أخبرنا رب العزة والجلال ،ربنا وربكم ، الواحد الأحد ، الله ،(Elohim)، الذي نعبده نحن وإياكم ، أخبرنا في القرآن الكريم عنكم ، وعن قصصكم الإيجابية ، الكثير ، وعن محبته لكم التي لم تدانيها محبة ، أيام كنتم يهود الله ، وبما اختاركم وفضلكم على العالمين وزادكم بسطة في العلم والجسم ، ما نغبطكم عليه ، حين أخبر جدنا وجدكم ، إبراهيم بمقدم جدنا إسماعيل ، بغلام حليم ، (رب هب لي من الصالحين ، فبشرناه بغلام حليم) ، ثم سخرنا في هذه الدنيا لتوحيده وعبادته وتصديق رسله ، وأورثنا الحِلم الذي نروم به الأخرة ، وقد وطأنا لذلك إيمانا وتصديقا وصلاحا وصبرا ، وسخر كثير منكم لسواه ، نكرانا وتوجسا ، ثم بشرّه بمقدم جدكم إسحق ، بشره بالعلم ، ( قالوا لا تخف وبشرناه بغلام عليم)،العلم الذي سخركم به لتعمير هذه الحياة الدنيا بمادياتها بما نرى . أحببكم الله الذي أرسل إليكم خيرة رسله ، وأنبيائه خليله وصفيه ،إبراهيم ، وكليمه موسى ، وكلمته التي ألقاها على مريم ، عيسى ، وأرسل لكم كثيرا ممن فضل على العالمين من الرسل ، تفضيلا ، ولكنّ النفس اليهودية المتوجسة ، بطبائعها الفطرية ، السالبة ، ومواقفها التأريخية النكدة ، مع أولئك الرسل والأنبياء تكذيبا وتقتيلا ، ( ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) ، أورثت جراء ذلك ، تحرقها الوجداني والنفسي الجمعي ، وكدحها وبحثها الدائم ، وتوجسها الذي وصفها الله به ، ويحسبون كل صيحة عليهم ، أكسبها الشطط في التفكير ووالغلو في البحث والرغبة في طلب الأمن والتأمين ، وايجاد المعذرة لله ، بالطرق البشرية العقلية التي تظنون أنها ستجلب لكم أمانا وطمأنينة . ايام كنتم تبحثون عن تلك المعذرة ، التي دعتكم لخوض القلزم ( البحر الأحمر) في شتاتكم والتوجه ليثرب ( السبخة بين لأبتين )، لتبحثوا عن نبي آخر الزمان الذي سيظهر في تلك السبخة ، عسى أن يكون منكم ، فتتبعوه ، كنا نحن أبناء عمومتكم ، العرب ، حينها ، نغرق في الجاهلية ونتوهد في الضلال ، ونتنكب الفسق والفساد والجهل والعمى والجاهلية ، ايام كانت داحس والغبراء هي ديدننا في الحوار ، وسوق عكاظ والتجارة البكماء هي طريقنا في الإعتياش ، ووأد البنات هي أسلوبنا في أسرنا ، فمّن الله علينا ، بأن أرسل منا ذلك الرسول ، رسول واحد فقط ، آمنا به وعذرّناه ، وكفرتم به وعذبتوه ، رسول إنشق له ايوان كسرى وأنارت له ظلمات الدنا ، وأنطفأت له نيران المجوس ، وجاءنا بالصفات التي كنتم تعرفونها بأكثر منا ، يعرفها رهبانكم بحيرة وأخوته ، وتعرفها قبائلكم ، بنو النضير وبنو قينقاع ، الذين أتوا منكم لتلك السبخة ، يثرب ينتظرونه كالذي يستوقد نارا، وقد وصفهم الله على تلك الحال ، وهم وحدهم العالمون بمقدم ذلك النبي ، ويتأهبون له ليؤمنوا ، وعندما لم يأت منهم ، رفضوه وحاربوه ، الحرب التي بدأت من حينها والى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وصفهم الله في تبصرهم وتأهبهم ثم نكرانهم له ،( مثلهم كمثل الذي إستوقد نارا ، فلما أضاءت ما حوله ، ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لاىيبصرون ، صمٌ ، بكمٌ ، عميٌ ، فهم لايرجعون ) نحن نرى بحكم تركيبتنا الفطرية والعقدية أن ما يربط بيننا وبينكم عقيدة وإيمانا ، من المفترض أن يكون أمتن حبلا وأقرب وصلا ورحما ، فنحن نعبد ربا واحدا ، هو نفس الرب الذي تعبدون ، وإتبعنا وآمنا برسولنا ، ورسلكم ، وبكتابنا وكتبكم ، وأتينا من ظهر واحدة ، في الحالة البشرية ، وكنا نفترض أننا جميعا كأهل إيمان وتوحيد أن نتجه بهذه الدنيا إعمارا كما أمر الله ، وتوجيها للاخرين لوجهه وتوحيده . ولكنا نستعظم ونستنكر ونتعجب صنيعكم ، فتنا وتقتيلا وإرهابا ، منذ فجر تاريخنا كآمة مسلمة ، قدر الله الا يكون محمدا صلى الله عليه ، عربيا ، وليس يهوديا ، وهذه جريرتنا التي تقاتلوننا لأجلها ، وقدر الله ، ألا تكون الرسالة بما تشتهي أنفسكم ، وقدر الله الا نجد لكم معذرة عند ربكم بعدم اتباعكم رسول الله الأمين ،و خاتم الأنبياء المرسل للعالمين !. نحن نفرق تماما بين ما هو يهودي وما هو صهيوني، ونفرق تماماً بين عباد الله منكم ، وبين السادرين في الغواية وإرهاب الناس ، ونفرق تماما بين رسالة إسلامنا السمحة ، رسالة التسامح والسماحة والسلام ، والتي يفترض ان تكون نفس رسالتكم في هذه الحياة الدنيا ، ونعرف غيرها من رسائل الفتن والضلال ، ونفرق تماماً بين ما هو إرهاب وما هو أمن وأمان ، فهلا تفرقون بين هذه الأشياء ، والعاقل فيكم المؤمن المتقي العالم ، يعرف أن الأمر بيننا ليس قطعة أرض في القدس ، ضمتمكم كفئة قليلة عذبها الشتات ايام فتحها بعمر الفاروق ، وتعرفون أن الأمر ليس ، بسبخة ، وليس قبيلة او جنس نبي ، يكون عربيا او يهوديا ، إنما الأمر أكبر من ذلك ، الأمر بيننا وبينكم ، معروف وقيام دولتكم بإعادة الشتات يخالف دينكم ويخالف ديننا ، والمقاتلة لإعادتها ، فيه هلاككم قبل هلاكنا وهلاك خلق كثير من خلق الله ، وأنتم تتوهمون وتتأهبون ، للأرماجدون ، آخر الحروب ، والتي تقولون في موروثاتكم الفكرية ، إنها تبدأ من الشام (Assyria ) وها أنتم بنفس خوفكم وعدم أمانكم وامنكم للغير ، قد دمرتم من أجلها كل الدول والناس حولكم ، وهيأتم لها رمال الفرات وبناء الهيكل وانتم تحسبون أنكم تحسنون صنعا ، وأنكم ستنتصرون ، والأمر ليس نظام عالمي جديد ، ولا حكومة من القدس أنتم بها واهمون ، إنما هو حصاد في هذه الدنيا نقابل به ربنا وربكم ، ( فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون). نحن لسنا بإرهابيين ولسنا بقاتلي رسل ولسنا مكذبي أنبياء ، ولسنا ضدكم ولسنا ضد خلق الله أجمعين ، فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الأ نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا. والسلام على من إتبع الهدى.