إذا اعدنا عجلة التاريخ للوراء قليلا ، سنجد أن المريخ فرض وفي اوقات مختلفة كان فيها عدد اللاعبين مطلقي السراح أكثر بكثير من لاعبي الهلال ، مايسمي بإتفاقية الجنتلمات علي الهلال ، وهي اتفاقية سياسية في المقام الاول تتم برعاية الحزب الحاكم المتحكمة الآن في مفاصل الرياضة ، وفي تفاصيل تفاصيل مايدور في الوسط الرياضي ، وعلي رأس هذه التفاصيل تسجيلات الناديين الكبيرين الهلال والمريخ ، واندية اخري ، وحتي التدريب في بعض الاندية ، والبث والرعاية ، وغيرها كما ذكرت من التفاصيل ، بالدرجة التي أصبحت معها كرة القدم كما ذكرت مرارا وتكرارا ، تدار بعيدا جدا عن المستطيل الاخضر وفي ملعب السلطة قبل موسمين تقريبا بدأ المريخ الترتيب لاعادة قيد عدد من لاعبيه الذين انتهت فترة تعاقداتهم ، علي راسهم راجي عبد العاطي وبله جابر ، وكانت هناك اخبار عن اتفاق بين اللاعبين ومجلس الهلال وقتها ، وتسرب مبلغ الصفقة للصحف ، ولم يخف اللاعبان حقيقة الاتصالات ، بل إن احدهما اعلنها صراحة أن امر انتقاله محسوم ، وهنا تحرك النفوذ السياسي ، وظهرت الي السطح من جديد الاتفاقية المسماة (جنتلمان) وهي ( تعني ماتسجل من لاعبننا المفكوكين ومانسجل من لاعبينكم المفكوكين ، تفرق عن (المشطوبين)) ، وبالفعل التزم الهلال كالعادة بالاتفاقية ، ونجح المريخ في اعادة لاعبيه بمبالغ ضعيفة للغاية مقارنة مع المبالغ التي تدفع وقتها ولازالت تدفع حتي لحظة توقيع بكري المدينة للمريخ امس (2مليار كاش ومليار مرتبات)، فقد دفع المريخ وقتها لراجي وبله جابر وبقية اللاعبين (200 مليون لكل لاعب) وهو كما ذكرت مبلغ ضئيل بحسبة مبالغ التسجيلات ، وكسب المريخ لاعبيه (المفكوكين) بدون مضايقة من الهلال. مع نهاية الموسم الحالي تبدلت الادوار ، واصبح للهلال عدد من اللاعبين انتهت فترة تعاقدهم مع النادي ( مفكوكين) ، ولأن الامر يهم الهلال ، لم يتحرك النفوذ السياسي ، ولم نسمع كلمة واحدة عن الاتفاقية المسماة إتفاقية الجنتلمان ، التي تتم تحت رعاية الحزب الحاكم ، بل تابعنا ومن خلال الصحف المحسوبة علي المريخ ، اخبار كلها ثقة واطمئنان ، بأن مهاجم الهلال بكري المدينة اكمل اتفاقه مع النادي ، وأن اللاعب المذكور إستلم حافز انتقاله ، وانه اختار رقم فانلته (9) ليتضح انها (19) ، يمكن مراجعة الارشيف ، لمتابعة الاخبار المذكورة ، وبالفعل تحققت كل التفاصيل ، ووقع اللاعب امس في كشوفات المريخ ، رغم اتفاقه مع الهلال وتوقيعه لعقد ، قد يكون ملزما ويدخل اللاعب في متاهات لايعلم بها جمال الوالي ، إن كان بالهلال قيادة قادرة علي تصعيد الامر الي اعلي مراحل في التقاضي (الفيفا) ، خاصة وأن الفيفا لايتهاون في مثل هذه التجاوزات ، فهناك تعاقدات تختلف عن تعاقدات المحامين يعترف بها الفيفا ، وأري في حال قاد مجلس الهلال هذه القضية بحنكة ضد لاعب وقع علي عقدين ، سيعتبره الفيفا لاعبا للهلال ، اقول ذلك في حال كان هناك مجلس ومع الاسف لايوجد مجلس .. وباسف اكثر هو شريك اصيل في عملية التدمير الممنهج لفريق الهلال . المهم أن جمال عمل علي تجاوز فشله الاداري كالعادة بهذا الضجيج المسمي تسجيلات ، وبكري المدينة وربما عمر بخيت ومهند لن يكونوا اخر عمليات التخدير ، فالقائمة تطول وعلي راسها وارغو والحضري ، ولكن يبقي السؤال لماذا يتوقف النفوذ السياسي عن التدخل ، عندما يتعلق الامر بنادي الهلال؟ ولن أسأل لماذا يتحرك النفوذ السياسي بقوة وفي كل الاتجاهات عندما يتعلق الامر بالمريخ ورئيس المريخ . اواصل [email protected]