حركت الحملة الشعواء التي افتعلها الاعلام المصري حول زيارة الشيخة موزة المسند الى السودان والتي تعرض فيها اعلاميين مصريين كبار بجهل واضح واستخفاف للحضارة النوبية السودانية، حركت براكين من الغضب والكراهية من عدد كبير من أبناء السودان تجاه كل ما هو مصري، وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي نقاشات وصلت لحد اللعن والسباب ويبدو اننا في طريقنا للفجور في الخصومة وتنامي الكراهية والحقد والكيد كشعوب بكل اسف، ونخشى ان يتطور ما يدور بين السودانيين والمصريين ليكون بداية ذلك. الاعلام المصري وصل مراحل خطيرة في الاسفاف والمهاترات وظل يسيء لمصر قبل الاخرين واحد اهم معاول إفساد العقول وتغييب الشعب المصري، كلنا يدرك ذلك وهذه الالة الإعلامية المصرية أصبحت عاجزة وعاطلة عن الابداع وأفضل لحظاتها هي استغلال مثل هذه الظروف. الشعب السوداني واعي جدا ومثقف ويجب ان لا ينحدر الى مستوى الاعلام المصري الذي يستخف بنا ويقلل من حضارتنا، وتأكيد قيمة وعراقة حضاراتنا السودانية ليس بالكلام او الاثبتات العلمية او الاثارية فقط لكن بسلوكنا وعدم وقوعنا في المحظور، فقد لاحظت كتابات تحض على الكراهية للشعب المصري وتتحدث عن مصر بانها بلد لقيط وليس لها تاريخ وهذا لا يجوز مع أي دولة حتى لو كانت فعلا كذلك ناهيك عن الحضارة المصرية القديمة والحديثة ودور مصر المحوري في العالم العربي، وهذه حقائق من الممكن ان تعمينا الكراهية عن رويتها، فليس من الواجب ان نرد على من استخف بنا بلغته، فالقران الكريم علمنا ان لا نسب حتى الكفار. والعلاقات بين مصر والسودان قديمة ومتجذرة على الرغم من انها شهدت في السنين الأخيرة تراجعا وصل لحد المواجهات عبر وسائل التواصل واذا استمر الحال كذلك فسنصل الى مواجهات يصعب الرجوع عنها. اعتقد أفضل رد سوداني للاعلام المصري وللشعب المصري الذي استنفره الاعلام هو تأكيد قيمنا السودانية وترفعنا عن الانحدار الى الاسفاف، وادعو لاحياء مقترح قدمه في وقت سابق قبل نشوب هذه الازمة الأستاذ الصحفي عثمان ميرغني في عموده المقروء (حديث المدينة) أن يُطلق إسم البروفيسر طلبة عويضة على أحد شوارع الخرطوم، ليكون ردا سودانيا معبرا عن قيمنا وتقديرنا لمواقف الرجال، فالبروفسير طلبة عويضة، نموذج لانسان مصري خدم السودان بإخلاص فقد كان مديرا لجامعة القاهرة فرع الخرطوم ثم نقل الى ليكون أول مديرا لجامعة الزقازيق وكان معروفا عنه حبه للسودان والسودانيين، وكان ينظر نظرة خاصة للطلاب السودانيين في مصر وقد ساعد كثيرا منهم فى الدخول أو التحويل إلى كليات القمة أى المتميزة التى يرغبون فيها متخطيا اللوائح والقوانين فى بعض الأحيان إيمانا منه بقدرات وإمكانات الطلاب السودانيين الذين كان معظمهم عند حسن ظنه وحققوا نتائج طيبة فى كلياتهم وتفوقوا فيها ،ثم أصبح كثير منهم الآن فى مواقع متميزة داخل السودان وخارجه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.