اخصائي طب الاطفال لا زالت الانباء تتواتر عن تصاعد انتشار داء الكوليرا في مختلف رجاء القطر في الفترة الاخيرة, مما ادي الي الكثير من الوفيات والآلام والاحزان. انه من المخجل ان يصاب انسان في هذا الزمن ومن المخجل اكثر ان يموت اي انسان بسبب الكوليرا او اي اسهال آخر. فالوقاية منها وكذلك العلاج هو في منتهي السهولة. تصيب الكوليرا الانسان فقط بعد تناوله طعاما او ماء ملوثأ بمكروب الكوليرا. فلو تناول الانسان طعاما ساخنا وماء مغليا او اضيف له الكلورين وصار خاليا من المكروب او ماء الابار العميقة فان الانسان لن يصاب بهذا الداء. علي الانسان ان يغسل يديه قبل الاكل وبعد التبرز. حبوب ما يسمي الوقاية من الكوليرا يجب الابتعاد منها واضرارها أكثر من فوائدها. لنعلم جميعا ان ما يؤدي لوفاة المريض هو فقدان السوائل والاملاح من الجسم. فلو تم تعويض السوائل بنجاح فان المريض سيتعافي. تعويض السوائل صار سهلا للغاية في الزمن الحديث, فالعلاج متوفر في كل الصيدليات والمراكز الصحية في شكل ظروف املاح التروية, حتي لو كان هذه غير متوفر فيمكن لاي شخص ان يعملها بنفسه وفي منزله. ان اكتشاف محلول املاح التروية يعتبر واحدا من اهم اكتشافات القرن العشرين الطبية, وعليه يرجع الفضل في انقاذ حياة الملايين المصابين باسهال مائي. وقد اثبتت تجارب هيئة الصحة العاالمية واليونيسيف والمنظمات الدولية الاخري أن محلول معالجة الجفاف طريقة بسيطة ومتوفرة وآمنة وفعّالة ومضمونة لعلاج الكوليرا بنسبة قد تصل الي 99%. في حالة عدم الحصول علي ظروف املاح التروية, يمكن عمل محلول مشابه بكل يسر وسهولة, اذ يكفي خلط 6 ملاعق صغيرة سكر عادي مع نصف ملعقة صغيرة ملح طعام عادي في واحد لتر ماء مغلي, ما يعادل 6 كباية شاي المعروفة ب عثمان حسين. جركانة العصير الصغيرة سعة لتر واحد والمكتوب عليها ذلك تؤدي الغرض بعد التأكد من سعتها. يعطي الطفل ملعقتين كل 10 دقائق والبالغين نصف كباية الي كباية كل 10 دقائق وعلي حسب الرغبة من المحلول. يعطي المريض الي جانب ذلك عصير الفواكهة وشوربة الارز, والفواكهة والبطيخ والشاي ويواصل غذاءه العادي متي ما سمحت حالته بذلك. بهذا يمكن تعويض السوائل والاملاح ولن يموت المصاب. بهذا يكون علاج الكوليرا في متناول الجميع وفي داخل كل منزل! من المخجل ان يموت المصاب والحال هذه. يجب ن تلعب المرشدات والزائرات الصحية والممرضون والمساعدون والمعلمون دورا هاما في نشر الوعي وطرق الوقاية من المرض والعلاج, وخاصة في المناطق النائية حيث لا يوجد طبيب. بهذا تصبح الوقاية والعلاج من المرض متاحة للجميع وبكل بساطة حتي لو لم يتوفر الطبيب المداوي. فقط علي السلطات الصحية ان تنهض وتمارس واجبها. عليها ان تلعب دورها في نشر الوعي عن كيفية تفادي المرض وكيفية علاجه بتعويض السوائل والاملاح, حتي لا يموت انسان بسبب بسيط يمكن تفاديه وهو فقدان السوائل. عليها توعية المواطن وارشاده اعلامياً لمنع تفشي هذا المرض الخطير، ويجب استغلال كل وسائل الاعلام المتاحة من محطات التلفزيون والراديو والصحف والملصقات والمحاضرات في المدارس والكليات والاندية, عليها تمليك المواطن الحقيقة عن طبيعة المرض، وطرق انتشاره، ومضاعفاته والوقاية منه وعلاجه. عليها الارتقاء بصحة البيئة ودفن البراز ومحاربة الذباب وفرض الرقابة الصحية علي المظاعم وخاصة في المناطق النائية. عليها فرض الرقابة الصارمة علي كل مصادر المياه بدقة متناهية وتعقيمها بالكلورين بشكل دائم في كل انحاء القطر. فلو شرعت السلطات الصحية في مهامها هذه فانه يمكن القضاء علي وفيات الكوليرا وعلي المرض نفسه في مدة وجيزة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.