ملف إعفاء سيارة العودة النهائية للمغتربين من الجمارك ، أمام مجلس الوزراء ، وستشهد الايام القليلة المقبلة بشريات سارة للمغتربين في مختلف المهاجر، بحسم أمر إعفاء سيارة العودة النهائية . هذا الحديث قال به الأمين العام لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج "السابق" د. كرار التهامي ، خلال حوار صحفي قبل ثلاث أعوام أجريناه معه لصحيفة الصحافة " صفحة مع المهاجر " ، وقد اتسعت دوائر الفرح حينها في عوالم الاغتراب ، بأن الحلم الذي ظل يراود معشر المغتربين أخيرا سيتحقق . مضى د. التهامي ،ومعه الملف ، الذي لانعرف هل لايزال في أضابير مجلس الوزراء ، أم ضل طريقه الى مكب النفايات ، أما الامين العام الحالي السفير حاج ماجد سوار الذي خلف التهامي، بدأ انه لم يهتم بهذا الملف أصلا ، وهو لم يات على ذكر إعفاء سيارة عن العودة النهائية في كل خطاباته، صحيح ان مثل هذا الأمر في يد وزارة المالية ، وربما يحتاج قرارا من مجلس الوزراء أو الرئيس شخصيا ، ولكن بالضرورة ان يكون أمين جهاز شئون المغتربين السودانيين هو المحرك للملف والمدافع عنه ، حتى يمضي الى التنفيذ، ودون ذلك ستبقى كتاباتنا بلا معنى . لسنا في حاجة لإطالة الحديث حول الدور الذي ظل ولايزال يضطلع به المغترب السوداني |، الذي تتجاوز تحويلاته ال 3 مليون دولار سنويا ، ويمكن أن يزداد هذا الرقم بحزمة سياسات مشجعة ، الى جانب دور المغترب تجاه أسرة ممتدة ، بلغ حد أن يوفر لها الدواء من خارج الوطن ، مع إسهامات متواصلة لمختلف المشاريع من خلال ضريبة تدفع سنويا في جهاز المغتربين وهي ضريبة تشمل حتى الذكاة . وحينما نقول إعفاء سيارة المغترب عند العودة النهائية فان الأمر لايرتبط برفاهية ، بل هي ضرورة ملحة ، فالمغترب العائد بأسرته يكون في أشد الحاجة لمثل هذه السيارة لعلها تسهم في استقرار الاسرة بعد ليالي موحشة من الاغتراب الطويل ، وان عزا على وزارة المالية المصادقة على ذلك ، فيمكن أن يتم تخصيص صندوق خاص ضمن مواعين الضرائب التي يتحصلها جهاز شئون المغتربين تحت مسمى "ضريبة اعفاء سيارات العائدين " ، حتى وان زادت الضريبة التي تدفع حاليا 3 او 5 دولارات فإن المغترب لن يدقق في ذلك ، وان فعل سيكون مقتنعا بسلامة الاجراء ، المهم أن يتم مثل هذا العمل خدمة لمن ظل يخدم الوطن ولاينتظر شكرا من أي جهة . ولعل مصيبة المغتربين أنهم يعانون من ضعف الاجسام التي تمثلهم من جاليات وتجمعات ، فإن كانت لدى هذه الكيانات بصيرة لما تركت أمر إعفاء سيارة العودة النهائية أشبه بإستجداء الدولة ، فتلك كيانات أنشغلت بصراعات لا علاقة لها بخدمة المغترب . ولعل اعفاء السيارة يشكل حافزا للذين أطالوا سنوات الاغتراب ، وقد حان وقت يضعوا فيه عصا الترحال ، لينعموا بنسمة هواء عليلة في فضاءات السودان الممتدة، خاصة ان كثير من هؤلاء ليس لديهم قابلية لمزيد من سنوات مشقة الاغتراب ، ويمكن للوطن أن يوظف خبراتهم لما يفيد البلاد والعباد، وليصبح حلم إعفاء سيارة العودة النهائية حقيقة بعد أن أمتد الحلم لعقود عديدة . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.