وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حَرَكَاتٌ وَالمُقَاوَمَة ؛ الحَقُّ والباطِلُ وَالخيَال!! .. بقلم: محمد حسن مصطفى
نشر في سودانيل يوم 29 - 03 - 2014


بسم الله الرحمن الرحيم
حَرَكَاتُ المُقَاوَمَةِ مِنَهاَ وَ فِيهَا لِكِن مَا قِصَّةُ أجنِحَتِهَا السِيَاسِيَّةِ فِيهَا وَ فِيهَا؟!
إن فِكرَ المُقَاوَمَةِ قائِمٌ عَلى (حُسن التَنظِيم) لإنتاج القُوَّةِ؛ فكانت كُلَّ تِلكَ الحَرَكاتِ فِي مُختلفِ بقَاعِ المَعمُورَةِ. وَ كان اللإختِلافُ فِي شَكل المُقَاوَمَةِ مَعنَاهَا هَدَفَهُاَ بَل أصلُهَا!
لكِنَّ أصدَق الحَرَكاتِ مُقَاوَمَة تِلكَ القَادِرَةُ عَلى (تحدِيدِ) عَدُوِّهَا بمَعزلٍ عَن الهَوى فِيهَا وَ الهَويَّةِ! تِلكَ التِي تجعَلُ (عَدُوَّ شَعبهَا) عَدُوَّهَا تترَبَّصُ بهِ الدَوَائِرَ بَعِيدَاً عَن الإضرَار بشعبهَا. وَ أخطَرُ الحَرَكاتِ مُقَاوَمَة تِلكَ التِي تُشعِلُ النيرَان عَلى عَدُوِّهَا وَ شَعبهَا وَ حُمقَاً مِنهَا .. عَليهَا!
^
وَ هكذا عَلى إمْتِدَادِ التاريخِ وَ أحدَاثِهِ توَاجَدُ (الإرهَابُ) مَرَادِفَاً للتخريبِ وَ العِصيَانِ وَ التمرُّدِ وَ الإفسَادِ فِي الأرضِ! الإرهَابُ الذِي أعجَزهُمُ تعريفُهُ فانتهَزوا مِنهُ (شمَّاعَة) سَبَبَاً لِتردِّي الأمْنِ فِي بلادِهِمُ وَ بَينَ شُعوبهِمُ؛ كان رَابضَاً مُنذ قِدَم التاريخِ قابِعَاً كَامِناً فِي حَيَاتِهِمُ فحيَاةِ شُعُوبهِمُ! مَرَدُّهُ (الأنفُسُ) إن كانت في الُحكمِ أم شعبَاً؛ تنقَادُ للَّذةِ وَ الهَوَى تحكُمُهَا (عَادَاتُ) بَاطِلةٌ فاسِدَةُ بَاغِيةٌ فاجرَةٌ (الفِتنَة) مَا بينَ مَذاهِب وَ شَرائِعٍ وَ قبَائِل!
بَشَرٌ ضَلُّوا وَ أضَلُّوا عَن هُدَى الحَقٍّ ففسَدُوا وَ أفسَدُوا الأرض! فلا غرَابَة أنَّ أكثرَ الحَرَكاتِ المُدَّعِيَةِ أوْ المَزعُومَةِ وَ المَحسُوبَةِ عَلى (المُقَاوَمَةِ) وَجَدَهَا التاريخُ تتقَلَّبُ تُبَدِلُّ (جِلدَهَا) كُلَّمَا قِيَادَةٌ لهَا سَبَقتِ أوَ زَعَامَةٌ عَليهَا لاحَت! كَيف الغرَابَةُ وَ ذاكَ أسلُوبُ (السِيَاسَةِ) المُدَاهِنَةِ الحَربَاءِ حَسَبَ إملاءَاتِ الوَاقِعِ وَ (أحوَالِ النُفُوس) هُنا وَ هَاهُنا وَ أل (هُناكَ)!
^
وَ نعُودُ وَ حَولنَا اليَومَ أعدَادٌ وَ أحجَامٌ تتفَاوَتُ تتبَاينُ فِي الأهَمِّيَّةِ وَ القُوَّةِ مِن حَرَكاتٍ وَ تنظِيمَاتٍ وَ مُنظَّمَاتٍ تُوصَفُ (جَهلاً) أوْ (مِن سُوءِ النِيَّةِ) مُقَاوَمَة وَ مَا هِيَ إلا (عِصَابَاتُ) نهبٍ وَ سَلبٍ هَمَجِيَّة عَصَبيَّة جَاهِلة فَاجِرَة (مُسَلَّحَة)! لأجلِ الدُنيَا وَ مَتاعَهَا يُفتيهِمُ (الحَمقَاء) قادَتُهُمُ وَ قيَادَاتُهُمُ إلى النار :" أنْ حُلٌّ لكُمُ مَا حَرَمَ عَليكُمُ رَبُّكُمُ"!!
وَ الإشَكالُ أنَ سَاسَة الحُكمِ (وُلاة أمر شُعُوبهِمُ) أمَام اللهِ يُهادِنُوننهُمُ (إتِفَاِقِيَّاتِ حِينٍ) وَ تارَةً يَدُوسُونهُمُ تحت (الأحذِيَة) فَيُلقُوا بشُعُوبهِمُ فِي الحَالينِ إلى الفِتنةِ و التهلُكة!
كذاكَ تِلكَ (العُصَبُ) المَذهَبيَّةُ وَ القبَلِيَّة التِي تزعُمُ تُنادِي بَين شُعُوبهَا أنَّهَاحَرَكاتٌ وَ تنظِيمَاتٌ وَ أحزابٌ شرعِيَّةٌ وَ ثوريَّةٌ وَ وَطنِيَّةٌ بَل (المُقاوَمَة)! يَكفِيهَا مَا يَشهَدُ عَليهِ تاريخُهَا الفَاضِحُ العَاريُ المُخزيُ الأسَّودُ مِن جَرَائِمَ ضِدَّ شُعُوبهَا ؛ قامَت بِهَا أوْ بالسِلاحِ سَاهَمَت أوْ شَارَكتِ بالصَمتِ بَاركتهَا! عُصَبٌ مُجرمَةٌ تبيعُ شُعُوبَهَا بأبخَس الأثمَانِ تُزبدٌ بالسُمِّ وَ الدَمِ أفوَاهُهَا!
فهذِهِ وَ تِلكَ لا أهمِيَّةِ لهَا لا وَزن بَل لا مَعنى فِي الحَيَاةِ لا فِي المَمَاتِ أسَفَا عَليهَا أوْ لهَا ! فقطَ (قُطعَانُ بَهَائِمَ أدَمِيَّة) أينَ مَا وُجدَت عَاثت فِي الأرضِ الفسَادَ جَرَائِمَاً وَ مَعَاركَاً وَ حُرُوبَاً! وَ نَعبُرُهُمُ لم نُرد إلا (العِظَة) نَضربُهَا بِهِمُ؛ لِنقِف فِي إحتِرَامٍ وَ تقدِيرٍ أمَام (المُقَاوَمَةِ).
المُقَاوَمَة ُ تِلكَ التِي تَعرفُ جَيَّدَاً عَدُوَّهَا مَن عَادَى شَعبَهَا، تَرَاهُ تَرقُبُهُ لا تغفَلُ عَنهُ لحظَةً؛ تَحرُصُ عَلى الخير وَ الأمنِ وَ الإستِقرَار لشَعبهَا. فالعَدُوُّ هُوَ (المَعركةُ) تتصِيَّدَهُ وَحدَهُ تُزلزلُ الأرضَ تحتهُ تقُضُّ مَضجَعَهُ عَليهِ تتفَجَّرُ تُستشهَدُ تنتصِرُ مُقَاوَمة.
^
مُخطِئٌ مَنْ يُصَنِّفُ المَقَاوَمَة (مَذاهِبَاً) وَ مِللاً وَ أديَاناً وَ (قبَائِلاً)! حَتَّى وَ إن حَالاً صَدَق فالمُصَنَّفُونَ هُنا (هُمُ) مَنْ سَبقَ فِي تأمُّلِنَا وَصفَهُمُ (عُصَبُ الجَاهِليَّةِ المُنتِنةِ) ؛ التِي تَبيعُ للدُنيَا شَرعَ ربِّهَا!
كيفَ يُحسَبُ (مُقَاوِمَاً) مَنْ يُقَاتِلُ أخَاهُ عَلى أرضِهِمَا وَبَينَ شَعبهِمَا فيَقتُلُهُ أوْ يَقتُلَهُ؟! وَ إن اختلفتِ الأديَانُ هُناكَ أوْ هُنا؛ كيفَ يَقتَتِلُ الأخوَةُ عَلى الحَرَامِ فِي شَرع كُلٍّ مِنهُمَا؟! بَل عَلى مَاذا الإقتِتَالُ (لا) المُقَاوَمَةُ هُنا؟!
إنْ (حَقَّ المُواطَنةِ) إنْ سَلَّمنَا بوَاقِعَ الوَطَنِ وَ الدَولَةِ لا بُدَّ أنْ يَكفُلَ لِكُلِّ فرَدٍ فِيهَا الدَولة حَيَاة ً عَادِلة ً آمِنَة ً كريمَة؛ تحتَ قوانِينَ وَ شَرَائِعَ فِي القَضَاءِ وَ الحُكمِ حَكيمَة. تُسهِّلُ الحَيَاة فِي تضَامُنِ وَ إخَاءٍ بَينَ أفرَادِ الشَعبِ الوَاحِدِ تحفَظَهُ تَردَعُ (دُعاة الفِتنَةِ) فِيهِ وَ مِنهُ حُكَّامَاً أكانُوا أوْ مُعارَضَةً لهُمُ أوْ مُنظِّرينَ أوْ مُندَسِّينَ أوْ مُتَقاعِسِينَ مُدعِينَ (لِسُلطَةٍ) أو دَاعِينَ إلى (مُنَظَّمَةٍ) أوْ أوهَامٌ لِلمُقَاوَمةٍ وَ حُريَّةٍ وَ عَدلٍ وَ مُسَاوَاةٍ وَ تحرير أوَ مُؤتَمَر لِوَطَنٍ أكانَ أمْ لِشَعبِ أوَ لأمَّةِ!!
^
وَ مَرَةًّ اُخَرى نعُودُ وَ المُقَاوَمَة ُ؛ إلى تِلكَ الشُعُوبُ التِي تجمَعُهَا (الثَورَةُ) رَغمَ اختِلافِ أديَانِهَا قَبَائِلهَا ألوَانِهَا وَ مَذاهِبِهَا! ثَورَةٌ للحَقِّ وَ الحَقُّ حُريَّة؛ تتوَحَّدُ تنتصِبُ فِي وَجهِ عَدُوٍّ مُعتدٍ غَاصِب بَاغ فاجر.
تِلكَ هِيَ (المُقاوَمَةُ) وَ النَصرُ بإذِن اللهِ لهُمُ فلهَا؛ مُقَاوَمَةٌ (حِسَابَاتُهَا) النَصرُ أوْ الشِهَادَةُ لا تحتاجُ (ألسِنَة سَاسَةٍ) أوْ (أجنِحَة سِيَاسَةٍ)! صَوتُهَا (الهَزيمُ) يَدوي يُسْمِعُ كُلَّ جَبَانٍ وَ عربيدٍ فِي النِفَاقِ مُهَادِنٌ أوْ مُجَاهِرٌ! مُقَاوَمَة ٌ فِي غِنَىً عَن (مَوائِدِ حُوار أو قُمَار) مِنهَاجُهَا صَادِقٌ بَسيطٌ وَاضِحٌ أنْ هَلُمَّ لإسْتِردَادِ الحَقِّ فالحُريَّة.
^
وَ يُخطِئُونَ مَنْ يَخلِطُونَ (طُهرَ المُقَاوَمَةِ) بأنجَاسِ السُلطَةِ وَ شَرائِع الدَولِيَّةِ فلا عَدلٌ (هُنَا) ثَبُتَ وَ لا شَرعِيَّةِ! وَ أسْمَاءٌ تُكَرُّ عَلى مَسَامِعنَا وَ تُجتَرُّ لأجسَام شَائِخَةٍ وَ عُقُولٍ خَرفَةٍ؛ وَ أسْمَاءٌ تُخفَى لنَا فِي (زنَازنِ الفَخَامَةِ) تُسَمَّنُ فِيهَا تُرَبَّى تُعَدُّ لِتُطلَقَ عَلينا تُنصَّبُ قَادَةً للثورَةِ أبطَالُ (نِضَالٍ وَاهِمٍ) مُقَاوَمَةٍ وَ سِيَاسَةٍ! وَ (خَيَالاتُ مَآتَةٍ) أرَاجِيزٌ مِنَّا بَينَنَا؛ تتحَرَّكُ بَيننا وَ بَينَهُمُ لهَا (رقَابُ الرَخَمِ) تُكثِرُ مِنْ فزع التلَفُّتَ تخَافُ أنْ تنكَشِفَ سَوءَتُهَا السَودَاءُ دِيَانةً وَ نِيَّة!
وَ (أوهَامُ للعَظَمَةِ) يَنسُجُونَ لنا وَ بنا الحَكايَا عَن مَكائِدَ بَيننا دَسَائِسَ نُحِيكَهَا عَلى بَعضِنَا؛ نَمَائِمَاً نصدَحُ بهَا فِي السَاحَاتِ وَ البَاحَاتِ قَنَواتٍ فَضَائِيَّة؛ يُثرثِرُونَ مِنْ عَجزهِمُ تنتفِخُ أودَاجُهُمُ شهوَة يَتقَاذفونَ اللعَنَاتِ فِيمَا بَينَهُمُ عَلينا مَا بين دَاعِمٍ (إلى) أوْ دَاعٍ (عَلى) أشكَال مُقَاوَمَةٍ وَ حُرِّيَّةٍ! وَ ما كَانُوا مِن فُجرهِمُ أنْ يَعقِلُوهَا !!
فَمَن ذا الذِي يُجاهِرُ مُعلِنَّاً بَيننا فِينَا مُتَبَجِّحَاً رَفضَهُ لِسِلاحِنَّا لِمُقَاوَمَة؟ مَن ذا الذِي يُعلِنُهَا أمَامَ الشَعبِ كُفرَاً بمُقَاومٍ وَ مُقَاوَمَةٍ؟! أذاكَ النَافِشُ بنا ريشَهُ المَنتُوفُ مِن رُعبِهِ ؛ أمْ مَنْ بُطُونُهُمُ بالحَرَام مُتخَمَة مُنتَفِخَة مُنتِنَة؟!
^
وَ تأتِينَا حَرَكاتٌ لا تُجيدُ إلا ترويعِ خَلقٍ اللهِ بَيننا؛ مِن خَطفٍ وَ قتلٍ وَ نهبٍ وَ قطع للطُرُقٍ وَ هَتكٍ للحرثِ وَ العِرض وَ النَسل فاجِرَة ٌ تُنادِي أنَّهَا (ثوريَّة) مُقَاوَمة! وَ غَريبُ أمرهَا أنَّها وَ هِي (المُجرمَةُ) فِي سُهولةٍ يُجلَبُ السِلاحُ يُهدَى بَل يُكَدَّسُ لهَا!
حَمقَاءَ مَنْ يَنسَاقُونَ فِي (قُطعَانِهَا) الدَولِيَّة؛ فلا عَدلَ لهَا وَ لا مَعَها لا شَرعِيَّة! وَ مَن هُمُ فِي الظَنِّ مِنَّا إنْ رَضَوا بهَا تَشريعَاً فذاكَ هُوَ (الكُفرُ) لا يُنكِرُهُ إلا (أهلُهُ) مِنَّا وَ فِينَا! طَالمَا الغَاصِبُ (رَابِضٌ) عَلى صٌدٌورنا المُعَرَّاة ُ لهُ بأيدِي حَاكِمينَا ترحَابَاً تحتهُ وَ لهُ فسِلاحُ المُقَاوَمَةِ حَقُّ الشَعبِ سِلاحَهُ وَ (حَيَاتُهُ). وَ مَنْ أرَادَ أوْ سَعى أوْ حَتى رَاوَدَتهُ نَفسُهُ بالسُوءِ أنْ يَحرمَنَا مِنهُ فُهُوُ يُعلِنُ عَلمِ أمْ لَم يَعلَمَ حُلَّ دَمُهُ. فلا مُسَاوَمَة عَل (المُقَاوَمَةِ الحَقُّ) أينَمَا كانت أو تكون؛ وَ لا مَوَائِدَ للحُوار وَ المُصَالحَةِ تُقامُ عَلى سِلاح شُعُوبهَا عَلى سِلاحِهَا عَلى المُقَاوَمَةِ.
فهَل تَعرفُونَهُمُ أوْ تَعرفُونَهَا؛ مُقَاوَمَةُ الحَقِّ أينَ اليَومَ (هِيَ) مِنَّا؟!
^
إنْ أغلَبَ الحَرَكاتِ وَ التنظِيمَاتِ المُنتشَرَةِ حَولنا وَ فِينَا وَ لَن أبَالِغَ إن قُلتُ أكثَرَهَا لا ترتقِي إلى مَعنى أوْ دَرَجَةِ أو حَتَّى (وَصفَ) المُقَاوَمَةِ الحَقّ الذِي نتأمَّلُهُ هُنا! رَغمَ الفُرُوقاتِ وَ الإختِلافاتِ البيِّنَةِ الوَاضِحَةِ بَينهَا فِكرَاً وَ أسلُوبَاً وَ (أسبَابَاً) وَ مِنهَاجَاً وَ تَشريعَاً وَ أهدَافَاً وَ تاريخا!
وَ إنْ أردَنا ترتِيبَهَا عَلى حَسَبِ (القُوَّةِ) أوْ (الأخَلاقِ) كمِثَال لنَا هُنا لوَجَدنا أنْ (أعلاهَا) مَرتبَة فِي القُوَّةِ وَ فِي ذات الوَقتِ (أدناهَا) مَرتبَة فِي الأخلاقِ تِلكَ الحَرَكَاتُ التِي أسَاسُهَا (العَصَبيَّةُ) دِينَاً أكانت أمْ قبَلِيَّة! فَهِي حَركاتٌ (فَاتِكَة) أعمَاهَا الشَيطانُ عَن الشَرع وَ التشريعِ فِي أديَانِهَا وَ مذاهِبهَا، تضربُ فِي فُجر كُلَّ مَا حَولهَا حُكمَاً أكانَ أمْ شَعبَاً لا يَنتمِي لأصلِهَا أوْ دِيانتِهَا أوْ مَذهَبهَا! فكِيفَ تُنسَبُ تِلكَ (العُصَبُ مِنَ السَفَّاحِينَ المُرتزقَةِ) إلى سُمُوِّ مَعانِي المُقَاوَمَةِ وَ الثَورَةِ؟! بَل كيفَ يُتحَاورُ فِي أدَب مَعهُمُ يُبحَثُ عَنْ سَلامٍ عَادِلٍ لهُمُ وَ اقتِسَام للأرضِ بينهُمُ وَ مَعهُمُ السُلطَة؟! وَ فِي المُقابلِ نجدُ أنْ أضعَف الحَركاتِ قُوَّةً وَ أسْمَاهَا أخلاقَاً تِلكَ (الدَاعِيَّةُ للحُرِّيَّة) دَافِعُهَا تحريرُ أرضٍ أو رَفعُ ظُلمٍ.
إذاً فلا يَصِحُّ أنْ يُطلَقَ عَلى كُلِّ (جَمَاعَةٍ) شُكِّلَت أو تشكَّلت لِسَبَب أوْ لآخَرَ وَصفُ المُقَاوَمَةِ؛ وَ لا حَقِيقة فِي أنْ نُصَدِّقَ كُلاً مِنهَا فِيمَا تُطلِقُهُ أوْ تَصِفُ بهِ كَيَانهَا! فالوَاقِعُ (أفعَالٌ) تصدُقُ الأقوالَ أوْ تُكذبُهَا وَ الحَقُّ نُوُرٌ جَلِيٌّ وَاضِحٌ!
^
وَ فِي الوَقتِ الذِي تَصعَدُ (الزعَامَةُ) وَ نجمَهَا دُونمَا تخطِيطٍ عَن قُدرَة وَ كفَاءَة وَ جَدَارَة؛ نجِدُ عَلى النقِيضِ وَ أسَفَاً هُوَ الشَائِعُ الغالِبُ أنَّهَا أيَ الزعَامَةُ مَقصَدٌ وَ غَايَة تسعَى إليهَا أنفُسٌ ضَعِيفَة وَاهِنَة مَريضَة! فكيف يُتَّبَعُ مَن هٌوَ فِي نفسِهِ (غَارقٌ) فِي نفسِه؟! بَلْ كيفَ يُتَّخذُ قائِدَاً وَ زعِيمَاً أوْ إمَامَاً مَن يَستبيحُ حَرَامَ اللهِ يَدعُو عِبَادَ اللهِ لِهتكِه؟! بَلْ مَن مِنَّا ذا الذِي سَيَأتِي يَومَ الحِسَابِ يَتعَلَّلُ بفتوَى الحَرَامِ قِيلَت لهُ مِنْ شيخِهِو ِالقائِد الزعِيم إمَامِهِ؟!
وَ سُبحَانَ الله تتشَقَّقُ (حَرَكاتُ عُصَبِ الوَهَمِ) تنشَقُّ (مُجهِضَةً) لنا وَ بنا وَ حَولنَا أشبَاحَاً مِنَ (زعَامَاتٍ فاسِقَةٍ) وَ كِلابَهَا مِنَ جَهَلَةٍ وَ فَجَرَةٍ و مُرتزقَةٍ!! وَ تَدُورُ الحَيَاةِ ؛فهلَ صِدقاً تعرفُونهَا؟!
.. فالتحيَا المُقاوَمَةُ الحَقَّ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.