الصمود امام المغريات شجاعة.. ومن لايحب المال؟.. ومن يستطيع مواجهة الحياة بدون دراهم او قروش اوضحاكات اوفلة...الخ؟ .. ولم يدفعنا الى التغرب الا تردى الاوضاع فى الوطن ونحمل امنياتنا البسيطة بين عسى ولعل... بين اجتهاد ومكابدة ولايعلم طعم الاغتراب الا من تذوق حنظله ... وبدون سابق مواعيد تجد نفسك امام حقيبة مليئة بالدراهم ولا تعلم صاحبها وانت بين مرارة الحرمان ...وحنظل التغرب ...فان لم تكن الزول الشجاع فماذا ستفعل بها؟؟ ولانك زول وفى داخلك انسان كبير... وهبه الله الشجاعة... والامانة وبلا تردد تسلم الحقيبة الثروة الى السلطات وان كانت العيث فى البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول... الا إن القيمة عندنا اكبر من الفقر وماهكذا تورد الابل بين بنى زول ...الا النشاذا منهم والنطيحة ...وما اكل السبع..... فالسودانى يتظلل بمفاهيمه الراقية... ويترفع عن حضيض الدناءة يعلو بذاته فوق حواجز الاحتياج... ليظل سامقا جميلا امام نفسه الابية.. ولا ابالغ مطلقا اذا قلت إن بين السودانى والشهامة علاقة رحم وصلة قربى لا ينفصم عراها ...والامانة فيه جينات متوارثة .. ينحرف البعض منهم عن الجادة ولكن الشاذ لاحكم له... والحقيقة إن هذه الحكومة ضربت اسوأ الامثال فى الفساد والخيانة واكل اموال الناس بالباطل ...وافقرت الشعب من المال ...ولكن ظلت الروح المميزة للشعب السودانى رغم العنت الشديد... والغلاء غنية وراسخة وقوية..... فلانامت اعين الجبناء والانقاذ ترضع السموم للشعب... وتفكك المجتمع المترابط..والسودانى الاصيل لم يكن اعوجا ولا يحب الاعوجاج فكانت الاستقامة فيه شيمة وعلامة تميزه فيشاد به ويكرم فى كل زمان ومكان الا فى وطنه ... لماذا اصبحت الامانة عملة نادرة التداول لماذا اصبح سوقها اليوم كاسد لامشترى لها فى السودان...تتوارى الغادة الحسناء..حزنا وخجلا بل يكاد يذهب بها الوجل وهى ترى الحال المسروق...والشيم المباعة بين الرشاوى والمحسوبية فى سوق الخيانة الانقاذية بابخس الاثمان ...... وهل تنسى الايام المواطن السودانى الشهم احمد ابنعوف؟ وهو يكرم من قبل الشرطة السعودية ..عندما عثر على مبلغ 500الف ريال ومجوهرات تقدر بالملايين وقام بكل اعتزاز بتسليمها للسلطات السعودية .. وهى صورة حقيقية من ضمن الاف الصور الرائعة للانسان السودانى ..الغنى رغم الفقر ...... نعم انه الزول القوى رغم ضعف الدولة وهزال الحكام ...وصورة جديدة ( طازجة) تكررت قبل يومين فى مدينة بريدة فقد كرمت الشرطة السعودية عوض سيد احمد الذى عثر على مبلغ مالى ضخم ايضا ...وأبت نفسه الحرة الابية.. الا إن يعيده الى صاحبه عبر... السلطات السعودية فالايادى النظيفة لا تغريها ...الاوساخ والصورة التى رسمها الراعى السودانى ماكانت الا امتدادا لهذا الانسان الجميل المتميز باخلاقه وشهامته وشجاعته .... إن مثل هذه المواقف التى بها يرفع الانسان السودانى رأسه ويعلم من حوله إن هذا الزول يمتلك معدنا فريدا ويتحلى بشجاعة يتساقط دونها معظم البشر .. فالمعادلة التى تدخل الانسان فى مثل هذا التحدى والمحك.. رغم العوز ..والفقر نستمد من ضميرنا الاحساس بصلابة المواجهة نتخطى الضعف البشرى حيال حقوق الغير ... زوايا بعيدة جدا..... لماذا يفتقر حكام السودان الى مثل هذه الروح والقلوب الغنية .. لماذا يضيعون الامانة ...ويتلاعبون باموال الشعب...لماذا هم فقراء رغم غناهم ؟..وضعفاء رغم سلطتهم ؟ وصغار رغم نفوذهم؟...هل سيحكم السودان يوما من الايام رجال بارواح نقية وقلوب شجاعة ابية مثل احمد ابنعوف وعوض سيد احمد ؟؟؟ فالله المستعان. [email protected] mailto:[email protected] .