تتحدث دوواين وصالونات المثقفين بأن الصحافة الحرة الغير مقيدة بالقانون الموضوع بأيادي الحكومات الشمولية هي التي تقود المجتمات نحو فضاءات رحبه ، هكذا يتم الحكي .. فقط يصوب نحو القوانين والرقابة القبلية التي تضرب أسوارها حول الصحافة في عمومها ، وتلك الرقابة غالباً ما تنجو منها الصحف الإجتماعية إلا قليل ، والتوصيف بحالة المجتمع التي سيؤل إليها عند رفع كافة أشكال التضييق علي النشر الصحفي ب(فضاءات أرحب) أو كلمات مرادفة لذلك المعني ، لا يستطيع احد أن يحدد معني تلك الرحابة .. ماهي ..؟! ، لا أحد يستطيع أن يكيف ذلك التوصيف ، كلهم يقولون ذلك والغريب أن من يتولون كبر الحديث عن تلك الحريات هم أهل اليسار الذب لم بعرف حرية ولم ينشأ عليها يوما من الأيام ، غير أن الصحافة في عمومها سواء كانت سياسية أو إجتماعية أو رياضية إن لم تتم رعايتها علي مستوي العاملين بها وتعلية مسئوليتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم وسيكون الوضع كارثيا ..!! ، وفي ظني أن كثير من المنتسبين للعمل الصحفي يعتقدون ان الصحافة الإجتماعية يمكن ان يتم تحميلها الخارج عن النص .. سواء كان علي مستوي الجريمة أو السلوك الإنساني الذي تراقبه شرطة امن المجتمع ، وهي ذات الموضوعات التي يتم الإصطراع عليها سياسيا الآن ، لذلك نجد ان كثير من الصحف السياسية لجأت لإصدار صحف إجتماعية خاصة بها ، وهذا لأمرين الاول هو الخروج عن النص المراقب بصور شتي في ظنهم والثاني هو أن مساحة الدهشة التي تثيرها الصحف الإجتماعية أكثر مما تفعلة الصحف السياسية ، وهنا يأتي التباري بينها لإحداث تلك الدهشة للقارئ .. مهما كلف ذلك من تهتك يمكن أن تثيرة القضية التي تحملها الصحيفة (مانشيتاً) بصفحتها الأولي ، لا يهم المحررين ولا الإدارة العامة للصحيفة أن يتركه من أثر سالب علي المجتمع .. يهتك قيم أو يثير فتنه أو ينشر فساد .. لا يهم ، ولكن وقتها أن الصحيفة حققت سبقا صحفيا جعلها الأولي علي رفيقاتها ، وتصدرت قائمة الصحف الأعلي مبيعاً بتقرير المجلس القومي للصحافة السنوي ..!! ، لأن ذلك يعني إعلانات ومال كثير ، أما المجتمع ولو توزع (شذر مذر) فلا يهم الصحيفة ولا منسوبيها .. والمهنية والإحتراف لا مكان لها هنا ، بل أنه في أحيان كثيرة تجد أن بعض الصحف السياسية تجنح نحو ما تفعلة الصحافة الإجتماعية .. تجدها تنحو نحو الأخبار الإجتماعية حتي ولو كانت (هايفة) ولا تليق ..!! ، ففي الإسبوعين الماضيين إهتمت بعض الصحف الإجتماعية بإبراز صور (لنساء) يظهرن بعض مفاتنهن بصورة متعمدة ، لأن المصور حدد موعد وتاريخ الصورة ، وأعتقد أن رئيس التحرير وقف بنفسة بجانب (المصصم الفني) وحدد له حجم الصورة لكي تتمدد علي طول وعرض الصفحة الأولي ، والصور التي بدأت الصحف تلك بالتباري في إبرازها ليست لنجوم معلومين بالضرورة ، ولكن كل المقصود هو تقديم صورة لافته ومثيرة تخاطب الغرائز مباشرةً وبلا مواربة ..!! ، وآخرين يجتزئون أقوال لبعض النجوم (خصوصاً أهل الفن والغناء) لأنهم الأقرب لإثارة الغرائز من كتاب القصة او التشكيليين أو لاعبي كرة القدم مثلاً ، فيأتون ببعض حديثهم لا كله بتوريه أو لتكون فيه إشارة جنسية واضحه لا تخطئها العين ..!! ، والادله كثيرة ومحسوبه وموثقة كمان ، أهل الصحافة الإجتماعية الآن يقودون المجتمع نحو الفجور أكثر مما يقودونه نحو الصلاح والإنعتاق من منقصاته أو عيوبه ، القول (بحكي) قصة الإغتصاب بمشاهدها الحميمة ليس فيه وقاية للمجتمع ، ونقل الصورة (بتكبيرها) أربعين أو ثلاثين مرة وهي متحللة من ثيابها ، ليس في ذلك دعوة لنسائنا للإحتشام وعدم إرتداء الملابس الواصفة والواشفة ..!! ، ليس صحيحا التبريرات الواهية التي يسوقها أهل الصحافة الإجتماعية غير المحترمة ولا المحتشمة ، ليس بنقل ما يدور بقاع المجتمع الي سطحه فيه وقايه له من السقوط والإبتذال كما يدعي هؤلاء ، الذين يتاجرون ويحصدون المال علي حساب حفاظ المجتمع علي قيمه وتماسك أخلاقه .. ليس صحيحاً ما ذهب إليه هؤلاء ..!! نصرالدين غطاس Under Thetree [[email protected]]