* عندما كتب الشاعر عن جمال النيل والخرطوم بليل ، ربما لم يكن يعلم ان ليل الخرطوم لن يصبح جميلا وان نيلها سيصبح مرتعاً للاستغلال وجشع الإستثمار ، وحينما كتب الشعراء عن ليل الخرطوم ليس لجمال إنارتها او مبانيها ، وإنما لبهجة السمار والانس وجمال النفوس ، والسهرات الجميلة في الاندية والصالونات والمسارح والسينما ، وكل هذا اليوم اصبح من التاريخ الذى يروى بحسرة وألم .. !! * اصبح شارع النيل جهة الخرطوم ، هو المتنفس الوحيد لاهل الخرطوم من كل الفئات بعد ان صودرت كل اماكن الترفيه العامة التي كانت تجاور النيل بداية بحدائق الحيوان والتي قضينا فيها اجمل ايام الطفولة وحدائق الشعب و6 ابريل وكل الحدائق العامة صبحت مهددة ولم يتبق مكان واحد للترفيه بعد ان ضاقت الاماكن العامة بالازدحام خاصة بعد الهجرات الجماعية من الريف الى الخرطوم ، وكان شارع النيل جهة الخرطوم من الأماكن الغير معروفة في زمن قريب إلا لبعض أهل الخرطوم ، واليوم بعد أن أشتهر واصبح المتنفس الوحيد ، بدأت أيادي الدولة والعقلية الإستثمارية تعبث وتطمع كما تشاء ، وكلما تدخلت حكومة الولاية في منطقة زحف الناس الى المنطقة المجاورة ومعهم ستات الشاي ومفارشهم وكراسيهم بحثا عن مكان يسع الجميع دون مضايقات .. !! * المهم لا ننكر ظهور ظواهر سالبة ولكن هذا وضع طبيعي جداً ، فاينما وجد الناس وجدت الظواهر ، وهي طبيعية جداً وموجودة في كل الخرطوم وليست حكراً على شارع النيل ، بيوت العرقي البلدي منتشرة في كل احياء الخرطوم ، بيوت الدعارة لا يستطيع احد ان ينكر وجودها في كل الاحياء وان كانت مخفية ، بنات الليل وباعتراف معتمد الخرطوم السابق ينتشرون في كل شوارع العاصمة ، تجارة المخدرات حدث عنها ولا حرج فما يتم ضبطه في شحنة تهريب واحدة تكفي الخرطوم لعام كامل ، وكتبنا عن شارع باشدار في الخرطومجنوب الذي يحتكره الحبوش لادارة الدعارة دون رقيب ، ولا جديد في الموضوع وظللنا نكتب وننبه ، ولكن الظاهرة الغريبة فعلا ليست هى ما ذكرناها ومعروف عنها انها سالبة ، وانما هى ظاهرة ممارسة المشي امام الناس من قبل الفتيات والنساء المتزوجات بحجة انقاص الوزن او الرياضة اليومية ، وهو استعراض واضح لاجسادهن أمام الناس والأسر الجالسة دون خجل وبطريقة استفزازية ، فهذه الاماكن على حسب علمنا غير مخصصة للمشي والاستعراض هناك اماكن مخصصة لهذا النوع من الرياضة وبعيداً عن أنظار الناس وهذه الرياضة لها بروتوكولات معينة وليست بهذه العشوائية التي تمارس هناك أو ربما هناك مقصد آخر لهذا المشي غير الرياضة .. !! مع كل الود صحيفة الجريدة [email protected]
