الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالفيديو.. تاجر خشب سوداني يرمي أموال "طائلة" من النقطة على الفنانة مرورة الدولية وهو "متربع" على "كرسي" جوار المسرح وساخرون: (دا الكلام الجاب لينا الحرب والضرب وبيوت تنخرب)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أرشيف الإسلام والمسلمين في ألمانيا .. بقلم: د. أمير حمد _برلين _المانيا
نشر في سودانيل يوم 13 - 12 - 2014

ما إن أعلنت حوادث اغتيال سبعين شخصا في النرويج إلا وسارع الإعلام الألماني في التنبؤ عن خلفية القاتل وإطلاق الأحكام المسبقة جزافا، كما فعلت القناة التلفزيونية الرسمية الثانية، إذ صرحت بأنها جرائم خطط لها الإرهاب الإسلامي .
كيف يتسنى للسياسة والمجتمع الألماني العيش سلميا والتعامل مع الأجانب المسلمين ودمجهم من ثم ومثل هذه الاتهامات لا تزال تعتم صورة الأجانب المسلمين في الذهنية الألمانية .
نناقش في هذا المقال موضوعات عدة "الاندماج، الإسلام والإسلاميون والنازية الجديدة في ألمانيا " انطلاقا من تقاطعها في محك "عريض" يعكس وضع الأجانب وتعامل السياسة والمجتمع الألماني معهم سلبيا أو إيجابيا .
جاء في تقرير مكتب مكافحة الجرائم الألماني بأن عدد السلفيين "المتطرفين" تجاوز 3000 الأمر الذي أزعج وأقلق المنظمات الإسلامية بألمانيا. فتسعى كل من المنظمات والدوائر الدينية بألمانيا لخلق حالة "توازن" لتفعيل الدين الإسلامي لصالح اندماج الأجانب المسلمين المقيمين بألمانيا. وبالتمعن في ظواهر الاعتداء على الشرطة الألمانية من قبل السلفيين بعد حوادث توزيع المصاحف مجانا نجد أن اليمينيين الألمان " النازيين الجدد" قد وجدوا تعزيزا لوجوده من قبل بعض الألمان وسياسة حزبه "ان بي دي " الداعي إلى كره للأجانب والمطالبة بتقليص وإيقاف هجرتهم إلى ألمانيا كونهم عبء على ميزانية الدولة ومنافسين لهم في سوق العمل ومهددين للأمن العام بشعارات وتفعيل الجهاد ضدهم.
يقول متحدث حزب اليسار بأنه قد توفرت أدلة كافية لإيقاف نشاط حزب NPD المتظرف بعد أن فشلت محاولة إيقافه عام 2003 . قدم ملف الطعن إلى المحكمة الدستورية وكان أبرز نقاط الطعن متمثلة في احتمالات التورط في حوادث القتل المنظمة ضد الاجانب ومعاداة هذا الحزب للسامية واتهامه بالعنصرية ضد اليهود والأجانب . ما يهمنا هنا هو موقف وقرار المحكمة الدستورية من اتخاذ قرار لإيقاف نشاط هذا الحزب ومن ناحية أخرى ردود الفعل عن إصدار حكم برفض الطعن مما يعني تأكيد نشاط هذا الحزب اليميني المتطرف كما حدث عام 2003 أما في حالة الموافقة على إيقاف نشاطه فقد تقود الموافقة إلى ايقاف نشاطه إلى تحركه سريا في خلايا إرهابية منظمة كخلية "أن أس أو".
في محاضرة قيمة ببرلين تحت اسم "
Wie über Muslime und Islamismus diskutieren, ohne dabei den Verstand zu verlieren?
حوار حول الإسلام والتيارات الإسلامية والنازية وتحدث أربعة صحفيين من صحيفة taz والقناة الأولى للتلفزيون وجاء في طرحهم بأن نشاطهم كصحفيين لامس أرض الواقع الألماني اذ بدأوا التحقيق في جرائم النازيين الجدد ضد الاجانب . ذكر أحدهم بأن نشاطه كصحفي وجه بصعوبات شديدة لجمع معلومات عن خلية ( أن أس و ) سواء في غرب ألمانيا أو شرقها أو حتى في ميونيخ.
خلص كل منهم إلى أن هناك تغيب مقصود للمعلومات من قبل كل المكاتب المعنية بالأمن ومكافحة الجرائم وحماية الدستور .أما النقطة المهمة الثانية التي أثيرت في حوار مفتوح هي قضية التحول الديموغرافي وحاجة ألمانيا إلى الأجانب لسد النقص السكاني وتقبلها بتحفظ شديد للإسلام.
ذكر أحد المشاركين المعنيين بشؤون الأجانب في حي نوكولون بأن مقارنة أجريت بين الدول الأوروبية حول استعداد تقبلها للإسلام فبرزت ألمانيا وهولندا في صدارة الدول الكارهة للإسلام باعتباره دين مثير للعداء. أما على صعيد اهتمام الألمان بفهم الدين الإسلامي فقد صرح أحد الصحفيين بأن معظم المتقدمين الالمان يرون أن القران نفسه هو المعضلة " كآيات ضرب النساء" .
إننا وإذ نناقش ونحضر مثل هذه الحوارات والأمسيات الفعالة نفتقد الحضور العربي كأنه غير معني بالأمر في حين أنه في صلب الموضوع !!
يظل السؤال قائم كيف يمكن إيصال تفسير معقول للقرآن للألمان، أي الخروج بالتفسير التقليدي إلى تفسير حداثوي كما فعل الإمام محمد عبده .
انتقد صحفي مشارك في هذه الأمسية عدم دعوة النخبة ذات الرأي الآخر المختلف المدافع عن الاسلام وتفعيله السليم في اوروبا في اللقاءات التلفزيونية والإذاعية. اي اختيار شخصيات معينة تناسب التوجه الالماني لاتمثل بالضرورة اراء معظم المسلمين هنا. قال احد الصحفثن في هذه الامسية (الإعلام الألماني لا يرغب في الواقع في آراء واتجاهات إسلامية تخالف توجهات السياسة الالمانية في الغالب الأعم باعتبار الإعلام آلة ووسيلة لعكس وتأكيد السياسة الألمانية "الاعلام الموجه" .
أرشيف المعلومات:
جاء في تقرير لمكتب حماية الدستور بأنه منذ عام 2003 كثرت حملات استقطاب الشباب المسيحيين من قبلل فئات السلفيين الداعية إلى الجهاد وتطبيق الشريعة الاسلامية وإقامة مجتمعات موازية. خص التقرير أسماء بعض الشخوص المسلمين الألمان مثل "بيير فوغل" وكذلك تنظيم "دعوة إلى الجنة" الذي حل عام 2011 . يقول التقرير أن نجاح واتساع حملات تجنيد واستقطاب الشباب المسلمين استند إلى إستراتيجية استقطاب بوسائل مثل خطب تحفيزية ولقاءات دورية منتظمة في المساجد أو على شاشة الانترنت. يحس هؤلاء الشباب المستقطبين بالأمن والانتماء إلى عالم جديد يقدمه السلفيون لهم كنقيض للواقع المعاش الذي يصوره لهم كعالم معتم لاإنساني ومجحف.
جاء إيقاف مثل هذه التنظيمات بعد مراقبتها لفترات طويلة واستند في إغلاقها على مناكفتها لمواد الدستور كدعوتها لتغير نظام الدولة العلماني إلى حكم بالشريعة وكذلك نشر خطب الحقد والحماس وكره اليهود، وهو ما يتنافى مع مساعي السياسة الألمانية لتقارب المجتمعات ومناهضة العنصرية .
ففي 2012 ترأس الداعية "إبراهيم أبو ناجي" حملة دعوة توزيع المصاحف بالمجان ونشر الإسلام في ألمانيا والترويج له بتوزيع. هذا كما اكتشف بعد هذا الموضوع سبع اتحادات إسلامية جديدة في ولايات عدة بألمانيا تعمل تحت شعار (إسلام جديد)، وكرد فعل صرح هانز فريدرش وزير الداخلية الاتحادي بأن هذه التجمعات ممولة من الخارج وتعمل لصالح الممولين ولا تقبل الحوار الديمقراطي لمناقشة الرأي والرأي الآخر المختلف. وكما يبدو فإن أسباب خطر هذه التجمعات عديدة كسعيها إلى تكوين مجتمعات موازية ، ويكاد يكون هذا التوجه هو أكثر ما يزعج السياسة ، فيما تطل الصوفية منذ عام 1912 والطرق التابعة لها في ألمانيا كالأحمدية والبرهانية نموذجا مفصلا للألمان والسياسة الألمانية . استطاعت هذه الطريقة جذب الألمان إليها واعتناق الكثير منهم للإسلام .
تتراوح إحصائيات تعداد المعتنقين الإسلام من الألمان بين 1100 و 1200 في العام كما في عام 2011. ثمة أسباب عدة لاعتناق هؤلاء للاسلام بدءا بأسباب عائلية كأن يكون الألمان راغبين في الارتباط الأسري / الزواج بمسلمين أو العكس أو لتوفر صورة سلمية متسامحة للإسلام تدعو لاحترام المرأة وحرية الرأي والاعتقاد وحظر العنف او الرغبة في الخلاص من الاكتئاب الاجتماعي وغيرها .
ذكرت الصحيفة الإسلامية"المؤسسة عام 1945 في مدينة فايمر بأن الدور الأساسي لها كصحيفة هو أن تكون صحيفة للمسلمين وغير المسيحيين إيجابيا. جدير بالذكر أن مؤسسها "أندرياس أبو بكر" ألماني اعتنق الإسلام لقناعته الشخصية بشمولية رسالة الإسلام .
هذا كما أن تصريح فولف الرئيس الألماني السابق بأن "الإسلام جزء من ألمانيا "منح الألمان الثقة في الإسلام وضرورة اكتشافه من جديد . إلى جانب تصريح فولف هذا تطل شخصيات سياسية مسلمة مثل أوزديمير رئيس حزب الخضر وعددا من أعضاء حزب الخضر الأتراك مثل ميمت كليك وايدان اوسفوس بحزب بالحزب الاشتراكي الألماني وكنان من حزب اليسار أو سركان تورد الحزب الليبرالي.
لقد أدرك فولف الرئيس السابق تأثير وقوة الإسلام في ألمانيا فنجده مثلا قد عين لأول مرة وزيرة أجنبية تركية مسلمة في وزارة ولاية نيدر ساكسن ورقيت فيما بعد 27/4/2010 لتصبح وزيرة للأسرة والصحة والاندماج . أما في ولاية بادن فورتمببرغ / ثاني أثري ولايات ألمانيا فقد عين رئيس وزراء هذه الولاية "بلكايا أوني" التركية وزيرة للاندماج، وفي ولاية "نوردراين فيستفالن" أكبر ولايات ألمانيا " نجد كاسيكين" التركية الأصل وزير دولة للاندماج.
ما يهمنا هنا في سجل المعلومات " هو عكس التداخل بين الألمان والأجانب على صعيدي الشارع العام والدين والمجتمع وكذلك على الصعيد السياسي، لا تمثل هذه التقاطعات والحالات صورة كاملة لوضع الأجانب في ألمانيا فهناك نقص ونقد وظواهر سلبية يجب التطرق إليها كما في التالي:
في نقد المسلمين
يظل هذا العنوان ملتبس لأن المعني في الواقع أنتفاد جزء من المسلمين بألمانيا لعكسهمم صورة مهترئة ومعتمة للإسلام.
انتقد كثير من المسلمين وكذلك المرتدين " الإسلام بألمانيا" الاانهم في الواقع انتقدوا تصرفات وسلوكيات المسلمين وإبداء آراء باسم الاسلام وهي لاتنتمي اليه اطلاقا .
تمثل تكلا كليك"، التركية الأصل ولاميا كادور، الكاتبة والباحثة التربوية، أكثر النساء الناقدات للإسلام والمسلمين في ألمانيا. فالأولى تكلا كليك انتقدت في أكثر من صحيفة ولقاءات مرتبة الإسلام والمسلمين في ظواهر عدة كالعنف ضد النساء وإكراههن على التزوج بأقربائهن استجابة لرغبة الآباء، هذا كما علا صوتها بعد جرائم الشرف كالتي حدثت عام 2009 . أما لاميا فقد ركزت في احتجاجها على نقد الحجاب والسلفيين كفكر مناهض للحرية لاسيما حرية المرأة. يمتد نقد الإسلام إلى التهديد بالقتل كما حدث لأحمد عبد الصمد المصري الأصل " الذي طالب بالوقوف ضد تطبيق الشريعة وتفعيل حركة "التنوير" في الإسلام بألمانيا. كما جدرت الإشارة سابقا فإن النقد والاتهامات السابقة الموجهة ضد الإسلام هي في الواقع ضد العادات والتقاليد الممارسة من قبل المسلمين كالإكراه على الزواج وجرائم الشرف.
في عام 2007 أسس المرتدون عن الإسلام اتحادا، انتقد بادئ ذي بدء وبشدة انتفاء حرية الرأي في الإسلام والعقوبات الشرعية وتطبيق الشريعة وأشاد في المقابل برسل ودعاة العلمانية الإنسانية المسلمين .
يقول ناقد اجتماعي بأن ألمانيا تخاف الأسلمة لأنها دولة مسيحية في بنيتها الاجتماعية والسياسية والثقافية منذ ظهور المسيحية وأن الحجاب مثلا يمثل شعار لاعلان الحروب الصليبية من جديد ويواصل قائلا : ليس مخيفا أن يقيم المسلمين صلواتهم ويستجيبون لشعائرهم وإنما الخوف من احتوائهم في السياسة الألمانية وإظهار الإسلام كقوة مهددة للمسيحيين ببناء المساجد وانتشار الحجاب .
لا يختلف هذا الرأي عن (منظمة فاكس أوروبا "/ التحرك الجماهيري ضد الإسلام ) التي تم تأسيسها عام 2007 على يد الصحفي التشهيري أودو أولكونا. يعنى هذا التنظيم بمناهضة الإسلام في كل أوروبا (الخوف منالاسلمة )، كما كان ينادي ربيك " بجريمته الشهيرة في النرويج" مقتل أكثر من 70 نرويجيا " .
كان وقد أشرنا في مقال سابق إلى أن أكثر الاتهامات الموجهة للإسلام تخص قضية المرأة والإكراه على تحجبها، علما بان النص القرآني لم ينص على الحجاب وإنما على السترة بشكل عام " غطاء الصدر ".
هذا كما أن تغييب الاعلام الألماني لحقوق المرأة في الإسلام وعدم رغبته كما يبدو في مشاركة النساء المسلمات المنصفات المتفقهات فيأامور الدين لطرح آرائهن على المنابر إلاعلامية للإعراب عما إذا يواجهن اضطهادا أو إكراه أو عنفا ضدهن في المحيط الإسلامي، أي ان يتحدثن عن أنفسهن لا أن يتحدث الآخرون عنهن، وفوق كل شيء تبيين الخلط بين الاسلام الشعبوي الممارس في الحياة العامة في المانيا وبين حقيقة رسالة القرآن والتفسير والتأويل الحداثوي له المواكب لحقوق الانسان واحترام حريته .
لقد صعدت الحملات المغرضة ضد الاسلام كرسالة تخلف واذلال استنادا الى اصوات موجهة (ابواق) ودليلنا على ذلك" هرسي عنان "الكاتبة الصومالية التي كانت تتحرك في الإعلام الهولندي كغزال رشيق في منأى تام عن وجود اصوات اخرى مغايرة لرأيها.
في لقاء تلفزيوني تحدث "بيتر شولاتور" الألماني المستشرق عن أسباب كره الأوروبيين للإسلام فذكر بأنهم يرون فيه حضارة متخلفة بناءا على نهج حياتهم اليوم ولعدم معرفتهم الواسعة بأثر الحضارة العربية القديمة على الغرب وتطورها من ثم على أيدي الاورربين. قال " ان العرب اليوم يتكأون الى الذاكرة (الامجاد العربية القديمة) .
جاء في احصائية صادرة من مركز الدراسات الإسلامية بأن اغلبية الالمان يتهيبون من الاسلام لارتباطه الوثيق اليوم بحوادث الارهاب كرد متطرف على الغرب بدلا من الإتيان بردود منطقية وانفتاح على حوار بناء يقارب الاديان والحضارات، لا أن ينأى بهن اويصهر واحدة في الاخرى . هذا كما ذكر بأن الالمان يتهيبون من تناقص عددهم التحول الديموغرافي ويرغبون في جيل الماني جديد يحفظ هويتهم ولايستبيحها باعتناق معتقد جديد كالاسلام رغم وجود قرابة خمسة ملايين مسلم بألمانيا !!!
يمثل مقتل مروة الشربيني المصرية " على يد روسي ألماني في عام 2009 أوضح نموذج على كره الإسلام "هذا كما ان حوادث الاعتداء على المساجد أخذت تتوالى منذ عام 2000 مرورا بعام 2004 " حادثة مسجد الفاتح" ومن ثم حوادث عام 2010 و 2011.... هذا وقد احتدمت هذه الحملات لتطالب بإيقاف بناء المساجد " حي بانكو" ببرلين، إذ أعرب المتظاهرون عن إحساسهم كغرباء داخل وطنهم الأم ألمانيا. أما الرد المتطرف المعاكس من قبل بعض المسلمين ودور النشر فقد انصب على اليهود إذ وصفت بعض الإحصائيات أبناء المغرب العربي والفلسطينيين بالأكثر عداء لليهود بين المواطنين العرب بألمانيا .الى جانب هذا أغلقت بعض دور النشر كدار " أندلودا التركي" دولة الخلفاء. وكان لاغلاق مثل هذه الدور الصحفية أثرا واضح في تصحيح مسار الكثير من الصحف الإسلامية لاسيما وسط التيار السياسي الإعلامي الموجه لمناهضة العداء للسامية ووالعنصرية .
خاتمة
ما إن صدرت رواية ( أجنبية حاجدة) في سويسرا قيل أشهر قليلة إلا وتناولها " الإعلام السويسري" بالنقد وإيجاد مسوغات لإثبات فشل سياسة الاندماج. قالت المؤلفة في لقاء أجري معها بأنها قصدت أن تكون بطلة روايتها هذه حاجدة رغم كل كل ما منحته لها سويسرا لأنها لاتحس بانتمائها او اندماجها في المجتمع السويسري الفارض للاندماج فرضا ويقدمه من وجهة نظره هو ولا يعني بمقترحات وآراء الأجانب محور الموضوع نفسه .... هل تختلف هذه السياسة السويسرية عن نظيرتها الألمانية كثيرا ؟
حينما امتثل مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال للمحكمة اللندنية أثار قضية صراع الحضارات واللاعدل وعدم مصداقية الغرب مع الشرق، فالذي يحدث على صعيد السياسة الألمانية الراهنة تجاه الشرق يمثل إلى الآن – في الغالب الأعم عدم المصداقية، فمثلا ابرمت ألمانيا صفقة مصفحات وغواصات حربية مع إسرائيل وتحاول التكتم عليه أو ذكرها عرضا في الإعلام الألماني كصفقة أملتها الظروف الراهنة للدفاع عن إسرائيل، أما حينما أبرمت صفقة المصفحات المائة مع السعودية مثلا نشرت الصحف والإعلام الألماني نقدا لاذعا لهذه الصفقة وكذلك انتقدها حزب " حزب الخضر " باعتبار هذه الصفقات صفقات دموية وغير متفقة مع سياسة التخفف من التسليح التي تدعو اليها المانيا بصوت عالي في كل ارجاء العالم .
في جو كهذا يجد الإرهاب لزعزعة أمن دول الغرب مسوغا لرده المتطرف من تفجير أو اغتيالات أو عمليات انتحارية .
بناءا على تقرير مكتب حماية الدستور الألماني ثمة شريحة (34,770) شخص من الاسلاموين يعملون في خلايا ارهابية بتوجه متطرف في ألمانيا وكتنظيم سياسي منظم ناشط اوكخليايا نائمة في انتظار اشارة الانطلاق كخلية محمد عطا في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا المتسببة في حوادث 11/11/2001 في أميركا .
أكد مكتب حماية الدستور على مراقبته لنشاط (إيديولوجيات) الجماعات الإسلامية المتطرفة في الشارع أو كخلايا سرية او ناشطة على شبكة الانترنت" كما تمت مراقبة تحرك احدى هذه الخلايا الاسلاموية الناشطة والمشتركة في حادثة شهر مارس 2011 التي اغتال فيها مسلم من "كوسوفو" جنديين أمريكيين في مطار فرانكفورت بصدد منعهما من السفر إلى أفغانستان، معقل الجهاد الإسلامي .
يقول محلل سياسي في تلفزيون فونكس" بأن الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه السياسة الألمانية في تعاملها مع قضايا الأجانب المسلمين هو انصرافها إلى قضايا ثانوية كالحجاب وختان الأطفال أو خفاض الإناث والخوض في قضايا بناء المساجد وحظرها ، وواصل قائلا بأن المساجد في إنجلترا لم تغير أو تهدد أمن وجود الكنائس ولم يضعف الحجاب اسفار الانجليزيات او موضة الازياء .لا لم يؤثر على نمط الحياةالانجليزية اويتهددها . الأهم والأهم وفقا لتقيمه هو الحوار" ليس كحوار ثقافي حصر على النخبة وإنما الشارع العام الذي لا يعرف في كثير من الأحوال عما ماذا يدور في القنوات أو الصحف . لا يمكن أن يتحقق حوار متكافئ بين الدولة المضيفة والأجانب طالما لم يؤخذ (التعليم) بعين الاعتبار وتعزيز موقف الآخر المختلف "الأجانب أو العرب مثلا بأعتبارهم إثراء للألمان وليس لسد نقص تعداد السكان فقط وإنما لإيجاد حالة توازن بين الألمان والأجانب على صعيد اتاحة فرص العمل والاهتمام المركز بالتعليم والثقافة .
ذكر بيتر شولاتور الصحفي الألماني في كتابة عن زيارته لإفريقيا بأن الغرب فقد مصداقيته في منظور العرب والأفارقة على حد سواء طالما لم تتغير سياسته تجاههما . نعم ستزداد هجرتهم إلي الغرب ليس لتحسين وضعهم الذي يرون أن الغرب تسبب في تأزمه بإفقار دولهم فحسب وإنما للثأر منه .
يقول مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال وهو ممتثل للمحكمة اللندنية وقد تراءت له كالاستعمار نفسه ظاهرا او مبطنا كما الآن (إني أسمع في هذه المحكمة قعقعة خيول اللنبي وهي تطأ أرض القدس .... البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل السلاح لا الخبز .... علمونا أن نقول لا بلغتهم ... لقد أتيتكم غازيا في عقر داركم....)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.