الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
شاهد بالفيديو.. الفنانة إنصاف مدني تطلب من الرئيس البرهان إرسال مبلغ مالي لها (بابا برهان رسل لي غمتة مع ترباس وأمورنا جايطة يا جيش)
تصريحات جديدة لشمس الدين كباشي
عبد الماجد عبد الحميد يكتب: مصفاة الجيلي
شاهد.. سيدة الغناء السوداني ندى القلعة تطلق أغنية الموسم وتشعل بها مواقع التواصل: (دبل لي البلاء ياخدو.. دبل لي وفِش مغستي أنا في)
شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يقدم فواصل من الرقصات الأفريقية بأحد الشوارع المزدحمة بالقاهرة ونظرات المصريين له تثير ضحكات الجمهور ومتابعون: (فضحتنا في كايرو يا راسطتا)
"مأساة عالمية".. الأسر ترمي مليار وجبة يوميا بينما يعاني 800 مليون شخص الجوع
نتنياهو أدرك "الخطأ".. وتراجع عن هذا القرار
مكافحة المخدرات بسنار تضبط دفار محمل بالحشيش والكريمات – صور
بوتين: روسيا لن تهاجم الناتو لكن ستسقط طائرات "إف 16" إذا تلقتها أوكرانيا
سفن حربية روسية تدخل البحر الأحمر
فنانون مثقفون.. عن الاستثناء الصحيح!
لأول مرة.. "رومي القحطاني" سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون
"ميسي الأردن" على رادار ليفربول.. هل يستبدل صلاح؟
من لا يرحم لا يُرحم
السرعة المتهورة للحاق بالإفطار مخالفة شرعية وقانونية .. فاحذروها
توجيه بفتح بلاغات لحماية المواقع الأثرية والمجاميع المتحفية
اختيار المملكة لترؤس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة
حكومة شمال دارفور تنعي رئيس قسم الجغرافيا بكلية التربية بجامعة الفاشر – صورة
المملكة تواصل قيادة النمو في منصات الغاز بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الادعاء الإسباني يطالب بحبس روبياليس لمدة عامين ونصف
قائد لم ولن يخلق مثله
أهل السخاء والكرم
شاهد بالصور.. والي الخرطوم في معسكر المستنفرات: الاستنفار مستمر لتحقيق الانتصار الكامل والقضاء على المليشيا الإرهابية
البايرن يستعيد كين قبل الكلاسيكو
أوكرانيا وپولندا وجورجيا آخر المتأهلين إلى «يورو 2024»
البرهان يلتقي وفد مؤتمر خريجي شعب البجا – صور
شاهد.. الفنانة ندى القلعة تطلق أغنيتها الجديدة (الإنصرافي) تتغزل وتمجد فيها الناشط السوداني الشهير: (دعامي يموت بالوجع..قحاتي قام شارد نجع عشان صرفة ما بعرف الدلع)
أزمة القبلة.. النيابة العامة تحدد عقوبة روبياليس المناسبة
سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأربعاء
والي الخرطوم:نشاط المجتمع أكبر مؤشر لعودة الحياة والاستقرار
الماليةوالتأمين الصحي بالنيل الأبيض يبحثان سدادالاستحقاقات المالية للتأمين الصحى
شاهد.. صورة الفنان ترباس مع البرهان داخل القصر ببورتسودان تحقق شهرة واسعة وصحفي معروف يحذر قائد الجيش من الفنان: (أوعه ترباس يقول ليك عطشان ماشي أشرب مويه)
بعد 3 مواجهات من العيار الثقيل بطنجة وتطوان...راحة سلبية لصقور الجديان
مورينيو: رونالدو فتح الباب أمامي لتدريب ناد سعودي
الأمل المستحيل لإسرائيل
بحثاً عن حياة جديدة..إحصائية صادمة تكشف غرق أكثر من 63 ألف مهاجر
يس علي يس يكتب: كاد يمضي العام..!!
"حواء لم تُخرج آدم من الجنة".. مفتي مصر السابق يثير الجدل
«أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور
المنتخب المصري يخسر أمام رفقاء مودريتش برباعية مقابل هدفين
توجيه جديد لرئيس مجلس السيادة السوداني
لا لقاحات ولا أغذية.. جنوب دارفور يعيش أزمة إنسانية
الكشف عن صفقة تسليح جديدة بيّن إيران و" جيش البرهان" عبر الدوحة
دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء
بيان عاجل من النيابة العامة بشأن واقعة محاولة خطف حبيبة الشماع
أصل المحاسن كلها الكرم
محمد عبدالقادر: استهداف برعي .. (خذلتنا يا دكتور عبدالقادر)
اردول: خلال فترة الحرب هذه (11) شهر قد فقد الجنيه السوداني أكثر من نصف قيمته الشرائية
الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة
تدشين حصاد القمح بمشروع الجزيرة
السودان.. السلطات توضح بشأن حادثة النائب العام
حسين خوجلي يكتب: وخلونا على الحديدة
الكنز المزعوم يخطف حياة «حارس عقار»
مهازل الوعي
ما هي كمية الملح المسموحة بالأكل؟ مختصون يجيبون
حريق يقضى على عشرات المحلات التجارية بمدينة رهيد البردي.
لعلّكم تتقون
ضياء الدين بلال يكتب: لهذا يفرحون بتحرير الإذاعة يا مناع..؟!
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
أينَ الصِحَّةُ مِنَ الصِحَّةِ؟!.. أشجَانُ المَريض وَالطبيب .. بقلم: محمد حسن مصطفى
سودانيل
نشر في
سودانيل
يوم 23 - 04 - 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)--[حُقُوقٌ مِنَ الصِحَّة!]
وَ يَعتَصِمُ الأطبَاءُ أيًّ مَن كَانُوا يُضربُونَ أينمَا كَانُوا وَ يُتَنَاقَلُ الخَبَرُ وَ قد يُطبَخُ عَنهُم أو بهمُ وَ لهُمُ يُمسَخ! حُقُوقٌ لهُمُ مَشرُوعة مَغصُوبَة يُطالبُونَ بها؛ وَ (سَدَنَةٌ للحُكم) أنجَاسٌ عنهُمُ يَحجُبونها! في بَلد عَمَّهَا (الظُلمُ) وَ القَهرُ أعمَى بَصَائرَ وَ ضَمائِر سَلاطينِهَا حُكَّامَا وَ حَاشيَة! وَ تَدُورُ بالجَميع تِلكَ السَاقِيَةُ؛ وَ اللهُ وَحدَهُ العَالِمُ الشَاهِدُ عَلينا وَ (عَليهمُ).
جَاهِلٌ هُوَ مَن ظَنَّ أنَّ كُلَّ مَا يُسمَعُ أو يُبصَرُ حَقٌّ؛ وَ أحمَقٌ ذاكَ الذِي يَبحَثُ عِندَ (الفَاجِر) عَن الحَقِّ وَ العَدل! وَ الكُلُّ (مُعتصِمٌ) بحزب أو بجَمع إلا الصِحَّة أهلُها وَ مَن أحبَّ للهِ وَ فِي اللهِ العَمَل بها هَاجَر فِي اللهِ بَاحِثا عَن العَدل وَ الإنصَافِ وَ (العُمر) وَ الحَقِّ .. صِحَّة!
وَ مَن يَدري؟! مَن يَدري؟! مَن فِي ظَنِّهِ أنّ قَطعَ أرزاقَ عِبَاد الرزَّاق فَهمُ للإدَارَةِ وَ سِيَاسَة ٌ أو شَطَارَة ٌ؛ أمَّن هُوَ مِن ظُلمِهِ لِنفسِهِ ظَنَّ أنَّ العَدلَ (عَرضَاتُ رَقص) وَ هُتَافٌ فَارغٌ للمُنتفِعينَ حَولهُ أهلُ النِفاق مَن إلى النَار أنصَارهُ؟!
وَ ليَس كُلَّ مَا يُعلمُ يُقال وَ ليسَ مَن سَمِع كمَن أبصَر؛ وَ يَبقى للمَظلوم مُشرَعا مَفتوحَا بَابُ الدُعاء وَ بُشراهُ الإجَابَة بإذن الله.
فمَن يَدري مَن يَدري؟!
^
(2)--[أينَ الصِحَّةُ مِنَ الصِحَّةِ؟!]
مَنْ قَالَ أنَّ الأطِبَّاءَ (يَتمَنَّعُونَ) الذهَابَ إلى الوُلايَاتِ وَ الأقَالِيمٍ لَعَدِمِ (التحفِيزِ) هُنَاكَ؟ بَل مَنْ زَعَمَ أنَّ (التَحْفِيزَ) يَتمَثَّلُ فِي سَكنٍ وَ مَعيشَةٍ وَ ترْحِيلٍ وَ مَالِ دَعْمٍ فِي (حَوَافِز)؟! ذَاكَ اسْتِخفافٌ وَ (كَلامُ جَرَائِدَ) وَ تقلِيلٌ مِنْ شَأنِ الأطِبَّاءِ وَ أخْلاقِهِمُ. طَبَعًا هُناكَ
الإسْتِثْناءُ وَ نَحْنُ هُنا نَتحَدَّثُ عَن (القاعِدَةِ)
الإشكَالُ فِي حَقِيقتِهِ نُبَسِّطُهُ فَنقُولُ : أنَّ الطَبيبَ وَ (حَوَائِطَ المَشافِي) وَاحِدٌ فِي (فِقهِ) وَ (حِسَاب) وُزَارَاتِ الصِحَّةِ المُختَلِفَةِ! فوُجُودُ مَشفَى وَ إنْ (أطلالاً) يَعنِي حَتمِيَّةَ تَوَاجُدِ طَبِيبٍ بينَ حَوَائِطِهَا وَ إنْ (شَبَحَاً)! أمَّا بَقِيَّةُ مُسَتلزَمَاتِ الصِحَّةِ وَ مُعِينَاتِهَا فِهيَّ (كَمَالِيَّاتٌ وَ شَكليَّاتٌ) تُسْتكمَلُ مَعَ الزَمَنِ!
فإنْ كُنْتَ فِي مَكَانٍ مَا وَ عَنْ بُعدٍ لَمَحتَ مَشْفَى حُكُومِيَّ مَا فثِقْ أنَّ هُنَاكَ طَبيبٌ مَا!َ لكِنْ هَل تَحتَ تَصَرُّفِ ذاكَ المِسكِين مَا يَخدُمُ الصِحَّةَ؟! تِلكَ هِي حَقيقةُ المُشْكِلَةِ.
فإلى (الأطِبَّاءِ الحَوَائِطِ) نحكي قِصَصَا؛..
دَاخِلَ مَشْفَى (حُكُومِيٍّ) مُتَخَصِّصٍ كَبيرٍ فِي (العَاصِمَةِ) بَعْدَ السَاعَةِ11 ليلاً المَعْمَلُ يُغْلَقُ وَ الأشِعَةُ وَ الأطِبَّاءُ وَ المُمَرضِينَ وَ الصَيْدَلِيَّ (وَحْدَهُمُ) يَسْهَرُونَ الليَالِي يَكْشِفونَ يُعَالِجُونَ بِلا أشِعَّةٍ وَ لا فُحُوصَاتٍ وَ تَحَالِيلٍ! فَالبنسْبَةِ للمُوَاطِنِ البَسِيطِ أسْعَارُ المَعَامِلِ وَ الأشِعَّةِ الخَارِجيَّةِ (الخَاصَّةِ) إنْ كانت سَاهِرَةً مَفتُوحَةَ الأبَوابِ لهُمُ (فوْقَ طَاقَتِهِ)! فَيَنْتَظِرُ الجَمِيعُ وَ يَسْتَمِرُّ العِلاجُ وَ بإذِن اللهِ سَلامَةٌ حَتَّى (الصَبَاحِ بِدَايَةِ الدَوَامِ) وَ عَوْدَةِ أهْلِ الأشِعَّةِ وَ المَعْمَلِ!
وَ فِي مَشْفَى (حُكُومِيٍّ) لِحَاضِرَةِ وُلايَةِ؛ إنْ إحْتَاجَ الطَبيبُ المُناوبُ ليلاً بَعْدَ 10 ليلاً إجْرَاءَ أشِعَّةٍ عَاجلَةٍ أوْ عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ طَارئَةٍ فَيَتَوَجَّبُ عَليهِ أنْ يَمْلاءَ (إسْتِمَارَةَ إسْتِدْعَاءٍ لأطقُمُ الأشعة و العَلمَليَّات أوْ يَكْتُبَ طَلبَاً يُحَدِّدُ فِيهِ الحَالَةَ وَ التَشْخِيصَ وَ (دَرَجَةِ ضَرُورَةِ الإستِدعَاءِ) عَاجِلٌ أمْ يُمْكِنُ إنْتِظَارَ ( دَوَامِ الصَباحِ ) وَ الصَباحُ رَباحٌ!
وَ فِي العَاصِمَةِ وَ الوُلايَاتِ مَعَ إسْتِثنَاءَ هُنَاكَ فُحُوصَاتٌ رغمَ أهَميِّتِهَا لا تُجْرَى إلا فِي (مَعَامِلِ الصَباحِ) الحُكُومِيَّةِ دُونما دَاع عِلمِيٍّ حقيقي يَمنعُها!
وَ يَنْعِقُونَ بِنَا يَنهَقُونَ جَهْلاً وَ ظُلمَاً وَ وَقاحَةً أيْنَ الدُكُتور؟! بَلْ أيْنَ مَشْفاكَ المُتَكامِلُ يَا مُواطِن؟! أيْنَ وَزيرُ الصِحَّةِ؟!!
يَبدُو أنَّنَا أطِبَّاءً نَحْتاجُ (تدريبَاً) مَا يَجعَلُنَا (سُوبرمَانَاً) مَا؛ لنَا نَظَرٌ خَارِقٌ يَخْتَرِقُ أجسَامَ المَرْضَى فنَرى عَبْرَهُ مَشَاكِلَ الجِسْمِ كُلِّهَا لَحمَاً وَ دَمَّاً وَ عَظمَاً! عِنْدَهَا لَنْ نَحتاجَ إلى تِلكَ (الحَوَائِطِ) وَ المَشَافِي ؟!
سين سُؤال : تُريدُ طَبيبَاً؟
.. إذاً جيم الجَواب : هَاكَ مِنِّي تَشْخِيصَاً (عَلى الطَائِر) !!
^
(3)--[سُوقُ الصِحَّةِ!]
وَ للمُطَّلِعِ وَ المُرَاقِبِ أوْ عَلى مَاذا التنظِيرُ هُنا لِلمُنتَسِبِ للحَقلِ الصِحِّي
كثِيرٌ مِنَ المُلاحَظَاتِ وَ الإنتِقَادَاتِ عَلى بَرَامِج وُزارَاتِ الصِحَّةِ عِندَنا! لكِن فِي ظِلِّ (الفَوضَى السِيَاسِيَّةِ) هُنا وَ تحتَ خُضُوعِنا قَسرَاً وَ قَهرَاً لِطَوَاغِيتِ الأحزَابِ وَ الحَرَكاتِ وَ السَاسَةِ مِن كُلِّ الأعمَار المُتزاحِمِينَ أمَامَنَا الدَافِعِينَ لنا؛ تتلاشى أصوَاتُ الحَقِّ) فِي فَرَاغَاتِ الضَمائِر هُنا!
وَ يَتَجَلَّى جَهلُ أوْ تَجَاهُلُ كِبَارَاتِ العَمَلِ الإدَاريِّ فِي الصِحَّةِ وَ عَدَمَ إخلاصِهِمُ للهِ قبلَ عِبَادِهِ! فالحَوجَة ُ مُعلنَةٌ مِنهُمُ للأطِبَّاءِ لِسَدِّ النَقصِ القَدِيمِ المُزمِنِ فِي البلادِ الشَاسِعَةِ، وَ بَينمَا مَا شَاءَ اللهُ كَثُرَت فِينَا كُلِيَّاتُ الطِبِّ وَ الصِحَّةِ وَ فَاضَ عَلينَا الأطِبَّاءُ ذكورَاً وَ إناثَاً لكِنَّ الحَوجَة مازالت قائِمة وَسطَ تَبَايُن فِي مُستَوى الاختصَاصِيِّن بَيننا!
وَ حَتَّى نخرُجُ بفائِدَةٍ بإذِن اللهِ مِنَ الكلام هُنا سَأبدَأ مُتأمِّلاً مَعَكُمُ الحَالَ الآنَ هكذا: مَا أهَمُّ التخَصٌّصَاتِ التِي تفتقِدُهَا إلى يَومِنا هَذا بلادُنا؟! وَ قبلَ أنْ نتسَرَّعَ بالإجَابَةِ أوْ التنظِير؛ هذا سُؤالٌ يَستوجِبُ إحصَائِيَّاتٍ مِهَنيَّةٍ عِلمِيَّةٍ دَقِيقةٍ لا أملِكُهَا وَ لا يَحِقُّ لِيَ السُؤالُ للإطِّلاعِ عَليهَا؛ لذلِكَ لا مَعنى للإجَابَةِ عَليهِ مِنَّا!
لكِنَّ يُمكِنُنَا إعَادَة ُ صِياغَةِ السُؤالِ هكذا: هَلْ تَحوي مَشافِي الوُلايَاتِ الرَئيسِيَّة مُختلَفَ التخَصُّصَاتِ الطِبِّيَّة؟! وَ سَيَجدُ كُلٌّ مِنَّا نَفسَهُ قَادِرٌ عَلى الإجَابَةِ وَ (الشَهَادَةِ بالحَقِّ) عَمَّا يَعلَمَهُ وَ شَاهَدَهُ وَ عرفَهُ مِنْ أمْر مَشفى وُلايَتِهِ؛ وَ دُونَمَا اتِّهَامَاتٍ أوْ تشكِيكٍ فِي المَقَاصِدِ وَ النِيَّات!
وَ لعَلَّ مَا أفسَدَ بَعضَ كِبَار الأطِبَّاءِ وَ الأساتِذةِ عِندَنا رَغمَ كونِهِمُ تلقَّوا التدريبَ وَ التعلِيمَ عَلى (حِسَاب الدَولةِ) وَ فِي ( أزمِنةٍ ) تُعَدُّ (ذهبَّية) فِي تاريخِ التعلِيمَ عِندَنا وَ عَبرَ بَعثَاتٍ إلى أرقى كُلِيَّاتِ الطِبِّ العَالمِيَّةِ مَرجِعَهُ إلى الصِرَاعِ المُستمرِّ القائِمِ هُنا بينَ (المَصَلحَةِ وَ المَنفَعَةِ)! دَفعَ صِغارَ الأطبَّاءِ لإعَادَةِ حِسَابَاتِهِمُ فِي مَجالاتِ التخَصًّصِ التِي تُعينُهُمُ عَلى المُستقبَلِ هُنا! وَ بَينَمَا اتجَهَ فِي سُهُولةٍ (تَابعِي الأحزَابِ الحاكِمَةِ) مِنهُمُ للعَملِ الطِبِّي الإدَاري فِي الوُزارَاتِ وَ المَشافِي المُختلِفَةِ؛ تَوَزَّعَ ( البقِيَّةُ ) حَسَبَ الوَسَاطَاتِ وَ البعَثاتِ وَ المِنحِ المُتاحَةُ لهُمُ مِنْ وَسَاطاتِهِمُ الوَزاريَّةِ أوْ أحزابِهِمُ أوْ مُنظَّمَاتِ الأمَمِ أوْ (نفقَاتِ أهلِهِمُ) للتَخًّصص طَبيباً! فيَرتقِي ليُشاركَ فِي (المَعمَعَةِ) وَ (سُوق الصِحَّةِ)!
^
(4)--[قَشَّة ٌ الصِحَّة!]
قد أكُونُ قَسَوتُ بَعضَ الشَيءِ عَلى (أهلِ الصِحَّةِ الحِكُومِيَّةِ) هُنا فِي وَزارَاتِهِمُ وَ إدَارَاتِهِمُ وَ تخصُّصَاتِهِمُ المُختلِفةِ؛ لِكِنِّي أشهِدَ اللهَ أنِّي لا أقصِدُ إلا الخَيرَ لهُمُ وَ بِهِمُ. وَ كلامِي عَمَّا أرَاهُ وَ أعلَمَهُ وَ أعيشَهُ وَ أخُوضَهُ مُوَاطِنَاً طَبيبَاً بَسيطَاً مَعَهُمُ وَ بَينَهُمُ.
وَ إن كانَ عِندَ البَعضِ لا يَجوزُ تَعمِيمَهُ مُفترِضَاً أنَّها تجَاربٌ وَ ظُرُوفٌ لهَا وَ حَولهَا خَاصَّة؛ لكِنَّا لا نتحَدَّثُ عَن إشكالاتٍ وَ مَشاكِلَ فِي وُرَشٍ وَ مَراكز صِيَانَةٍ بَلْ عَن (صِحَّةِ الإنسَان) حَديثُنا فكانَ لزامَاً عَلينا أن نَشهَدَ الحَقَّ عَلينا أوْ لنا سَعيَاً لِمَرضَاةِ اللهِ وَ توفِيقهِ مُشهِدِينَهُ تعالى وَحدَهُ عَلى مَا نَقُولُ هُنا.
إذاً لِنُوَاصِلَ الكلامَ عَن الصِحَّةِ وَ أهلِهَا وَ أهلِنَا هُنا؛ وَ ليسَ بَعِيدَاً عَن حَال الصِحَّةِ الحُكومِيَّةِ حَالُ الصِحَّةِ فِي قِطَاعَاتِ مُجاورَةٍ لهَا مِن الخَاصِّ وَ الاستِثمَار وَ الأجهزةِ النِظَامِيَّةِ الأخرَى!
وَ سَنتأمَّلُ الحَالَ فِي تِلكَ الأخيرَةِ الأجهِزةِ النِظَامِيَّةِ وَ أعنِي بهَا الجَيشَ وَ (سِلاحِهِ الطِبِّيُّ) وَ الشُرطَة وَ (خِدَمَاتِها الطِبيَّةِ).
فَرَغمَّ أنَّ أهلَ الصِحَّةِ فِيهمَا هُمُ الذِينَ يَقُودُونَ دَفَّة الإدَارَةِ الطِبِّيَّةِ سَعيَاً لِتوفِير الخِدَمَاتِ الصِحِيَّةِ لِمُنتسِبيهمَا وَ أسَرهِمُ أوَّلاً ثُمَّ للمُواطِنِ ثانِيَاً؛ إلا أنَّ المُلاحَظَ أنَّ (التفكِيرَ العَسكريَّ) فِيهمَا غَلَبَ (الوَعيَّ الصِحِّيَّ)!
فمَجَالُ الصِحَّةِ فِي كُلِّ فُرُوعِهِ وَ مَجَالاتِهِ دَاعٍ للتأمُّلِ وَ التفَكُّر وَ التَعَلُّم مِنَ التَجَاربَ وَ أخذ الحِكمَة مِنهَا وَ الصَوَابَ، فهُوَ دَافِعٌ للتفكِير الهَادِفِ البَنَّاءِ الخَلاقِ فِي كيفِيَّةِ دَفع الضَرَرِ قبلَ أوَّل إشَارَاتِ اقتِرَابهِ فالوقَايَة ُ هِيَ الغايَة ُ مَعَ حَتمِيَّةِ توفير العِلاج.
لكِنَّ (الفوَضَى) المُشَاهَدَة فِي إدَارَاتِ تِلكَ الأجهِزَةِ النِظامِيَّةِ الصِحيَّةِ وَ التَضَارُبُ الفاضِحُ مَا بينَ الأوَامِر وَ التعلِيمَاتِ وَ الوَسَاطَاتِ وَ التوصِيَاتِ أفسَدَ (مِنهَاجَ أهلَ صِحَّةِ) مِنهُمُ فنَجِدُ أنَّ الإدَارَاتَ الصِحيَّةَ فِيهِمَا فاقِدَة ٌ للتخطِيطِ فهمَاً وَ عَملاً وَ حِكمَةً؛ لا تُجِيدُ وَضَعَ بَرَامِجَ وَ لوَائِحَ فِي كيفِيَّةِ التنسِيبِ وَ استِيعَابِ الكوَادِرِ المُختلِفةِ وَ رَسمِ طُرُقٍ للتدريبِ وَ التأهيلِ تَرتَقي بتلكَ الكَوَادِر فِي سَعيٍّ (للاكتِفاءِ الدَائِمِ المُستمِرِّ المُستقِرِّ المُتجَدِّدِ) فِي كُلِّ التَخصًّصَاتِ الصِحيَّةِ فيهَا! بَل وَ لا رُؤيَة لِديهِمُ وَ لا حِكمَة فِي الاختيَار مَا بينَ الذكر وَ الأنثَى!
حَتَّى تَجَلَّى لهُمُ فجأةً كثرَة إقبَالِ الإنَاثِ للانتسَابِ إليهِمُ سَوَاءً لِجَمَالِ الزيِّ العَسكريِّ أوْ الامتِيَازاتِ وَ المَعاش وَ الحَوافِز المُتَاحَةِ وَ المَوعُودَةِ أكثرَ مِنَ الذكوُر! وَ ما ذاكَ إلا لأنَّهُنَّ عَلِمنَ حَقيقةَ أنَّهُنَّ (لن) يُرسَلنَ أوْ يُبعثنَ أبعَدَ مِن مَنطِقةِ سَكنِ أهلِهَنَّ! فالأوَّلادُ وَحدَهُمُ هُمُ الذِينَ يُساقُونَ فِي تِلكَ المَناطِقِ وَ يُنفَونَ فِيهَا! وَ طَبَعَاً لستُ مُتحَامِلاً عَليهِنَّ مَعاذ اللهِ لكِنِّي كُنتُ هُناكَ وَ هُنا!
إذاً فالعَيبُ ليسَ أسَاسُهُ الأنظِمَة ُ هُناكَ أوْ هُنالِكَ أوْ .. هُنا ؛ بَل فِي (العَقلِيَّةِ الصِحِّيَّةِ) التِي تُشاركُ فِي إدَارَةِ القرَار لا صِنَاعَتِهِ فِي كُلِّ مُؤسَّسَاتِ وَ مَرَاكز وَ مَرافِقِ الصِحَّةِ! عَقلِيَّة ٌ (قَاصِرٌ) تفكِيرُهَا عَقيمٌ شَائِخٌ لا يَستجِيبُ للحَيَاةِ إلا رُدُودَ أفعَالٍ وَاهِنَةٍ لأحدَاثٍ وَ أسبَابٍ وَ حَاجَاتٍ! وَ رَغمَّ وَ هِيَ شَهَادَة ٌ أنَّ (السِلاحَ الطِبِّيَّ)تَمَيَّزَ فِي تَوسُّعِ مُستشفيَاتِهِ وَ مَراكِزِهِ وَ انتِشَارهِ فِي وُلايَاتِ السُودَانِ وَ مُدُنِهِ تَوسُّعَاً يَجعَلَهُ قادِرَاً عَلى مُسَانَدَةِ وُزارَاتِ الصِحَّةِ أوْ حَتَّى و لا مُبَالغة التَفَوُّقَ عَليهَا؛ إلا أنَّهُ مَازالَ يَفتقِدُ بكُلِّ وُضُوحٍ وَ الأدِلَّة ُ كثيرَة ٌ (للكَوادِر الصِحيَّةِ) القادِرَة المُؤهَّلةِ! وَ مَا ذاكَ إلا الدَليلُ عَلى عَقمِ الفِكر الصِحيُّ أوْ النِيَّةِ عندَ قِيَادَاتِهِمُ! وَ عَليهِمُ التجدِيدُ وَ الدَفعُ بدِمَاءٍ حَارَّةٍ شَابَّةٍ قَادِرَة عَلى (خَلقِ الخَيَالِ وَاقِعَاً) يَستفِيدُ مِنْ قُدُرَاتِ مَفخرَتِنا الجَيشَ.
أمَّ (الشُرطَةُ) فمَازالت تُحَاولُ إثبَاتَ تَوَاجُدِهَا الصِحيَّ؛ وَ عَلَّ أهمَّ انجَاز يُحسَبُ لهَا
هُوَ جَامِعَة ُ الربَاطِ وَ كُليَّاتُ الصِحَّةِ المُرَافِقةِ لهَا، وَ مَا صَاحَبَ ذاكَ مِنْ استقدَامٍ لخِبَرَاتٍ مَشهُودٌ لهَا. لكِنَّ إشكالهَا قابعٌ فِي (إدَارَةِ الشُئُونِ الصِحيَّةِ وَ خِدَماتِهَا) فِيهَا؛ فلا مَنهَجَ مُبَرمَجٌ وَاضِحٌ لدَيهِمُ وَ لا رُؤيَة ٌ للتنسيبِ وَ التدريبِ!
وَ أخيرَاً إنَّ نَظرَةَ إخوَتِنا فِي العَسكر وَ المُعَسكر فِي تَحَكُّمِهِمُ (اللا) مَدرُوسَ (اللا) عَادِلَ (اللا) عِلمِيَّ (اللا) مَنهَجِيَّ فِي مَصير وَ مُستقبَلِ المُنتسبينَ إليهِمُ (الصِغارُ مِن أهلِ الصِحَّةِ) هِيَ مَا تَضربُ الجُدُرَ بَينهُمُ وَ بَينَ اجتِذابِهِمُ لِتلكَ الكَوَادِرَ التِي تضعُ الأخلاقَ نَصبَ الأعيُنِ تَخافُ اللهَ وَ اللهَ وَحدَهُ! وَ استِمرَارَهُمُ فِي ذاتِ النَهجِ وَ الأسلُوبِ هُوَ النِهَايَة ُ التِي سَيكتُبُونهَا لأنفُسِهِمُ وَ لأسَرهِمُ صِحِيَّاً أكانَت أمْ مِهنِيَّاً؛ فكُلَّ مَا سَيحصُلُونَ عَليهِ شَبَابٌ مِنْ عِلَّةٍ يَبحَثُ عَن سُلطَةٍ وَ قِلَّة ٌعِندَهَا الأخلاقُ تُصارعُ الحَيَاة لِتكُونَ أو لا تَكُونَ تُحاولُ مَعَهُمُ التَعَلُّقَ ( بِقَشَّةٍ )!
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الأيَّامُ الخَالِدَة .. بقلم: محمد حسن مصطفى محمد حسن
حَرَكَاتٌ وَالمُقَاوَمَة ؛ الحَقُّ والباطِلُ وَالخيَال!! .. بقلم: محمد حسن مصطفى
حَبلُ القَضَاء .. بقلم: محمد حسن مصطفى
وَطَنٌ مِنَ الأضغَاث وَ الأحلام ! .. بقلم: أخوكم محمد حسن مصطفى
الخَصمُ وَالحَكمُ - لكِ اللهُ يَا دَولِيَّة! .. بقلم: محمد حسن مصطفى
أبلغ عن إشهار غير لائق