ترنين لي.. فأُكاد من ألَقٍ أُضاء.. وأصيحُ ملء العشقِ "لي".. وبرغم قسوتِهِنَّ ليَّ كما أشاء.. كحشاشتي نصلٍ تنَكَّبَتَا الطريقَ إلي الفؤادِ ..فغابَتَا عيناكِ لي .. وبريقُ وجهِكِ .. يا فتاه ** ** ** ** ** بلأمسِ.. بلأمس خبَّرَني المطر أن السنابلَ يا صبيَّةُ حين أرهقَهَا السفر وقُبَيلَ رحلتِها بعكس الخصبِ .. تضرعُ للسماء ألا تبدِدُها المدائنُ واجهاتٍ للثراء وتَقيئُها بين الموائدَ مهرجاناتٍ .. وخَمر وا شوقَ هاتيكَ السنابلَ للدساكرَ ..للشجر عبَقُ النسائمَ والصباح.. دفقُ الجداول ..وانسكاباتُ المياه بين الخمائلَ ..والفراشاتِ الحزينةِ .. والمطر واشوقها .. فرحيلها وجَعٌ .. وموتُ حقولها وَجَعٌ أمَر * * * كرٌّ وإملاقٌ .. وفَر ما بينها بين المدائنَ .. السنابلَ والمدائنَ.. من مفاوزَ قاحلاتٍ، من مجاهلَ.. آهِلاتٍ بالخطايا.. والخَطَر.. كم من أنينٍ.. من مثاقبَ، من جراحاتٍ.. وثأر جُدُرٌ أقامتها المدينةُ دونها ..متثاقلاتٍ .. بالرزايا.. بالصوانَ وبالنواطحِ .. بالمصدَّاتِ الكئيبةِ .. والحَجَر.. ** ** ** ** ** ما أبخسَ العرَقَ المهاجرَ للمدينةِ ..والضحايا بالمعاولَ ..والمحاريثَ الحَديدةِ.. والدماء .. في موكبين.. من الشغيلة .. والأماء.. و موكبين.. من السبايا.. مُثقَلَين.. بالغلال وبالعطايا.. صوب قصر المؤمنين * * * حلمٌ تجاسر أو تسامي .. كالشواهق والكواكب.. صاخباتٍ بالحياه.. ثم أدبر أو تشظي حين أدبرَ.. كالمرايا.. واندثر.. قَدَرُ النيازك في سماوات المدينة.. باهتاتٍ في المساء.. كعبورِ شحّاذٍ سقيمٍ .. أو كحشدٍ من حُفاه أو من عراةٍ بائسين.. لا يكاد يبين من صخبِ المقاصفَ.. أو يلوذُ من الضياء.. في ظلِ قصرِ المؤمنين.. * * * كرٌّ وإملاقٌ ..وفَرّ شبقٌ وإسرافٌ.. وَطَر حُلمُ السراري والإماء حُلمُ الموالي المتعبين.. العالقين علي السرايا.. الحالمين .. بكلِ حين.. حُلمَ التحررِ والفداء.. حلمٌ تدَثَّرَ بالهزيمةِ أو تعثّرَ بالكآبة والضجر.. في قَيدِ قصرِ المؤمنين.. قلِقاً كباصرة الضرير تجوب محجَرَها.. تُحدّقُ بالفضاء .. كالظامئين.. المدلجينَ بغيرِ ماء.. والناظرينَ كما البصيرِ.. بلا بَصَر .. ** ** ** ** ** ليت السنابل في المسيرة حين غربتها تراك تقتات منك عبير تربتها .. وأحجيةَ القَمَر يا حبذا الوجعُ المكَابَدَ في هواك.. إني مخاضكِ .. ما أنا أحدٌ سواك إنتهت سفر التعبير من أين لي تَسكابُ ناصيةِ الكلام فالحرفُ أنت حدودُ وجهِكِ ساحليهِ وملءُ قامَتَكِ استقام لم أتقن المنظوم قبلكِ .. لا ولا دفءَ التعشقِ والغرام لو أنني قد نلتُ منكِ جسارةً وطرقتُ أسورةَ الخباء وانداحت الأشواق نشوي .. ليس تتسق إبتداءً وانتهاء .. فلأن قلباً بالهيام يظل من وجعٍ يُخَضّ ومن دماء يتعشق اللقيا ويختال انسجاماً في خيالك واشتهاء من أين لي ..؟ فليسقط التعبير يا أمرأةً بعرض البحر وصفك لا تجاريه المخارجُ والهجاء ها أنتِ ذي .. تتهيبين صدي الحروفِ وتسأمين العشقَ في ذاك المساء .. ولطالما أغفو فينفلتُ التَجَلُّدُ ساعةً فكأنما صدري يُصَّعَدُ للسماء فليسقط التعبير .. لا لا .. لا.. فما نسج الكلامُ عُرَي التناسلِ والبقاء حُيِّرتُ من عنفِ التعلقِ يا فتاه فلطالما .. عقب اللقاءِ وجدتُني ظَمِأً .. أتوق إلي لقاء من أين لي عينيك.. لو بل كيف لي عينيك إن.. أبحرتُ في التاريخ أو عدَّدتُ أعراق النساء من أين لي عينيك إن أسرفتُ في التعبيرِ.. أو أسرفت في التجريحِ.. بل .. عينيك .. إن هَجَّرتُ أشواقي وحطمت البناء ..؟