عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    بالفيديو.. شاهد أول ظهور لنجم السوشيال ميديا الراحل جوان الخطيب على مواقع التواصل قبل 10 سنوات.. كان من عشاق الفنان أحمد الصادق وظهر وهو يغني بصوت جميل    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاّمة إحسان عباس: السودانيون وتخليد ذكراه .. بقلم: بروفيسور عبدالرحيم محمد خبير
نشر في سودانيل يوم 23 - 10 - 2015


عميد كلية الدراسات العليا بجامعة بحري

أطلق الكتاب والمثقفون العرب العديد من النعوت على العلاّمة إحسان عباس ( 1920-2003م) فهو سادن التراث وحارس الأدب العربي والعلاّمة النهضوي والعالم الموسوعي وشيخ المحققين وعميد الأدب العربي الثاني ... الخ. وبرغم أن صاحب هذه السطور قد كتب العديد من المقالات عن الأديب العربي المعروف إحسان عباس خلال السنوات القليلة الماضية نشر بعضهافي الملاحق الثقافية (صحف "الرأي العام "،العدد 2312بتاريخ23/1/2004م ،"السوداني"،العدد1372بتاريخ11/9/2009م و"التيار" العدد 682بتاريخ 13/7/2011م) إلا أنها تركزت حول دوره في التعريف بالأدب والثقافة السودانية إبان فترة عمله أستاذاً بجامعة الخرطوم و جامعة القاهرة فرع الخرطوم (1950-1960م). فلم أتطرق بشكل واسع لمساهماته في الأدب والتراث العربي. وكان هدفي هو تعريف الأجيال الصاعدة من الكتاب والأدباء السودانيين بهذا المبدع المتعدد المواهب مع إبراز دوره في الثقافة السودانية خلال الخمسينات الماضية. بيد أن الكاتب الفلسطيني نبيل خالد الأغا سطر مقالاً شيقاً في مجلة الدوحة (العدد 43 ، مايو 2011م:40-47) عن إحسانعباس موسوم ب "مؤسسة ثقافية في رجل: الناقد إحسان عباس بين الإبداع والإمتاع" تطرق فيه بالتفصيل لجوانب عديدة من السيرة العلمية والثقافية الثرّة للأديب الراحل. ومما إسترعى إنتباهي في ذلك المقال بوجه خاص موضوعينهما: رؤية الكاتب عن علاقته بأهل السودان ومناشدته للمؤسسات الجامعية العربية وخاصة تلك التي عمل فيها عباس بأن تعمل على تخليد ذكراه وذلك بتأسيس كرسي أستاذية بإسمه في بعض هذه الجامعات وقال في ذلك: "إن نصاعة صفحات شيخ النقاد العرب تدفعنا إلى بسط إقتراح يحفظ له سيرته،ويخلد حياته المضخمة بأطايب الثقافة والفكر.ويتمثل ذلك في تأسيس كرسي أستاذية بإسمه في بعض الجامعات العربية وبخاصة في الدول التي أمضى ردحاً من الزمن فيها وهي:فلسطين ومصر والسودان ولبنان والأردن،إضافة إلى ماتيسر من الجامعات الأخرى"(أنظر،مجلة الدوحة ،العدد 45:43). ولا ريب أن عباس يستحق التكريم بصورة تليق بمكانته السامقة ومساهماته البارزة في الثقافة والأدب العربي .ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا تقول السيرة الذاتية لهذا الأكاديمي والناقد الكبير؟:-
1- مولده ونشأته وتعليمه: ولد بقرية "عين غزال" بفلسطين عام 1920م. نشأ وتربى بمدينة حيفا التي تلقى فيها دراسته الأولية والمتوسطة وإنتقل إلى مدينة عكا التي حصل فيها على الشهادة الثانوية بتفوق وانتسب بعد ذلك إلى الكلية العربية في القدس (1937-1941م) وحصل على الشهادة المتوسطة التي أهلته ليصبح معلماً. وحصل على منحة دراسية عام 1946م للدراسة بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) وحاز على الليسانس في الآداب (1949م) وحصل على درجتي الماجستير (1951م) والدكتوراه (1954م) من جامعة القاهرة.
2- تدريسه بالجامعات: إستهل مشواره الأكاديمي بالسودان حيث عمل محاضراً بقسم اللغة العربية بكلية غردون التذكارية (1950م) التي أصبحت تسمى كلية الخرطوم الجامعية عام (1954م) فجامعة الخرطوم (1956م). وبعد مغادرته السودان (1960م) عمل في العديد من الجامعات بلبنان والأردن والولايات المتحدةالأمريكية (جامعة برنستون).
3- فترة عمله بالسودان: وتطرق إحسان عباس في مؤلفه "غربة الراعي: سيرة ذاتية-1996م " لذكرياته العذبة عن السودان والسودانيين إبان فترة عمله بجامعة الخرطوم وجامعة القاهرة فرع الخرطوم. وأشار في ذكرياته أن كلية الخرطوم الجامعية في الخمسينات كانت تشبه الكلية العربية في القدس (فلسطين). كما كانت تختار طلابها من النخبة السودانية. لذلك كانت مهمة المدرس – والكلام لعباس – أكثر صعوبة وأكثر إمتاعاً . ونوه إلى أن هناك فارقاً أساسياً بين الطلاب السودانيين في الكلية الجامعية ونظرائهم الفلسطينيين في الكلية العربية بالقدس ويتمثل ذلك في إنغماس الطلاب السودانيين في العمل الحزبي كما كانت روح التدين عالية لديهم.
وكان أول شيء كلف به إحسان عباس طلابه في كلية غردون-خارج حدود الدراسة –أن يكتب كل منهم بياناٌ عن بيئته ومميزاتها.وكان الهدف من ذلك أن يفهم الجو العام الذي نشأ فيه كل طالب.وذكر أن طالباٌ من غرب السودان كتب يصف أحد المميزين من بلدته وقال إنه عاش ثلاثين خريفاً .فلما سأله عباس لِمَ يقول ذلك؟.أجاب لأن الخريف في بلدته هوالفصل الأخضر البهيج بنباته وأزهاره في حين أن الربيع شديد الوطأة.وهذه الملاحظة الصغيرة وغيرها كانت ذات فائدة لعباس للتعرف على الجوانب المختلفة من حياة السودان والسودانيين.وسجل زيارات لبعض أقاليم السودان خارج العاصمة المثلثة حيث قام برحلتين إحداهما إلى الغرب(الأبيض والدلنج)والأخرى إلى الشرق(كسلا) وتأسف لعدم زيارته للجنوب لظروفه.
وأشار إحسان عباس إلى صداقاته مع المثقفين السودانيين وأبرزهم الأديب السفير جمال محمد أحمد والإقتصادي السوداني الرائد دكتور سعد الدين فوزي والأساتذة الدكاترة مصطفى عوض الكريم ومجذوب محمد(قسم اللغة العربية-جامعة الخرطوم). وأبان أن سر تفاعله مع المجتمع السوداني يرجع لقوة العلاقات الإجتماعية بين الناس كما وصف سهولة الحياة في الخرطوم آنذاك بقوله: "كانت الحياة في الخرطوم مريحة بدقة بما فيها من نظام في جميع الشؤون والمجالات وتوافر كل ما يحتاجه المرء من لباس ودواء وطعام، فإذا أضفنا إلى ذلك لطف الشعب السوداني ودماثة أبنائه وصدق العلاقات بين الناس كنت تصف جواً مثالياً للعيش".
وفي ظل هذه الأجواء المثالية للإبداع في خرطوم الخمسينات– كما يصفها بنفسه – لا غرو أن لعب إحسان عباس دوراً مهماً في إثراء الحركة الثقافية في السودان فشارك بفعالية في النشاط الخاص بمحو أمية الكبار وفي المنتديات الأدبية بالعاصمة المثلثة. وبذل جهداً غير قليل لنشر الشعر السوداني والقصة القصيرة السودانية. وكان من ثمرة هذا الجهد ظهور ديوان " غابة الأبنوس" للشاعر صلاح أحمد إبراهيم ومجموعة قصص لصلاح وصديقه علي المك ثم "غضبة الهبباي" لصلاح وديوان "الصمت والرماد" للشاعر محمد عثمان كجراي.
وعطفاً على ما أورده الكاتب نبيل الأغا عن عدم إيلاء المثقفين السودانيين الإهتمام الكافي لكتابات إحسان عباس وتاريخه الثقافي في السودان ، فالملاحظة تبدو دقيقة مقارنة بما بذله من جهد لتعريف الساحة العربية بالأدب السوداني في الخمسينات المنصرمة. ولا يعرف دواعي عدم الإكتراث والإهتمام بعطاء السنوات العشر لإحسان في وطن مشهود– كما يذكر الأغا وهو محق –لأهله بالكرم والوفاء والنخوة والطيبة في أبهى صورها ؟ !.
وفي ظني أن مجموعة المثقفين والأكاديميين السودانيين التي تتلمذت على إحسان عباس كفاحاً بل وأخذ بيد البعض منها وقدمها للساحة الثقافية العربية لم تأبه لشأن الكتابة عنه أوتخليد ذكراه ربما لتدرأ عن نفسها شبهة الإنحيازبالنأي عن أجواء الخلاف الذي نشب بينه وبين العلاّمة عبدالله الطيب. وكانالأخير قد تولى لتوه رئاسة قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم خلفاً للأستاذ الدكتور محمد النويهي(1959م).وقد أوضح عباس في كتابه (غربة الراعي)سبب ذلك الخلاف والخاص بموضوع عدم تجديد عقده في الجامعة بصورة توافقه وملابسات مغادرته للسودان وأن ذلك بسبب خصومة مع البروفيسور عبدالله الطيب.وكان الأخير قد إتهم "عباس" بأن له يداً في ماكتبه عنه أحد شانئيه وهو الناشر اللبناني أحمد سعد الذي وصف أشعار "الطيب" بأنهاملأى بالهجاء لبني جلدته.وأشار عباس أن هذه من الهنات ولكنه أوردها في كتابه لأنها قد توضح لمن يتساءلون عن أسباب مغادرته للسودان والملابسات التي أحاطت بها(أنظر،"غربة الراعي":220). ورغم مغادرته للسودان مغاضباً،إلا أنه أعطى بعد هذه المغادرة صورة زاهية عن السودان والسودانيين. كما أعجبته مزية التسامح لدى أهل السودان وإستدل عليها بالحوارات الساخنة بين طلاب جامعة الخرطوم بإختلاف ألوانهم السياسية.وأوضح أن الحوارات كانت تشتد بينهم أحياناً وترتفع درجة حرارتها ولكنهم سرعان ما يفيئون إلى الهدوء ويغادرون المكان وليس يبنهم سوء تفاهم.وتيقن أن هذه الظاهرة تمثل كل ألوان الطيف السياسي وأن السودانيين حتى في أعلى المستويات وبخاصة في البرلمان كانوا ينقسمون إلى حكومة ومعارضة.ولكن بعد إنتهاء الجلسة الرسمية يتصافحون إخواناً متحابين.وكان يقول (عباس)لنفسه:إن الديمقراطية لتليق بهم ولهم.
4- أهم آثاره في خدمة التراثالعربي: نشر "وفيات الأعيان" لإبن خلّكان
في ثمانية أجزاء ، و "نفح الطيب في غصن الأندلس" للمقري في ثمانية أجزاء أيضاً ، و " الذخيرة في محاسن أشعار أهل الجزيرة" لإبن بسام و"التذكرة الحمدونية" لإبن حمدون بالإشتراك مع شقيقه بكر و"رسائل ابن حزم الأندلسي" و "الجليس الصالح الكافي" للمعافي النهرواني، و "معجم الأدباء" لياقوت الحموي في سبعة أجزاء و "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني في خمسة وعشرين جزءً بالاشتراك مع إبراهيم السعافين وبكر عباس , إضافة إلى العديد من الدواوين الشعرية مما لا يسمح الحيز بإيراده.
5- الكتب المؤلفة: وتشمل الحسن البصري ، فن الشعر، عبد الوهاب البياتي والشعر الحديث ، فن السيرة ، أبو حيان التوحيدي ، الشعر العربي في المهجر بالاشتراك مع محمد يوسف نجم، الشريف الرضي، العرب في صقلية، تاريخالأدب الأندلسي (جزءان) ، عصر سيادة قرطبة ، عصر الطوائف والمرابطين، تاريخ ليبيا ، بدر شاكر السياب، تاريخ النقد الأدبي عند العرب ، دراسات في الأدب الأندلسي بالإشتراك مع وداد القاضي وألبير مطلق، ملامح يونانية في الأدب العربي ، إتجاهات الشعر العربي المعاصر، من الذي سرق النار، أحمد أمين وطريقته في الكتابة، رحلة ابن عربي.
6- الكتب المترجمة: كانت الترجمة من أهم نشاطات الأستاذ الدكتور إحسان عباس. ومما ساعده في ذلك معرفته الدقيقة للغتين العربية والإنجليزية وقدرته الفائقة على إستكناه دواخلهما. ولعل من أهم ترجماته: رواية "موبي ديك" لمهران ملقل وهي الرواية الأكثر شهرة في الأدب الكلاسيكي الأمريكي. وهناك كتاب الشعر لأرسطو ، النقد الأدبي ومدارسه الحديثة لستاني هايمن بالإشتراك مع محمد يوسف نجم (جزءان)؛ دراسات في الأدب العربي للمستشرق لغون جرونبام بالإشتراك مع كمال اليازجي، أنيس فريحة ومحمد يوسف نجم. أرنست همينغواي لكارلوس بيكر، فلسفة الحضارة أو مقال في الإنسان لأرنست كاسيرو ؛ يقظة العرب لأنطونيوس بالاشتراك مع الدكتور ناصر الدين السيد ؛ دراسات في حضارة الإسلام للمستشرق هاملتون جيب بالاشتراك مع محمد يوسف نجم ومحمود زائد ؛ ت. س اليوت لماتيسن ، أبعاد الرواية الحديثة – نصوص ألمانية وقرائن أوربية لثيودور زيولكوفسكي بالإشتراك مع شقيقة بكر عباس.
7- جوائز وتكريم: حظى إحسان عباس بسهم وافر من التكريم والتمجيد في حياته وبعد مماته . وهو بلا شك تكريم مستحق لرائد من رواد النهضة العربية الحديثة في مجال الثقافة والأدب. وحاز في العام 1981م على ثلاث جوائز: جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي، وسام المعارف الذهبي من الدرجة الأولى من الدولة اللبنانية ، ووسام القدس من منظمة التحرير الفلسطينية وحاز على جائزة الترجمة من جامعة كولومبيا عام 1983م. وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في الدراسات الأدبية 1991م، وجائزة الدولة التقديرية من المملكة الأردنية الهاشمية، وجائزة سلطان العويس الثقافية في النقد الأدبي 1991م، وجائزة عبد الحميد شومان التقديرية 1993م، وجائزة الفرقان للعلماء المتميزين في خدمة التراث الإسلامي 2002م والدكتوراه الفخرية التي منحتها له جامعة شيكاغو التي إعتبرته أساس المكتبة العربية الحديثة.
8- عضوية المجامع العلمية والثقافية: شغل العديد من المهام في العديد من المجامع العلمية والمؤسسات الثقافية ومنها: مجمع اللغة العربية في القاهرة ، المجمع العلمي في دمشق ، ومجمع اللغة العربية في عمان، النادي العربي –الإسباني في مدريد ، مجلس أمناء جامعة البتراء في عمان، أستاذ شرف في الجامعة الأمريكية بيروت ، وعضوية جمعية النقد الأدبي بالأردن ، والمجمع العلمي ببغداد ، والمجمع العلمي الهندي (مندوب فلسطين)، ومعهد المخطوطات العربية بالكويت... وغيرها. وشارك في عشرات المؤتمرات وأشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه.
9- كتب تكريمية لعباس: صدرت عدة كتب من زملاء وأصدقاء وتلاميذ إحسان عباس تكريماً له من أبرزها : "دراسات عربية وإسلامية مهداة إلى إحسان عباس بمناسبة بلوغه الستين" عن الجامعة الأمريكية ببيروت 1981م . ونشر كتاب بعنوان "إحسان عباس ، ناقداً ، محققاً، مؤرخاً" عن مؤسسة عبد الحميد شومان بالأردن شارك فيه أربعة وثمانون باحثاً وناقداً وأديباً. وصدر عن دار الشروق بعمان كتاب : "إحسان عباس ناقد بلا ضفاف" للدكتور إبراهيم السعافين، كذلك صدر كتاب "سادن التراث" للدكتور يوسف حسين بكار ؛ وكتاب " إحسان عباس بين التراث والنقد الأدبي" للدكتور عباس عبد الحليم عباس ، وهناك كتاب "الناقد الموسوعي إحسان عباس" للكاتب نزيه أبو نضال وأصدره المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات برام الله عام 2008م، إضافة إلى منشورات أخرى عديدة ورسائل جامعية عن شعره ونقده.
10- بعض آراء عباس النقدية:
- ( إن الشاعر يصنع بالكلمات ما يصنعه الموسيقي بالأصوات، وإن القصيدة لا تسمى شعراً إذا أمكن وصفها في صورة نثرية).
- (الشعر هو إلتحام الفكر والإحساس لا طنين الألفاظ الخلابة، لا فوران العاطفة المتقدة ، وإنما حضور الثقافة والفكر واللغة لدى الشاعر الموهوب).
- ( إن ممارسة النقد الأدبي تحتاج إلى "عناء شديد" والعملية النقدية تزلزل الأعصاب لأن النقد مشقة لا تقل عن مشقة العمل الإبداعي).
11- بعض آراء الأدباء والمفكرين عنه:
- يرى د. جابر عصفور إن "إحسان عباس واحد من النقاد الذين لا يوجدون في ثقافتنا العربية إلا على سبيل الإستثناء، وإن أول ما يميز إحسان عباس الناقد هو جمعه بين الخبرة التراثية والوعي المعاصر بتيارات الأدب والنقد في العالم الأوربي – الأمريكي).
- د. يوسف بكار يرى أن "إحسان عباس سادن عظيم من سدنة الموروث ، وحام كبير من حماته بما أسداه إليه من خدماته".
- ويقول د. إبراهيم سعفان "كان الدكتور الموسوعي إحسان عباس يحسن الإستماع إلى جلسائه ويتقبل آراء الناس على إختلاف طبقاتهم وحظوظهم من العلم والثقافة ، لكنه كان يضيق أشد الضيق بأدعياء العلم والثقافة".
- أما الشاعر أحمد دحبور فيقول نصاً وحرفاً "أن تقف أمام تاريخ شاسع بسعة تسعين كتاباً ، حجم د. إحسان عباس، يعني أنك أشبه بمن يغرف الفضاء بالملعقة...".
ألا رحم الله تعالى أستاذ الأجيال إحسان عباس وجعل الجنة مثواه، فقد كان أحد المثالات العليا التي يرنو إليها الكثيرون في مجال الفكر والثقافة والأدب العربي. وكان أحد القامات الفكرية المرموقة التي أثرت الحركة الثقافية في السودان في حقبة الخمسينات ومطلع الستينات مع مجايليه من كبارالأدباء والأكاديميين العرب الذين عملوا بالجامعات السودانية أمثال محمد النويهي وعبد المجيد عابدين ومحمد مصطفى هداره ،شكري عياد(مصر)،سلمى الخضرا الجيوسي (فلسطين)، محمد عبده غانم(اليمن) وغيرهم. ولامشاحة أن المؤسسات العلمية التي عمل بها في العالم العربي وتلاميذه الكثر من خريجيها أوالعاملين فيها مطالبون بالعمل على تخليد ذكراه وفاء لما قدمه من إنجازات للغة الضاد تفوق-كما يعرف الكثيرون-ما قامت به مؤسسات بأكملها.والله المستعان(من أرشيف الكاتب،3/6/2015م).
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.