شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    افتتاح المعرض الصيني بالروصيرص    القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغناء فى القلب كالقطر فى الجدب .. بقلم: عبدالله محمد أحمد الصادق
نشر في سودانيل يوم 21 - 04 - 2017

أذكر أن الجزولي دفع الله رئيس الحكومة الانتقالية أطلق مشروعا بعنوان مليار دولار لاعمار الدار، ويقوم المشروع علي ارسال فرقتي الفنون الشعبية والاكروبات في جولة خارجية تبدأ بدول الخليج العربي، وأوكل التنفيذ لأمانة السودانيين العاملين بالخارج التي أعيد تكوينها برئاسة الدكتور ربيع عمر بشير وتبرعت وزارة الدفاع بطائرة لنقل الفرقتين، وكان وفد المقدمة برئاسة مدير فرقة الاكروبات وعضوية ممثل لأمانة المغتربين وممثل لوزارة المالية، وفي النادى العربي بالشارقة التقينا بممثلين للجالية العربية والتمسنا اعجابا بالشعب السوداني معلم الشعوب المغلوب علي أمرها كما قالوا، وأذكر أن فلسطينيا صاحب مطبعة في دبي تبرع بطباعة التذاكر والملصقات' وفي النادى السوداني بدبي التقينا بحمزة ميرغني والجالية السودانية، وأجرت معنا جريدة الخليج لقاءا صحفيا وكنا علي موعد مع ندوة تلفزيونية بتلفزيون دبي، واستقبلنا ولي عهد أمارة الشارقة ومسئول الثقافة والاعلام، وبعد الاتفاق مع المسارح في الشارقة ودبي وأبو ظبي والعين والاعلان عن مواعيد العروض وفي فندق البيتش أوتيل بالشارقة فوجئت بمحادثة تلفونية من الدكتور ربيع وكنت أظنه يتكلم من الخرطوم لكنه طلب منا الحضور لمقابلته بفندق انتركوننتنانتل بدبي وأبلغنا بالغاء المامورية والعودة فورا الي الخرطوم.
الطالبانية السودانية:
اتضح أن ذلك من أفاعيل الطالبانية السودانية التي احتوتها الجبهة الاسلامية لتكبير كومها وتضخيم حجمها وأرادتها فزعا فصارت وجعا وسببا في فشل المشروع الحضارى المزعوم، وكانت الجبهة الاسلامية أغني وأقوى من الحكومة الانتقالية التي وصفها جون قرنق بمايو تو بفضل الأموال التي كانت تتدفق عليها عبر منظمة الدعوة الاسلامية من الخارج بدون حساب فقد كان لها خمسة صحف يومية تصدر في الخرطوم، فقد سرقت الانتفاضة مثلما سرقت الثورة الفرنسية، وكانت الأحزاب الطائفية شريكا في المؤامرة باقصاء الحركة النقابية التي قادت الجماهير الي النصر بدليل سقوط مايو ماعدا قوانينها القمعية التي كانت الشرارة التي أشعلت الانتفاضة لتبقي قوانين سبتمر مسمار جحا في جدار السياسة السودانية.
الطالبانية والانقاذ:
استولت الجبهة الاسلامية علي السلطة كما توقع محمود محمد طه فأعلنت الطالبانية بأن الكرة لهو والغناء حرام،وكافأتها حكومة الانقاذ بقانون أمن المجتمع وشرطة النظام العام وألهتها بتفعيله وأطلقت يدها لكن السودان ليس أفغانستان، وأذكر ان متحدثا في احدى الندوات قال ان الشباب السوداني استطاع أن يتحدى الطالبانية، وارتخت قبضتها بعد بنطلون لبني أحمد حسين وفتاة الفيديو التي تردد صداها في العالم كله وتراجع نفوذها وتوقفت عن مطاردة البنات في المدارس والجامعات والأسواق والحافلات ولم يتبقي لها سوى السكارى تتشمم أفواههم في الطرقات، وقد اتتهي أخذ الناس بالشبهات والتعدى علي الحرية الشخصية الي كارثة أمنية في الديم، والانسان مالم يزعج السلام العام له حرمة السور الذى تراجع عمر بن الخطاب عن تسوره، وقال أبو بكر يوصي واليه علي فلسطين يزيد بن أبي سفيان خذ من الناس علانيتهم ودهم فيما يسرون لله،وأصدر عمر حكمه ضد الشهود في قضية المغيرة بن شعبة المتهم بالزنا وجاء في الحيثيات لا يجوز أخذ الناس بالشبهات، وفي قضية عتبة بن المغيرة أمر عبدالله بن مسعود قاضي البصرة بحفظ البلاغ وجاء في الحيثيات ان الوسائل التي اتبعت في الاثبات عير مشروعة، ولن تفهم الطالبانية معني الحديث الشريف خلق أولادكم لزمان غير زمانكم ويقابله اجماع العلماء في عصرنا هذا بأن الانسان ابن عصره، لأن الطالبانية مجموعة من الأفراد الذين ينطلقون من طبيعتهم العدوانية وميولهم التحكمية ومزاجهم الاستبدادى ولا ينطلقون من أى مرجعية دينية بدليل أنهم يحرمون الرقص والغناء ويتعايشون مع الظلم اكبر الكبائر داخل النظام، وراهب بوذى يحرض البوذيين علي قتل المسلمين وراهب بوذى جعل من المعبد البوذى ملاذا للمسلمين الهاربين من الابادة الجماعية، وتشكو المؤسسات الأمنية في اسرائيل من ان المتطرفين اليهود يتسللون الي الشرطة والجيش لتنفيذ أجنداتهم الخاصة ضد الفلسطينيين، فمن أين جاء هؤلاء الذين تسللوا الي وسائل الاعلام ومراكز القرار؟ والرجل السوداني الأصيل في أدبنا الشعبي يبكّي لكنه يمسح دموع البنات الببكن ومقنع الكاشفات وطلعت القمرا أخير يا عشانا تودين لي أهلنا يسألوك عننا، وكانت المؤسسات الحكومية تستصحب المسوئولية الاجتماعية والأخلاقية الي جانب المسئولية القانونية والمهنية.
الابداع والمبدعون:
طربت وأنا أحيانا طروب وذو الشيب يطرب فهل هذا تصابيا؟ وهل كان مزمار داوود في حنجرته؟ سؤال أجاب عليه المتنافسون في برنامج نجوم الغد فقد كانوا كالغاوى ينقط بطاقيته فقد كان مردوده شذرات من التبر الأصيل في أكوام من التراب والصخور، وكذلك كان الحال في البرامج الماثلة في الفضائيات العربية، فقد كان المتنافسون اما من عشاق الغناء والطرب أو من طلاب المال والشهرة والظهور، وكان ذلك يعرف في المجتمع السوداني بالكفر والوتر، والابداع جمال والنفس تعشق الجمال وتتعلق به والجمال كما قال أمير الشعراء مختلف أشكاله لكنه كل غير منقسم، ولاعب الكرة فنان يثير الدهشة والاعجاب بالسهل الممتنع، ويتفق الفلاسفة منذ أرسطوا وافلاطون علي ان الابداع الفني موهبة لا تكتسب، ويقول أرنولد تويبني في موسوعته الكبرى تاريخ الحضارات ان الحضارة الانسانية صنعتها قلة من المبدعين يقلدها الناس ويحاكونها، ولا يحكم بذلك الأكاديميون في لجنة التحكيم بقدر ما تعبر عنه الحالة الشعورية التي تعترى عضو اللجنة محمد سليمان عندما يتمايل طربا ويرقص يديه وعصاه التي لم تفارقه في كل الحلقات وما شوقا الي الغيد يطرب، وكذلك الحضور في الحفلات الغنائية الذين يتمايلون طربا ويلوحون بأيديهم ويصفقون استحسانا، وطفلة تنبرى من حجر أمها وترقص علي المنصة وكذلك شيوخ وشباب من الجنسين، ويتكثف الشعور ويتحول الي حركات جسدية، وخير من عبر عن ذلك أعرابي في العصر الأموى عندما قال انه يحس بالشبع اذا كان جائعا والسرور اذا كان حزينا والأمن اذا كان خائفا والانس اذا كان مستوحشا والنشاط اذا كان متعبا ويتغني المزارعون والعمال أثناء العمل للتغلب علي التعب والانهاك، وأنا مثل ذلك الأعرابي أحس بالتواز الداخلي والتخلص من التوتر والقلق والاحباط وأشتم رائحة الحياة وأتذوق طعمها، وكانت تابيتا بطرس تعني ذلك عندما قالت ان عثمان حسين دواء القلوب المعطوبة، وكان أبو الطيب في حالة نفسية عارضة عندما قال أصخرة أنا مالي لا تحركني هذى المدام ولا تلك الأغاريد، وتثغو شاة وتنهق حمر احتفالا بالحياة كما قال التجاني يوسف بشير لكن بعض الحضور في الحفلات العامة للخواطر قبر، وهم الذين قال فيهم الامام الغزالي ان الذين لايحركهم العود وأوتاره والربيع وأزهاره أناس غير طبيعيين.
المتعة الفنية:
يقول سارتر ان المتعة الفنية ارتضاء لا تحققه منفعة علي عكس المتعة الحسية التي تتطلب التملك وتحقيق موضوعها، ويعني ذلك أنها متعة روحية خالصة ترقي وتسمو بالانسان وفيها تتحقق انسانية الانسان فكيف تكون حراما؟ ويقول أيضا ان الهدف الغائي للآداب والفنون تجديد نظام العالم بالقراءة والطرب الذى يكتمل به العمل الفني بمعني ان الكاتب والقارىء والمطرب والمستمع شريكان، ويقول أيضا ان العلاقة بين الطرفين أساسها الثقة والحرية والوعي ، وينطبق ذلك علي كافة أنواع الفنون، وان الفن بالنسبة لبعض الناس هروب من الواقع ولبعضهم وسيلة للغلب علي الواقع وأضيف بالنسبة لبعضهم انتصار علي الواقع، ويقول وليامهايدجر ت 1989 ان الوجود مع الآخرين ينسي الانسان وجوده الخاص ويشتت انتباهه ويخسر ذاته ويعيش في حالة اجتماعية زائفة ويفقد حريته ويسقط الي مستوى الأشياء ويغترب عن ذاته في الحياة مع الآخرين ، أما الفريد نور هوايتهيد ت 1947 فيقول ان الانسان وحدة من الانفعالات والتطلعات والمخاوف كرد فعل للبيئة،تفعل فعلها داخل طبيعة الانسان ويشكل ذلك فوضي في نسق شعوره، فقد خلق الانسان في كبد، ويقول أيضا ان وجدان الشعراء والفنانين أصدق من وجدان العلماء لأن العلم يتجاهل القيم ولا يهتم بالمشاعر، وان لكل كائن حي طبيعة معينة وان الأجزاء وحدات زمانية ومكانية وأحداث وعلاقات تعبرعن ذاتها وتجعل من العالم وحدة عضوية تربط بين أجزائه علافات التفاعل والتكامل، ويتفق ذلك مع المعتزلة في القرن الثاني الهجرى، واشتكي المزارعون في الفاشر للمفتش البريطاني من القرود التي تتلف زرعهم فقال لهم أنتم السبب لأنكم تقتلون النمور طلبا لجلودها فتكاثرت القرود بلا حدود.
وحيد ونانسي عجاج:
قال أبو الدرداء اني استجم فلبي بشىء من اللهو ليكون أقوى علي الحق، وقل علي بن أبو طالب القلوب تمل كما تمل الأبدان، وقال عبدالله بن مسعود القلب اذا أكره عمي، وقال الحسن البصرى حادثوا هذه القلوب فانها سريعة الدثور، وحذر عمر بن الخطاب من الفراغ، والقلب عضو وظيفي يصيبه العطب والصدأ بعدم الاستعمال والغناء والطرب يعيده لوظيفته، وجاء في بعض المصادر ان الناس كانوا يبكون لغناء مخارق المطرب الشهير وقال له أبو العتاهية يا دواء المجانين رققت حتي كدت أن أحسوك، وقال أبو الفتح كشاجم غنت فخلت بأنني أسمو الي الأفلاك أو أرقي وخلت يمناها تحركها رعدا وخلت يسارها برقا، أما أبو بكر الصولي فقال ان الغناء يصافح الأسماع بما تشتهيه ويذيق النفوس طعم السرور، وقديما قالوا ان الغناء طب النفوس والأسماع ومحي الخواطر والطباع وأنه في القلب كالقطر في الجدب ويتفق ذلك مع تابيتا بطرس عندما قالت ان عثمان حسين كان طبيب القلوب المعطوبة، وتذكرني نانسي عجاج بالمغنية التي كان يعنيها عروة بن الورد عندما قال اذا قلنا لها اسمعينا انبرت لنا علي رسلها لم تششدد، ووحيد التي قال بن الرومي أنها تتغني كأنها لا تغني من سكون الأوصال وهي تجيد، ويعني أنها تغني لنفسها ولا تشتغل بالحضور أو تتملقهم وتستدجي عواطفهم، وان كان للحركات المسرحية عند ناسي عجاج معناها ودلالاتها.
الجمال والحكم الجمالي:
قال أبو العلاء المعرى الحسن يظهر في شيئين رونقه بيت من الشعر أو بيت من الشعر الأولي بكسر الشين والثانية بفتحها، لكن الحسن في بيت من الشعر بفتح الشين موقوت بالشباب والحسن في بيت من الشعر بكسرها لايفني ويموت ويندثر، وتساءل عبد الرحمن الريح هل في الحديقة كسحر الخدود؟ وهذا أقرب الي أمير الشعراء عنما قال الحسن مختلف اأوانه لكنه كل غير منقسم ، وأرسطو عندما قال ان الجمال هو الوحدة التي يتبدى عليها الشيء مع اختلاف التفاصيل والجمال في ذلك الانسجام، ومسلم بن الوليد عندما قال ترى العين منها حسنا ليس ينفد بعضه يتناهي وبعضه يتجدد، ويقول سارتر هو الغاية الموضوعية من حيث أنه مدرك دون تصور غاية من الغايات والحكم الجمالي كما يقول سارتر ذاتي لكنه عام وموضوعي وضرورة يشترك فيها ذوى الأذواق وقد يشذ بعض الناس لكنه شذوذ يؤكد القاعدة، وهذا الشذوذ هو الذى يعنيه الامام الغزالي في احياء علوم الدين عندما قال ان الذين لايحركهم العود وأوتاره والربيع وأزهاره أناس غير طبيعيين، والتجاني يوسف بشير عندما قال تثغو شاة وتنهق حمر والزرع مونق مخضر وهاتيك للخواطر قبر، يرون الشوك في الورد ولا يرون فوقها الندى اكليلا كما قال ايليا أبو ماضي، وهذا عاهة طبيعية كالعاهات الجسدية والشذوذ الجنسي والعاهات الأخلاقية والعاطفية وخير مثال للعاهة العاطفية فتاة البئر، والشعر الجميل يفرض نفسه علي الذاكرة ولا ينسي، والأراجيز التي يحفظها الأطفال في الروضة تفرض نفسها علي ذاكرتهم لما تحتويه من صور ومضامين جمالية، وقديما قالوا اذا الشعر لم يهززك عند استماعه فليس جديرا أن يقال له شعر.
الانسان الطبيعي شاعر:
استنكر أدعياء الاسلام قولي ان الانسان بن الطبيعة وليس الانسان خارج الطبيعة أو فوقها فمن خلق الطبيعة'؟ ولولا الشعر لما كان الخليل والعروض وهو علم لايفيد ولا يضر ولا لزوم له وأجمل الشعر قاله الأميون، وكلنا في أعماقنا شاعر وفنان ونختلف في االقدرة علي التعبير عن أنفسنا والا لما كان للشعر والغناء سوقا في حياة الناس ، وقلت للتجاني سعيد مداعبا بقول أبو ماضي هجرت الشعر حتي تغني بالسخافات المغني، وقال أبو الطيب أفي كل يوم تحت ضبني شويعر ضعيف يقاويني قصير يطاول؟، والقوافي التي انطلقت من مقوله لم يثبن الجبال ويخضن البحار كما قال وانماعبرن السنين والعصور والدهور، ولا يزال الناس يتمايلون طربا مع هيام يونس وهي تغني تعلق قلبي من أشعار امرء القيس وهي كأبي الهول لعب الدهر في ثراه صبيا والليالي كواعبا غير عنس علي حد تعبير أمير الشعراء، فالمضامين الجمالية في قصيدة امرء القيس عمرها الآن عشرون قرنا، وبعض مقدمي البرامج ينقبون في الحقيبة عن الأغاني المنسية والحقيبة درر وبعر وفي دواوين الشعراء الفحول الكثير من البعر والشعر الجميل يفرض نفسه ولا يموت ويفني ويندثر، والموسيقيون شعراء أدواتهم الألحان والاتغام والايقاعات وكذلك الرياضيون في السهل الممتنع..
العلاج بالموسيقي:
تستجيب الابل لحداء الحادى وتسير خلفه أينما سار، وترقص الأفععي علي مزمار الحاوى ، وللدلافين والحيتان في البحار والقرود والغزلان في الغابة والطيور حركات أقرب الي الرقص، وتوصل الباحثون الي أن ألبان الأبقار تزيد تحت تأثير الموسيقي، وتوجد أندية متخصصة في أميركا في علاج ادمان الخمور والمخدرات بالموسيقي ، وأذكر أن السكارى كانت تجتذبهم دقات طبول الطرق الصوفية ويشاركون في الذكر ويرقصون مع الدراويش والحيران وكان الشيوخ يشتمون فيهم رائحة الخمر لكنهم لا يطردونهم ويسيئون اليهم والكثيرون منهم يتوبون وينخرطون في الجماعة، وجلسات الزار محاولة للعلاج بالرقص والغناء، وبعض الناس يعانون من القلق الجيني ، وبعضهم أقل قدرة علي مواجه الواقع والتكيف معه ويحاولون التغلب علي واقعهم في الخمر والمخدرات، وهؤلاء مرضي يحتاجون للعلاج ولا يتأتي العلاج باهانتهم والاساءة اليهم واذلالهم واهدار آدميتهم، وكانت الخمرة محرمة في الولايات المتحدة لكن ذلك أدى الي استفحال التهريب وانتشار صناعة الخمور البلدية التي تضر بصحة الانسان.
أم الكبائر:
اختزل الكيزان وأذنابهم الاسلام في المرأة والخمر علي حساب مضامينه الحضارية ولأخلاقية والانسانية، والخمرة حرام ومضرة بالصحة وضررها لا يتعدى الفرد الي غيره ويفترض أن يكون ذلك أساسا لتجريم أى فعل قانونا، والخمر أم الكبائر مقولة قالها الامام مالك وهو حكم عام لا يصح فيما يتعلق بالسلوكا البشرى يكذبه الواقع، وقد يكون الانسان في كامل وعيه شرسا كالنمر لكنه يتحول مع أول كاس الي حمل وديع والعكس صحيح، وبعضهم ينخرط في البكاء أو الرقص والغناء والطرب، ومعظم جرائم القتل يرتكبها الانسان في كامل وعيه مع سبق الاصرار والترصد لكن ذلك لا ينفي أن بعضهم سريع الاشتعال لأدني احتكاك بالآخين بسبب الشعور الزائد بالذات والأهمية وهذا عاهة طبيعية،وقال الحسن البصرى ان الاصرار علي القصاص ورفض الدية قتل عمد لآن القاتل قد يقتل بغير وعية بسبب الغضب والافتزاز الشديد، وقال علي بن أبو طالب لو أن شارب الخمر مات تحت الجلد لوديته أى تحملت ديته لأنه لم ينزل فيها حد، ويحكي عن الامام ابن تيمية وطلابه أنهم شاهدوا جماعة تعاقر الخمر جهرا في ميدان عام لكنه منع طلابه من التدخل وقال ان محلسهم هذا يصرفهم عن ارتكاب الكثر من الموبقات، وكانت ولا زالت الخمر كما قال مسلم بن الوليد يهودية الانساب مسلمة البعل، ويتعايش أدعياء المعرفة بالدين داخل النظام مع الظلم والكذب علي الناس أجمعين، والظلم أكبر الكبائر وأصل الشر في هذا الوجود ولا يجوز للدولة أن ترتكب الظلم لأن ذلك يتنافي مع مبرر وجودها، وجاء ترتيب الكذب في قائمة الكبائر للامام اليثي قبل الزنا والخمر، واخترع الفقهاء نظرية درء المفاسد وهي تعني ارتكاب محظورات لدرء محظورات لا تزال في قيد الامكان والاحتمال، لكن حكومة الكيزان لا تطبقها في حماية المال ومن ذلك الحصانات والتحلل، وأفتوا بأن سرقة المال العام ليس جريمة حدية لشبهة الشراكة فهل من حق الشريك أن يخون شريكه ؟ لكنهم تراجعوا خجلا، ومعظم ضحايا النظام العام من الفقراء لأن للأغنياء مايكفي من الوسائل لحماية أنفسهم من الكشات، وقال أمير الشعراء ما أجمل الايمان لولا ضلة بكل دين بالهداية تلصق.
نجوم الغد:
لا أعرف بالتحديد لماذا توقف برنامج نجوم الغد؟ وقد يكون للطالبانية السودانية التي تتحكم في وسائل الاعلام ومراكز القرار بدليل أن محاكم الردة لا تزال تعقد بالخرطوم والناس يجلدون كما كان يجلد العبيد في العصور المظلمة يد في ايقاف برنامج نجوم الغد، ومات محكوم بالجلد لغياب الكشف الطبي ولا بد أن يكون مريضا بالقلب أو السكرى والادمان حالة مرضية، وفي البص السياحي بين كريمة وامدرمان شاهدت علي الشاشة الفضية فتاة مراهقة تفوقت علي الكابلي في أجمل أغانيه، وذكرتني بمايكل جاكسون وقد تكون مشكلته التي انتهت به الي الانتحار في نبوغه وشهرته المبكرة، واستجاب المضيف لطلبي وأعاد الفيديو مرات ومرات ولم يعترض الركاب فقد كانوا مثلي من المعجبين، وأذهلتني حركاتها المسرحية التي كانت تعبيرا عن معاني الكلمات ومعانات الشاعر وحالته الوجدانية وأحاسيسه وعواطفه الملتهبة، وأعجبت بحسن أدائها في قصيدة يزيد بن معاوية التي يغنيها الكابلي وتفننها في الضغط علي مخارج الحروف وموسيقي وأجراس الكلمات واتقانها قواعد اللغة واختيارها أجمل القصائد الغنائية فتفوقت بذلك علي الآخرين الذين فشلو في التمييز بين درر الشعر وبعره وحريره ووبره وعقيقه وحجره وفي عباقرة الشعر الغنائي السوداني متسع للجميع، وفي الحقيبة درر وبعر وفي دواوين كبار الشعراء درر وكثير من البعر، وفي فيديوهات سارة منصور شاهدت فتاة جامعية تفوقت علي عثمان حسين في أجمل أغانيه، ومعظم المتسابفين في نجوم الغد من الخريجين الشباب والطلاب، ولن تتراجع الطالبانية السودانية وأصبح لها فضائيات باسم الدعوة لكنها أموال تبدد في الهواء مع الأثير لأن أدعياء المعرفة بالدين ذاكرات آلية تتحدث بالضغط علي الأزرار، وقال عادل الباز ان قادة الانقاذ ينقادون لكهنة الجماعات السلفية كأنما لديها عليهم زلة ويقصد بذلك الابتزاز.
الغزالي ومحمود محمد طه:
يقول محمود محمد طه ان الحياة كتاب الله المشهود وتنزيل من رب العالمين لكن الطالبانية لا تقرأه مصحوبا بكتابه المسطور وتنتقي من القرءان ما يروقها ، وتحاول الطالبانية مصادرة حقنا في أن نكون بشرا من لحم ودم كسائر الناس الذين قال محمد المهدى مجدوب بأنهم عشقوا الحياة فعاشرتهم كما تبغي المشاعر لا الحلوم فهم يرفعون أمامنا الموانع والاءات ويصطنعون بيننا الحواجز والمسافات ويصادرون حقنا في استعمال مشاعرنا وعقولنا التي خلقها الله للتفكير في خلق السموات والأرض فقد أرادنا الله أحرارا بصريح القرءان للدور المناط بنا في منظومة الكون، ولولا الشك والفضول وحب المعرفة ونفوس كما قال أبو الطيب تأبي أن تسكن اللحم والعظم لما ارتقت البشرية من عصر الغابة الي عصر الفضاء، والقرود أقرب الحيوانات ألينا فلماذا فشلت في أن تكون كذلك، وهؤلاء الذين يصرون علي فرض وصايتهم علينا يعانون من عاهة عقلية لا شفاء منها وراهب بوذى يحرض البوذيين علي قتل المسلمين وراهب بوذى جعل من معبده البوذى ملاذا آمنا للمسلمين الهاربين من الابادة الجماعية والطالباينية الداعشية والنازية الدينية هي المسئولة عن الفتنة الدينية في مانمار وأفريقيا الوسطي ولكل فعل رد فعل، وفي مركز الخاتم عدلان في ندوة بعنوان أغاني الأولاد جاءت الطالبانية ترفع راياتها الحمراء وتهدد وتتوعد وتزعم ان الغناء حرام، وأمام محكمة بنطلون لبني أحمد حسين كان صبيتها يرمون المحصنات بالافك و الألفاظ النابية ، وللامام الغزالي في موسوعته الشهيرة بعنوان احياء علوم الدين فصل عن الغناء خلص فيه الي عدم وجود نص يحرم الغناء.
الأغاني السودانية:
أذكر ان غازى صلاح الدين قال ان النصارى الأثيوبيين أقرب الينا من المسلمين في جنوب السودان وهذا كلام عنصرى صارخ يتعارض مع صريح القرءان وخطبة النبي في حجة الوداع فلا يختلف غازى صلاح الدين عن الطيب مصطفي، ونحن أيضا حبش لأن الكلمة تعني لغة الخليط غير المتجانس من الناس، ونحن كالعناصر المختلفة في تركيبة كيمائية ينتج منها عنصرا فيه خصائص ومكونات تلك العناصر، وتختلف ألوان أدعياء العروبة في السودان بين لون الأبنوس والزيت والكاوكاو والقمح ولون المنقة الشايل المنقة،وللون خلفيات جينية ولا علاقة له بالشموس التي كوت صلاح أحمد ابراهيم، وكان ابراهيم بن المهدى الخليفة العباسي أسودا في لون الأبنوس ومعظم الخلفاء اللأمويين والعباسين أمهاتم من الجوارى ولولا ذلك لما ارتفع شأن الموالي في العصر العباسي وتراجع شأن العرب بعد أن كان الموالي طبقة اجتماعية بين الأحرار والعبيد ، وقد يكون الديك أبيضا والدجاة بيضاء ونجد في صغارهما كل ألوان الطيف،ويقول السودانيون العرق دساس، وكل المذيعات في فضائياتنا بيضوات وسمروات وهن في جامعاتنا ومدارسنا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، وكنت أظن ذلك الوش ميرندا والباقي كولا لكنه في الحقيقة تحيّز عنصرى لاقناع العرب بأننا عرب وليس أفارقة وعبيد بالميلاد، وليس في حنجرة شول أى بعد عرقي وللبيئة تأثير في الانتاج الثقافي وليس لها علاقة بحنجرة الانسان كما ادعي أحد أعضاء لجنة التحكيم، وكان المتنافسون في نجوم الغد من الشرق والغرب والجنوب والشمال، والكلمات والألحان التي تغني بها شول فأضربت الاستاذ محمد سليمان فرقص بيدية وعصاه أطربت شول أيضا وحركت وجدانه والا لما اختارها وتغني بها في المنافسة، ومحمد سليمان معلم التقت في صفوفه كل ألوان الطيف السوداني، وجاء في الأخبار ان ليلة غنائية أقامها وردى في أديس أبابا كان ريعها مائة ألف دولار لكنه لن يجد من يلتفت اليه في مصر غير السودانيين والنوبة في جنوب مصر وغير ذلك من الأفارقة، وغني مطرب أثيوبي أغنية عزة بالأمهرية فتفوق علي عبد العزيز محمد داود وأطرب السودان كله وكثيرا ما استمع للأغاني السودانية من الفضائيات الأثيوبية، وشاء أدعياء العروبة أو أبوا فان وردى كان كمريم ماكبا فنان أفريقيا له جماهييرية في كل أنحاء القارة السوداء ، فليس في فن الغناء السوداني شيئا من العروبة سوى اللغة وهي حامل ومحمول ووسيلة للتواصل، بدليل ان وردى فشل أن يكون كأم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ في العالم العربي، وتربال من المناصير عليه موية الليل وكان يترقب الكاشف وعائشة الفلاتية لكنه فوجىء باغنية لأم كلثوم مدتها ساعة في برنامج ألحان من الشرق فقال محتجا يظهر انهم يشغلوها ويمشو يتعشو.
الحب في الأرض :
ليس الحب والغزل محور فن الغناء والطرب ومزامير الشيطان كما يزعمون ويغني المغني وكل يبكي غلي ليلاه، والحب كما قال أبو الطيب ما منع الكلام الألسنا وألذ شكوى عاشق ما أعلنا ومن شأن الخير الاعلان ومن شأن الشر الكتمان، وقال أبو الطيب لا يعرف الشوق الا من يعانيه وعذلت أهل العشق حتي ذقته فعجبيت كيف يموت من لا يعشق، فليس الحب في الأرض بعضا من توهمنا، ولدى كل الشعوب الكثير من قصص الحب والغرام والتضحية والفداء والايثارفليست قلوب العذريين الذ ين ينسب اليهم الحب العذرى أكثر رهافة كما يزعمون، والحب أسمي المشاعر الانسانية وأنبلها وهو حفاظ والتزام وأمن وسلام ومودة ومحنة، والمحب علي من يحب حريص كما قال الشاعر، والحب ضد الكراهية ولولا غياب الحب لما كانت الحرب وهي أقصي درجات الكراهية ولما كان الطلاق وتشريد الأطفال، ولماذا يراد للحب بين الجنسين أن يكون مختلفا عن الحب الأبوى والصداقات والعلاقات الحميمة بين الأولاد وبين البنات في مرحلة الطفولة والصبا والشباب التي تتحول الي علاقات أسرية ممتدة في معظم الأحيان.
مجتمع المدينة:
من مشاهير المطربين في مجتمع المدينة الذين تسير بذكرهم الركبا ن وتتردد أغانيهم في كل مكان الي حانب عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وفقهاء المدينة وعلي رأسهم سعيد بن المسيب من المطربات جميلة وعزة الميلاء وسلامة الزرقاء والفرهة وحبابة وخليدة وعقيلة والشماسية وفرعة وبلبلة وخليدة وسعيدة، ومن المغنين طويس ومعبد وسائب خاظر وابن عائشة ومالك بن أبي السرح والطائي ويونس الكاتب ودحمان ونافع وابن طمبورة، وفي مكة ابن مسجح وابن محرز وابن سريج والقريض، فكم عدد المطربين والمطربات في أى بلد عربي في الألفية الثالثة؟ وكان يوجد في مكة والمدينة الكثير من الموسيقيين واللاعبين علي العود والطبول والمزاميروالدفوف، وكان لكل مطرب ومطربة فرقة موسيقية مصاحبة، ومن شعراء الأغاني عمر بن أبي ربيعة والأحوص والعرجي من أولاد عثمان بن عفان وينسب اليه البيت الشهير في الأدب العربي أضاعوني وأى فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر.
فقهاء ووجهاء المدينة:
طعن أحد الخصوم أمام قاضي المدينة عبد العزيز بن عبد المطلب في شهادة دحمان المغني وقال انه يغني ويعلم الجوارى الغناء فقال القاضي غفر الله لنا ولك أينا لايغني ويطرب؟ ومن فقهاء المدينة الذين كانوا يؤلفون الأغاني ويصنعون الألحان أبو السائب المخزومي وعتبة بن أذينة وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة ومن الوجهاء عمر بن عبد العزيز، وكان عبدالرحمن بن عمار الجمحي يعرف بالقس لتعبده وتنسكه، واستمع الي سلامة وهي تغني فعشقها والأذن تعشق قبل العين أحيانا كما قل بشار بن برد فأصبحت تعرف بسلامة القس، وكان مالك بن أنس يحفظ الأغاني ويتغني بها وكان عبد الله بن عباس يحفظ أشعار عمر بن أبي ربيعة في الغزل والحب والغرام، ومن أشهر جماهير الغناء والطرب عبدالله بن جعفر بن عبد المطلب ومن النساء سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة والأميرة رملة بنت يزيد بن معاوية. وكانت سكينة بنت الحسين تستقبل الشعراء والمطربين في بيتها وتستمع اليهم وتجيزهم، وكانت تقام الليالي الغنائية في دار عبدالله بن جعفر، وتحتفل المدينة كل عام بالأمطار السيول في وادى العقيق بالغناء والرقص الجماعي رجالا ونساءا وأطفالا وشيوخا، وتقام الحفلات الغنائية الخاصة بالنساء في دار سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة، وكان الحال كذلك في الطائف ودومة الجندل، ويقول أبو الفرج ان الغناء كان علي لسان أهل المدينة شريفهم ووضيعهم وغنيهم وفقيرهم وصغيرهم وكبيرهم ورجالهم ونسائهم، ويتهم السلفيون أبو الفرج بالافتراء علي الأمة الاسلامية، وأبو الفرج مؤرخ اجتماعي اهتم بجمع وتدوين الأدب الشفوى الذى كان متداولا في زمانه واذا صح مايزعمون فان التاريخ والأحاديث والسيرة النبوية كانت أدبا شفويا متداولا تم جمعه من أفواه الرواة في القرن الثاني الهجرى، وقد تجني السلفيون علي نجيب محفوظ وأسامة أنور عكاشة، يذكرني مجتمع المدينة بالمجتمع السوداني حتي سنة 1983 فقد كان مجتمعا ديموقراطيا بحكم واقعه التعددى وخلفياته الصوفية، ويقول أرسطو ان الحياة الاجتماعية لا تزدهر الا في ظل الحرية والرخاء والتسامح.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.