فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر من المؤكد أن المفاوضات الإطارية التمهيدية التي جرت بالدوحة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة بإشراف الدبلوماسية القطرية المدعومة برعاية دولية وأفريقية تهدف في نهاية المطاف إلى تحقيق القسمة العادلة للسلطة والثروة في إقليم دارفور ومن ثم تحقيق السلام العادل والشامل والنهائي في إقليم دارفور الحبيب ذلك الإقليم الذي كانت تحكمه حتى عام 1916 مملكة الفور الأقوى أفريقياً باعتراف المستعمرين الإنجليز والتي لم يستطع الإنجليز إسقاطها إلا بعد استخدام الطائرات للمرة الأولى في تاريخ القارة الإفريقية!وإذا كانت الدبلوماسية القطرية قد نجحت في حل المشكلة اللبنانية الأكثر تعقيداً بسبب التركيبة الفسيفسائية العقائدية الشديدة التباين في لبنان فهي الأقدر على حل مشكلة دارفور الأقل تعقيداً بسبب القواسم المشتركة الكثيرة التي تربط سودانيي دارفور بسودانيي شمال ووسط وجنوب وشرق السودان، ولكن لكي تتمكن الوساطة القطرية من مساعدة السودانيين في حل ملف دارفور الشائك يجب على الفرقاء السودانيين أن يساعدوا أنفسهم بعدم فرض اللاءات والإملاءات التي تتنافى مع مفهوم العملية التفاوضية كما يجب عليهم البعد عن عمليات الإقصاء عبر تأجيج الانقسام الدارفوري الدارفوري لأن ذلك لن يؤدي إلى السلام العادل والشامل بأي حال من الأحوال!وإذا كنا كسودانيين لدينا أحلام سياسية مختلفة فإننا نتطلع إلى تحقيق حلم سوداني واحد ومشترك ، لقد تعب شعب السودان من الاقتتال شرقاً وغرباً وجنوباً كما أن الأمة السودانية تدرك جيداً أن القتلى من الجانبين في دارفور هم ليسوا قتلى القوات الحكومية من جهة أو قتلى حركة العدل والمساواة من جهة أخرى وإنما هم قتلى سودانيون سواء أكان عددهم عشرة ألف أم مئتا ألف!ورغم المخاطر الدولية التي تكنتف الملف الدارفوري وتحوم حوله فإن أهلنا البسطاء في الفاشر ونيالا والضعين وغبيش والنهود والخوي التي قال فيها أحد شعرائنا الأفذاذ : الناسُ مرقدها النهود وأنت مرقدك الخوي لو كنت تدري ما النهود لطويت الأرض طي!وأهلنا الطيبين في بورتسودان وكسلا ، جوبا وملكال ، سنار وكوستي ، الجيلي ، شندي عطبرة ، بربر والباوقة التي وصفها أحد شعراء الشمال بأنها جنة العشاق ، هؤلاء وأؤلئك يتطلعون جميعاً إلى قمة دارفور بالدوحة وأياديهم على قلوبهم والكرة الآن في الملعب السوداني وعلى الفريقين السودانيين مساعدة الحكم القطري باللعب النظيف والأخلاق الرياضية وإحراز الأهداف التي تطرب الجماهير السودانية داخل وخارج السودان فقد سئمنا من مسلسل الهزائم السياسية التي يدفع ثمنها كل الشعب السوداني بلا استثناء!