اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا ، ايام قليلة تقربنا من موعد ذكري استقلال السودان ، وهي ذكري عظيمة تعبر عن (الحرية) واستقلال القرار السياسي بعد سنوات طويلة من حكم المستعمر ، ورغم مايقال عن أن الاستقلال الحقيقي لم يعرفه السودانيون بعد ، في اشارة للحقب السياسية التي تعاقبت علي الحكم في السودان ، ورغم التحليلات المنطقية في تقديري بخطأ اعلان الاستقلال من داخل البرلمان ، قبل الاتفاق علي القضايا الاساسية ، وعلي رأسها الاتفاق علي دستور دائم للبلد يغنينا عن الصراعات ، التي كانت واضحة وجلية منذ ذلك الوقت ، ورغم أن السودان دفع ولازال يدفع ثمن هذا الخطأ التاريخي ، الا أن ذكري الاستقلال تبقي مهمة وتستحق الاحياء والاحتفاء بها. يصادف هذه الذكري يوم تاريخي في الرياضة ، وتأتي تاريخية هذا اليوم لارتباطه بإستقلال القرار الرياضي ، او بمعني اصح اهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ، اليوم (الاحد 22 ديسمبر 2014) يعقد الاتحاد السوداني لكرة القدم اجتماعا مهما وخطيرا في تقديري ، لتحديد القناة الفضائية الناقلة للدوري الممتاز موسم 2015 وهذا التحديد سيحسم بصورة مباشرة إستقلالية القرار الرياضي من عدمها ، ومعروف للجميع أن النفوذ السياسي و(الجهات العليا) هم من يدير الرياضة الآن في السودان ، وأن كل الاجسام الاخري الموجودة وعلي راسها الاتحاد العام لكرة القدم مجرد (خيال مآته) ، تأتيها الاوامر من هذه الجهات العليا ، وماعليها سوي الطاعة والتنفيذ . الفرص تبدو ضعيفة امام اتحاد الكرة ليعبر عن نفسه كإتحاد مستقل يملك قراره ، ويستمد قوته من منظومة عالمية مستقلة ، فكرة القدم كما نعلم نظام عالمي لاعلاقة له بالمحلية ، خاصة بعد الاعلان عن قناتين فقط تتنافسان علي حصرية نقل مباريات الدوري الممتاز ( بي ان سبورت وقوون) ، هذا الاعلان اضعف حظوظ الاتحاد في الاحتفال بقدرته التخلص من الوصاية السياسية ، فالقناة القطرية (بي ان سبورت) أعلنت علي لسان مراسلها سامر عمرابي معايير يصعب توفرها عندنا في السودان ، ليصبح الملعب خاليا امام قناة (قوون) ، ان لم يجد جديد كما ذكر عمرابي ، إلا ان القناة السودانية (قوون) تواجه صعوبات من نوع آخر ، فلديها مديونية قديمة من النقل التلفزيوني السابق لم تسدد ، تصل الي 450 الف دولار ، ولايستطيع الاتحاد العام مجاملتها وإن رغب الا في حالة واحدة أن تاتيه الاوامر من (جهات عليا) كما حدث مع التلفزيون القومي في الموسم الاخير ، ومعلوم أن التلفزيون القومي لم يسدد حوالي (مليون دولار) مستحقات البث القديم ، وعليه مبلغ ضخم من البث الاخير لم يسدده ايضا . يزداد الامر صعوبة ويزيد الخناق علي الاتحاد العام في حال صدر القرار بتفرق (دم) النقل التلفزيوني علي الفضائيات المحلية خاصة اذا دخلت الفضائيات المديونة ضمن الحسبة ، عموما دعونا ننتظر مايسفر عنه اجتماع اليوم فقد يقلب (حاوي) الاتحاد كل التوقعات.