خرجنا من مولد التصفيات المؤهلة لنهائيات امم افريقيا 2015 بدون حمص ، باربعة هزائم وفوز وحيد ، وبلغة حساب النقاط لعبنا حتي قبل الجولة الاخيرة علي (15 نقطة) ، كسبنا منها ثلاثة نقاط فقط ، لنحتل المركز الاخير عن جدارة واستحقاق ، خسرنا لأننا الاسوأ من بين كل المنتخبات التي لعبنا في مواجهتها ، لم نقدم اي مستوي يجعلنا نبكي علي حظ عاثر ، او مجنونة رفضت الانحياز لنا ، خروجنا من التنافس كان اكثر من منطقي ، ولو كان هناك شيء ابلغ من كلمة مستحق لوصفته به . المستغرب عندي ليس الخروج من هذه التصفيات ، بل في قدرتنا غير العادية علي نسج آمال واحلام يصعب استيعابها، بقدرتنا التفوق علي هذا المنتخب او ذاك ، بل نذهب الي ابعد من ذلك ونخضع تواجدنا في المنافسة الافريقية للعملية الحسابية ( في حال حققنا الفوز في المباريات الملعوبة علي ارضنا ووسط جمهورنا ، سنضمن التاهل بنسبة كبيرة ) ، او نقول (سنلعب علي خسارة المنتخب الفلاني وفوز المنتخب العلاني) او (اننا نحتاج إلي كذا من النقاط لنضمن التاهل ) ، وهكذا (بدون خجلة) نبني قصور من الرمال ، نتوهم معها أن المجنونة ستبتسم لنا يوما ، ونحقق من وراء جنونها حلم التأهل ، ولايمنع جنون المستديرة أن يتجاوز الحلم الفوز بالبطولة ، بل إن الاعتقاد في قدرة الجنون الخارقة ، اوهمت قيادة الاتحاد العام بقدرة من نوع آخر ، قدرتنا علي تنظيم نهائيات امم افريقيا 2017، والادهي والامر قدرتنا علي تنظيم بطولة (الايبولا) 2015 اقصد النهائيات التي رفضتها المغرب وذهبت مؤخرا الي غينيا الاستوائية رغم اجتهاد اسامة عطا المنان في نفي حديثه الموثق ، وهو يعدد امكانيات السودان وبنيته التحتية التي تؤهله للتنظيم . الواقع يقول اننا لانملك مايؤهلنا للتقدم في عالم كرة القدم ، سوي الثرثرة الفارغة ، والاوهام التي لاتنتهي ، والعوالم المزيفة التي تسيطر الآن علي القرار في الرياضة بصفة عامة وكرة القدم علي وجه الخصوص ، لانملك اي شيء في اي شيء ، وأكثر مايحيرني وسط هذه الاجواء الغريبة ، غضب المدرب محمد عبدالله مازدا ، كل ماتعرض لإنتقاد بسبب النتائج السيئة لمنتخبنا الوطني ، لا ادري بصراحة لماذا يغضب؟ او بمعني آخر ماذا يتوقع أن يقرأ او يسمع والمنتخب يسقط المرة تلو الاخري حتي وصل السقوط اربعة مرات (رقم قياسي) تذيل به المجموعة ؟ وبمعني ثالث ماذا يريد مازدا؟ أليس هو نفسه مازدا الذي ظل يهاجم باستمرار اهمال الحكومة للمنتخب وعدم دعمها له؟ اليس هو مازدا الذي يشكو دوما من عدم تنفيذ برامجه الاعدادية في المعسكرات والمباريات الودية الدولية؟ اليس هو مازدا الذي اعلن قبل يومين أن لاعب المنتخب السوداني هو لاعب المنتخبات الوحيد في العالم الذي يلعب بالمجان ؟ ثم الايعلم مازدا حجم الانهيار والدمار الذي تعيشه كرتنا بفضل الاتحاد الحالي؟ فلماذا يغضب ؟ ولكن قبل أن نسأل لماذا يغضب ، يجب أن نسأل لماذا يصر علي الاستمرار ؟ هذا هو السؤال الاهم في تقديري ، لماذا يامازدا؟ لايوجد شيء يشجع علي اي شيء سوي الاوهام التي يوزعها قادة الاتحاد ، سؤال اخير ، (اها .. يامازدا متي تقرر الرحيل؟) . [email protected]