في البدء دعني أن اطرح بعض الأسئلة في الهواء قبل دخول في صلب الموضوع , هل أستمتعت يوما بفشلك مع دروس الحياة الباهظة الثمن ؟ هل فشلت في تحقيق شيء مهم في حياتك ؟ هل نسيت أحلامك وتعبت من كثرة الفشل ؟ ما هو تأثير الفشل والأحباط علي عقلك وجسمك وروحك ؟ لماذا بعض الناس يفشل بأستمرار ؟ فما من أنسان عاش هذه الدنيا إلا وذاق النجاح والفشل . الفشل هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يحققه كل أنسان دون أن يبذل أي مجهود . للنحاج طريق واحد وللفشل أبواب عدة ودرجات مختلفة . والنجاح يولد من رحم الفشل ولكن ذلك يحدث فقط للذين يتعلمون من تجاربهم وتجارب الأخرين . فأهلا بالفشل إن كان يجعلك تستيقظ من وهم كبير أسمه الفشل . يختلف معني ومفهوم الفشل من فرد لآخر ولكنه بالنهاية أحساس صعب أيجاد وصف لمعاينة . نعيشه ونتعرض له ونتألم منه وأحيانا يلازمنا ولا يفارقنا . ولكن لولا الفشل ما عرفنا طعم النجاح . أحيانا يكون الفشل نابع من تقصيرنا في السعي بشتي الوسائل للنجاح , وأحيانا يفرض علينا هذا الفشل ونخضع لظروف قاهرة فوق كل الأسباب . والفشل ليس عيبا بل هو ممر كلنا نعبره ونعتبره تجربة . ومن الأخطاء والفشل تعلمنا الكثير من حيث لا ندري , والحياة كلها عبر وتجارب . ولكن هل تستطيع أن تتحدي فشلك وأن تبدأ من جديد ؟ ماهو أحساسك وشعورك عندما يقال لك أنت أنسان فاشل ؟ أحيانا كثيرة يكون الفشل هو طريق النجاح . أقتنع بأنك قادر علي التغلب علي مرارة الفشل . أعلم ان الأمس أنتهي وغدا يوم جديد . الفشل لا يهدمك وتسلح بالأمل وتوكل علي الله ولا تفقد الثقة بنفسك وبقدراتك وأعلم ان الحياة تجارب فشلت اليوم وغدا ستنجح بأذن الله ( لا يضيع جميل أينما زرع ) . حتي ندرك النجاح لابد من معرفة , معني الفشل وهذا لا يعني يجب ان نرمي انفسنا بالأثم والتهلكة لنتعلم وننجح . من لم يفشل لن ينجح شعار جيد ولكن ليس علي الأطلاق ولكن الأيمان بهذا الشعار يتقيك من الصدمات وآفات الأحباط لذا كن متوازنا في أعتباراتك .الفشل هو عدم وضع هدف أيجابي ثم العمل علي تحقيقه مهما كانت العوائق . فكما ان النجاح أمر تختاره ثم تسعي لتحقيقه , فإن الفشل يمكن أن يكون كذلك فعندما نري الأشخاص الذين يفقدون الأهداف والحوافز التي تدفعهم للنجاح فاننا نري أشخاص يعيشون بدون غرض ولا يستمتعون بحياتهم بل أنهم يشعرون أنها مليئة بالفشل , ولكن غياب النجاح السريع لا يعني الفشل بل معلومات تقيد في ضبط المسار وتعديل خطط تحقيق الهدف ولذلك فان كلمة محاولة قد تجعل الأنسان يتوقف بدلا من أستمرار السعي لتحقيق الهدف . فالأخفاق أمر شائع بين الناس وهو أكثر حدوثا من النجاح . يحمل الأنسان في ثنايا عقله الأمال والطموحات غير أنه لا يضمن بالتأكيد تحقيقها كلها كما يرجو ويتوقع .فكيف يمكن تحويل الفشل في الحياة الي نجاح يقود الأنسان الي مرتبة الرضا عن النفس , ومن ثم تلمس خيوط السعادة في هذه الدنيا والأخرة . فالمشكلة ليست في السقوط أو في التعثر في حفر الحياة المتناثرة هنا وهناك , ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن يظل الساقط والعاثر في مكانه بلا حراك . أن الله سبحان وتعالي وهب الأنسان القدرة علي الطموح لكن هناك دائما مشاكل في طريق الوصول الي ما يطمح اليه , وعلي الأنسان أن يشق طريقه وأن يصارع ويواجه تلك المشاكل والعقبات وتحقيق طموحاته وأمنياته . هناك فئة من الناس بمجرد أن يلاحظ أن هناك عقبات ومصاعب ومشاكل في طريق طموحاتهم وأهدافهم فإنهم يتراجعون . لأن شعورا داخيا ينتابهم شعور بالخوف من الفشل . كل أنسان لديه طموح ولكن ليس كل أنسان يتخلص من عقدة الخوف من فهو الفشل ذلك الحاجز الذي يحول بين الأنسان وبين تفجير طاقاته وبالتالي بينه وبين الوصول الي أهدافه وطموحاته وأمانيه . أن تجاوز الفشل عبر جسر النجاح يصنعه أصحاب الأرادة القوية , يصنعه صناع النجاح بالثبات والكفاح . فإذا كان الفشل يمثل خطوة للوراء فإن تحويل الفشل الي نجاح يمثل خطوات للأمام تدفع صاحبها لمزيد من الأنجاز . الناجح قد يفشل والفاشل قد ينجح .وتلك الأيام نداولها بين الناس ) ولذلك ليس الفاشل من يقع في الفشل وانما الفاشل من يقع فيه يرتضيه ويكرر نفس الخطأ. فالحياة عبارة عن سلسلة من التجارب والخبرات بعضها جيد والآخر سيء وكل واحدة من هذه الخبرات تجعلك أكثرة قوة علي الرغم من أنه غالبا ما تغفل عن أدراك ذلك , فكما يقول المثل الضربات الي لا تقصم الظهر تزيده قوة . ولذلك ايها القارئ الكريم اذا كنت من المعنيين في هذا المقال راجع وضعك الحالي وغير الأستراتيجيات متي ما لمست عدم جدواها . جميعنا نمر بالفشل والكثير منا يعتبر الفشل نقمة علي الأنسان ولكن اذا لم يوجد الفشل فقدنا التجربة والخبرة في الوصول الي الهدف الذي نريده . ان الله لا يغير مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ( الرعد اية 11 ) أكد لكم من جديد أن الفشل هو سرالنجاح والحياة وسرالأحلام والطموح , فالفشل هو النقطة المحفزة لعقولنا . وكما لك الحق في العيش في هذا الوجود , فإن لك ايضا الحق أن يكون لك دور في الحياة وأصرارك علي أداء هذا الدور هو الذي يجعلك قادرا علي تحقيقه بثقة ويقين ، فالناجحون لا يولدون بل يصنعون , فلنترك الفشل ولنبحث عن النجاح , نعم أبحث عن النجاح في نفسك , ابحث في نفسك عن مصدر القوة والطاقة أكتشف في ذاتك عن مكامن القوة والقدرات لديك , أبحث عن الشئ الرائع الذي تقدر أن تقدمه لنفسك والمجتمع . مالم نضع عقلا جديدا بمعني أننا مالم نغير طرق تفكيرنا وآلياته ومفاهيمه وتصوراته ورؤاه فلن نستطيع ان نلحق بركب التطور الحضاري والعلمي في هذا العصر. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.