أجمعت كثيرٌ من كُتب السُّنن على أن صلاة التراويح في ليالي رمضان سُنة مُؤكدة، لحديث السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت: "صلى رسول الله في المسجد، فصلى بصلاته ناس كثير، ثم صلى من القابلة فكثروا، ثم اجتمعوا من الليل الثالثة، فلم يخرج إليهم، فلما أصبح قال: قد رأيت صنيعكم، فما يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم". وذلك في رمضان متقف عليه. أما ماهية صلاة التراويح؟ هي الصلاة التي تُصلى جماعةً في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سُميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمع عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر. وتُعرف كذلك بقيام رمضان. وفي بعض البلاد الإسلامية تقليد في استراحة ما بين ركعات القيام تُلقى موعظة وتذكرة على المصلين ليتفقهوا في أمور دينهم، وتذكرة، من باب " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ". وصلاة التراويح ترقى بروحانيات المؤمن، وتغيظ الشيطان وحزبه. وأحسب أنه من المعلوم بالضرورة أن صلاة التراويح من العبادات الرمضانية التي يحرص الصائمون على أدائها أو يحرص المسلمون على أدائها، وحتى نستطيع أداءها على الوجه الأمثل وبالطريقة الصحيحة، كان من الضروري أن نفهم ماهية الصلاة وأصلها وكيفيتها. أخلص إلى أن صلاة التراويح فضلها مُثبت في كتب السنن، إذ حث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحض على قيام رمضان ورغّب فيه، ولم يعزم، وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليها، فعلى جميع المسلمين أن يحبوا سنة نبيهم وأن لا يتهاونوا فيها ولا يشاغلوا عنها بما لا فائدة منه. فقد قرن بين الصيام والقيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: "سمعت رسول الله يقول لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه". وزاد النسائي في رواية له في سننه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر". كما قال الحافظ في الفتح. وقال الحافظ ابن حجر: "ظاهره يتناول الصغائر والكبائر، وبه جزم ابن المنذر. وقال النووي: المعروف أن يختص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين. قال بعضهم: ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة. =====