عند الاعتداء الغاشم للدولة الصهيونية على غزة استنكرت الخارجية المصرية ذلك الاعتداء وتقدمت فورا بمبادرة لإيقاف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل المقاومة بعد الاتفاق مع ابومازن رييس السلطة. والاسراييليين على الأساس الاتى 1- ان توقف إسرائيل الاعتداءات البرية والقصف الجوى والبحرى 2-ان توقف الفصائل الاعتداء المتبادل مع إسرائيل بالصواريخ وفوق الأرض وتحته 3-ان يرفع الحصار عن غزة بفتح جميع المعابر 4-ان يحضر وفد موحد من الفصائل ومن الحكومة الإسرائيلية الى مصر لإجراء مفاوضات غير مباشرة لاستكمال التفاوض على بقية القضايا على أساس اتفاق القاهرة 2012 والقضايا هى :- الميناء والمطار ونطاق الصيد البحرى والإفراج عن المعتقلين بعد حادث مقتل الإسرائيليون الثلاثة فى الضفة الغربية وبما ان الاتفاق كان مع السلطة التى كونت الحكومة الفلسطينية الموحدة قبل الاعتداء أعلنت مصر فحوى المبادرة وقامت الدنيا ولم تقعد واجتمع المختلفون مع السلطة المصرية سياسيا من جماعات الإسلام السياسى والدول الداعمة لهم مثل تركياوقطر وحرضوا حماس على رفض المبادرة حتى قبل ان تتسلمها رسميا لا من مصر ولاحتًى من وفد السلطة الفلسطينية الذى وافق على المبادرة قبل إعلانها ليس ذلك فحسب بل شنت حملة جائرة من جهات عدة على مصر وصفتها بانها العدو الاساسى للشعب الفلسطينى وأنها طرف منحاز لإسرائيل وأخذوا فى المقارنة بين ما اسموه مبادرة مرسى (الوطنية) ومبادرة السيسى (العميل) عندها صدور المبادرة كان الضحايا 150 شهيد 200 مصاب والإنفاق لم تمس اغلبها ومنظومة الصواريخ فى كامل قوتها وسارعت قطروتركيا الى فرنسا ليلعبوا الدور بديلا لمصر وطرحوا فى الإعلام مبادرة من بنود عدة قالوا أنها تحفظ كرامة المقاومة وتحفظ حقوق الشعب الفلسطينى الذى أهدرتها المبادرة المصرية وقامت الجزيرة بحملة تسويق واسعة لها وعند اجتماع وزيرى خارجية تركياوقطر بنظرايهم قالوا لهم حسب تعبير احد الدبلوماسيين العرب ( هذه اللعبة أكبر منكم )ولان الدولتين لا تستطيعان مخالفة الأمريكان والأوربيين لأسباب مختلفة لا تخفى على القارىء تراجعا بعد الاجتماع وصمت التركًى أما القطرى فقدخرج علينا فى الجزيرة فى مقابلة طويلة يدارى خجله معلنا انه لم تكون هناك مبادرة قطرية تركية أصلا وانه (يحترم ) الدور المصرى مشكلة الكثيرين أنهم لا يقرؤون مصر حضارة وتاريخا وثقافة لا يعرفون جمال الدين الافغانى الذى عرف مصر أكثر من بعض أبنائه ولا من هو جمال حمدان فى تشخيص الشخصية المصرية وعبقرية المكان وعادوا ولازالوا يعادون جمال عبد الناصر الذى كانت حرب فلسطين 48 سببا مباشرا فى قيام ثورة. يوليو التى غيرت وجه الأمة العربية والقارة الأفريقية والعالم الثالث والذى أسس النواة الأولى للمقاومة الفلسطينية وأمدها بأول طلقة وجهت لإسرائيل بل اشك فى ان هولاء تابعوا حتى جمال الغيطانى الذى يؤرخ لمصر هذه الأيام هولاء يعتقدون ان تاريخ مصر قد بدا بمرسى وانتهى بالسيسى وهذا خطاهم القاتل الذى يحاصرهم ويمنع عنهم روية الحجم الحاضرى لمصر. أنهم لا يعلمون ان نفس المؤسسة أو الجهة هى التى أعدت مبادرة 2012 هم الذين صاغوا مبادرة 2014 اذن هى مصروليس مرسى أو السيسى أي شخص يتابع ويعرف مصر يعلم ان هنالك ثلاث ملفات فى سياسة مصر الخارجية لا توجد لدى اى جهة فى مصر تلك هى ملفات اسراييل وفلسطين والسودان بعد صلاح سالم وذكريا محى الدين هذه الملفات ممسوكة حصريا فى المخابرات العامة إذن إدارة فلسطين وإسرائيل فى الخابرات هى التى اعدت المبادرتين 2012 و2014 ونفس الأشخاص تقريبا هم الذين قابلوا وحاوروا خالد مشعل وإخوانه فى 98 أيام مبارك و2012 أيام مرسى وهم الذين قابلوا واتفقوا مع ابو مازن 2014 وهم الذين صاغو المبادرتين إذن المبادرتان المصريتان أصدرتها الموسسات فى الحالتين الفرق ليس فى مصر اذن الاختلاف فى الطرف. الفلسطينى (حماس )التى قبلت المبادرة الأولى فورا وأوقفت إطلاق ليس الصواريخ فحسب بل حتى اطلاق رصاصة واحدة باعتبار لا يتعلق بالوطن الفلسطينى إنما اعتقادا منها ان ذلك يقوًى سلطة الإخوان فى مصر فى نظر أمريكا ويدعم النظريةالخاطئة الشائعة.فى الغرب على الأقل فى ذلك الوقت ان الإخوان المسلمين هم اقدر الناس على تحجيم الإسلام المتطرف نشاهد هذا التصرف من حماس رغم ان اتفاقية 2012 المسماه اتفاقية مرسى لم تحقق بند واحد من مطالب حماس سوى وقف إطلاق النار ثم تابعوا الان احتفالات حماس بالنصر فى غزة اليوم للتهدئة على أساس نفس المبادرة التى رفضتها فى البداية لم يزد عليها سوي قضية الصيد فى حدود 6 ميل التى كانت للتفاوض مع المطار والميناء والمعتقلين إذن مصر القمت من زمرها ببيع القضية حجرا فى تلك الفترةارتفع شهداء غزة من 150 الًى 2200 والجرحى من 150 الى 11 ألف وفقدت المقاومة 60 فى المائة من الصواريخ و أكثر منها من الإنفاق كما أوردت بعض المصادر المراقبة ندعى أننا فى السودان أكثر شعوب الأرض قاطبة معرفة وفهما لسلوك أحزاب وتنظيمات الإسلام السياسي تجاه قضية اى وطن فلم يحكم اى شعب فى العالم 25 عاما من هولاء سوى الشعب السودانًى ولمس صدق ما يرددون ان وطنهم الكون وهوأساس دعوتهم الأممية فلو كان السودان فى نظر تلك الجماعات وطنهم لما مزقوا الوطن للحفاظ على الجماعة ولو كان شعبنا يهمهم لما ضحوا بشعبنا قتلا وجوعا وفقرا ومرضا وفى النهاية يقولون أن الوطن بخير طالما ان الجماعة بخير ان غزة التى. صمدت ضد العدوان الغاشم وقدمت التضحيات تحتاج الان الى عمل سياسى من حكومة التوافق الوطنًًى وعلى المقاومة ان تبعد عن المحاور الإقليمية والدولية وان تنأى بنفسها عن خلق أية حساسية سواء مع إخوتهم فى السلطة لان ذلك يحقق هدف نتنياهو الاساسى من هذه الحرب وهو تحطيم وحدة الفلسطينيين أو خلق معارك ذات اغراض حزبية مع الدول المجاورة خصوصا مصر بثقلها وتأثيرها على القضية من اجل التوحد الفلسطينى والإجماع القومى حول الرفع النهائي للحصار وإعادة الأعمار والحل النهائي كبرت مصر فى نظرى أكثر لانها لم ترد رسميا على اى من الأطراف التى تهجمت عليها حول مبادرتها لمعرفتها بدورها وحجمها ولو أنها كانت صغيرة كما قال البعض لنفضت يدها فى اول هجوم عليها ولكنها لم تكتسب مكانتها من فراغ و تصرفها هذا لعلمها ان دورها مازل كبيرا فى جولة المفاوضات القادمة مع المحتل الاسراييلى وفى الحل النهائي لقضية الشعب الفلسطينى ولايسعنى الا ان أردد مع عميد الفن العربى وديع الصافى عظيمة يا مصر د/ابوالحسن فرح