ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاصرار على الخطأ .... والخوف من الحقيقة .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 19 - 05 - 2017

ونحن اطفال صغار كنا ندرس الجغرافيا . ومن الاشياء التي احببناها جدا قصة اكتشاف كريستوفر كولمومبوس لما عرف بالاراضي الجديدة . ولا ازال بعد كل هذه السنين العدية اتذكر وجه استاذ الجغرافيا بابكر الطيب حسن طيب الله ثراه . وعرفنا ان كريستوفر كولمبوس الايطالي اراد ان يبحر الى الغرب لكي يصل الى الشرق . فكرة كروية الارض وبعض الظواهر الطبيعية والحقائ قام العالم قاليلو بنشرها . ولم يستطع دوق البندقية بكل جبروته من حماية قاليلو من بطش الكنيسة والبابا . وتعرض قاليلو للتعذيب والسجن واضطر لنفي الحقيقة البسيطة وهي كروية الارض الخ . واخيرا اطلق سراحه بعد منعه من مناقشة افكاره وتقبل الاقامة الجبرية الى موته .
العالم وقتها وخاصة الكنيسة لم تكن مستعدة لتقبل حقيقة كروية الارض . ولم يكونوا على استعداد للاقتناع بأن الارض تدور حول الشمس . لأن الانجيل كان يتحدث عن نظريات مختلفة . والانجيل قد كتب بعد 150 سنة من سيدنا المسيح وكتب باليونانية مترجما عن العبرية . ثم ترجم الي الايطالية والاسبانية وكل الغات الاوربية . وانجيل سانت جيمس القديم يحتوي علي 32 قسما وصار 28 جزءا بعد حزف الاشياء التي تعارضت مع سلامة العقل .
ما جعلنا نحس باعجاب بكولومبس هو عبقريته كما اعتقدنا . فعندما فشل في اقناع اعضاء البلاط الاسباني بمقدرته على الابحار الي الهند عن طريق الغرب ، اخذ بيضة وتحدى الجميع علي جعل البيضة تقف على سطح الطاولة . وحاول الكثيرون ولم ينجحوا . واخذ كولمبوس البيضة وجعلها تقف بعد ان خبط بها الطاولة وهشم قعرها ووقفت البيضة. وقال الجميع انه كان في امكانهم عمل نفس الشئ . والرد كان ولكنكم لم تفعلوا وانا الذي فعلت هذا . ولهذا فيمكنني ان ابحر الى الهند عن طريق الغرب . واعجبت به الملكة ايزابيلا . وسمعنا انها ضحت بحليها لتمويل الرحلة . وفي القرنالخامس عشر كانت اسبانيا التي تخلص اهلها من المسلمين لا تزال فقيرة مقارنة بجيرانها . كان هذا في نهاية القرن الخامس عشر . ولكن كولومبس لم يكن الرجل الاول الذي جعل البيضة تقف كما يعرف كل العالم . وسمعت ان البيضة موجودة في المتحف الاسباني . من اسنخدم حيلة البيضة هو ايطالي آخر في بداية القرن 1420 ، اسمه برونلسكيي . قبة كاتدرائية فلورنس تقف كشاهد على اعجاز معماري . ترتفع القبة لثلاثين مترا فوق البناء الذي شيده المعماريب دي كامبيو. ويعلو القبة مجسم رائع يزيد من طول القبة ويزن المجسم 40 طنا . ولم يكن من المصدق وقتها انه يمكن بناء قبة بهذه الضخامة . ولم تتوفر الرافعات والمعدات وقتها . ولكي يقنع برولنسكي الجميع بمقدرته استخدم حيلة البيضة . ولكن العالم ينسب القصة لكولمبوس لأن العالم اعجب بكولمبوس وصار بطلا عالميا . وحتى الايطال لا يعرفون هذه الحقيقة .
قد يفكر الناس لماذا لم يواصل كولومبوس اكتشاف امريكا . ولماذا اكتشف الايطالي امريكوس امريكا وصارت تحمل اسمه ؟ السبب ان اعداء كولومبوس قد اوقعوا به عند الملك الاسباني وانتهى به الامر في السجون الاسبانية . وهذه الحقيقة يتفادى الناس التطرق لها لأننا نريد ان نحتفظ بالصورة الجميلة وانطلاق البشرية الخ . فكما يتباكى العرب علي الفردوس الاندلسي المفقود يفرح الاسبان علي استعادة وطنهم ، وانطلاق العلوم والتجارة والاستكشافات وفي فترة قصيرة صارت اسبانيا اكبر قوة في العالم وصارت كل امريكا اللاتينية كاثوليكية تتحدث الاسبانية وتعتنق الكاثوليكية. ويقولون عن انفسهم انهم اسبان او ,, لاتينو ,, حتي ولو كان شكلهم يوحي بانهم من السكان الاصليين ولا اقول الهنود الحمر لان هذا الوصف خاطئ . ونحن في السودان الشمالي نصف انفسنا بأننا عرب وسط استخفاف العرب . وننسي اقدم حضارة في العالم وانبل البشر انهم نحن الكوشيين او النوبيين .
برولنسكي كان يناطح كبار المعماريين الذين كانت لهم مباني رائعة تشهد لهم . وبرولنسكي لم يكن معماريا كان صائغا يصنع الحلي . ولكن البيضة اقنعت الجميع . والاخوان رايبت اللذان اخترعا الطائرة كانا ,,عجلاتية ,, وعملهم هو اصلاح الدراجات الهوائية .
المشكلة ان وضع الطوب في شكل مائل وفي صف واحد لكي يشكل القبة كان يعرض البناء للتشقق والسقوط . ولكن الفكرة الجديدة كانت وضع الطوب في شكل ما عرف بعظم السمك او هيرينق بون . والهيرينق هو نوع من الاسماك الاقرب الي الصغر ولها جهاز يعطل دورانها الي الخلف ككابح او فرامل .في اوربا . ويعرف في اسكندنافية بفيسك بن . فبعد وضع مجموعة من الطوب النحيف في حالة افقية تسندها مجموعة من الطوب في وضع رأسي ويشد الطوب بعضه ولا يتصدع لأن الطوب الافقي يسند الطوب الرأسي والعكس صحيح . والايطال اول من استخدم الرافعات في شكل اسطوانة ضخمة يقف داخلها رجال يديرونها لكي يلتف الحبل حول الاسطوانة ويرفع المواد الى اعلي . وقام الصائغ البسيط برولنسكي اخترح رافعة ضخمة في وضع افقي بتروس من الخشب تديرها الثيران وهذا هو نظام الساقية الذي عرفه السودان والنوبيون من عهد سحيق .
اول مرة اصطدم بفكرة عظم السمك كانت قبل سنين عديدة . فلقد اتت طليقتي آنا بدري ببدلة جميلة وجدتها في زمن التخفيضات وهي ووالدتها دورس يونسون يبحثون عادة عن الاسعار المنخفضة في وقت التنزيلات كلما توفر لهن الوقت ويعتبر الامر نوع من ,, الصيد ,,عند كثير من الاوربيين. وكنت احب تلك البدلة . وكانت تمثل لي روعة التواصل مع الاسرة حتى بعد الطلاق . وتركت تلك البدلة عند زبوني صاحب مكان الغسيل الجاف . وانا علي عجلة اردت اخذ البدلة ولكن لم يكن معي الايصال ، وطلب مني الرجل وصف البدلة وبعد مدة حضر ليخبرني بانه فشل في ايجاد بدلة بلون خليط من الرمادي والازرق واقترح دخولي والبحث بنفسي وفي ثواني رجعت بالبدلة . فنظر الي الرجل كأنني مجنون وقال ..... كان يكفي ان تقول بدلة عظم سمك . وبعدها لا حظت ان عظم السمك يتواجد في الكثير من الاقمشة المباني والتصميمات . ولكن انا الذي كنت ارتدي البدله لم اهتم بانها عظم سمك ام ,,عضم قصير ,, ، كعادتنا في عدم التدقيق .
شريكي الدنماركي فلمينق فالنتين تأخر في الحضور للغداء وكنت معه وقام بالاعتذار فقالت له زوجته ليسا ... هل سمعت بقراهام بيل ؟ وكانت تقصد التلفون فقراهام بيل معروق بأنه قد اخترع التلفون . ورددت عليها بأن جراهام بيل لص سرق الاختراع من الايطالي انطونيو ميوتسي هو المخترع ولكنه اراد ان يرتاح قليلا قبل الذهاب في الغد لتسجيل الاختراع وسبقه قراهام بيل وسجل الاختراع . وهذه الحقيقة كانت معروفة وتناولها الناس وقرأتها انا في عدة اماكن . وبعد 113 سنة قرر الكونقرس الامريكي في سنة 2002 ان الايطالي انطونيو ميوسي هو المخترع الحقيقي .
وبمناسبة صديقي الدنماركي فلمينق . كل العالم يعرف ان الاسكاندر فلمينق هو مكتشف البنسلين . ولكن المكتشف الحقيقي هم ثلاثة من العلماء البريطانيين وهو ارنست شين وهوارد فلوري ونورمان هيلي . ونسبة لمحدودية البنسلين فلقد كانوا يستعيدون البنسلين من بول المريض ويستخدمونه مرة اخرى وهم يتنقلون بين المريض والمعمل كل يوم علي دراجات هوائية . وببعض الكرم والتجرد وعفوية العلماء اعطوا فليمنق بعض البنسلين ولأن فلمينق كان يتمتع بالعقلية الامريكية وتضخيم الذات وروح التنافس الخ فلقد سوق نفسه كأب الاكتشاف . وطبعا قامت آلة الاعلام الامريكي بالوقوف مع الدكتور الامريكي . والاعلام قد خلق ابطالا من المجرمين والمقصرين ، كما جعل اعظم الابطال خونة ومتخازلين . واخيرا شارك فليمنق مع شين في تقاسم جائزة نوبل للطب . ولكن صار فليمنق بسبب طيبة الدكاترة البريطانيين هو والد البنسلين . ولا يعرف العالم الدكتور شين .
الرجل الذي اخترع العدسات اللاصقة في نهاية الخمسينات هو شيكي . واذكر انني وانا صغير قد شاهدنا هذا الخبر في الجريدة الاخبارية في سينما برامبل ,, قديس ,, في امدرمان . وكان البعض يعلق غير مصدق فدخول بعض الغبار يضايق العين . وهنالك غلوتية سودانية ,, مركبي تجري من الشرق للغرب وكان وقعت فيها قشة بتنخرب ,, والمقصود العين . ولكن لأن تشيكوسلوفاكية كانت شيوعية لا تؤمن بالملكية الفكرية للاختراعات فتمكن الامريكان والاوربيون من حصد الملياردات من هذا الاختراع . والعدسات اللاصقة قد بدأ بصناعتها الامان في نهاية القرب التاسع عشر ولكنها لم تنجع الا في نهاية الستينات وبداي السبعينات . والسيد كلاشنكوف اذا كان في امريكا لكان اغني من بيل قيت والآخرين . فالكلاشنكوف موجود في كل ركن في الدنيا .
البروفسر داروين جاب العالم علي ظهر السفن البريطانية وقام بكثير من الاكتشافات العلمية وهو المعروف بأنه صاحب نظرية النشوء والتطور ونظرية البقاء للاقوي او الاصلح كما صار يقال . ولكنه قد سرق النظرية من مكتشف مغمور هو الفريد ريسيل والاس الذي عاش في جزر شرق اندونيسيا وشمال استراليا . ولاحظ والاس ان الطيور والحيوانات التي انعزلت في جزر معزولة قد صارت لها خصائص واجسام مختلفة بسبب البيئة والغذاء ووجود اعداء طبيعيين ام عدم وجود اعداء طبيعيين مما جعل بعض الطيور لاتحتاج للطيران مثلا . وقام بارسال دراساته الي داروين الذي تمتع بسمعة ومقدرة عظيمة وشقيقه قد اكتشف اختلاف البصمات عن البشر الخ . وقبل سنوات وضعت لوحة ضخمة وتمثال الفريد ريسيل والاس بجانب لوحة وتمثال داروين . والحقيقة انه كان من المفروض ادانة داروين وادانة قراهام بيل وفليمينق واديسون سارق فكرة المصباح الكهربائي والكثيرين . ولكن عندما ترسخ الفكرة يرفض الناس تغييرها . فنحن نخلق الآلهة والابطال ولا نريد ان نحطمهم ولهذا يقف الناس في طوابير للثم يد المراغنة الذين عاشوا على دماء الشعب السوداني بكذبة الانتماء الى العثرة النبوية . والسيد علي والابناء يحملون ملا مح زنجية لا تخطئها العين والسيد علي كان اول احفاد النبي صلي الله علية ومشلخ . قلت للأخ احمد بركات احد اشراف مكة ومتزوج بامريكية ميلمة ان المراغنة من اهله وظهر الهلع علي وجهه . والصادق ورهطه يركبون علي ظهور الناس ويحلون ويربطون بالرغم من كذب المهدي وادعاءه التواصل مع النبي صلي الله عليه وسلم. والنبي صلي الله عليه وسلم طلب من الصحابة ان لا يرووا عنه مثل المسيحيين مع سيدنا المسيح عليه السلام . ولقد انقطع الوحي بعد موته . ولهذا لن يتطور السودان ابدا طالما الطائفية تسيطر علينا . ولا يزال بعض المتعلمون منهم اهلي يقدسون الصادق .
عندما كنت اقوم بتجديد شقة في كوبنهاجن في منتصف التسعينات قال لي احد الدنماركين الذي اشتريت منه بعض الاثاث انني احتاج ل ,, اسفينسك نيأ ,, او مفتاح سويدي وكان يقصد ما نعرفه في السودان بالمفتاح الانجليزي . وكنت اشاهد الاخ نقش اسطي المواسير في شركة النور وهو يحمل دائما المفتاح الانجليزي والنجمنجم . وكان لي عدة من ضمنها المفتاح الانجليزي لاصلاح مواسير المنزل والاهل والجيران . وعرفت بعد البحث ان المخترع هو المهندس يوهانسون السويدي وله اختراعات عديدة . ولكن الانجليز اخذوا المفتاح للعالم . وللسويديين اختراعات ضخمة مقارنة بعدد السكان واذكر انهم قديما كانوا يستمتعوت بأكبر نسبة في العالم بمعدل الاختراعات في العالم . وهم الذين اخترعوا ,, البلالي التي تدور مع كل العجلات والدواليب الخ . وهم من اخترع المنارات البحرية والتي تعطي اضواء مختلفة حتي يعرف القباطنة اين هم . كما اخترعوا نظام الدفع في السفن الذي يشبه المروحة وكان ثورة في عالم الابحار . ولكن نحن نعرف كل هذه الاشياء علي انها اكتشافات واختراعات بريطانية . ولا يزال السودانيون والافارقة يعظمون التفكير البريطاني والمواعيد الانجليزية . و في اورب يعرف الانجليز بعدم التزامهم بالمواعيد مقدرتهم علي الخداع ولا يوظف العامل الانجليزي في المانيا واسكندنافية لانه متسيب . ولا ينتج مثل الالماني والاسكندنافي الذي يتمتع بالقوة الجسدية . ويكفي انه يوجد اليوم 170 الف متشرد في لندن فقط . الافكار التي تعشعش في راس الناس لفترة طويلة يصعب التخلص منها .
اديسون الامريكي لم يحظ بأي تعليم لانه كان يعاني من ضعف السمع . ولكنه كان ذكيا ولقد تعلم من اجتهاده في بيع الحلوي في القطارات وبيع الخضار الخ . كان يتصيد الفرص ويدوس على الآخرين . المصباح الكهربائي كان قد اكتشف ولكن اللمبة لم تكن تعيش سوي ثواني . وكان الكثير من المخترعين يتنافسون في اختراع اللمبة التي تعيشلشهور او سنوات . وقام بخداع الناس بأنه قد اخترع اللمبة اخيرا . وتقاطر الصحفيون لمشاهدة الاختراع . وكان كل صحفي يدخل لوحده ويخرج بسرعة لكي يعطي فرصة للصحفي الآخر . واعلن الجميع انهم قد شاهدوا اللمبة التي تواصل الاضائة . ولكن اديسون كان قد وضع رجلا خلف الستار وكان يقوم بتغيير اللمبة او المصباح الكهربائي بسرعة . وخلى الجو لاديسون لأن المخترعون توقفوا من العمل في امر قد اخترع ، فقام بتوظيف المخترعين وتم اختراع المصباح الكهربائي الذي حمل اسمه . وهذه سرقة . كما قام بخداع المخترع الحقيقي اليوغوسلافي تيسلا فلقد وعده بخمسين الف دولار لتطوير المولدات ، وقديما كان هذا المبلغ يساوي ثروة كبيرة. وبعد الفراغ من عمله رفض اديسون اعطاء تيسلا اي شئ سوي بضع دولارات لمرتبه الاسبوعي . ورجع تيسلا لاوربا . اكبر شركة في تشيكوسلوفاكية للمعدات الكهربائية تحمل اسم تيسلا . وقديما كانت كل تلك الدول جزء من الامبراطورية النمساوية .
لماذا لم يدان اديسون بالسرقة والخيانة الخ ؟ ان البشر يبحثون عن ابطال وقادة لكي يبجلوهم ، واذا لم يتوفروا نقوم بخلقهم . من افشل الجنرالات الامريكان هو الجنرال ماك آرثر الذي هزمة اليابانيون في الفلبين وحطموا اسطوله لانه لم يهتم ولم يستعد للهجوم الياباني . وبالرغم من فضيحة ضرب بيرلهاربور واغراق السفن الحربية بواسطة اليابانيين بالرغم من ان اليابان قد سلمت اعلان الحرب لواشنطون . ولكن بسبب عطله نهاية الاسبوع لم يتحرك بيروقراطيي واشنطون . وبالرغم من هذا لم يتعظ الجنرال ماك آرثر في الفلبين ، وهزيمته كانت الاسوأ . ولكن الاعلام كان يريد بطلا وصور الجيش الامريكي بأنه حارب ببطولة الخ . وعندما عاد الجنرال في نهاية الحرب ردد الجملة التي قالها بعد هزيمته ,, سأعود ,, .وكان الرئيس ترومان يكرهه . وقام بطرده فيما بعد . ويحفظ لماك آرثر الجنرال هو انه فرض علي اليبابانيين حق المرأة في التصويت . واليابانيون الى الآن لا يعاملوت المرأة باحترام كامل .
كلما تحدث الانسان عن استقلال السودان فكر الناس في الزعيم الازهري والحزب الوطني الاتحادي وهذه اكبر كذبة في تاريخ السودان . الحزب الوطني الاتحادي ,, سمكر ,, في اكتوبر 1952 في منزل الرئيس محمد نجيب في القاهرة . وشعار الحزب هو ثلاثة كلمات الاتحاد والنظام والعمل . الازهري والميرغني كانوا يريدون جعل السودان مقاطعة مصرية . ولا يزال الحزب يسمى بالحزب الاتحادي ... الاتحاد مع منو وعلشان شنو ؟ . ولقد اعترف ناصر بأنهم قد صرفوا ملايين الجنيهات في دعم الحزب الاتحادي وشراء النواب وبعضهم من جنوب السودان .
الميرغني قال للمسؤول البريطاني وما هو موجود في وثائق جامعة دورام ... المصريين مافي زول دايرهم . لكن انا شفت التركية والمهدية ، والتركية كانت احسن وما دام السيد عبد الرحمن عاوز يبقي ملك على السودان انا احسن لي هايلاسلاسي يكون ملك علي السودان . وبعد ان ارسل السيد عبد الرحمن تقرير الدكتور السويسري دوشزوان للسيد علي قام وزير الصحة الاتحادي امين السيد بترجمة التقرير وعرف ان السيد عبد الرحمن سيموت قريبا ولن يصر ملكا علي السودان بالرغم من الفرقة الموسيقية المكونة من عشرات الانصار والاستعدادات للتتويج الخ . وقتها نفض السيد علي يده من الازهري لأن الطائفية تكره الديمقراطية والمعرفة وتفضل الجهل والغباء والتبعية ، والجهل قد يكون وسط حملة الشهادات . ومن اخطر البشر هم المتعلمون الاغبياء .
سارع الازهري بعقلية مدرس الحساب باعلان الاستقلال من داخل البرلمان وسحب البساط من تحت اقدام الاستقلاليين . وواقع الحال يقول ....استقلال السودان لم يأت به اي سوداني لاننا لم نكن ابدا مستعمرة ولم نتبع وزارة المستعمرات بل وزارة الخارجية البريطانية . ولم يكن مسموحا للبريطانيين والاجانب بامتلاك اراضي غير سكنية في السودان . واستقلال المستعمرات قد حدد في مؤتمر نيبوفاوندلاند في 1942 وفي مؤتمر يالطا في 1944 . والانجليز بواسطة الحكومة الاشتراكية قد اخطروا السودانيين في 1946 بانهم سيتركون السودان في ظرف 10 سنوات . وكانت الدول الاشتراكية قد تكونت ونادت بحق تقرير المصير وامريكا ترفض وجود مستعمرات وتريد استقلال المستعمرات لفتح الاسواق لمنتجاتها . انه تطور طبيعي . تراكم كمي ادى لتغيير كيفي . وكانت الجمعية التشريعية وتسليم السودانيين بعض الوزارات مثل التعليم والصحة والزراعة .
ما ان يتطرق الانسان للحرب العالمية حتي نفكر في بطش وقسوة الالمان . والالمان قد ارتكبوا مذابح وقسوة فظيعة ومارسوا التطهير العرقي وتهجير السكان . وهذه اشياء لا يمكن نكرانها . بعد 14 سنة من تكوين المعسكر الاشتراكي ذهبنا الي شرق اوربا ، وكانت الحوادث طازجة في ذاكرة الناس . وكنا نسكن في كورس اللغة تبلتس وليس بعيدا من معسكر الاعتقال ترزين . واحد اساتنا كان من نزلاء المعسكر في السابق . كان نحيلا علي عكس الشيك ضخام الاجسام .
ولكن سمعنا كذلك عن انتقام المنتصرين من السكان الالمان الابرياء . واكبر عملية تهجير في العالم وقتها مورست ضد الالمان . فلقد اقتلع 12 مليونا من الالمان من ديارهم وشحنوا الي المانيا التي كانت محطمة وتحتاج لكل شئ ولا تزال تلعق جراحها . الا انها في سنوات قليلة نهضت وسبقت الجميع . ومارس جنود الجيش الاحمر فظاعات ضد الالمان لا يمكن تصديقها . واضطر الالمانيات لقتل انفسهم حتى لا يتعرضن للاغتصاب الوحشي . ومورس الاعدام حتى علي اطفال في سن السادسة والثامنة . وفي بعض الاحيان قتل الكبار في العائلة واطلق الاطفال في الغابات لكي يواجهوا الجوع والبرد والذئاب كنوع من الانتقام . وخوفا من الانتقام اجبر الالمان لترك غرب بولنده . ولا يزال الناس يتكلمون عن مأساة شركة النجم الابيض التي فقدت اكبر سفنها في رحلتها الاولي وفقد مئات المترفين واشباه المترفين حياتهم في الباخرة تايتانك 1912 . ولكن موت 21 الفا من الاطفال والنساء والشيوخ الالمان في باخرة في بحر البلطيق في طريقهم الى المانيا من غرب بولندة لا يتذكره اي انسان . وتلك لم تكن حادثة طبيعية . ولكن تطلع قبطان روسي سكير بسجل طويل من الاخفاق للاشادة ، وقبطان الماني مهمل لم يقم باطفاء الانوار في السفين المكتظة بالبشر . وفقد الجميع حياتهم .
لقد وعد استالين الجنود الروس باغتصاب الالمانيات ونهب برلين . وتدافع الجنود السوفيت علي برلين وفقد 300 الف منهم حياتهم مقابل 100 الف من الالمان في برلين ولم يفكر الناس ان للالمان حقوق. وربما لان الالمان كانوا ولا يزالون يحسون الآخرين بانهم من طينة اخرى . ونفس الشي بخصوص اليابانيين . فلننظر لاقتصاد الالمان واليابانيين وهم الدول التي تعرضت اكثر للتحطيم وكبلوا باتفاقيات وتعويضات ضخمة . واستلمنا نحن نصيبنا منها عبارة عن ملايين الجنيهات بعضها ذهب لمصنع انزار للنسيج ومزارع القطن الخ .
من الواجب ان نعيد التفكير ونحاسب انفسنا لماذا قد تردى حالنا وساء مآلنا ؟؟؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.