ماذا يعني تحرير مدينة بارا؟    مناوي: ما تحقّق اليوم في مدينة بارا هو نصرٌ لكل السودان    انتقادات عربية وأممية.. مجلس الأمن يدين الضربات في قطر    فرح السودانيين الصافي بعودة بارا إلي حضن الوطن له مايبرره    "كومبا" يضع رسالة على منضدة البرهان    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    إعفاء عبدالمهيمن: خطوة ذكية أم فقدان للخبرة الثمينة؟    الجيش السوداني والقوات المشتركة فرضا السيطرة على مدينة بارا بولاية شمال كردفان    شاهد.. مقطع فيديو يوثق اللحظات الأخيرة لغرق "قارب" يحمل عدد من المواطنين بينهم "عروس" في النيل بوادي حلفا    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    والد مبابي: كيليان أبكاني مرتين ونجح في تحقيق ما عجزتُ عنه    رئيس الوزراء يطلع على مجمل القضايا بولاية شرق دارفور    شاهد بالفيديو.. أفراد بالدعم السريع يطلقون أغنية جديدة يهاجمون فيها قائدهم الميداني "أبو الجود" بعد هروبه من المعارك والقبض عليه: (أبو الجود ماشي لرخصان خلى كردفان وخذل ود حمدان)    شاهد بالصورة والفيديو.. "بحبها جد ونفسي اتكلم معاها لكن بخجل".. الفنان شريف الفحيل يعلن حبه و"إنبراشه" في ناشطة مثيرة للجدل    "الحاسوب الخارق" يتوقع فوز صلاح ب"ذات الأذنين"    إكتمال عملية الإستلام والتسلم داخل مكاتب اتحاد الناشئين بالقضارف    تعيين مدير جديد للشرطة في السودان    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    الفار يقضي بفوز فرنسا    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    شاهد بالصورة والفيديو.. رغم جلوسهم على فصل دراسي متواضع.. طلاب وطالبات سودانيون يفاجئون معلمتهم بإحتفال مدهش والجمهور يسأل عن مكان المدرسة لتعميرها    الهلال السودانى يتأهل ويواجه الجيش الرواندى في نصف نهائي سيكافا وأهلي مدني يخسر    بالصورة.. المريخ يجدد عقد نجمه الدولي المثير للجدل حتى 2028    الهلال يتأهل ويواجه الجيش الرواندى في نصف نهائي سيكافا    ترامب: الهجوم على قطر قرار نتنياهو ولن يتكرر مجددا    في الجزيرة نزرع أسفنا    جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الغارات الإسرائيلية على الدوحة    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني تستعرض جمالها بإرتداء الثوب أمام الجميع وترد على المعلقين: (شكرا لكل من مروا من هنا كالنسمة في عز الصيف اما ناس الغيرة و الروح الشريرة اتخارجوا من هنا)    أعلنت إحياء حفل لها بالمجان.. الفنانة ميادة قمر الدين ترد الجميل والوفاء لصديقتها بالمدرسة كانت تقسم معها "سندوتش الفطور" عندما كانت الحياة غير ميسرة لها    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    والي الخرطوم يدين الاستهداف المتكرر للمليشيا على المرافق الخدمية مما يفاقم من معآناة المواطن    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    هذا الهجوم خرق كل قواعد الإلتزامات السياسية لقطر مع دولة الكيان الصهيوني    إيران: هجوم إسرائيل على قيادات حماس في قطر "خطير" وانتهاك للقانون الدولي    نجاة وفد الحركة بالدوحة من محاولة اغتيال إسرائيلية    ديب ميتالز .. الجارحى ليس شريكا    التدابير الحتمية لاستعادة التعافي الاقتصادي    ضبط (91) كيلو ذهب وعملات أجنبية في عملية نوعية بولاية نهر النيل    تمويل مرتقب من صندوق الإيفاد لصغار المنتجين    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تفاصيل جديدة حول جريمة الحتانة.. رصاص الكلاشنكوف ينهي حياة مسافر إلى بورتسودان    قوات الطوف المشترك محلية الخرطوم تداهم بور الجريمة بدوائر الاختصاص وتزيل المساكن العشوائية    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    "وجيدة".. حين يتحول الغناء إلى لوحة تشكيلية    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    أخطاء شائعة عند شرب الشاي قد تضر بصحتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التيجاني وحكومة الظل ... بقلم: د. عبد اللطيف البوني
نشر في سودانيل يوم 04 - 01 - 2014


بسم الله الرحمن الرحيم
حاطب ليل
خبيرنا الاقتصادي الكبير الدكتور التيجاني الطيب ابراهيم بعد اطلاعه على ميزانية عام 2014 لجمهورية السودان تلك التي اجازها مجلس الوزراء وهي الان امام البرلمان كتب ملاحظات في غاية الاهمية في مقال له بصحيفة الاهرام الغراء الصادرة يوم الخميس 26 ديسمبر 2013 نقتطف منها مايلي
عدم توقع اي ايرادات من النفط والمعادن في الميزانية بمعنى ان الميزانية في بند الايرادات جاءت خالية من ايي جنيه من تلك القطاعات الحيوية ولك ان تتخيل عزيزي القاري ان كل مكاتب الكهرباء في كل السودان التي يتدافع الناس على نوافذ الدفع فيها على مدار الساعة دفعا مقدما لقاتورة الكهرباء والمياه كمان لم تظهر في الميزانية وكذا ايرادات النفط المحلي والمقدر بمائة وثلاثين الف برميل يوميا (خليك من الانبوب الناقل) لم تظهر في الميزانية ثم المعادن وعلى راسها الذهب الذي قيل لنا انه عوضنا عن بترول الجنوب والذي فتح بنك السودان له نافذة لحقت الجنيه السوداني مع عوامل اخرى الغطس لم تظهر في الميزانية وفي نفس الوقت ظهرت في الميزانية منصرفات هذة القطاعات الثلاثة –الكهرباء والنفط والمعادن بمبلغ 823 مليون جنيه . في ذات السياق تطرق المقال لقطاع الامن والدفاع والشرطة ويقول ان الايرادات المتوقعة منها في الميزانية 11 مليار جنيه منها فوق العشرة مليار تمثل تقدير ايرادات الجمارك وعلى حسب الدكتور ان هذا القطاع ينبغي ان يكون مصدر ايرادات كبيرة ثم وصف الدكتورالتيجاني هذا الامربانه مدهش وفي تقديرنا ن هذا وصف مخفف جدا بعد وصفه لهذة القطاعات بانها حيوية لم يقل سيادته انها ذهبت لبعض الجيوب ولكنه كشف في موقع اخر من مقاله الهام اين ذهبت (اصبروا علينا شوية )
الميزانية كما هو معلوم هي المراة التي ينبغي ان ينعكس عليها موقف البلاد المالي كله دخلها ومنصرفها والميزنية في الدول الديمقراطية يمكن تسقط حكومة ولكنها مع ذلك تعتبر امرا تخصيصا لما فيها من مصطلحات وارقام وهنا ياتي دور الخبراء والاعلام لتقديم ارقامها للمواطن العادي حتى يكون على بينة من موقف بلاده المالي وبالتالي موقفه المالي الشخصي وان قلنا ان الميزانية شانا تخصيصا فان هذا لايعفي متخذ القرار من معرفة دقائق وحقائق الميزانية وفي هذة الحالة فان متخذ القرار هو وزارة المالية ثم مجلس الوزراء ثم البرلمان واخيرا رئاسة الجمهورية فهل قامت هذة الجهات بالاطلاع على الميزانية كما فعل الدكتور التيجاني ؟
قبل ان نجيب على السؤال اعلاه نسال المعارضين للحكومة هلى اطلعوا على هذة الميزانية لكي ينتقدوها نقدا علميا ؟ لندع الذين يحملون السلاح جانبا ماذا فعل اهل الجهاد المدني للميزانية حتى يصبح نقدهم للحكومة موضوعيا ؟ قبل ان نجيب على هذا السؤال هو الاخر اتوقف عند مقال اطلعت عليه في ذات يوم الخميس بصحيفة الخرطوم للاستاذ / فيصل محمد صالح بعنوان حكومة الظل تطرق فيه لفكرة حكومة الظل التي طرحها المحامي الاستاذ وائل عمر عابدين وهي تقليد سياسي عالمي يمكن الاخرين خارج النظام الحاكم من تجاوز الخطاب السياسي الغاضب والتعبئة والتحشيد والتركيز على نقد السياسات والبرامج التفصيلية وتقدم البدائل كما فعل الدكتور التيجاني اعلاه مع ان الدكتور ليس محترفا سياسيا ولم يطرح نفسه كبديل بل هو تكنوقراط قلبه على الوطن بصراحة ربنا ان الدكتور التيجاني قد وضع الحكومة بعدم شفافيتها والمعارضة بجهلها للبرامج الحكومية والاعلام بعدم توقفه عند الامور الحيوية في زواية حرجة وغدا ان شاء الله لنا عودة
(ب )
التيجاني :- من هنا نبدا
بالامس اوردنا بعض ملاحظات الدكتور التيجاني الطيب ابراهيم على مشروع ميزانية 2014 التي هي الان قيد الاجازة ولتكون جاهزة للتطبيق وقد اوردنا ماقاله سيادته عن غياب ايرادت الكهرباء والمياه والنفط والمعادن على ضخامتها من صفحة الميزانية وقلة تقديرات قطاع الامن والدفاع الشرطة ثم تطرقنا لعدم اهتمام الجميع حكاما اي متخذي القرار ومعارضة واعلام بالميزانية على خطورتها وتاثيرها على مناحي الحياة في بلادنا ثم اختتمنا بفكرة حكومة الظل التي يمكن ان تردم الهوة بين القرار والراى العام
يواصل الدكتور التيجاني ملاحظاته على الميزنية ويقول ان قطاع الدفاع والامن والشرطة والمتنوع تستحوذ على 88 % من اجمالي تقديرات الانفاق القطاعي مقارنة مع 7 % (سبعة في المائة فقط )لقطاع الزراعة والصحة والتعليم !!! واشا د سيادته بهبوط حصة القطاع السيادي من 4 % الي 2 % ووصفها بانها خطوة في الاتجاه الصحيح ومن الملاحظات الهامة والتي فيها اجابة على السؤال الي اين تذهب ايرادت الكهرباء المياه والنفط والمعادن ما ذكره عن غياب تقديرات الصرف على قطاع الامن والدفاع القتالية وفي تقدير سيادته ان (البحث عن التجنيب ومنابع الفساد يبدا من هنا )
ومع كل الذي تقدم يقول الدكتور الخبير (مازالت هناك فرصة لاعادة تقييم موازنة 2014 لتلافي مجمل الحقائق والمعطيات السالبة بهدف ازالة السلوك الادماني الرسمي في الانفاق غير المنتج ووقف السير نحو الهاوية المالية ) اذن ياجماعة الخير الدكتور التيجاني ابراهيم وانطلاقا من تخصصه قام بالواجب اذ وضع الميزانية على طاولة التشريح العلمي فوصل الي النتيجة المنطقية من ذلك التشريح وهي ان القضية ليس اقتصادية بحتة انما هي سياسية فالنظام ادمن الانفاق غير المنتج فسار بالاقتصاد نحو الهاوية ليس هذا فحسب بل وضع روشتة العلاج ضمنيا وهي وقف الصرف غير المنتج ومن اين تبدا محاربة الفساد
طيب ياجماعة الخير من الذي يجب ان يتوقف عند كلام الدكتور التيجاني وغيره من الخبراء مؤيدا للحكومة كان ام معارضا ؟ اول من يفعل ذلك في تقديرنا هو متخذ القرار ولكنه للاسف لن يفعل بدليل ان مجلس الوزراء الموقر وهو المناط به فلفلة الميزانية قبل تبنيها قد اجازها في اول سبوع له من تكوينه الجديد فباستثناء وزير الدولة بوزارة المالية (الذي دافع عن التجنيب في البرلمان !!! ) كل الوزاء تقريبا اما انهم جدد في المنصب او لاصلة مباشرة بالاقتصاد فكيف تسنى لهم الاطلاع على الميزانية واجازتها بهذة السرعة ؟ اما البرلمان فلاامل كبير يرجى منها فسوف يحصر همه في رفع الدعم والضرائب ويجيز الميزانية ويقول لنا انه ليس فيها ضريبة جديدة وليس فيها رفع دعم علما بان انخفاض قيمة الجنيه وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم بسبب الانفاق غير المنتج وعدم الشفافية في الميزانية هي اكبر من اي ضريبة واكبر من اي رفع دعم
يبدو اننا محتاجين لضرب الكوارك (رو رو رو ) للاقتصاديين في الحزب الحاكم وفي المعارضة وكليات الاقتصاد وبقية الخبراء الاقتصاديين والاعلاميين في مختلف وسائطهم لماذا لم توعوا الراى العام بمثل هذة الامور الهامة حتى تستقيم الامور في بلادنا ؟ هل اكتفيتم جميعا بالقول (كلو تمام يافندم ) او(الشاسي مفتول فلاداعي للنظر لبقية الاجزاء المكونة للعربة ) ؟؟؟ شكرا دكتور تيجاني ماقصرت تب
(ج )
يسقط , لا, مايسقط
لم احارب مع النجومي في توشكي ولم اصلي المغرب خلف الخليفة عبد الله ولم اقابل كتشنر في كرري ولم اشهد غروب شمس الدولة المهدية في ام دبيكرات لابل لم اشاهد حوا الطقطاقة وهي ترفل في ثوب الاستقلال ذو الثلاثة الوان ولكنني عندما صرخت صرختي الاولى ايذانا ببدء حياتي كان الانجليز موجودين علي بعد ثلاثة كيلومترات من بيتنا وعندما تفتح وعي شاهدت سرايات الانجليز وحدائقهم الغناءومنازلهم الفخمة وكراسيهم واودات طبخهم ومرابط خيولهم واماكن لهوهم باختصار (شاهدت درب كراعهم حااااار في الواطا )
والاهم من كل الذي تقدم والذي نحن بصدده هنا وجدت ابائي في الجزيرة يتكلمون عن فظاظة الخواجة المفتش باكستيت وكيف انه علا بالدرة النساء اللائي يحملن قفف القطن على روؤسهن من اجل غوغايتهن ومفردها غوغاية (على الطلاق ما اشرحها ) كانوا يتحدثون عن المفتش بروان وكيف انه صفع جدنا الماحي لان الماء خرج من حواشته والمفتش جيشكن (هكذا ينطقونها ) حرق منزل ناس ست النفر لان وجد به خمسة ارطال قطن
ثم كبرنا وقبل ان تكبر احزاننا ودرسونا في المدارس ان مشروع الجزيرة الذي اسسه الانجليز هو اضخم مشروع زراعي في العالم وان الرى الانسيابي الذي به معجزة من معجزات الله في الزراعة وان خزان سنار احد عجائب افريقيا الستة وانه بفضل هذا المشروع العظيم اصبح السودان الاول في انتاج القطن طويل التيلة في العالم وان القطن هذا هو جمل الشيل الذي يحمل كل السودان على ظهره وانه لولا هذا الذهب الابيض لكان السودان طيش العالم من كل النواحي (ياربي سودان الجن دا ساعتها كان من دول العالم الاول؟ )
ثم كبرنا وكبرت احزاننا واكتشفنا ان مشروع الجزيرة يمثل الامبريالية في اوضح صورها انه اكبر عملية استنزاف واستغلال لبني الانسان وانه يجسد استغلال الانسان الابيض للانسان الاسود لكن تحت غطاء الحداثة نعم كان مزارع الجزيرة اكبر منتج للقطن طويلة التيلة في العالم ولكن عائده من ذلك القطن كان بلهارسيا وملاريا وانيمياء كان الانجليز يبيعون القطن للانجليز وبالسعر الذي يريح الطرف الواحد ثم ابتدعوا نظام الحساب المشترك الذي بموجبه يذهب ريع القطن على قلته لحملة الاسهم في لندن والحكام في الخرطوم والمفتشين في السرايات وبعد الاستقلال رجع نصيب لندن للخرطوم وظلت الجزيرة كما هي ارض مستحدثة تقول للقرن العشرين انت بتعرف حاجة وانسان معيشته معشية القرون الوسطى
تطوران حدثا في علاقات الانتاج 1981 بتوصية مباشرة من البنك الدولي و2005 بتوصية ولكن بدون دعم من البنك الدولي وكان الارث الانجليزي اقوى منهما ارتقى الانسان في الجزيرة نسبيا لعوامل ليس من بينها انتاج القطن ولكن حداثة الارض تراجعت ومد القرن الواحد وعشرين لسانه طويلا لمشروع الجزيرة قائلا له انت بتعرف شنو ؟ وياميلة بختك يا امة السودان في كل العهود المهدية والاستعمارية والوطنية
(د )
يسقط , لا, مايسقط
لم احارب مع النجومي في توشكي ولم اصلي المغرب خلف الخليفة عبد الله ولم اقابل كتشنر في كرري ولم اشهد غروب شمس الدولة المهدية في ام دبيكرات لابل لم اشاهد حوا الطقطاقة وهي ترفل في ثوب الاستقلال ذو الثلاثة الوان ولكنني عندما صرخت صرختي الاولى ايذانا ببدء حياتي كان الانجليز موجودين علي بعد ثلاثة كيلومترات من بيتنا وعندما تفتح وعي شاهدت سرايات الانجليز وحدائقهم الغناءومنازلهم الفخمة وكراسيهم واودات طبخهم ومرابط خيولهم واماكن لهوهم باختصار (شاهدت درب كراعهم حااااار في الواطا )
والاهم من كل الذي تقدم والذي نحن بصدده هنا وجدت ابائي في الجزيرة يتكلمون عن فظاظة الخواجة المفتش باكستيت وكيف انه علا بالدرة النساء اللائي يحملن قفف القطن على روؤسهن من اجل غوغايتهن ومفردها غوغاية (على الطلاق ما اشرحها ) كانوا يتحدثون عن المفتش بروان وكيف انه صفع جدنا الماحي لان الماء خرج من حواشته والمفتش جيشكن (هكذا ينطقونها ) حرق منزل ناس ست النفر لان وجد به خمسة ارطال قطن
ثم كبرنا وقبل ان تكبر احزاننا ودرسونا في المدارس ان مشروع الجزيرة الذي اسسه الانجليز هو اضخم مشروع زراعي في العالم وان الرى الانسيابي الذي به معجزة من معجزات الله في الزراعة وان خزان سنار احد عجائب افريقيا الستة وانه بفضل هذا المشروع العظيم اصبح السودان الاول في انتاج القطن طويل التيلة في العالم وان القطن هذا هو جمل الشيل الذي يحمل كل السودان على ظهره وانه لولا هذا الذهب الابيض لكان السودان طيش العالم من كل النواحي (ياربي سودان الجن دا ساعتها كان من دول العالم الاول؟ )
ثم كبرنا وكبرت احزاننا واكتشفنا ان مشروع الجزيرة يمثل الامبريالية في اوضح صورها انه اكبر عملية استنزاف واستغلال لبني الانسان وانه يجسد استغلال الانسان الابيض للانسان الاسود لكن تحت غطاء الحداثة نعم كان مزارع الجزيرة اكبر منتج للقطن طويلة التيلة في العالم ولكن عائده من ذلك القطن كان بلهارسيا وملاريا وانيمياء كان الانجليز يبيعون القطن للانجليز وبالسعر الذي يريح الطرف الواحد ثم ابتدعوا نظام الحساب المشترك الذي بموجبه يذهب ريع القطن على قلته لحملة الاسهم في لندن والحكام في الخرطوم والمفتشين في السرايات وبعد الاستقلال رجع نصيب لندن للخرطوم وظلت الجزيرة كما هي ارض مستحدثة تقول للقرن العشرين انت بتعرف حاجة وانسان معيشته معشية القرون الوسطى
تطوران حدثا في علاقات الانتاج 1981 بتوصية مباشرة من البنك الدولي و2005 بتوصية ولكن بدون دعم من البنك الدولي وكان الارث الانجليزي اقوى منهما ارتقى الانسان في الجزيرة نسبيا لعوامل ليس من بينها انتاج القطن ولكن حداثة الارض تراجعت ومد القرن الواحد وعشرين لسانه طويلا لمشروع الجزيرة قائلا له انت بتعرف شنو ؟ وياميلة بختك يا امة السودان في كل العهود المهدية والاستعمارية والوطنية
(ه )
امريكا ياضلنا
صديقنا الاستاذ/ محمد عبد الماجد الكاتب الساخر عندما لحظ ان فريق المريخ يتعقب الهلال في كل شئ و عدد الكثير من الحالات التي حاكى فيها المريخ الهلال غيرتسجيلات اللاعبين فاسماه ضلنا فوقعت هذة التسمية موقعا حسنا عند جمهور الهلال ولكن هناك استخدام ايجابي لكلمة ضل (ظل) وهي تلك التي جاءت في قصيدة (بلادي انا) للشاعر الفطحل اسماعيل حسن (محل قبلت القاهم معاى ذي ضلي ) فالشاعر هنا يعظم ويمجد اهل السودان فهم معه في اي مكان يلازمونه ملازمة الضل بمعنى ما ان يطلب سندا او مساعدة الا ويجدهم معه
مناسبة هذة الرمية هي انني اود اليوم ان استخدم كلمة ضل استخداما ثالثا تطبيقا على العلاقات الامريكية السودانية خاصة فيما يتعلق بالمقاطعة الامريكية للسودان تلك نظن انها من جانب واحد ولكن اكتشفنا انها مقاطعة شبه عالمية لان امريكا ملقية بظلها في كل العالم وقد سئل وزير خارجية امريكي سابق ماهي حدود الامن القومي الامريكي؟ فاجاب بكلمة واحدة قائلا العالم بمعنى ان اي شبر في الدنيا دي يهم امريكا ومن حقها ان تحيط بما يحدث فيه
الاستاذ بابكر فيصل نشر في هذة الصحيفة في يوم مضى مقالا رصينا كعادته حكى فيه على لسان احد العاملين في مجال الطيران ان الذي اقعد بالطيران في السودان هو المقاطعة الامريكية لانهم ما ان يتصلوا بجهة لها صلة بخدمات الطيران طالبين منها خدمة الا ووقفت المقاطعة الامريكية حائلا بينهم وبينها فوصفها قائلا ان امريكا مثل عقوق الوالدين (يعكسها عليك محل ما تقبل )
وقفت على دراسة تتعلق باثر المقاطعة الامريكية على السكة حديد في السودان فهي لاتقل تدميرا على اثر المقاطعة الامريكية في مجال الطيران طبعا لايمكن وضع اللوم كله على امريكا فيما يتعلق بهذاين المرفقين لكن من المؤكد ان امريكا اسمهت اسهاما كبيرا فيما حل بهما اما في المجالات الاخرى كالاعفاء من الديون وخدمتها والبترول وخروج الشركات العاملة فيه خوفا على مصالحها في امريكا ثم التقاوي ويكفي هنا ان الفا واحد والفا اثنين وهما من تقاوى الذرة الامريكية تاتينا باللفة بعد ان تفقد الكثير من فاعليتها ثم علاقة السودان بالمانحين والقارضين –الذين يعطون القروض- فكلها تاثرت بالمقاطعة الامريكية باختصار كدا ياجماعة الخير امريكا متابعانا ذى ضلنا محل ما نقبل نلقاها ليس لنجدتنا بل لتشديد الحصار علينا
السؤال هنا ماذا تريد امريكا من السودان ؟ هل تريد ازلاله وقهره وتاديبه لانه خرج من بيت الطاعة الامريكي ؟ هل تريد تمزيقه الي دويلات ؟ لا اظن ذلك رغم ايماني بمقولة شاعرنا المجيد صلاح احمد ابراهيم اذا اردت ان تعرف الحق في قضية مطروحة انظر اين تقف امريكا واقف على الضفة الاخرى منها ولكن فيما يتعلق بمطلوبات امريكا من السودان لا اظنها بتلك البشاعة , امريكا لديها راى في بعض السياسات وكان يمكن ان يلعب معها السودان بولتيكا ولكنه فضل ركوب الراس والدخول في معركة خاسرة فالمطلوب الان طالما انه قيل ان صفحة جديدة قد فتحت مراجعة السياسة الخارجية وفي لبها العلاقة مع امريكا لتحييد ضلها على الاقل فليس امامنا فرصة ان نجعله مثل الظل الذي عناه اسماعيل حسن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.