[email protected] يبدو أن عجبي من بعض صحفنا الرياضية لن يتوقف. فاليوم طالعت حديثاً لإحدى هذه الصحف تناولوا فيه ما أسموه بمفاجأة اليوم الأخير للتسجيلات التي تمثلت في ضم النيجيري يوسف محمد لاعب الهلال السابق الذي انتقل لنادي سيون السويسري ثم عاد للهلال مجدداً حسب الأخبار المتناقلة. ويبدو واضحاً أن بعض الصحف الهلالية التي تساند رئيس الهلال في كل خطواته تريد أن تستمر في ايهام الأهلة بمفاجآت الأرباب وحنكته الإدارية رغم أن الواقع يؤكد غير ذلك تماماً. فيوسف محمد الذين يحاولون أن يستدروا من خلال صفقته عطف جماهير الفريق هو نفس اللاعب الذي كان نجماً لامعاً بالهلال ولو لا سوء الإدارة لما غادر ليعود من جديد. وبدلاً من تناول الصفقة كنجاح إداري باهر كما يحاولون اقناعنا كان الأجدر أن تسأل هذه الصحف الأرباب ومجلسه لماذا كل هذه ( اللفة) الطويلة وما دمتم على قناعة بقدرات وموهبة يوسف محمد وحاجة الفريق له لما لما تحافظوا عليه في السابق؟ ولماذا تركتموه يغادر ليفقد الفريق القوة والمهارة في خانة الظهير الأيمن؟ والآن بعد أن ضاقت عليكم دفعتم ما يفوق المليون دولار لاعادته مرة ثانية. غريب أمر إداراتنا .. لاعب يبرز وينجح ويشغل خانته على أكمل وجه فيتركونه يغادر ليظل مكانه شاغراً ثم بعد عامين أو أقل أو أكثر يعيدونه من جديد في محاولة لاقناع جماهير الكرة بالحنكة الإدارية والقدرة على انجاز الصفقات الناجحة. مع أن أي عاقل يفهم أن الحنكة الإدارية تتطلب قبل كل شئ المحافظة على ما لديك وعدم التفريط فيه.. وما دمت قد واقفت على مغادرة لاعب معين لأي سبب فالمنطقي أن تأتي في العام المقبل بمن هو أفضل منه لا أن يشدك الحنين دائماً للماضي وكأن الأمور عندنا لا تتطور أو تتقدم للأمام مطلقاً. قبل يوسف جرت محاولات عديدة أيضاً لاعادة قودوين للهلال بعد أن تسبب سوء الإدارة في مغادرته، لكن لم يكتب لتلك المحاولات النجاح، أما الآن وبعد أن وعدوا الناس وأكدوا لهم اكمال الأرباب لصفقة الدافي بنجاح ثم اتضح أن ذلك لم يكن صحيحاً لم يجدوا طريقة أفضل لدفع جماهير الفريق لنسيان كل الفشل الإداري الذي لازمهم طوال الفترة الماضية من يوسف محمد الذي يعلمون أن هذه الجماهير تحمل له محبة خاصة، ولهذا تتسابق بعض الصحف الموالية لرئيس النادي على التركيز على هذه الصفقة واعتبارها مفاجأة مع إنها ليست كذلك. عموماً إن عاد يوسف أم لم يعد وإن سجل الهلال محترفين من ذوي الوزن الثقيل أم لم يسجل وإن تمكن المريخ من ضم خيرة النجوم الأجانب أم لم يفعل فلن يطرأ أي تغيير ملموس في أداء الفريقين خلال الموسم الجديد في نظري لأسباب أوردتها أكثر من مرة. في الموسم الماضي هلل الأهلة لضم بعض اللاعبين الأجانب والمحليين منهم الحارس ايجا الذي لم نر له سوى مشاركة أو اثنتين ليتم شطبه هذا العام وهو دأب إدارتي الناديين الكبيرين والمثير للحنق هو أن بعض الصحف تساند هاتين الإدارتين وتمهد لهما الطريق لتدمير العديد من المواهب السودانية من أجل مكاسب آنية تنتهي بماسئ مع اختتام الموسم لنعيد الكرة من جديد دون أن نستفيد من الدروس. إعلام المريخ أفرط في العام الماضي في مديح صفقة وراغو وحدثونا عن قدرات المريخ المالية وحنكة رئيسه المالي الإدارية وأكدوا أنها صفقة ناجحة بكل المقاييس باعتبار أن المريخ سيستفيد منها مادياً وأوهموا المريخاب أيضاً بالقوة الخارقة للوالي وقدرته على تقديم الجديد في صفقات تسويق اللاعبين وها نحن نتابع الآن مهزلة محاولة بيع وارغو دون أن يطرأ فيها جديد، لكن المحزن أكثر أن جماهير الفريق رغم كل حالات الفشل الإداري التي نتحدث عنها ما زالت تحتفل بالصفقات الوهمية وتهلل لأفشل رئيسين في تاريخ الناديين.. أفشل رئيسين لأنهما أهدرا الكثير من الأموال العزيزة على بلد يعاني غالبية سكانه من الفقر والجهل والمرض دون أن يحققا ما تمكن من انجازه آخرون في فترات سابقة بتكاليف أقل كثيراً.