أسس المولى إدريس بن إدريس الشريف الحسني مدينة فاس الإدريسية التي تعتبر غرة جبين الثقافة العربية الإسلامية في افريقيا كما قامت بها أول جامعة في العالم بمسجد القرويين، قال أحد شعرائها: بلد أعارته الحمامة طوقها❊❊ وكساه ريش جناحه الطاؤوس فكأنما الأنهار فيه مدامة❊❊ وكأن باحات الديار كؤوس وامتدت الشجرة الإدريسية بأغصانها النورانية حتى دولة الأندلس حيث اسس بنو حمود الأدارسة دولتهم بذلك الفردوس المفقود. وتتساقط العروش والدول ولكن تبقى البضاعة الادريسية التي لا تبور وذهبهم الذي لا يصدأ وهو نشر العلم والثقافة الانسانية. الشريف الإدريسي صاحب نزهة المشتاق هو أول من رسم خريطة صحيحة للعالم في القرون الوسطى وكتب كتابه نزهة المشتاق للملك روجرز ملك صقلية الذي كان شديد الاحتفاء بالثقافة العربية الاسلامية ... وفي بلاد شنقيط وفي أقصى المغرب الاقصى شيد الشريف عبد المؤمن الادريسي تلميذ القاضي عياض مدينة »تشيت« احدى منارات العلم والاشعاع ببلاد شنقيط. وقد قال العلامة الحامد الديماني إن العلم في بلاد شنقيط كان مقتصراً على المهمات مثل القرآن والضروري من علوم الدين حتى جاء الشريف عبد المؤمن بالمتمات..تيشيت التي تعتبر اكبر مصدر للمخطوطات حتى اليوم في موريتانيا أسسها الشريف عبد المؤمن في عام 536ه .. واحفاد الشريف عبد المؤمن بالسودان من كثرتهم لا يعرف بعضهم بعضاً، يأتي في مقدمتهم الشريف محمد المختار صاحب الواردات أول من نشر الطريقة التيجانية في السودان ومن تلاميذه الشيخ محمد خير استاذ المهدي والشيخ الهدي السوارابي والشيخ الشعَّارة عبد الرحيم الغبشاوي والشيخ أحمد قاضي المتمة وغيرهم ... ومن أحفاد عبد المؤمن بالسودان اللواء أحمد الشريف الحبيب والأستاذ أحمد زين العابدين المحامي وغيرهم والشيخ احمد بن إدريس هو ايضاً من تلك الزيتونة المباركة وقد تتلمذ عليه الشريف محمد عثمان الختم والشيخ المجذوب السواكني »مجدوب الدامر«، وتبعه الشيخ الطاهر بن التلب الحيمادي دفين مقابر الجمرية بام درمان وجلس معه اربعة عشر عاماً تلميذاً وخديماً بصبية باليمن السعيد .. وقد أمره أن يرجع للسودان وقال له:(فتحك ليس على يدي وانما على يد رجل يأتي من الغرب أرجع إلى السودان) ورجع الشيخ الحيمادي واشتغل مؤذناً بمسجد الفاشر حتى امسك به الشريف محمد المختار التشيتي الادريسي وقال له:(انا شيخك ومربيك الذي اخبرك عنه أحمد بن ادريس).. وقد ربطت الطريقة التيجانية بأسانيدها العالية الغالية كثيراً من الاحباب والمريدين بفاس الإدريسية .. وقد ارتحل الشريف عبد المنعم رجل أم سعدون وصديقه الشريف الزبال دفين النهود بالقوافل إلى فاس وقابلا ابن الاحمر التاودي لأخذ تلك الاسانيد العزيزة.. وقد طلب الشريف المعمر الرحالة عبد المنعم ابن احمد إذناً خاصاً في بعض الاذكار فقال له بن الاحمر (إنك لم تأت من أجله أرجع إلى السودان) فكرّ الشريف عبد المنعم راجعاً إلى السودان ورجع إلى فاس مرة أخرى لأخذ ذلك الإذن. فانظر رعاك الله إلى همم الرجال. ❊ وما زالت مآذن القرويين بفاس تعانق السماء وتعانق مسجد السادة الأدارسة بحي الموردة، ولا يزال الشريف محمد ماء العينين الإدريسي سليل المجاهدين يجاهد من أجل أن تستمر تلك العلاقات المؤسسة على التقوى. فالتحية لملك المغرب الإدريسي الذي يوفد أمثال ماء العينين من الأدارسة العظام. والسلام