أواخر ثمانينات القرن الماضي وأوائل تسعينياته أيام الطلب في القاهرة؛ كنا نستمتع بمتابعة محاضرات الداعية الشيخ وجدي غنيم الذي كان يغشى الجامعات المصرية في القاهرة والمحافظات ويحرص على مخاطبة الشباب رغم الحصار الذي كان يفرضه على الدعاة نظام حسني مبارك بواسطة أجهزة الأمن والمباحث. والشيخ وجدي غنيم من الدعاة الذين يمزجون تقديم الدعوة بخلطها ببعض الفكاهات والحكايات الطريفة مما يرسخ المعلومة ويزيد من إقبال المدعوين على دروسه ومحاضراته، وهو يذكرنا بالشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله، فكلاهما من الدعاة الذين أنعم الله عليهما بالقبول العام من الناس، وكلاهما لا يخشى في الله لومة لائم ويتمتع بقدر عال من الجسارة والشجاعة والوضوح. وقد أحسن الاتحاد العام للطلاب السودانيين بدعوة الشيخ وجدي غنيم ليقدم مجموعة من المحاضرات الدعوية بمساجد وجامعات ولاية الخرطوم، وبدأ الشيخ منذ بداية الأسبوع الحالي برنامجا حاشدا إذ يقدم في اليوم اكثر من محاضرة، ووجدت محاضراته قبولا كبيرا من جمهور الشعب السوداني المحب بفطرته وطبيعته للدعاة والعلماء، فتابع العديد محاضرات وتنقل معه بين مساجد الولاية وجامعاتها ليستمع إلى حديثه العذب ومحاضراته الممتعة. ولأن للشيخ وجدي غنيم موقف واضح ضد الانقلاب العسكري في مصر بقيادة الفريق السيسي؛ فقد حاول الإعلام المصري أو بعضه المرتبط بالسلطة تشويه صورة الشيخ وجدي غنيم، ونسج مجموعة من القصص غير الحقيقية عن رحلته الدعوية إلى السودان؛ فقد فوجئت أثناء متابعتي للوسائط الإعلامية بأخبار ملفقة عن اعتراض بعض السودانيين في مساجد الخرطوم على الشيخ وجدي غنيم واتهامه بالإرهاب ووصفه بالشيخ الهارب.. إلى غير ذلك من التقارير الإخبارية التي يظهر لأول وهلة تلفيقها ومجانبتها للحقيقة. ولأنني أعرف الشيخ وجدي غنيم؛ وأعرف أكثر الشعب السوداني الذي يحترم الدعاة والعلماء؛ فقد اتصلت أمس بالأخ الأمين العام للاتحاد العام للطلاب السودانيين باعتباره الجهة المضيفة للشيخ؛ وسألته عن صحة ماتردد من أخبار في بعض الوسائط الإعلامية حول زيارة الشيخ وجدي غنيم للسودان؛ فنفى الأخ الأمين العام للاتحاد العام للطلاب السودانيين الأخبار الواردة حول زيارة الشيخ، وذكر أن المحاضرات مفتوحة وقد تابعها جمهور غفير ولم يحدث مطلقا ما أشارت إليه بعض الوسائط؛ وذكر أن بعض الصحفيين كانوا حاضرين في هذه الأنشطة وشهودا على ما حدث، وقد نفى الأمين الإعلامي للاتحاد العام للطلاب السودانيين صحة هذه الأخبار. بقي أن الشيخ وجدي غنيم سيختتم زيارته للسودان بلقاء حاشد بالساحة الخضراء مساء الخميس القادم، ثم يؤدي صلاة الجمعة القادمة بمسجد الشهيد بالخرطوم. مرحبا بالشيخ وجدي غنيم بين أهله وعشيرته في السودان، ونأمل أن تتكرر زياراته الدعوية للسودان، كما نأمل أن يوافق في المرة القادمة على إجراء حوارات صحفية؛ لأن الإخوة في الاتحاد العام للطلاب السودانيين اعتذروا عن إجراء أي حوار صحفي مع الشيخ وجدي غنيم حسب رغبته.