اردول: لذلك كان مبرراً إسقاط حكومة قحت وتشييعها الي مزبلة التاريخ    نقل المعركة من حدود الفاشر إلي تخوم منطقة الزرق يعني عملياً تضييق الخناق علي مليشيا حميدتي وآل بيته    بايدن بصدد إعلان برنامج جديد لاستيعاب المهاجرين.. ما هي شروطه؟    النيران الصديقة تمنح فرنسا فوزا شاقا على النمسا    حسبو البيلي يكتب: آل دقلو    (ثلاثة لا تقترب منهم: الحصان من الخلف والثور من الأمام والفاشر من جميع الاتجاهات)    عيساوي: قتل الثعبان    شعار براؤن يصل يورو 2024 روديغر لاعب منتخب المانيا يقلد المصباح ابو زيد والاتحاد الأوروبي يتدخل    شاهد بالفيديو.. استخبارات الجيش بالقضارف تضبط شاحنة "لوري" محملة بعدد كبير من "براميل" البنزين والمواد الغذائية حاول مواطنون تهريبها لقوات الدعم السريع والجمهور يطالب بإعدامهم رمياً بالرصاص    شاهد بالصورة.. خلال مباراة فريقها بالدوري التونسي.. جماهير فريق مستقبل قابس تدعم السودان بلافتة كتبت عليها: (من غزة إلى السودان الخذلان هو العنوان)    شاهد بالصورة.. الفنان مأمون سوار الدهب وزوجته يعودان لإشعال مواقع التواصل بلقطة رومانسية    شاهد بالفيديو.. سيدة سودانية تطالب طبيبة مصرية بإعادة وزنها بعد أن كان 94 كيلو وأصبح 64 كيلو (زوجي كان يناديني "جون سينا" وعاوزة وزني يرجع لأنو نحنا السودانيين ما بنحب كدة)    أكاديمية الفريع (A) تقلب الطاولة على أكاديمية الفريع (B) في ديربي الفريع الأهلي بالدامر    إجتماع ثلاثي مصغر لترتيب الاوضاع داخل الأكاديمية القضارف    حفل رائع في قرعة دورة الصداقة بالضعين    دولة تسجل 16 ألف إصابة بسبب ذبح الأضاحي    تواصل العمل في صيانة وتأهيل مباني هيئة البراعم والناشيئن بمحلية بورتسودان    يورو 2024: تعادل أول وتراجع بمعدل التسجيل 17 يونيو، 2024    حكومة دارفور: نحذر جميع قادة مليشيات قوات الدعم السريع في النزاع من مغبة جرائمهم واحترام القانون الدولي    شاهد بالصور.. الحسناء السودانية "لوشي" تبهر المتابعين بإطلالة مثيرة في ليلة العيد والجمهور يتغزل: (بنت سمحة زي تجديد الإقامة)    الخراف السودانية تغزو أسواق القاهرة    كيف ستنقلب موازين العالم بسبب غزة وأوكرانيا؟    مدرب تشيلسي الأسبق يقترب من العودة للبريميرليج    ترامب: لست عنصرياً.. ولدي الكثير من "الأصدقاء السود"    مسجد الصخرات .. على صعيد عرفات عنده نزلت " اليوم أكملت لكم دينكم"    بالأرقام والتفاصيل.. بعد ارتفاع سعر الجنيه المصري مقابل السوداني تعرف على سعر "خروف" الأضحية السوداني في مصر وإقبال كبير من المواطنين السودانيين بالقاهرة على شرائه    رئيس وأعضاء مجلس السيادة يهنئون المنتخب القومي لكرة القدم    صالون لتدليك البقر في إندونيسيا قبل تقديمها أضحية في العيد    امرأة تطلب 100 ألف درهم تعويضاً عن رسالة «واتس أب»    "فخور به".. أول تعليق لبايدن بعد إدانة نجله رسميا ..!    الهروب من الموت إلى الموت    ترامب معلقاً على إدانة هانتر: سينتهي عهد بايدن المحتال    شرطة مرور كسلا تنفذ برنامجا توعوية بدار اليتيم    4 عيوب بالأضحية لا تجيز ذبحها    قصة عصابة سودانية بالقاهرة تقودها فتاة ونجل طبيب شرعي شهير تنصب كمين لشاب سوداني بحي المهندسين.. اعتدوا عليه تحت تهديد السلاح ونهبوا أمواله والشرطة المصرية تلقي القبض عليهم    نداء مهم لجميع مرضى الكلى في السودان .. سارع بالتسجيل    شاهد بالفيديو.. الراقصة آية أفرو تهاجم شباب سودانيون تحرشوا بها أثناء تقديمها برنامج على الهواء بالسعودية وتطالب مصور البرنامج بتوجيه الكاميرا نحوهم: (صورهم كلهم ديل خرفان الترند)    الإمارات.. الإجراءات والضوابط المتعلقة بالحالات التي يسمح فيها بالإجهاض    الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطى بإدارة الأمن والمعلومات    نصائح مهمة لنوم أفضل    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    من هو الأعمى؟!    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القر ، الزيفة والشبورة .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 21 - 01 - 2015

قديما كان المدرس عندما يطلب من التلميذ ان يقرأ ، ويتلجلج التلميذ . يقول الاستاذ .... اقرا قر ينفخك . وهذا بالضمة علي القاف . وتقول الامهات والخالات للاطفال .... قول ... قر ينفخك . والقر هو البرد الشديد . والبعض يقول القر بالكسرة بدلا عن الضمة . اخي ابو دبورة من ياتي بالخضار من توتي كان يقول لاصدقائه في الموردة شاكيا .....يا زول القير اكل راسنا في المعدية . او الزيفة في البنطون تخلي الحمار يدمع . الزيفة هي البرد الذي تصحبه الرياح الباردة . فالريح تضاعف وقع البرد .
الشبورة هي كلمة سودانية ، وتعني الضباب . ففي الشتاء قبل شروق الشمس تظهر الشبورة . وقد تحجب الرؤية او تجعل المنظر غير واضح . وتختفي الشبورة بعد شروق الشمس وحرارتها . في المناطق الممطرة تظهر الشبورة خاصة بعد ما يعرف بالصبنة . والصبنة هي هطول الامطار بدون توقف لفترة قد تفوق الاسبوعين . ويصير الجو رطبا وباردا في اعالي النيل مثلا.
السيد انجلو بيدا نائب رئيس برلمان الانقاذ السابق وهو من الزاندي في بحر الغزال قال . ان احد المبشرين اخبر احد النساء العجايز بانها اذا لم تعتنق المسيحية فستجد النار، بدلا عن الجنة الباردة . فقالت له انها عجوز تتعب من البرد والرطوبة وتفضل النار لانها تدفئها .
خبر اهلنا في السودان الذين ماتوا بسبب البرد يؤلمنا . والمؤلم المبكي ، ان الحكومة لا تهتم بتقديم المساعدة , وكان من المفروض ارسال الخيام والبطاطين والاكل والمحروقات . ولكن الحكومة قد رفعت يدها عن مسئولية الحكومات . ان رسالتها هي ، القتل والسحل ، وقشو امسحو ما تجيبة حي . وحتي في داخل الخرطوم مات بعض افراد الشعب بالقر والزيفة . كان الله في عون اهل البادية والاصقاع البعيدة . والذين يفرون من محرقة الانقاذ في دارفور .
كان حبوباتنا يحكين لنا عن البرد الشديد الذي عاشوه قديما، وكيف اضطروا لكسر سطح الماء في الزير للشرب . بسبب تجمد الماء . كان الامر يبدو غير مصدق في سودان الحر والهجير والسموم . ها هز الصقيع يعود الي السودان .
لقد تعرض الانسان في حياته القصيره علي الارض لعدة عصور جليدية . وعندما تظهر بقع علي سطح الشمس ، يعني هذا ان الطقس سيكون جيدا في الاجزاء الباردة من الارض . والسبب هو ان السنة من النار تنطلق من جوف الشمس وتخرج بعيدا عن الشمس لمسافة قد تصل الي ربع مليون كيلو متر . ثم تعود الي الشمس بواسطة جاذبية الشمس . ويساعد هذا في انتاج محاصيل وفيرة في اوربا وامريكا وشمال آسيا . وتحصل اوربا علي احسن انتاج للحبوب والاعناب والخضروات . وعندما تنعدم البقع في الشمس تهبط درجة الحرارة . ولا تشرق الشمس كثيرا حتي في الصيف . وتتأثر حتي مناطقنا في الشتاء .
حكي لنا الدكتور محمد محجوب انهم شاركوا ناظر مدرسة في دارفور السجن في سجن كوبر . وكان محمد محجوب قد حكم عليه بالإعدام بسبب مشاركته في انقلاب علي حامد والبديع وشنان . وغير سجن محمد الي المؤبد بسبب صغر سنه . الناظر كان من اصول مصرية. ومن الممكن انه لم يحسن تقدير الامور ، واعماه الطمع . فقام ببيع البطاطين الحكومية . ولم يكن يتوقع بردا قارسا . ومات بعض التلاميذ في الداخلية بسبب برد دارفور القاسي . وحكم علي الناظر بسبعة او ثمانية سنوات سجنا . وكان يجد الضرب والاهانة حتي من المجرمين في السجن . فتلك الجريمة رفضها حتي معتادي الاجرام . والآن تمارسها الانقاذ . وقاموا بتحويل الناظر الي السياسيين .
الدكتور اخصائي الكلي عبد الله سبيل كان حاضرا ، وهو من ام كدادة . وحكي انهم في ايام البرد يزودون باربعة من البطاطين . ويتخلصون من السرير . ويضعون بطانيتين علي الارض ويتغطون ببطانيتين . ولهذا سبب بيع البطاطين والبرد في موت التلاميذ في مدرسة الناظر اللص .
حكومة السودان كانت تمتلك مئات الآلاف من تلك البطاطين . وهي من الصوف الجيد . يزينها حرفان .... اس .... جي اشارة لحكومة السودان . وكانت تصرف للطلاب والمستشفيات والبوليس والسجون والجيش . وكل مرافق الدولة . وكان المدنيون يرحبون بها . احدي الخالات اتت لشرق اوربا بحثا عن ابنها الذي انقطعت اخباره , وكان ابنها الظابط قد زودها ببطانية من الجيش . تركها الابن عندما رحل من غرفتي. وكنت اضيفها الي اللحاف عندما يشتد البرد . ويستلفها الآخرون عندما يحل بهم ضيف . كانت رائعة . وكان الشيك يستغربون لحاجتنا لبطانية سميكة .
اخي حموده ابو سن كان يقول لي عندما يراني مستلقيا ورأسي اقرب الي الباب ..... يا شوقي البرد فاقسو لا تداقسو ... بمعني ان لا تستقبل الجهة التي تهب منها رياح الشتاء . والناس كانت تتقي البرد بكل الطرق . ومنها بيوت البروش وبيوت الشعر في البادية .والشملة التي يتغطون بها . والفروة كانت مكملة لمتاع السوداني . يجلس عليها. وينام عليها ويصلي عليها . وقد يموت عليها بعد الهزيمة في الحرب .
وكان بعض اهل البادية يلفونها حول جسمهم التماسا للدفئ . فروة المرعد فاتحة اللون ولها شعر طويل وكثيف وهي كبيرة تتدلي من السرج علي الجانبين . كانت احدي مظاهر الثراء بسبب ارتفاع ثمنها . وهنالك فروة الميدوب . وهي من اغنام قبيلة الميدوب في دارفور . ولها شعر غزير . وظهرت ماعرف بالاغنام الامريكية و وهي في الحقيقة سورية حجمها ضخم ولها شعر محمر طويل . ولقد احضرتها الارسالية الامريكية . وكانت تهبها للاسر السودانية ، لانها نعطي ضعف مقدار الاغنام السودانية . والاسالية الامريكية كانت تدير المدارس في السودان . والمستشفيات منها مستشفي التجاني الماحي الحالي. وكانت لتلك الاغنام فروة كبيرة . توئم الروح بله طيب الله ثراه ، كان يقول لي وللاخرين عندما لا نقتبع.... يعني انت حتعرف احسن من الخروف ؟ والقصة ان الراعي طلب من ابنه ان يلتف بالفروه والصوف الي الخارج. وكان الابن يلتف بالفروة والصوف قريب الي جسمه . فقال الوالد ,, انت حتعرف احسن من الخروف ؟
الفردة كانت الغطاء المعتاد عند السودانيين . وكانت احسن الفراد تأتي من شندي . والاثيوبيون قد يرتدون احدث البدل ، ومن اكبر بيوت الازياء العالمية. ويضعون الفردة علي اكتافهم . وهذا قد يشمل الحكام والوزراء. والجو في اثيوبيا قد يكون متقلبا وباردا . وبعد ان احتل السودانيون قوندر عاصمة اثيوبيا القديمة بعد قتل الامبراطور يوهانس . اضطروا للانسحاب بسبب البرد الشديد . ولم يكونوا متهيئين له .
اشهر بطانية في السودان كانت بطانية عبد الله ود ابسن شيخ الشكرية . فبعد هزيمة الامير محمود ود احمد في معركة النخيلة ن التي كانت بعد واقعة المتمة . قال الحردلو لاخيه عبد الله الذي شارك في المعركة . وعبد الله من ابكار الانصار واشترك في معارك المهدية . وكان قد ارتبط بالمهدي قبل ان يعلن مهديته .وصلي اهل رفاعة خلفه عندما كان يحضر مع حيرانه لزيارة اقاربه العديدين في رفاعة .
تكضب فى الخضر من الكضب ما بتروى ...ما قلت الترك ارواحا تحت الفروه... درب السبعتين سويتو ليله وسروه . وكان عبدالله شقيق الحردلو محاربا فى جيش محمود ود احمد . وهزم جيش محمود ود احمد فى واقعة النخيله قرب عطبره . وفر الكثيرون من جيش الانصار ومن بينهم عبدالله شقيق الحردلو . وتعليقا على انكسار محمود ود: يا عبدالله اخوي سويتو الدحيح والدي ... قطعتو الاتبراوي لا سعن لا ري ..قايلنو تكسيالظر خمامير وشراب عجينا ني / دا طرش الحديد الجانا من بومباي .
الحاردلو ناصر المهدية في البداية . ولكن بعد الظلم . تعرض للخليفة بالهجاء .
المهدي داك راجلاقدل فوق عزة
الا خليفة المهدي دخلنا في .... وزة
وقبل معركة امدرمان كان من المفروض ان يأتي عبدالله بالشكرية للمشاركة . وارسل الشيخ عبد الله من يشتري له بطانية . فلقد تركوا كل شئ في النخيلة . وتأخر من ارسل . وطال الانتظار . فقال الحاردلو ... اه شيخ العرب نكتل في بطانية ؟ الزول ده يمكن يغير رايه . البطانية خلها .. وبعد سفرهم ارسل الخليفة باحثا عنهم . وكان الحديث عن البطانية التي كادت ان تسبب في موت ,, شيوخ العرب .
اغلب تحركات الجيوش الاوربية كانت في شهر مايو . ونابليون حطم الجيش النمساوي الذي كان يعتبر من احسن جيوش العالم . والسبب ان حلفائهم الروس قد تاخروا في الاشتراك في المعركة . وكان التقويم الروسي متأخرا من التقويم الاوربي باسبوعين. ولهذا فأن ثورة اكتوبر الشيوعية كانت في نوفمبر . وواصل نابليون . وحطم الجيش الروسي ، ودخل موسكو .ولكن الروس انسحبوا . وتركوه للبرد والثلوج . وتكفل البرد بهزيمة نابليون .
وحدث نفس الشي مع جيوش هتلر . فلقد تكفل بهزيمتها البرد الروسي. وكان الالمان قد استولوا علي مخازن الجيش الفرنسي بعد احتلال فرنسا والدول الاخري . فيما اسموه بالحرب العاصفة او حرب البرق لسرعتها .. وفرضوا علي فرنسا تزويدهم بملايين الاطنان من القمح ، ومقادير هائلة من النبيذ والكونياك الذي كان من مستلزمات حروب الشتاء. واخذوا الملابس الصوفية الداخلية والجوارب والخيام والبطاطين الفرنسية . ولكن كل ذالك لم يكن كافيا للوقوف امام البرد الروسي . وتوقفت دباباتهم وشاحناتهم .بسبب البرد . وعند استالينقراد كانت اولي خسارات الالمان . والاكرانيون وآخرون قد تعاونوا مع هتلر . وهذا ما لم ينساه لهم الروس . والحرب الحالية من افرازات تلك الفترة .
الثلوج الكثيفة ليست معهودة في انجلترة . وعندما تحدث ، تكاد الحركة ان تتوقف . وتتلخبط الامور في المطارات . ويبتسم الاسكندنافيون ،لان الثلوج جزء من حياتهم . ولا يأخذ الامر اكثر من يوم واحدوقد تتوقف الدراسة. وتفتح الطرقات وتتحرك الجرافات لكسح الجليد ونثر الملح علي الطرق السريعة . وعملية نثر الملح نمارسها امام دارنا . فالقانون يلزم صاحب الدار بنظافة الرصيف بعد سقوط الثلوج . وهذه عملية متعبة . ومن المفروض القيام بها قبل السابعة صباحا . وقد يحتااج الامر لاعادة العملية في المساء . ونكتفي نحن من اهل الصحراء برش الملح الذي ياتي في جوالات كبيرة .
اذكر وانا صغير قد قرأت في المختار من ريدرز دايجست ان عمدة مدينة امريكية كانت له طريقة واحدة لسنين عديدة للتعامل مع الثلوج . كان يقول ..... ان الله قد وضع الثلوج ،وسيتكفل بالتخلص منها في الربيع .
في البوادي السودانية ينصب البدو بيوت البروش وبيوت الشعر بطريقة حتي لا يواجه المدخل الرياح . والشملة مفيدة في كبح جماح البرد . وقديستعينون بالنيران للتدفئه .
رودولف سلاطين عندما هرب من الخليفة ، اضطر لان يقضي الليل في الصحراء . وكان في بعض الاحيان ينام في الاماكن التي يحتمي فيها الراعي من البرد القارس . فمن العادة ان يحفرون ما يشبه القبر الغير عميق . ويحيطونه بالحجارة المرصوصة لكسر الريح . فالريح تضاعف درجة البرودة
فبل سنوات لاحظت انه حتي المساكن الحديثة في شمال العراق وكردستان ،لا تتمتع بابواب ونوافذ محكمة . وكنت اشاهد الايزيديين والاكراد يمشون بصنادل وملابسهم ليست ثقيلة والارض يغطيها الجليد وهم يسكنون مع الخراف في بيوت من الطين . ونحن في السودان كذالك لا نستعد جيدا للبرد . فنوافذنا وابوابنا سيئة . والتوب الفاخر الذي تمتلك المرأة في المدينة العديد منه ، يكفي لشراء اكثر من بلوفر للاطفال. وبدلا عن عمة الوالد الجميلة يمكن شراء طاقية صوفية وشال جيد للابن . في الخمسينات ظهرت بما عرف بطاقية سيد اللبن. وهي طاقية من الصوف تظهر العينين فقط . كان ثمنها 25 قرشا . كلن يرتديها بائع اللبن الذي يأتي مع الفجر . وسائقي اللواري .ولكن اهل المدينة ينفرون منها بالرغم من انها عملية .
الاخوة الاريتريون هنا ، يتحدثون عن سائقي اللواري السودانية الذين يلفون رأسهم ووجوههم . لان شاحناتهم مفتوحة للبرد . وكانوا يعانون من برد اريتريا القاسي .
الدكتورة كلاارا الياس السلوفاكية . وهي زوجة الدكتور البطل بشير الياس. وهو من قادة الاطباء في الوقوف امام تغول نميري . وهو اخصائي اذن وانف وحنجرة . المحطة في بحري عرفت بمحطة كلاارا لانها كانت تعالج الاطفال بدون اجر . ولها ابنان هما قاسم والشفيع صارا من الاطباء . كانت تتألم لان اقدام الاطفال في الشتاء تتقرح . ويمكن تفادي كل ذالك العذاب بسهولة . فيجب استعمال البشكيربعد عملية ,,التشطيف ,, في الصباح ودهن الجسم بالفزلين او الزيت . لان برد السودان جاف جدا . والرجال في السودان يحسبون لن استعمال الدهان او الزيت ، يعني عدم الرجولة . ومرضي السكري قد يتعرضون للبتر . لانهم لايجففون اقدامهم جيدا بعد الوضوء في الشتاء. ومن العادة ان يظهر البعض اقدامهم المتقرحة كدليل علي انتظامهم في الصلاة بالرغم من البرد الشديد .
كثير ما يسمع الانسان من يصف آخرا بانه ذي امشير . وامشير هو الشهر الثالت في السنة النوبية او القبطية . وامشبر هو شهر العواصف والبرد وقد ينزع الاوتاد ويغرق المراكب . وعلي ما اذكر منذ ان كنت احسب من النواته ، ان الشهر الاول في الشتاء هو توت . وتوت هو الشهر الثالث عشر. وهو شهر قصير عبارة عن تكملة للايام الناقصة في الشهور القمرية لتكون في عدد ايام السنة الميلادية . ولهذا يعلن الاثيوبيون عن بلدهم 13 شهر من الجمال . فهذه المنطقة كانت مرتبطة ببعضها . وتوت تعني صغير مثل الاسماء السودانية جارنتوت وصالح توت وبابتوت ، مثل توت عنخ لآمون ، الملك الفرعوني الصغير . طوبي هو يناير وبعده امشير . وبرمهات هو الشهر الجميل الذي يحبه النوتي او.. بيومي .. باللغة النوبية او القبطية . في برمهات يأتي الريح المصري الذي يأخذ بالسفن الي الصعيد لتعود مع التيار محملة بكل شئ. ولكن في امشير تهب الرياح من الجنوب الي الشمال . وتعرف برياح النو . وقد يخالطها الغبار. وهذا يجعل عمل المعدية صعبا . لانه يعطل الشراع . ويعتمد فقط علي المجاذيف . ولا يمكن الابحار الي اعلي النهر . وبرمهات هو الشهر الذي ننعم فيه في السودان ببعض ايام الربيع القصيرة . جلسة ضرا في الشمس مع الاهل والاحباب في شتاء السودان تساوي كل العالم .
نسمع كثيرا من السودانيين ... احذروا البرد فانه قد قتل اخاكم ابا ذر . ولكن لا ينفذون هذا الكلام . وتري حتي الشيوخ في ملابس خفيفة . وفي السودان يستخف الانسان بالبرد والزكام والالتهاب الرئوي . وعندما يسمعون ان انسان مصاب بالزكام يقولون هازئين .... ده ما مرض العافية . فقط في السودان هنالك امراض عافية . وبدلا عن الانعزال عن الآخرين ، يتواجد البعض بانف سائل وسط اهله ومن يحب . والآخرون يقولون بدون اكتراث ... في زكمة كتلت ليها زول ؟
اغلب تحركات الجيوش الاوربية كانت في شهر مايو . ونابليون حطم الجيش النمساوي الذي كان يعتبر من احسن جيوش العالم . والسبب ان حلفائهم الروس قد تاخروا في الاشتراك في المعركة . وكان التقويم الروسي متأخرا من التقويم الاوربي باسبوعين. ولهذا فأن ثورة اكتوبر الشيوعية كانت في نوفمبر . وواصل نابليون . وحطم الجيش الروسي ، ودخل موسكو .ولكن الروس انسحبوا . وتركوه للبرد والثلوج . وتكفل البرد بهزيمة نابليون .
وحدث نفس الشي مع جيوش هتلر . فلقد تكفل بهزيمتها البرد الروسي. وكان الالمان قد استولوا علي مخازن الجيش الفرنسي بعد احتلال فرنسا والدول الاخري . فيما اسموه بالحرب العاصفة او حرب البرق لسرعتها .. وفرضوا علي فرنسا تزويدهم بملايين الاطنان من القمح ، ومقادير هائلة من النبيذ والكونياك الذي كان من مستلزمات حروب الشتاء. واخذوا الملابس الصوفية الداخلية والجوارب والخيام والبطاطين الفرنسية . ولكن كل ذالك لم يكن كافيا للوقوف امام البرد الروسي . وتوقفت دباباتهم وشاحناتهم .بسبب البرد . وعند استالينقراد كانت اولي خسارات الالمان . والاكرانيون وآخرون قد تعاونوا مع هتلر . وهذا ما لم ينساه لهم الروس . والحرب الحالية من افرازات تلك الفترة .
الثلوج الكثيفة ليست معهودة في انجلترة . وعندما تحدث ، تكاد الحركة ان تتوقف . وتتلخبط الامور في المطارات . ويبتسم الاسكندنافيون ،لان الثلوج جزء من حياتهم . ولا يأخذ الامر اكثر من يوم واحدوقد تتوقف الدراسة. وتفتح الطرقات وتتحرك الجرافات لكسح الجليد ونثر الملح علي الطرق السريعة . وعملية نثر الملح نمارسها امام دارنا . فالقانون يلزم صاحب الدار بنظافة الرصيف بعد سقوط الثلوج . وهذه عملية متعبة . ومن المفروض القيام بها قبل السابعة صباحا . وقد يحتااج الامر لاعادة العملية في المساء . ونكتفي نحن من اهل الصحراء برش الملح الذي ياتي في جوالات كبيرة .
اذكر وانا صغير قد قرأت في المختار من ريدرز دايجست ان عمدة مدينة امريكية كانت له طريقة واحدة لسنين عديدة للتعامل مع الثلوج . كان يقول ..... ان الله قد وضع الثلوج ،وسيتكفل بالتخلص منها في الربيع .
في البوادي السودانية ينصب البدو بيوت البروش وبيوت الشعر بطريقة حتي لا يواجه المدخل الرياح . والشملة مفيدة في كبح جماح البرد . وقد يستعينون بالنيران للتدفئه .
رودولف سلاطين عندما هرب من الخليفة ، اضطر لان يقضي الليل في الصحراء . وكان في بعض الاحيان ينام في الاماكن التي يحتمي فيها الراعي من البرد القارس . فمن العادة ان يحفرون ما يشبه القبر الغير عميق . ويحيطونه بالحجارة المرصوصة لكسر الريح . فالريح تضاعف درجة البرودة
فبل سنوات لاحظت انه حتي المساكن الحديثة في شمال العراق وكردستان ،لا تتمتع بابواب ونوافذ محكمة . وكنت اشاهد الايزيديين والاكراد يمشون بصنادل وملابسهم ليست ثقيلة والارض يغطيها الجليد وهم يسكنون مع الخراف في بيوت من الطين . ونحن في السودان كذالك لا نستعد جيدا للبرد . فنوافذنا وابوابنا سيئة . والتوب الفاخر الذي تمتلك المرأة في المدينة العديد منه ، يكفي لشراء اكثر من بلوفر للاطفال. وبدلا عن عمة الوالد الجميلة يمكن شراء طاقية صوفية وشال جيد للابن . في الخمسينات ظهرت بما عرف بطاقية سيد اللبن. وهي طاقية من الصوف تظهر العينين فقط . كان ثمنها 25 قرشا . كلن يرتديها بائع اللبن الذي يأتي مع الفجر . وسائقي اللواري .ولكن اهل المدينة ينفرون منها بالرغم من انها عملية .
الاخوة الاريتريون هنا ، يتحدثون عن سائقي اللواري السودانية الذين يلفون رأسهم ووجوههم . لان شاحناتهم مفتوحة للبرد . وكانوا يعانون من برد اريتريا القاسي .
الدكتورة كلاارا الياس اسلوفاكية . وهي زوجة الدكتور البطل بشير الياس. وهو من قادة الاطباء في الوقوف امام تغول نميري . وهو اخصائي اذن وانف وحنجرة . المحطة في بحري عرفت بمحطة كلاارا لانها كانت تعالج الاطفال بدون اجر . ولها ابنان هما قاسم والشفيع صارا من الاطباء . كانت تتألم لان اقدام الاطفال في الشتاء تتقرح . ويمكن تفادي كل ذالك العذاب بسهولة . فيجب استعمال البشكير بعد عملية ,,التشطيف ,, في الصباح ودهن الجسم بالفزلين او الزيت . لان برد السودان جاف جدا . والرجال في السودان يحسبون لن استعمال الدهان او الزيت ، يعني عدم الرجولة . ومرضي السكري قد يتعرضون للبتر . لانهم لايجففون اقدامهم جيدا بعد الوضوء في الشتاء. ومن العادة ان يظهر البعض اقدامهم المتقرحة كدليل علي انتظامهم في الصلاة بالرغم من البرد الشديد .
كثير ما يسمع الانسان من يصف آخرا بانه ذي امشير . وامشير هو الشهر الثالت في السنة النوبية او القبطية . وامشبر هو شهر العواصف والبرد وقد ينزع الاوتاد ويغرق المراكب . وعلي ما اذكر منذ ان كنت احسب من النواته ، ان الشهر الاول في الشتاء هو توت . وتوت هو الشهر الثالث عشر. وهو شهر قصير عبارة عن تكملة للايام الناقصة في الشهور القمرية لتكون في عدد ايام السنة الميلادية . ولهذا يعلن الاثيوبيون عن بلدهم 13 شهر من الجمال . فهذه المنطقة كانت مرتبطة ببعضها . وتوت تعني صغير مثل الاسماء السودانية جارنتوت وصالح توت وبابتوت ، مثل توت عنخ لآمون ، الملك الفرعوني الصغير . طوبي هو يناير وبعده امشير . وبرمهات هو الشهر الجميل الذي يحبه النوتي او.. بيومي .. باللغة النوبية او القبطية . في برمهات يأتي الريح المصري الذي يأخذ بالسفن الي الصعيد لتعود مع التيار محملة بكل شئ. ولكن في امشير تهب الرياح من الجنوب الي الشمال . وتعرف برياح النو . وقد يخالطها الغبار. وهذا يجعل عمل المعدية صعبا . لانه يعطل الشراع . ويعتمد فقط علي المجاذيف . ولا يمكن الابحار الي اعلي النهر . وبرمهات هو الشهر الذي ننعم فيه في السودان ببعض ايام الربيع القصيرة . جلسة ضرا في الشمس مع الاهل والاحباب في شتاء السودان تساوي كل العالم .
نسمع كثيرا من السودانيين ... احذروا البرد فانه قد قتل اخاكم ابا ذر . ولكن لا ينفذون هذا الكلام . وتري حتي الشيوخ في ملابس خفيفة . وفي السودان يستخف الانسان بالبرد والزكام والالتهاب الرئوي . وعندما يسمعون ان انسان مصاب بالزكام يقولون هازئين .... ده ما مرض العافية . فقط في السودان هنالك امراض عافية . وبدلا عن الانعزال عن الآخرين ، يتواجد البعض بانف سائل وسط اهله ومن يحب . والآخرون يقولون بدون اكتراث ... في زكمة كتلت ليها زول ؟
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.