وكنا قد تعرضنا في الحلقتين السابقتين الى مجمل الفعاليات التي نظمها المجلس الاسلامي الدنماركي احتفالا ب (الاسبوع العالمي للوئام بين الأديان) والذي أقرته الأممالمتحدة العام 2010 .. وقد كانت الحلقة الأولى ملخصا لما دار في الجلسة الافتتاحية وماصاحبها من فعاليات .. بينما تناولنا في الحلقة الثانية المحاضرة الشاملة التي ألقاها المفكر الاسلامي الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية والمقاربات التي طرحها عبرعنوان كبير( الوجود الاسلامي في أوروبا والتعايش السلمي في المجتمع ) , ومن خلالها تحدث عن الجهود التي قادت - في نهاية المطاف – الى وفاق وطني شامل جنب بلاده (تونس) كثيرا من تلك المزالق التي شهدتها دول مايسمى ب(الربيع العربي) . وفي سياق هذا الاسبوع العالمي للوئام بين الأديان والاحتفالات التي صاحبته شارك فضيلة الشيخ ( محمد بلاعو) امام وخطيب مسجد (خيرالبرية ) التابع ل (مركز حمد بن خليفة الحضاري) بالعاصمة الدنماركية بمداخلة قيمة تمحورت حول ( تحديد المفاهيم والمصطلحات) لا سيما تلك التي ارتبطت بما يسمى ب ( الارهاب) أو ما عرف في الدول الغربية ب(الاسلاموفوبيا) أي الخشية من الاسلام في ظل تزايد هجرة المسلمين نحو هذه الدول . وقد شدد فضيلته على أن هناك تباينا واضحا في التعريف بتلك المفاهيم والمصطلحات , مشيرا الى أن ذلك انما يتم وفقا لمصلحة كل طرف , ومؤكدا أن التطرف اليوم قد تجاوز كل حدود نقصا او زيادة واصفا من يمارسونه بالجهل . وحول مفهوم ( الارهاب) تحديدا قال (الشيخ بلاعو) انه بحث عنه في المعاجم القديمة ولكنه لم يجد تعريفا محددا يمكن أن يعتد به أو يتم اعتماده , في حين وجد أن القاموس السياسي عرف ( الارهاب) بأنه نشر الرعب والفزع لتحقيق أهداف سياسية أو أنه يشكل خطرا على الحياة . وطالب (الشيخ بلاعو) المعنيين بالشأن الاسلامي عموما بضرورة ايجاد مقاربة ما لتعريف محدد لمفهوم ( الارهاب) وفقا لرؤية شرعية تحفظ لهم حقوقهم وتحترم حقوق الآخرين دون المساس بها .. مذكرا بأن المجتمع في ( الأندلس) انما كان مجتمعا متسامحا ومتعايشا في سلم ووئام رغم اختلاف الديانات وتعدد الاثنيات التي كانت تتواجد على أراضيها . وتجسيدا لما ينادي به (الاسبوع العالمي للوئام بين الأديان ) وبدعوة من رئيس المجلس الاسلامي الدنماركي - شارك أيضا قساوسة من الكنيسة الدنماركية وكذلك أستاذ العلوم السياسية بجامعة كوبنهاغن الدكتور الدنماركي ( نيك كونث) .. حيث شدد هؤلاء – اجمالا - على أهمية الحوار بين مختلف الأديان شريطة أن يكون حوارا قائما على مبدأ الاعتراف بالآخر واحترام الاختلاف .. مؤكدين أنهما شرطان أساسيان لانجاح أي حواريمكن أن يفضي - بالتالي - الى المزيد من ترسيخ ثقافة القبول بالآخر وتعزيز الفهم المشترك . كما كان من ضمن المشاركين في هذا التظاهرة (عامر العريض) عضوالمكتب السياسي لحركة النهضة وعضو البرلمان التونسي والذي قدم ورقة ضافية عن ( دور الاعلام في الوئام) منوها الى ضرورة أن يكون الاعلام أحد دعامات الوئام بين الأديان , على أن يكون اعلاما حرا ومحلقا في فضاء بعيد عن الرقابة والتضييق وملاحقة الاعلاميين وهم يؤدون رسالتهم كجهة رقابية وسلطة رابعة .. ودعا (العريض) الى توظيف الحرية الاعلامية المتاحة للدفاع عن المعتقدات الاسلامية وترسيخ أطروحاتها الداعية للوحدة والوئام بين كافة فئات المجتمع ومختلف دياناته . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. //////