* بعد تجربة المشروع الحضاري الفاشلة ، وبعد مرور ربع قرن من عمر السودان حدث خلاله ما حدث من عسكرة للشعب وترسيخ الخطاب العنصري وتلاشي قيم الحرية والديمقراطية وسيطرة ايدلوجيا احادية على كل مفاصل الدولة عجزت عن التسويق لنفسها حتى بين عضويتها ، ازداد ايماني رسوخا بوجوب الإسراع في إنقاذ الأجيال القادمة قبل ان تقع في براثن العشوائية المسيطرة على كل شي لدرجة وضعها مقاييس اجتماعية مختلة للحكم على الاشخاص وتحديد هويتهم قسراً ، ولدرجة وقوع الشباب في شباك الاستلاب الثقافي دون وعي منهم ودون ان يجدوا من يصوبهم ويرفع في دواخلهم القيمة الثقافية لمجتمعهم واخبارهم بوجود تنوع ثقافي والامر ليس حكر على تلك الايدلوجيا التي نفرت الشباب حتى من ذواتهم .. !! * بح صوتنا ونحن نصرخ بضرورة وجود اعلام بديل لاعلام المشروع الحضاري الذي لم يترك قيمة سمحة في المجتمع السوداني والا عبث بها ، حتى المعارضة عجزت في توفير منبر اعلامي عبر انشاء فضائية ، كانت على الاقل ستحدث بعض التوازن الاعلامي ، ولكن ان نترك هكذا الحبل على القارب للمؤتمر الوطني يسيطر على كل الفضائيات السودانية والصحف والمجلات والاذاعات لدرجة ايقاف اذاعة البي بي سي وحرمان المواطن السوداني من مصدر موثوق فيه لتلقي المعلومة في الداخل و تشويه كل المعلومات الصادرة الى الخارج ، حتى كاد العالم يصدق هذا الاعلام الاحادي ، ولكن في تقديرنا مايزال الوقت في صالح بناء اعلام بديل وحر يتحدث بلسان سوداني مبين ، اعلام حقيقي يعيد بناء الاجيال القادمة حتى تعرف ان الوطن السوداني مسلوب الارادة والطموح ومكبل بقيود الانظمة العسكرية الانقلابية التي تقطع التسلسل الطبيعي للتقدم وبناء الانسان ، لماذا لا نقف معا لبناء هذا الاعلام الحقيقي رفقاً باطفالنا الذين اصبحوا فريسة سهلة للقنوات الفضائية الاخرى تشكلهم وفق مزاجها ، وحتى نسحب شبابنا من وحل الاستلاب الثقافي الذي اصبح ملاذهم بعد هروبهم النفسي من ويلات المشروع الحضاري ، وحتى يعلم العالم ان السودان الذي كانوا يسمعون عنه لربع قرن سابق لم يكن هو السودان الحقيقي والانسان السوداني ليس هو ذلك الانسان المشوه الذي يطل عبر تلك القنوات الفضائية المتحدثة جبرا وقسرا باسم السودان ، ألا يحتاج الامر سيداتي سادتي .. لوقفة حقيقية وجهد قبل فوات الاوان ؟ المسالة فعلا تحتاج لجهد جبار حتى يتم محو ربع قرن من التجهيل ، التعتيم ، الاقصاء والتغييب الممارس ضد مجتمع باكمله ، الا هل بلغت يا حليمة فشهدي يوم الحساب .. !! مع كل الود صحيفة الجريدة [email protected]