ياسبحان الله هناك دول تضع استرتيجيات للتعليم.. وخططاً بعيدة المدى وأخرى لحل المشاكل الآنية وتشيد صروحاً تعليمية وتحترم المعلم وتمنحه راتباً يوازي راتب الطبيب هناك دول لايهرب معلموها الأكفاء طلباً لأوضاع مادية احسن في دول أخرى تاركين مهمة تعليم النشء وحملة مشاعل المستقبل بأيدي أولئك الاقل الخبرة وتعليماً فتتخرج أجيال واجيال ضعيفة في اللغات والعلوم جميعها ضعيفة حتى في الإملاء اخطاؤها الإملائية يندى لها الجبين.. مصابة بالرعب من الرياضيات.. هناك دول لا تمنح إذن أو تصريح السماح ببناء مدرسة لكل من امتلك رأس مال لذلك فتحولت بيوت صغيرة غير مؤهلة للسكن حتى إلى مدارس ورياض اطفال وكليات جامعية حتى فاصبح بين كل مدرسة ومدرسة مدرسة وروضة اطفال ولكل طفل مدرسة يلهث أهله ليل نهار لتسديد تكاليف دراسته فيها والبحث عن معلم أو معلمة بديلة لتدريسه دروساً خصوصية لإكمال نقص ذلك المعلم غالباً غير المؤهل في معظم المدارس الخاصة اماإن لم يحالفه الحظ ودرس بمدرسة حكومية فسيكون سعيداً جداً أن وجد مقعداً يجلس عليه وسقفاً لصفه يمنعه ويحميه من حرارة الشمس وزمهرير الشتاء وزخات المطر دعك من جرف السيول!.. وسيكون محظوظاً أكثر أن لم يبتلعه جب الفقر ولم يكن ضمن الثلاثين الفاً الذين لاتستطيع أسرهم أو حتى ادراة المدرسة توفير وجبة إفطار لهم..فكيف يستطيع أحدهم استيعاب المقررات الدراسية.. مقررات؟ مناهج؟لالا.. لا استطيع الحديث عنها فقط سادرج نكتة سوداء..ضحكت معلمات وطالبات إحدى مدارس الأساس على طالبة ذكرت في طابور المدرسة الصباحي رداً على سؤال أين يقع برج إيفل؟..أجابت الطالبة إنه يقع في فرنسا وبختها الطالبة التي ألقت السؤال على مسمع معلماتها وضحك الطالبات فيما ضج الطابور الصباحي بالتصفيق عندما ذكرت طالبة أخرى إنه يقع في باريس.. لا تعليق طبعاً..أما التعليم العالي فمخرجاته لاتخفي على أحد .(؛؛،،) ً بل غياب النشاط الثقافي والفني والسياسي وكل ضروب التعبير عن الرأي والتفاعل مع الآخر جعلت بعض جامعاتنا رافداً للحركات الإرهابية.. هذه التراجيديا السوداء اليومية المتكررة في كل أنحاء السودان وفي تعليمنا العام والعالي.. والتي ستظل متكرررة حتى يصلح العطار ماافسد الدهر.. ولكن هل ما فسد أفسده الدهر حقاً؟؟! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.