلفون انه وبعد احالته للصالح العام فقد كون شركة في الخليج مع ابنه متخصصة في الحاق الطلاب بالجامعات العالمية واقترح علي التعاون. وصدم عندما قلت له السويديين ما بياخدو مصاريف في الجامعات الدراسة مجانية حتي للاجانب. والجامعة لمن تقبل الطالب الاجنبي بس بيكون مسؤل من سكنو واكله وبالنسبة للسويديين مصاريف للدراسة دي زي الصلاة بدون وضؤ لانو العلم مش تجارة. وصديقي قال يعني مافي فايدة او تجارة بس الا نجيكم زيارة ساي. فقلت علي الرحب والسعة وانا متأسف في تخييب ظنه. قبل بضعة شهور اتصلوا بي من المدرسة لان ابني فقوق نقور الذي يحسب نفسه ملك المدرسة وامير امراء الحي. قد قام بثورة في قاعة الطعام. وما خلي للمدرسة والشغاليين في المطعم جنبا ينومو عليهو. فذهبت وجدت مدرسته وهي شقراء طولها اكثر من 180 سم تحاول تهدئته. وهو يدفعها بغلظة. ويرقص كمبلا علي الارض السويدية. فقوق كان يقول الاكل كل يوم بايخ. وانا مرات بمشي الدكان اشتري حاجة اكلها لحدي ما امشي البيت . اليوم الاكل عجبني, قلت اشيل تاني الطباخة منعتني . والمدرسة كانت تقول له كثير من الاولاد يأخذون لبنا واكلا اكثر من ما يحتاجون ويتركون الباقي علي الاطباق. ولهذا قرروا ان يسمحوا بطبق واحد فقط. وفقوق يقول لها لماذا فلان وفلانة اصدقائي الذين كانوا يجلسون في طاولتي اخذوا اكثر من مرة. والمدرسة قالت له عندك حق انت مظلوم . الاخريين الطباخة لم تتعرف عليهم ولكن انت الوحيد الاسود وبضفائر والكل في المدرسة يعرفك. عندك حق . حاولت ان اهدي ابني وقلت له. ان السويد هي البلد الوحيد التي تعطي تلاميذها وجبات مطبوخة مجانية وافطارا. وحليبا. وتحضر الفاكهة والكيك بالصناديق وانتم تشتكون من الاكل ورداءته . في الدول الاخري حتي في اوروبا يجاهد الطلاب لاكل سندوتشات صنعتها امهاتهم علي عجالة في الصباح. الا انكم (مدلعيين) ومن الواجب ان تحمدوا ربكم ولكن من ولد في السويد لن يستطيع ان يفهم. في الكتاب في امدرمان كان هنالك من يحضر بدون حق الفطور ويقوم بشحدة الاخرين او قلع تحت التهديد. او تلقي واحد قابض لي سندوتش مدنكل وكاتب قداموا علي الواطة حالف. او اثنين كل واحد يقول ليك محلفني وبالسؤال محلفك منو؟ والرد ده ويشير الي جاره. التحية شوقي بدري