الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    عيساوي: حركة الأفعى    أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهذا ما تقدسون .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 20 - 09 - 2014

قبل فتره كتبت موضوع "عشان كده الانقاذ اتحكرت ". والآن عندما سمعت بقصه المسئول الانقاذى الذى اراد ان يحتكر البنطون . وان يخرج العربات والركاب من البنطون لكى يستمتع سعادته بالركوب لوحده اصبت بالدهشه خاصه بعد ان اعتقل رئيس البنطون وابنه .
الشئ الوحيد الذى كان يميزنا عن الآخرين هو أمانه السودانى وعدم مقدرته للتنازل عن كرامته . الاخ الاماراتى والسفير محمد مصبح السويدى المتزوج من الاخت السودانيه شاديه عبد المجيد . كان يساعد نسابته الدناقله فى الحصول على عمل فى الخليج . وكان يقول السودانى اقل مشكله يقول ( كرامتى ) ويخلى الشغل ويرجع السودان . ما مستعد يتنازل عن كرامتو حتى اذا حس احساس بسيط ان الامر يمس كرامته . ويبدو ان الانقاذ قد نجحت فى ان تجعل الكثير من السودانيه لصوص . لانه قديماً كان اهلك اول من يحاسبك عندما تظهر عليك نعمه غير معروفه . وصار السودانى يقبل الاهانه او يتفنن المسؤلون فى اهانه الشعب .
الكاتب والصحفى رئيس تحرير جريده كردفان الفاتح النور اذكر انه كتب قديماً ان الصحفى اللبنانى جبران حائل عندما اتى الى السودان فى الخمسينات كتب انه ذهب الى دكان حلاق لحلاقه شعره . ودخل وزير الداخليه وقتها مرغنى حمزه وسلم وجلس منتظراً دوره . هكذا كنا قديماً .
جزء من الموضوع (عشان كده الانقاذ اتحكرت ) .
قديما كانت بيوت كبار رجال الدولة مفتوحة للجميع ، وفى أى وقت . ليس لهم حرس او حجّاب . أول وزير للدفاع كان العم خلف الله خالد . منزله فى الزقاق جنوب زنك اللحم فى سوق الموردة . فى بداية الزقاق دكان الفنان عطا كوكو ، أحد مجموعة اولاد الوردة وهو حلاّق . يتوقف الوزير لتحيته ويحى مارقيت الجزار وكل أهل الحى . وعندما عرضوا عليه مرتب الوزير غضب ووصف الأمر بلعب العيال ، لأن له معاش من حكومة السودان ولا يقبل بمرتبين .
الأمير نقد الله عندما كان وزيرا للداخلية واصل سكنه فى بيته البسيط فى حى ودنوباوى . وكان يفتح الباب بنفسه للطارق . وعندما كان فى جوبا أحضر الوالى مجموعة ضخمة من الشتول لارسالها الى الخرطوم كهدية للزعيم الأزهرى . فرفض الطيّار صبرى أرباب قائلا ( دى طيارة مش عربية كارو ) . وعندما اشتكى المحافظ للأمير نقد الله قال ببساطة ( أنا مش طيار ، وما ممكن اتدخل فى شغل الراجل) .
حمّاد توفيق الوزير ، والذى صار مديرا للبنك الزراعى ، كان يسكن فى منزل فى العباسية يخص العم أحمد مالك أبوعكاز والد الاستاذة نعمات مالك . شوهد وهو فى طريقه الى متجر محمد على حامد فى أمدرمان لبيع وتصليح الراديوهات . وعندما حضر الشخص لتوصيل السيد الوزير الذى كان يمشى سأل عن الرجل الجاب الترانسيستر للتصليح . وعرف أن الوزير قد أحضر الترانسستر لبيعه .
الوزير محمد جبارة العوض دفع آخر 150 قرش فى كشف زواج أحد الموظفين . وخرج من الوزارة ماشيا لأن سيارته كانت فى التصليح .
الدكتور أحمد السيد حمد وزير التجارة فى الديمقراطية الثانية تخرج من جامعة السوربون كدكتور ، كأول مبعوث سودانى . كان منزله يغص بالأهل وطالبى المساعدة . وهو وزير طلب من قريبه دكتور عبدالرحمن ساتى الذى كان ( طبيب امتياز) جنيها . والوزارة تعطى الرخص للتجار .
البيه عبدالله خليل كانت داره مفتوحة . يؤمها كل الناس وهو رئيس وزراء . لدرجة أن جعفر نميرى وصديقه عزالدين كبوشية الجزمجى ، وأحد شفوت أمدرمان . عندما لم يجدوا عشاء بعد قعدة عرقى وبنقو ، اقترح عزالدين كبوشية فكرة العشاء فى منزل البيه ، وهو ابن الحى . وعندما اقترب منهم البيه قائلا ( يا عزالدين خليك من الهباب البتشربو ده . الداير تغمسو فى الشطة ده ، ده فطير ما سمك ) . وخاف نميرى من أن يكون البيه قد تعرّف عليه وكان وقتها ضابطا صغيرا ، وطمنه عزالدين بأن البيه بيتو مفتوح لأى زول .
عبدالله خليل توفى ولم يمتلك أى شيىء .
يحى الفضلى المشهور بالدينمو ، والذى له شرف تنظيم انتخابات الوطنى الاتحادى ، وكان من أول الوزراء ، خرجت جنازته من بيت صغير فى الخرطوم اجاره سبعة جنيهات . شقيقه محمود الشاعر ، والذى كان الرئيس جمال عبدالناصر يبدى احتراما نحوه ويأخذ برأيه ، لم يمتلك شيئا من الدنيا ، وهو من أول الخريجين
ذكر لى الدكتور محمد محجوب ، عندما كان طالبا فى الثانوية ، أن الأستاذ مكى فوزى الذى انقسم مع الشيوعيين الصينين فيما بعد ، أن أخذهم كمجموعة من الشباب وطرقوا باب الزعيم الأزهرى ، وفتح لهم الباب شقيق الأزهرى ( على الأزهرى ) ورحب بهم ، وأدخلهم الصالون . ثم أتى الأزهرى ورد بكل بساطة على استفساراتهم وهذا قبل الاستقلال . وبعد فوز الأزهرى برئاست الوزارة .
الأزهرى مات ومنزله مرهون . عندما أراد الأزهرى أن يوسّع منزله ، والمنزل ورثة ، وصار عبارة عن مكتب وقاعة اجتماعات واستقبال للوفود الداخلية والأجنبية ، وأذكر أن المنزل كان من الطوب الأحمر أ لم امتداد فى الصالون بسقف من القرميد الأحمر . وهنالك نخلة تطل من الحائط الغربى . فكتب الزعيم الأزهرى لمحمد البشير طالبا سلفية خمسمية جنيه ، طالبا مشاركة بقية تجار ملكال متعهدا برد المبلغ من مرتبه فى مدة سنة . وقام تجار ملكال بتسليفه المبلغ . فى حوزتى نسخة من خطاب الزعيم الأزهرى ، ورد محمد البشير وأسماء التجار ورقم الشيك .
السيد حسن عوض الله من مؤسسى حزب الأشقاء مع شقيقه وآخرين والرجل الثانى فى الوطنى الاتحادى الذى كان يغنى له فى أغانى السيرة فى أمدرمان :
أزهرى اتعلّى والثانى حسن عوض الله
هذا الرجل كان يسكن فى منزل ورثة فى الزقاق الضيق الذى يمتد من ميدان البوستة فى امدرمان الى بوابة مركز بوليس أمدرمان خلف بار (على كيفك) لصاحبه أبوستولو حاجوقلى .
الفريق ابراهيم عبود ثانى قائد للجيش السودانى بعد قريبه الفريق أحمد محمد لم يكن له منزل . وفى أكتوبر عندما قرر أن يتنازل ليحقن الدماء طالب أن يترك ابنه ليواصل دراسته فى لندن ، وأن تجد الحكومة له مسكنا . ولقد فعلوا .
وعندما قّدم رجال الحكم العسكرى الأول للمحكمة بتهمة الثراء الحرام لم يجدوا شيئا فى حساباتهم أو ممتلكاتهم . فقال اللواء حسن بشير هازئا فى المحكمة ( نحن مذنبون بتهمة الفقر الحرام ) .
عندما خرج الانجليز من دول الخليج شددوا عليهم بألا يأتوا بأجانب لتولى الخدمة المدنية والقضاء والتعليم سوى السودانيين لأنهم متفردين ، أمينين ، وشرفاء.
روى لى المناضل سمير جرجس ان القاهرة أرسلت صحفيا لاجراء حوار مع شيخ على عبدالرحمن وزير الداخلية فى الديمقراطية الأولى ، فطلب الصحفى مساعدة سمير جرجس لتحديد مواعيد . فأخذه سمير جرجس لمنزل شيخ على بالخرطوم . والمنزل شعبى بابه مفتوح لأن التراب متكوم ولا يسمح بقفل الباب . ووجدوا بعض الضيوف فى الديوان . وبعد فترة حضر وزير الداخلية ورحب بهم . ثم جاء الغداء وجلس الجميع مع السواق على برش . والطعام كان قرع وويكة . وبعد الشاى طلب الصحفى مواعيد مقابلة . فقال شيخ على لسمير جرجس ( انت يا سمير ما بتعرف المكتب ، والبيت يا هو فاتح ) .
خرج الصحفى وهو يصفق بيديه قائلا ( وزير داخلية ياكل مع السواق وعلى برش ؟
بعد مايو استلم وزاره الداخلية فاروق حمدناالله وعمل معه سمير جرجس . فارسل ناصر عدة مرات طالباً ارسال كوادر امن للتدرب فى مصر . وسمير كان يقول لفاروق طريقه المصريين ما بتنفع معانا انا اهلى لسه عايشين فى بنى سويف وبعرف طريقه المصريين . وعندما لم يقبل فاروق ارسال متدربين . حضر لواء من الامن المصرى . وبدأ فى مناقشه سمير جرجس . وفجأه يدخل فاروق حمدنالله قائلاً اذيك يا سمير ....... فرد سمير اهلاً فاروق كيفك . ولاحظ فاروق المصرى الذى واقف انتباه . فقال له ارتاح ارتاح ياخ . والمصرى يتعصب اكثر ويقيف زنهار . فقال فاروق طيب انت مشغول امر عليك بعدين . وبعد ذهاب فاروق كان اللواء يقول ده ايه ده انتو بتلعبوا . وزير الداخلية يجى لحدى مكتبك بنفسه وانت جالس وفاروق كده حاف ........ فقال سمير جرجس ما ده الكلام الكنته بقولوا ليك . طريقتكم ما بتنفع فى السودان .
اللواء صغيرون فى برنامج (أسماء فى حياتنا) ذكر انهم عندما كانوا ضباطا صغارا فى الجنوب ،انه و كنتباى ابوقرجة حفيد الأمير ابوقرجة ، كانوا يحرس الذهب الذى يخص حكومة الكونغو فى جنوب السودان بعد هزيمة قوات لوممبا وفرارها بخزينة الدولة ، وان الذهب كان فى شكل طوب وموضوع فى الكركون وكأنه حطب . ولم يمد اى عسكرى يده للمال.
التحية
ولنقارن الآن بما كان يحدث في عهد نميري . ولا يزال البعض يقدسه . ويحتفلون ب 25 مايو . وسيأتي من يحتفل بالانقاذ ويقدس سيرة البشير بعد سنين . انها المحن السودانية
الامن المصري جعل النميري يتصرف بالطريقة المصرية . وجعلوا منه فرعونا . لان الشعب المصري تعود علي الخضوع للفراعنة . ولا ينقاد الا لهم . ونحن في السودان قبل نميري كنا اسرة واحدة . ونميري تغير جدا في النهاية .
طبق نميري سياسة الحقد وترك الاريحية السودانية . لقد كانت اشارات المرور في الخرطوم مكتوبة بالعربية والانجليزية واليونانية . المحسن الكبير والسوداني العظيم كونت ميخالوص له اسهامت في دعم التعليم والمنظمات الخيرية , كانت صورته معلقة في قاعة الاسمبلي في الاحفاد . وهو من الداعمين والمؤسسين للاحفاد . قابل ابنه السفير الدكتور علي
حمد ابراهيم وانفجر باكيا . وقال له انه مولود في السروراب والنميري قد صادرهم وابعدهم لانهم ليسوا سودانيين .
في شندي اشتهر اثنين من اليبونانببن . خرلمبو وبنيوتي . وهم ابن ووالده . وكان الابن جعلي كامل الدسم فهو ابن المنطقة وليس له صله باليونان . واكاد ان اقول انه كان يقف للبطان . وبشجاعة الجعليين حطم صورة نميري في احدي المظاهرات . وبعلقية العقاب النازي ابعدت كل الاسرة من السودان . ويشهد علي هذا اهل شندي . اي قانون سماوي او وضعي يعطي نميري الحق فيي ابعادهم وقطع رزقهم ؟؟
شقيقي بابكر بدري وفردته الفاتح شريف واثنان آخران كانوا في متجر في اليونان وارادوا شراء بعض المرطبات . واتاهم صوت بلهجة سودانية قحة . جايين تعملوا شنو هنا ؟؟ ولدهشتهم وقفت سيدة يونانية . وقالت لهم ان نميري طردهم من السودان وهي مولودة في السودان ووالدها مدفون في السودان . ورحبت بهم
الاخ بابكر الساير صديق شقيقي بابكر كان في دكان في اليونان وعندما عرف اليوناني انه سوداني قال له ,و ياخي ما تتكلم كلام اهلنا السمحين . قال انه كان يعمل في شركة وكان والد النميري مراسلة في الشركة وكانت علاقتهم به جميلة . ولكن النميري طردهم من السودان بعد استلام السلطة . وهذا يذكر الانسان بما حدث في زانزيبار للعرب والاوربيين والهنود . في 1863 في دكتاتورية كرومي . . والنميري زكر في مجلة مصرية انه عندما كان صغيرا سمع الخواجة يحتد مع والده وقرر ان يكون شيئا كبيرا . ولهذا حقد نميري علي كل الخواجات , وبعضهم كان فقيرا . الوالدة اوجين كوركجيان من الارمن كانت جارتنا وحبيبة امي . كانت تعيش من ماكينة الخياطة , وبيع العفش القديم .
في سنة 1986 دخلت مقهي في هراري زمباوي ومعي صلاح الامين من العرضة . وزوجته اناليزا الامين دبلوماسية دنماركية في هراري . وعندما عرف الخواجه اننا سودانيين بدأ في البكاء امام الزبائن في المقهي الفاخر واغلبهم من الخواجات . وكان قد تخطي السبعين . ويتحسر علي السودان الذي طرد منه . ويرفض طلب زوجته من التفرغ لخدمة الزبائن الذين كانوا في حالة زهول .
لقد ادخل نميري كل امراض النظام الناصري من اتحادي اشتراكي . ومنظمات الشباب والطلاب والاطفال . وسيطر علي السفارات عن طريق القناصل من الامن . وسيطر علي النقابات واتحادات العمال . واسوا شئ كان نظام التجسس الذي جعل الناس تتجسس علي بعضها حتي داخل الاسرة الواحدة . وكان هنالك اصناف وانواع من الامن تتنافس في ازلال السودانيين . والامن المصري حدد لبس وتصرف وسكن وماكل النميري
من الامثلة التي زكرتها , اعتقال صديق مولي صديق نميري الحميم . وهو من ظرفاء امدرمان واشتهر بركوب الموتر الضخم . وعندما, لوح لنميري فرحا من ظهر موتره ، اعتقله الامن ومارسوا معه لؤم امن نميري. وبعد اسبوع اطلق سراحه . وتحذير بعدم التعرض لنميري . صديق مولي كان من يتعهد باكل وخمر وكيف النميري في فترة ايقافه من الجيش وفلسه المعروف .
قد لا يصدق البعض هذه الرواية . واليكم بقصص لا يزال من عاشوها احياء . وتداخل الاخ يحيي عثمان عيسي وكتب ,, ألياس كردمان عليه رحمة الله من ظرفاء ام درمان وود كاس النميري برضو عليه رحمة الله فالرحمة تجوز على البر الفاجر المهم الصحوبية بين الاثنين دامت طبعا الشراب والعشاء على عمنا الياس و جاءت مايو وفي اول عهدها كان موكب النميري بيمر من امام بيت الياس كردمان بشارع الوادي وتعود عمنا الياس أن يرفع يديه مهللا ومرحبا وأظن ذلك لم يعجب النميري فارسل الي الياس بأن يكتفي بالوقوف حتي يمر الموكب . الحكاية دي غاظت عمنا الياس شديد وحلف طلاق انو ما يطلع من بيتو الا بعد ما يصل نميري بيتو .,,
نهاية اقتباس
ما عرفناه . ان الامر كان اكثر من طلب لان امن نميري الذي سيطر عليه الامن المصري لم يكن يتعامل بالاريحية والعشائرية السوداني' . لماذا لم يقم النميري ابدا بزيارة من احسنوا اليه عندما كان محتاجا . اسرة كردمان كانت من الاسر الرائعة كانوا جيراننا في الهجرة. تعامل معهم ابن خالي وزوج شقيقتي وشريكي فيما بعد في الستينات والسبعينات. وكانوا من اكبر تجار الماشية . ولقد اوردت في كتاب حكاوي امدرمان . ان صلاح محمد احمد صلاح ابن خالي اتفق مع العم كردمان علي شراء آلاف الخراف بسبعة جنيهات للخروف . وبسبب تخبط نميري فتح باب التصدير فجأة . فارتفع ثمن الخراف . وبعشائرية السودان قبل نميري طلب التجار من صلاح ان يعوض العم كردمان الكبير . ووافق صلاح وكان في يده خطاب اعتماد من السعودية . وعند الذهاب الي العم كردمان ، غضب من الفكرة . لانه قد ربط لسانه واعطي كلمة . مثل هؤلاء العظماء يأتيهم صبيان الامن مهددين .
وفي احدي فرعونيات نميري في الثمانينات خول للامن ان يسيطر علي كل الخراف وان تباع بسعر موحد حدده هو . وكان للعم صديق البلولة بهايم مكلوفة . اغلبها جضع وتني معدة للتصدير . وكان السعر يعني خسارة كبيرة له . ترك البهايم في رعاية ابنه وذهب غاضبا الي المنزل . واشتري بعض ضعاف النفوس بسعر الامن . ورفض البقبة من ناس امدرمان . لان البيع برضاء الشاري والبائع خاصة في الضحية . ورفضوا الشراء بقانون النميري .
وتداخل الاخ يحيي عثمان مرة اخري .
ذكرت يا شوقي محمد دوكه وجارك الاستاذ عبدالله دواي ... طبعا دواي ده شقيق عبدو الحلاق دكانو في المحطه الوسطي جب عابدين الخياط .. اشهر حلاق في ام درمان صفوة ام درمان كانت تحلق عندو .نميري قبل مايو كان من المترددين على عبدو الحلاق سواء للحلاقه المجانية او تلقي العوازيم والعطايا من الصفوة .
بعد مايو عمنا عبدو يوم جمعه شال شنطة الحلاقة وقال نميري صاحبي امشي احلق ليهو في البيت وصل عبدو البيت وشرح للحرس وطلب منهم ابلاغ الرئيس ويعد انتظار وانتظار اخبره الحرس بعدم رغبة نمبري في مقابلته وطلب عدم حضوره مرة اخري .
عاد عبدو الحلاق ادراجه غير مصدق ...
,,,,,,,,,,,,
لقد سكن عبده واسرته في الهجرة زريبة الكاشف . وبفصلنا حائط . كان يصعب ان يجد الانسان اسره تفوقهم ادبا ولطفا وحسن معشر واخلاق . ولا تزال بعد كل هذه السنين تصادق اختي نضيفة شقيقة عبدة وعبد الله . وكانت والدته صديقة لوالدتي تجمعهم الافراح والاتراح بالرغم من انتقالنا الي العباسية . شيد دواي المهذب غرفة صغيرة ولها طاقة . وكان يضع الفانون ويدير شريطا سينمائيا للاطفال الصغار . وكان الشريط عبارة عن قصاصات من مجلات الاطفال مثل ميكي ماوس وسمير وسندباد . وكان الاطفال في عمر 4 او خمسة اعوام يملئون الحوش ووالدته لا تتضايق .
السينما التي تأثر بها دواي كانت سينما العرضة التي كنا نذهب اليها اكثر من مره في الاسبوع بالرغم من بعد المسافة , كنا نتوقف عند صالون عنبر لكي ياخذ دواي قرشين السينما من الاخ الفاضل عبده . له وفي بعض الاحيان لمحمد دوكة . او لاكمال تعريفة او قرش لصديق آخر . ولقد تطرقت لصالون عنبر في كتاب حكاوي امدرمان . وكان عبدو لايتقاضي فلوسا من جعفر بل قد يجود عليه , لانه ابن الحي ويمر بظروف سيئة .
جعفر كان يمكن ان يذهب الي بشير الحلاق احد ظرفاء امدرمان في ود نوباوي وهو اقرب , او يذهب الي صالون ابراهيم الجندي في مكي ود عروسة . ولكن عبدو كان يحلق ويدفع في بعض الاحيان . هل هذة اخلاق السودانيين التي طبقها نميري ؟؟
بعد انتقالنا الي السردارية قاد الغالي محمد دوكة رحمه الله عليه ابناء الهجرة والزريبة لقضاء يوم معنا في حدائق السردارية التي اختفت . محمد دوكة كان من ظرفاء امدرمان . وهو شقيق اشهر مكشكشي امدرمان ابو طالب . ولقد سمع سائق الترماج والكماسرة يتحدثون عن الفطور في المحطة الوسطي حيث يدور الترام راجعا الي الخرطوم ولطاقم الترام غرفة للراحة . فامسك ابو طالب حبل بكارة الترام ورفض اطلاق سراحها قائلا وانحنا فطورنا وين . ولم يستدعوا البوليس والامن . بل استلم حق الفطور . وعندما خططت المهدية او الثورة . كان للزاكي بئر وبعض اغنام وعشة . فقام بطرد المساحين وعندما استعانوا بالبوليس , استل الزاكي سيفه . فاتصل ظابط البلدية محمد صالح عبد اللطيف بالسيد عبد الرجمن لان الزاكي انصاري . وارسل السيد عبد الرحمن العم باب الله . وانتهت المشكلة . في عهد نميري كان الامن يتصرف كما يشاء . وكان الزاكي سيكون مضرجا بدمائه ميتا .
الرئيس الازهري كان يقف امام داره مع بعض الزعماء السياسسين فاتي الشاب جلاوة . وردد بعض العبارات المسيئة للرئيس التي كان يرددها اعداءه السياسيين .. ولان الازهري كان يعرف ان جلاوة فارقة معا ه شوية . فلقد قال له خش ياجلاوة في كيك وشاي اتفضل .
اللواء عوض عبد الرحمن صغيررئيس برلمان عبود كان فردة ود ارصد سائق التاكسي . وعثمان طه العربجي في الموردة كان فردة اللواء وقائد الجيش السوداني اللواء حمد النيل ضيف الله ابن اسمه عثمان طه ولعثمان طه ابن اسمه حمد النيل. وعندما ارادت شركة برسميان ضامنا لشراء عثمان طه سيارة تاكسي اتي لهم بعبد الله خليل واالازهري . وابو العلا اشهر واغني رجال السودان كان صديقا لموسي ود نفاش . وباب السيد عبد الرحمن مفتوح لود نفاش ويرسل من يستدعيه . كل هذه السماحة مسحها نميري .
يقول البعض انني لم اكن لاقول ماقلت في حياة نميري . وكل ما كتبت من موضوعات كانت في حياة نميري . وان الكلام عن الميتين ممنوع . وكان التاريخ هو دراسة المستقبل . في ايام سطوة نميري . وفي منزل الاخ معتصم قرشي وبحضور اللواء ووالد زوجته البطل اللواء عوض عبد الرحمن صغير وجمع كبير من البشر بعضهم زملاء معتصم قرشي في الكلية الحربية . تحدث البعض عن الفساد فانبري لهم رجل ا من ناس مايو وهدد وسال اذا كان عند اي انسان اي دليل علي السرقة . فصمت الجميع , فقلت له كلهم حرامية . والدليل وزير المواصلات الدكتور احمد عبد الكريم بدري باني بيت بحوض سباحة . تمن البيت . اكتر من مرتبه منذ تخرجه كزراعي . وانا شوقي ابراهيم بدري . ولم يرد علي الرجل واذكر انه كانت له ابنة صغيرة معاقة .
عندما كان البروفسر يدرسنا القانون الدولي في براغ كان المقرر يتطرق لدور الاتحاد السوفيتي العظيم في صياغة القانون الدولي . فقلت له ان القانون الدولي هي ممارسات وعرف له آلاف السنين . والاتحاد السوفيتي لا دخل له بالقانون الدولي . وهو دولة من 150 دولة .
وعندما اجتاحت الدبابات الروسية براغ في 1968 قلت في نهاية مؤتمر طلابي وطرح شعارات وقرارات المؤتمر الذي ترعاه وتدفع له الدولة .. ان المؤتمر يجب ان يدين الاحتلال الروسي لتشيكوسلوفاكية . وهرب البعض من القاعة . . ونظمنا اول مظاهرة للطلبة الاجانب في براغ . ورفضنا ان نرحل بعيدا عن الطلبة الشيك . واعتقلت واتهمت بالعمالة للمخابرات الامريكة . والآن اتهم دائما بالشيوعية . وهذه التهمة اكدها السفير ووزير الخارجية مصطفي مدني ابشر . ورفض التدخل او مساعدتي لان الشييوعيين كانوا في حكومة نميري . وزوج اخته فاروق ابو عيسي وزيرا للخارجية .
وقبلها كنت قد اعترضت في اجتماع داخلية روزفلتوفا بقيادة الزعيم التجاني الطيب بابكر طيب الله ثراه علي التهليل لضرب الجزيرة ابا , وقلت ان ضرب المدنيين بالجيش جريمة . وده مش شغل الجيش . واذا بدأ هذا المسلسل فلن ينتهي . واشتكي الشيوعيون لرجل الامن اللواء علي صديق عندما حضر لبراغ مع نميري فقال انه سياخذني في طيارته علي كوبر او يطلب احضاري للسودان . وتمكنت من الافلات وحضرت الي السويد . ويشهد علي هذا مصطفي مدني ابشر متعه الله بالصحة . ومن كان في براغ . واليوم انا بالرغم من اختلافي مع الشيوعيين لا احقد عليهم واعتبرهم انظف واطهر السودانيين .
المشكلة التربية السودانية القديمة علمتنا ان نقول الحقيقة . وان لا نكذب . وادخلنا ولايزال يدخلنا في مشاكل مع الدنيا . دكتور عصام احمد البشير قال انه عندما كان يحضر مع البرفسر مالك بدري والدكتور كمال ابراهيم بدري ، كان كمال طيب الله ثراه يصر علي اعطاء ثمن الهدايا الحقيقفي لرجال الجمارك بالرغم من احتجاجات دكتور عصام .
الشيخ الفاتح قريب الله استدعي العم عباس محمد احمد وواجهه بأحد عماله الذي اغتني في عهد نميري . ولكن في نهاية عمرة كان يريد من العم عباس ان يغفر له انه السبب في مصائبه . ورفض العم عباس ان يعفو عنه .
العم عباس تعرض للمصادرة بواسطة نميري انتزع ماله وشركاته التي بناها بعرق جبينه مثل الوطنيين الشرفاء منهم العصامي علي دنقلة وباسيلي بشارة وكثيرون . فقط بسبب الحقد . ولم يهتم نميري ان عندهم اسر ممتدة يكفلونها والتزامات معيشية ودراسية ومرضي وعلاج ...الخ . العامل الذي رفض العم عباس ان يغفر له بالرغم من احترام الشيخ العالم الفتاتح قريب الله . كان قد افشي مكان المخازن التي لم يعرفها امن نميري ولقد اجزلوا له العطاء . وهذه ممارسات جديدة اتي بها امن نميري . وهذه اشياء لا يزال من عاشها حيا .
عندما حضر معي الي السودان الشيخ عبد اللة النهيان الي امدرمان وهو اابن عم عبد الله وزير الخارجيية الحالي . طلب مني فؤاد مرهج وابنه بول ان اتوسط لهم لارجاع بيتهم المطل علي النيل . وكان النميري قد اهداه لشيخ زايد . وفي كينيا فاتحت شيخ عبد اللة في الموضوع . ورده ان شيخ زايد لايرحب بالاخبار الصادمة . وبقيت المشكلة معلقة . كيف يسمح انسان بنزع ملك الآخرين؟.
ولاصلاح هذه الجرائم والفوضي . قام نميري بارتكاب جريمة اكبر , فلقد بهل البلد . وفتح السوق والبنوك بدون اي رقابة . وجد رجال مايو فرصة في فرض نفوذهم علي الشركات والبنوك . واستفرد الترابي واخوان الشيطان بالبنوك الاسلامية . وكان عراب اقتصاد السودان بدر الدين سليمان مديرا لشركات سركيس ازمريان . وهم اول من بدا في شراء الدولار وتخزينه . وعندما فتح بدر الدين لاخراج النقد الاجنبي , خرجت الحقائب عن طريق المطار . وانهار الجنيه في سنوات بسيطة .
هل كان الشعب السوداني مصابا كله بلوثة جنون عندما ثار ضد نميري ، وعرض الناس انفسهم للقتل والاعتقال والتعذيب لاقتلاع نظام نميري ؟؟؟؟
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.