امريكا عرفت كيف تسخر الحكومة والمعارضة لتحقيق تامرها على السودان التجمع ارتكب اكبر خطأ فى حق البلد يوم سهل مهمة الانقاذ لفصل الجنوب اغتيال قرنق هيأ المسرح لدعاة الانفصال من الحركة والنظام لتحقيق ما لا يختلفان عليه النعمان حسن الحلقة الثانية خلصت فى الحلقة السابقة التى قدمت فيها نبذة تاريخية عن قضية الجنوب الى ان ثلاثة جهات كتبت الفصل الاخير من القضية والتى انتهت بتمذيق وحدة السودان بفصل الجنوب واثارة الفتنة والتهديد لوحدته فى اكثر من منطقة من السودان كما نشهد اليوم فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق بل وما نشهده من حين لاخر لنفس اللغة الانفصالية من منظمات فى شرق السودان وحددت هذه الجهات الثلاثة حسب التدرج فى المسئولية وهى الحركة الاسلامية التى فرضت النظام الحاكم بالقوة وانفردت بمفاصل القرار لتحقيق إستراتيجيتها بفرض الحكم الاسلامى حتى لو كان على حساب وحدة الوطن فكان لابد ان احملها المسئولية الاكبر. ثم التجمع الوطنى الديمقراطى وهو التجمع الذى يضم قادة الاحزاب السياسية المسئولة عن فشل الحكم الديمقراطى والتى تجمعت فى كيان معارض خارج السودان لاستعادة السلطة التى سلبت منها بانقلاب عسكرى والتى جعلت من هذا الهدف استراتيجية حنى لو كان الثمن المقابل لها تمذق الوطن وقد كان ان مهدوا الطريق وفرشوه بالورد للنظام ليحقق اهدافه الاسلامية القائمة على فصل الجنوب ثم كانت الحلقة الاخيرة من المثلث وهى الحركة الشعبية لتحرير السودان التى اعتبرها اقل مسئولية وتاتى فى المرحلة الثالثة من هذا التدرج لان الجنوب كان صاحب حق مشروع باحثا عنه منذ الاستقلال الا انه وجد الاهمال من كل القوى السياسية الوطنية الشمالية التى هيمنت على حكم السودان بعنصريتها العربية والاسلامية من حكم وطنى مدنى اوعسكرى وان تفاوتت درجة المسئولية بين الحكم المدنى وحكم العسر ولعلكم تلاحظون اننى لم اشير للحكم الديمقراطى وانما وصفته بالحكم المدنى لان السودان لم يعرف عبر تاريخه حكما ديمقراطيا يقوم على مؤسسات حزبية ديمقراطية وانما كان حكم احزاب نفسها تخضع لدكتاتورية مدنية طائفية لهذا ظل حكم السودان يتناوبه الطائفية او العسكر او كلاهما معا. واؤكد هنا على وجهة نظرى الشخصية ان الحركة هى الاقل مسئولية لان الانفصال فرض عليها فى نهاية الامر بعد ان اصر النظام على اسلمة وتعريب الدولة السودانية رغم تعدد اديانها وعنصرياتها وجهويتها ولو ان الانقاذ كان قد قبل التنازل عن فرض ما اسماه بالحكم الاسلامى وهو فى حقيقته بعيد عن ذلك الا من حيث المظهر لكان الارجح ان يختار الجنوب الوحدة اما وان الانقاذ سدت الطريق امام احتمال الوحدة فان الجنوب لم يعدله من خيار غير الانفصال لهذا فان النظام هو المسئول الاول عن ما انتهى اليه السودان من اقتطاع جزء اصيل منه وتهديد اجزاء اخرى فيه وتاتى مسئولية الحركة فى الدرجة الثالثة بعد التجمع المعارض. .وكنت قد وعدت ان تكون وقفتى الاولى مع محطة النظام الحاكم المسئول الاول عن الانفصال وتهديد وحدة السودان بما تشهده مناطق اخرى غير الجنوب من حروب اهلية لم يعد سقفها يقف عند مطالب تضفى للوحدة خاصة وانها تحت حضن ورعاية التامر الاجنبى الذى يهدف لتقسيم السودان والمخطط والمنفذ لفصل الجنوب. ولكن الوقوف مع المحطة الاولى حول مسئولية الانقاذ يحتم علينا الوقوف مع خلفية هامة تتعلق بعنصر التامر الاجنبى على وحدة السودان الذى قادته امريكا التى تهيمن بقوة على العالم بعد ان انفردت بهيمنتها على المعسكر الوحيد فى العالم الغربى فى مقابل دول الكمبارس التى تقف على راسها الصين بلا فاعلية تذكر(جعجعة بلا طحين) والتى لا يهمها غير ان تخرج بمكاسب تجارية وقد حققت ما تريد من اشلاء السودان الذى تمزق وهى شاهد عليه. ويرجع السب لوقفتى مع هذا التامر الاجنبى للدور الكبير الذى لعبته امريكا فى فصل الجنوب وتهديد وحدة الشمال اليوم حيث ان امريكا عرفت كيف تسخر الحكومة لرغبتها فى السلطة حبا فى عطائها اللا محدود على المستوى الشخصى ولتحقيق إستراتيجيتها فى فرض الحكم الاسلامى رغم ظروف السودان الخاصة التى تملى عدم التفكير فيه لخطورته على وحدة الوطن فالسودان ليس دولة كل سكانها مسلمين وان كانت اغلبيته مسلمة فان الأقليات لا تقبل فرضه عليها ولن تسكت عليه حتى لو كان البديل انفصالها كما انفصل الجنوب خاصة وان كل من مناطق السودان المهددة تجاورها دول طامعة فيها وموالية لامريكا و لان امريكا تدرك بقدرتها وخبرتها السياسية ان هذه الإستراتيجية الاسلامية للنظام الحاكم هى وسيلتها الوحيدة لانفاذ التآمر على وحدة السودان بل لادراكها ان الحركات الاسلامية وما بينها من عراك ومطامع هو وسيلتها لاثارة الفتنة بين الدول العربية والاسلامية. لهذا بقيت هى الاحرص على استمرار النظام رغم مظاهر الضغط الزائف عليه حتى يقدم مزيد من التنازلات حتى حققت انفصال الجنوب ولعل اصدق دليل على هذا ان امريكا وبالرغم من انها الداعم الاول بل المؤسس والممول للحركات المتمردة فى كل من دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وانها وحلفاؤها هم الذين يمدونهم بالدعم بل وبرعاية المنظمات الدولية المسئولة عن حقوق الانسان فان امريكا نفسها لما شهدت تطورا فى علاقة هذه الحركات المتمردة يوم اجتمعت كلمتها على ان تتوحد فى عمل مشترك لاسقاط النظام كحل لمشكلاتها وتجعل من هذا التطور هدفا لها هنا سارعت امريكا واصدرت بيانا رسميا دون مواراة او خجل ترفض اتفاق الحركات الثلاثة الخاضعة لرعايتها للعمل على اسقاط النظام وبهذا تؤكد انها تريد لكل منهم ان يلعب دوره فى منطقته ليحقق انفصالها عن السودان الموحد لانها ليس بين اجندتها ان تحل مشاكل السودان بما يحقق وحدته لتعارض هذا الراى مع مؤامرة تقسيمه لعدة دويلات. لهذا لا تزال امريكا هى الاحرص على بقاء النظام حتى يكتمل لها تحقيق تامرها على الوحدة بمزيد من تقطيع اجزائه حتى يصبح قطع مشتتة من اللحم وهذا ما حققته امريكا باتفاق نيفاشا الذى جعل مصير السودان بيد القوى الدوليةالتى تخضع لسيطرتها حيث اخضع الاتفاق الانقاذ الممثل الوحيد للسودان فى الاتفاق ليصبح السودان بلا راى فى الاتفاق بعد ان اعطت نفسها شرعية التدخل فى الشان السودانى والتى نزعتها عن اهله اصحاب الحق بصورة رسمية معترف بها دوليا لهذا تبقى امريكا حريصة على استمرارية وحماية النظام من السقوط وذلك بعد ان اضفت عليه شرعية دولية ممثلا للسودان بموجب اتفاق وفر الحماية الكاملة له حتى تحقق تامرها تحت الحماية الدولية مما يصور امريكا حليفا زائفا للحكم الاسلامى رغم انها العدو الاول للاسلام .ولكنها ترجئ ذلك ليوم لن يكون بعيدا فالاسلام هو عدوها الاول حيث ما وجد وليس فى السودان وحده. ولكن المهم ان تستغله حيثما وجد لتحقق المصالح الاستراتيجية للمعسكر الغربى الذى تتزعمه.. كما ان امريكا عرفت كيف تسخر التجمع الوطنى المعارض والراغب فى العودة للسلطة حتى لو كان الثمن تمذيق الوطن فجعلت منه اداتها لتهديد النظام دون فاعلية تذكر لتحقيق تامرها فكانت مثل الذى يقدم فتات من بقايا طعام لا يشبع بطن التجمع الذى يطمع فى سلطة لم يدرك ان امريكا هى اول الرافضين لعودته اليها. لهذا فانها سخرت الحكومة والمعارضة لتحقيق هذا التامر ونجحت فى ذلك جزئيا حتى الان بفصل الجنوب ولا تزال تطمع فى مزيد من التقسيم. ولعل السؤال الذى يطرح نفسه لماذا تتامر امريكا على وحدة السودان وما هى دوافعها؟ وكيف لها ان تحقق تامرها بكل سهولة ودون مقاومة من اى جهة؟ هى بالطبع دوافع اقتصادية وسياسية ودينية والذى مكنها من تحقيقها بسهولة كما سنرى صراع الاطراف المعنية من اجل السلطة كهدف بعيد عن اهداف الوطن حيث ان من هو قابض على السلطة انصاع لتعليماتها حتى لا تشارك فى اسقاطه ومن يريد ان يعود للسلطة قدم لها ل التنازلات لتدعمه للعودة يوم اعتمد العمل المسلح الذى لا يملك مقوماته للعودة للسلطة ومع ذلك لم تشفع له تنازلاته التى اضاعت الوطن. : اقتصاديا فلقد كشف رجل استخبارات المانى برتبة كبيرة فى المخابرات الالمانية عن دوافع امريكا والكتلة الغربية الاقتصادية فى ان تعمل على تقسيم السودان وغيره من الدول فلقد نشرت له الصحف الالمانية تقريرا خطيرا عند تقاعده فى مطلع التسعينات تناقلته عنه بعض الصحف العربية وبصفة خاصة الصحف المصرية عقب توقيع الانقاذ اتفاق بون لمنح الجنوب حق تقرير المصير الذى اعلن من عاصمة المانيا حيث اكد هذا الخبير في تقريره ان الدول الراسمالية وتحديدا الغربية والتى تتميز على العالم بالسوق الاوربية المشتركة اكبر التكتلات الاقتصادية المهيمنة على العالم ومؤسساته المالية واوضح ان مستقبل الغرب وامريكا للحفاظ على الرفاهية التى تتمتع بها شعوبهم بفضل هذه السوق انما ترجع لتميزهم عن دول العالم بما يجدونه من استغلال لموارد الدول النامية والمتخلفة واحتكار اسواقهم بصفة خاصة للمنتجات الصناعية واعتبر ان اى تكتلات اقتصادية يشهدها العالم مناوئة لمصالح هذه الكتلة الغربية سيكون خصما على الحياة المرفه التى تعيشها شعوبهم لهذا خلص على ان الغرب لابد ان يعمل ضد قيام اى كتلة اقتصاية تشكل خطرا على الغرب او تنتقص من تمتعه بمزاياه الاقتصادية وذهب فى تقريره ان يشير الى ان الغرب يتخوف بصفة خاصة من قيام اى تكتل اقتصادى عربى او اسلامى لما يتمتع به هذا التكتل ان وجد من قدرات هائلة من حيث الكم والكيف ولكونه اكبر سوق محتكر للغرب لهذا راى الخبير ان الغرب سيعمل بكل قواه ليحول دون وحدة اكبر الدول العربية والاسلامية التى تتمتع بامكانات اقتصادية ضخمة وذلك بالعمل على اضعاف امكانات هذه الكتلة بتمذيقها من جهة لتشتيت قدراتها ولاثارة الفتنة فيها بما يعمق خلافاتها وصراعاتها حتى تتشتت قدراتها الاقتصادىة لشل يدها والحيلولة دون توحدها فى كتلة اقتصادية تجمع الدول العربيةو ربما تجمع الدول الاسلامية والمفارقة هنا ان امريكا ادركت ان اهم وسائلها لتحقيق ذلك هو الحركات الاسلامية المتنافرة والمتحاربة وكانها بذلك اعادت صياغة هذه الحركات لتلعب دورا يختلف عن دورها فى محاربة معسكر الشيوعية العالمية ولتلعب دور تفتيت وتمذيق القدرات العربية الاسلامية ولتصبح مهددة لكل انظمة الحكم العربية والاسلامية حتى تنشد الحماية والرعاية من امريكا والمعسكر الغربى وهذا هو واقع الحال اليوم فى الدول العربية والاسلامية والتى تمثل الحركات الاسلامية المتنافرة فيما بينها عنصرا مشتركا فى كل الازمات التى تواجهها الدول العربية والاسلامية والمهددة بالتمذق او عدم الاستقرار . كما ان هذا الخبير حدد بصفة خاصة ان هناك دول عربية بعينها لابد ان يستهدفها الغرب بالعمل على تمذيقها لما لها من قدرات اقتصادية عالية وعلى راس هذه الدول التى سماها فى تقريره العراق واليمن والسودان وسوريا . وبما اننى هنا معنى بالسودان تحديدا فالحقيقة ان السودان يعتبر من اغنى الدول العربية واميزها بل والعالمية لما يتمتع به من المقومات الاقتصادية مما يؤهله لان يكون من القوى الداعمة والمؤثرة لاى تكتل اقتصادى عربى او اسلامى لهذا كان السودان على راس الدول المستهدفة لاسباب اقتصادية . ويالها من مفارقة الغرب المتامر على وحدة السودان لمخاوفه من تسخير امكاناته الاقتصادية فى كتلة اقتصادية عربية تهدد مصالحه فان اهل السودان فشلوا تماما فى استغلال ثرواته الاقتصادية لاسعاد اهله بسبب الصراعات الجهوية والعنصرية والقبلية ثم اخيرا الدينية التى اعجزت السودان فى ان يكون دولة غنية مستقرة لصالح اهله من مختلف الجهويات والقبليات حتى اصبح السودان الدولة الافقر فى الواقع. (وليحقق الغرب بفصل الجنوب تشتيت قدراته الاقتصادية تنفيذا لهذا المخطط كمرحلة اولى من مراحل التامر) اما الدوافع السياسية فالسودان بحكم موقعه الجغرافى فى افريقيا والذى يتمع باكبر حدود مع تسع دول افريقية اكثريتها موالية لامريكا والغرب وغير اسلامية مما يجعله بلا شك خطر على المصالح الغربية اذا ما تفجرت قدراته الاقتصادية لانه بلا شك معبر سياسى قابض على قلب وعمق افريقيا الامر الذى سينعكس سلبا على هيمنة امريكا والغرب على هذه الدول وعلى افريقيا مما يجعله مهددا لعلاقة هذه الدول مع الغرب لهذا يعتبر السودان بموقعه المميز وامكاناته مهددا للمصالح الامريكية والغربية خاصة بعد ان انتشرت ما عرفت بالثورة العربية المعادية لامريكا والغرب بعد انقلاب الزعيم عبدالناصر فى مصر التى كانت تهدف من مشروع الوحدة مع السودان وتحالفه مع المعسكر الشرقى المعادى للغرب كتلة حليفة معادية للغرب. لهذا فان امريكا لابد ان تعمل على الحد من هذا الخطر كما قال الخبير فى تقريره خاصة وسط ارتفاع موجة العداء بين العرب وامريكا بسبب اسرئيل التى زرعها الغرب فى المنطقة لاضعاف الدول العربية ولتامين مصالحه مما جعل السودان بجانب الهدف الاقتصادى ان يكون هدفا لتحقيق مارب سياسية. ثم اخيرا الاهداف الدينية فلقد اعلن هذا الهدف عن نفسه يوم انفض التحالف الاستراتيجى بين الحركة الاسلامية العالمية وامريكا لمناهضة الشيوعية والمعسكر الشرقى كل لاسبابه الخاصة التى تختلف فى الرؤى فان التوجه الاسلامى اصبح ممهدا لان يكون الخصم الاول لامريكا او الخطر على مصالحها خاصة بعدان نشطت فى اوساط الحركة الاسلامية وقبل ان يشتد عودها اصواتا تنادى بان يصبح المعسكرالاسلامى بديلا للمعسكر الشرقى مما جعله الهدف الاستراتيجى لامريكا والتى تنجح حتى الان فى تمزيق الدول الاسلامية وبث روح العداء والصراعات بينها خوفا من توحدها حول اى رؤى سياسية تجعل منها قوة اقتصادية عالمية مناوئة لامريكا ولعل الموقف من السودان فى بدايات عهد الانقاذ كان تاكيدا لخطورة هذا التوجه يوم استضاف النظام الذى يقوده زعيم الحركة الاسلامية فى السودان الدكتور حسن الترابى مركزا لما اسموها تجمع القوى الاسلامية العالمية بما فى ذلك تنظيم القاعدة –قبل طرده- حت اصبح السودان يومها مقرا للمؤتمر الشعبى الاسلامى الذى يعتبر نفسه نواة لمعسكر اسلامى عالمى يناهض المعسكر الغربى مع انه لم يقوى عوده بعد بل ويعانى من اختراق امريكا له بسبب نشاته ومولده تحت احضان امريكا يوم كانت بحاجة اليه لمناهضة الشيوعية ذلك الهدف المشترك الذى جمع بينهما بالرغم من التباين بينهما استراتيجيا ومع ذلك فان ما ضاعف من الصراع الدينى قوة الصهيونية وهيمنتها على امريكا وما يحمله هذا من صراع مع الاسلام ممثلا فى ااسرائيل التى زرعها الغرب فى قلب الدول العربية حيث شكلت الصهيونية العالمية المركزة فى امريكا عنصرا فاعلا وضاغطا فى توجيه العقلية التامرية لامريكا على دول عربية عديدة يقف السودان على راسها. لهذا كله كان التامر الامريكى على السودان استراتيجى لكل هذه الاسباب الاقتصادية والسياسية والدينية. ولكن دعونا نتوقف هنا لنسال كيف امكن لامريكا بكل هذه التوجهات العدائية تجاه السودان ان تحكم قبضتها عليه وان تكون المحرك الاساسى لمكوناته من حكومة ومعارضة حتى نجحت فى تحقيق تامرها على السودان. بتحقيق الانفصال ولا تزال تواصل طريقها لتنفيذ مخطط تقسيم السودان بالرغم من امريكا وفى سابقة هى الاولى من نوعها عندما اصدرت لجنة الشئون الافريقية بالكونجرس الامريكى قرارا يفضى بان تعمل الحكومة الامريكية على تحرير السودان مما اسمته الاستعمار العربى لتعلن امريكا بهذا نواياها العدوانية تجاه السودان وكانت قد تناولته الصحف واصبح معلوما للنظام الحاكم وللمعارضة ومع ذلك سكتوا عليه كانهم لم يعلموا به وكان واضحا ان امريكا باعلانها لهذا القرار انما قصدت حث العنصريات والجهويات غير العربية ان تثور فى وجه الاستعمار العربى للسودان.(وقد كان) كما انها قد دعمت هذا القرار يوم اعلنت حق الجنوب فى تقرير مصيره من امريكا وضمنته فقرة اضافت فيها كفالة تفس الحق لما اسمتها المناطق المهمشة (فهل كانت نوايا امريكا خافية على كل من الحكومة والمعارضة ام انهما كانا كالنعامة عندما تدفن راسها فى الرمل) فتسابقا على ارضاء صاحب هذه النوايا العدوانية. بدءا ومع ان الانقاذ استولت على السلطة بانقلاب عسكرى انقض على نظام ديمقراطى ومع ان امريكا تدعى انها رائدة الديمقراطية فى العالم فانها كانت الاسعد بالانقلاب لان توقيته استهدف وقف الاجراءات التى كان يتوقع ان يتخذها البرلمان لتنفيذ اتفاق الوحدة والسلام الذى وقعه الميرغنى مع الحركة الشعبية بقيادة الدكتور بقرنق لان هذا الاتفاق لو نجح فيما هدف اليه لفشل التامر الامريكى على وحدة السودان. ولعل ملف علاقات دول الجوارمن حلفاء امريكا مع الانقاذ يفسر لنا النوايا الامريكيةفاثيوبيا التى كانت تفتح ابوابها للحركة الشعبية لتصعد من حربها ضد النظام الديمقراطى فى السودان فانها ما ان استولت الانقاذ على السلطة حتى انقلبت على الحركة الشعبية خاصة فى ردة فعل قرنق الرافضة لاتفاق بون بين الانفاذ والمتمردين على قرنق ريك مشار ولام اكول والذى وافقت فيه الانقاذ على حق الجتوب لتحقيق مصيره ارضاء لغضب امريكا على موقف قرنق من الاتفاق ومدفوعة بمصالحها الخاصة انقلبت اثوبيا على قرنق وسدت فى وجهه الحدود الاثيوبية التى كانت مفتوحة لحربه على النظام الديمقراطى فى السودان حتى مكنته من ا يحتل العديد من الماطق داخل السودان كما حظرت عليه ازاعة الحركة الخاصة التى كانت تبث من اثيوبيا مما مكن الانقاذ من ان تحرر وتسترد بعض المناطق التى كان قد احتلها فى حربه ضد السودان ثم عادت اثيوبيا وانقلبت ثاتية ضدالانقاذ لما تراجع النظام عن اتفاق بون لتعود اثيوبيا من جديد لتفتح ابوابها للحركة فى حربها ضد الانقاذ وتصبح مقرا للمعارضة والحركة فكانت كل هذه المواقف ردود فعل للموقف الامريكى حسب ما تمليه مصلحة الغرب فى انجاح مخطط تمذيق السودان . وهكذا ظلت اثيوبيا وحلفاء امريكا من دول الجوار يتخذون المواقف التى تمليها عليهم امريكا والتى اانتهت اخيرا بالضغط على الحركة نفسها بقيادة قرنق لتقبل بحق الجنوب فى تقرير المصير.وليصبح التجمع والحركة تحت قبضة حلفاء امريكا التى قبلت ان تكون مقرا للتجمع بعد ان تراجع عن موقفه من حق تقرير المصير وقبل به وليصبح اداة ضغط غير فاعلة على النظام من اثيوبيا. لم يقف الامر عند هذا الحد فلقد نجحت امريكا فى ان تحول ملف السودان لقضية دولية اقتصرت اطرافها على الحركة والانقاذ وعلى المؤسسات الدولية تحت قبضة امريكا والغرب كما قصرت الوساطة فى القضية على دول الجوار من حلفاء امريكا والذين يشاركونها المطامع فى تمذيق السودان من اثيوبيا وكينيا ويوغندا حتى اصبح ملف السودان بيد الغرب وحلفاء امريكا من دول الجوار فيما سمى بمنظمات الايقاد وابوجا والتى تولت ملف الجنوب ويلاحظ هنا كيف اقصت امريكا من هذه المنظمات التى تشرف على التفاوض مع الانقاذ والحركة كوسطاء كل الدول العربية والاسلامية كما تم تهميش التجمع من القضية ليصبح امر السودان كله بيد الانقاذ فى مواجهة امريكا وحلفائها من دول الجوار من غير الحادبين على وحدته هذا السيناريو الذى انتهى باتفاق نيفاشا الذى سلم امر السودان ومستقبله لغير اهله اصحاب المصلحة فى وحدته. كل هذا ما كان ليتحقق لامريكا لولا ان المخطط الامريكى لتقسيم السودان لا يتعارض مع مخطط الانقاذ فى ان تفرض الحكم الاسلامى على السودان حتى اذا كان الثمن المقابل لهذا الحكم انفصال الجنوب حيث التقت رغبة النظام مع رغبة الانفصاليين فى الحركة الشعبية بعد اغتيال قرنق ولتتوافق رغبة الطرفين مع قوى التآمر العالمية ليصبح الضحية السودان الا ان ما لم تتحسب له الانقاذ ان البلد لن تكون لهم لبن على عسل بعد انفصال الجنوب حيث ان القوى المتآمرة على السودان والتى وجدت فى الانقاذ ما يحقق اجندتها فان هذا التآمر لايقف على فصل الجنو ب لهذا كانت الصدمة كبيرة على الانقاذ حيث تفجرت الاوضاع فى العديد مم مناطق السودان ليعود الوضع لاسوا مما كا عليه قبل انفصال الجنوب بل وليصبح انفصال الجنوب نفسه وبالا على الشمال اقتصاديا وامنيا ولتصبح وحدة السودان مهددة اليوم فى اكثر من مطقة وليس الجنوب وحده كما كان النظام يتوهم . حدث كل هذا بعد ان نجحت امريكا فى ان تزرع حق الجنوب فى تقرير مصيره ذلك القرار الذى هللت له الانقاذ يومها بعد ان كفاها شر المعارضة التى انساقت وراء امريكا وبصمت على القرارواعترفت بحق الجنوب فى تقرير مصيره فاصبح المسرح معدا للانقاذ لتحقق ما عجزت عن تحقيقه باتفاق بون . الست محقا اذا قلت ان الانقاذ تتحمل السئولية الاكبر فى تمزيق السودان والى الحلقة القادمة مع شركائها فى المسئولية محطتى التجمع والحركة الشعبية. خارج النص: توضيحا للاخ الذى عقب على الحلقة الاولى منوها الى ان اتفاق الميرغنى قرنق لم ينص على الغاء قوانين سبتمبر وانما نص على التجميد وتوضيحا للاخ اؤكد له ان الاتفاق كان فى بدايته يتحدث عن التجميد ولكن القانونيين افادوا الطرفين انه ليس هناك ما يسمى بتجميد قانون والقانون يبقى ساريا مالم يلغى بقانون ولما تصاعد الجدل حول الامر تم تكوين لجنة من كبار قضاة المحكمة العليا لبحث الامر برئاسة هنرى رياض ودفع الله الرضى وان هذه اللجنة افتت بانه ليس هناك ما يسمى تجميد قانون وليس هناك جهة مختصة تملك التشريع فى القانون غير البرلمان وان القانون اما ان يبقى كما هو او يلغى بقانون صادر عن البرلمان وهذا ما استقر عليه الحال بين الطرفين وتم تحديد اول جلسة للبرلمان فى الاسبوع الاول من يوليو 89 ولقد اطلعت شخصيا على نص التقرير بتوقيع رئيس اللجنة هنرى رياض ولك ان تراجع مستندات مجلس الوزراء فى ذلك الوقت لهذا اؤكد لك المعلومة صحيحة ولك الشكر فكلنا طلاب بحث عن الحقيقة [email protected]