يقيم اصدقاء ورفاق الراحل عثمان حميدة مساء اليوم (الخميس) تخليداً لذكراه بدار إتحاد الكتاب السودانيين بالخرطوم (العمارات شارع 29). ويخاطب التأبين عدد من اصدقاء الفقيد وزملائه ومعارفه. وكان حميدة قد فارق الحياة الشهر الماضي باحد مستشفيات مدينة جوهانسبرج في جنوب افريقيا ووري الثري قبل ايام في العاصمة البريطانية لندن حيث تقيم زوجته وابنيه. والراحل من مواليد مدينة ودمدني فى العام 1962، تخرج من كلية الاقتصاد – جامعة الخرطوم فى العام 1984، وحصل على الدبلوم العالي من" مركز البحوث والدراسات الإنمائية " فى العام 1986 كما حصل علي الماجستير من جامعة سوانزيا في بريطانيا. بدأ حياته العملية بوزارة المالية فيما كان ناشطاً سياسياً، وعانى جرّاء ذلك من الاعتقال والتشريد حيث تم اعتقاله فى العام 1990 ليمضي عاماً ونصف داخل معتقلات الأجهزة الأمنية، قبل مغادرته السودان ليستقر في بريطانيا التي منحته جنسيتها. وأظهر من وقت مبكر اهتماماً بقضايا "مناهضة الفقر والعدالة الاجتماعية" وأسس وساهم في تأسيس عدد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية من ضمنها "المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب" فى العام 1993 وشغل منصب مديرها التنفيذي حتى عام 2006، و "مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة" 2003م، "مركز الأمل لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب" 2004 في نيالا والفاشر بدارفور والتى نالت مجموعتها عدة جوائز عالمية على أدائها، كما ساهم بفاعلية في تسليط الضوء علي قضية دارفور، وتشكيل الرأي العام العالمي الحقوقي والسياسي والإعلامي حول القضية، وكان من أبرز الأصوات السودانية في المحافل الحقوقية الدولية. وساهم فى تكوين مجموعة من الشبكات قوامها محامون، صحفيون، وأطباء من الجنسين، للتوثيق لحالات انتهاك حقوق الإنسان، بهدف إيقاف الإنتهاكات ومساءلة المنتهكين ورفع الحصانة عنهم ومن مقولاته المشهورة بهذا الصدد : "إننا نجمع الأدلة، وسننال من الجناة في نهاية الأمر". وكان احد مؤسسي "المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام" في العام 2009 ومديره التنفيذي حتي تاريخ وفاته. وقد شكل تأسيس المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام نقله نوعية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في السودان، حيث ساعد الذكاء المتقد في ذهن عثمان على تسجيل المركز كمنظمة دولية، مقرها في لندن ونيويورك، وهدفها العمل على تعزيز وحماية حقوق الإنسان في السودان. و كان تأسيس المركز الأفريقي في ذات العام الذى أُغلق فيه "مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة"، عقب اعتقاله واثنين من زملائه فى نوفمبر من العام 2008 وتعرضهم للتعذيب بواسطة السلطات الأمنية بسبب جهودهم من أجل العدالة والمحاسبة في قضية دارفور مما دفعهم لمغادرة البلاد، ليؤرخ ذلك العام لآخر أيام وجوده فى الوطن. وشارك عثمان حميدة في العديد من المُهمات والبعثات الحقوقية الدولية، منها بعثة تحقيق وتقصي تابعة للمحكمة الجنائية الدولية حول اتهامات ضد قائد جيش الرب جوزيف كوني، بارتكاب جرائم ضد المدنيين في شمال أوغندا. كما شارك في بعثات دولية لتقصي الحقائق حول انتهاكات حقوق الإنسان في كل من تشاد، ليبيا، وزيمبابوي، ومؤخراً سوريا. وعصر الخميس 17 أبريل 2014 فارق الحياة بمستشفي صننغ هيل، بمدينة جوهانسبيرج- جنوب أفريقيا، إثر مضاعفات لأزمة قلبية ألمّت به بالعاصمة الكينية نيروبي، أثناء ورشة حول المناصرة لقضايا حقوق الإنسان في السودان. ووري جثمانه الثرى بمدينة لندن ظهيرة السبت 26 أبريل 2014. متزوج من الدكتورة عزة صلاح مالك وأب لطفلين: نايل (8 سنوات) ريان (3سنوات) – مقيمين ببريطانيا. //////////