يسمون الأشياء بغير مسمياتها.. و هباءً يجتهدون في محاولة تغيير الوقائع و المجيئ بوقائع بديلة تتوافق مع ظروف و ملابسات يرون في توافرها مخرجاً لهم من الحرج الذي يلقون بأنفسهم فيه.. و يعتقدون أن لا فكاك من الحرج إلا بالكذب الساذج و المداهنة العرجاء.. إن معينهم من الكذب الساذج و المداهنة العرجاء لا ينضب.. و الحرج الذي يلقون بأنفسهم فيه لا ينضب.. و كل يوم هم مع الحرج في شأن! و حرجهم هذا ينشط حالياً في دارفور التي ملأوا الأصقاع بأنها غدت آمنة.. و هي نفس دارفور التي لم يتوقف الجنجويد عن العبث فيها.. و ما انفكت جرائم الجنجويد و إسقاطات عبثهم بالحياة تطال الأبرياء كل يوم و تشعل المرارات في النفوس.. و لا أمن و لا أمان مع المرارت المعسكرة في قلوب سكان المعسكرات في دارفور.. و لا نهاية لجهاد أناس يبحثون عن حقوقهم المسلوبة عنوة.. و يتحفزون للانتقام ممن اغتصبوا بناتهم و حواكيرهم.. يقتحمك الأسى و أنت تقرأ أو تسمع عن سودانيين يموتون بأيدي سودانيين.. ثم تقرأ أو تسمع ضجيج النظام في وسائل الاعلام عن هجمات حركات مسلحة و ( مرتزقة) من ناحية وعن انتصارات( جنود بواسل) من ناحية أخرى فتتساءل، مستنكراً، عن أي مرتزقة يتحدثون و بأي جنود بواسل يتفاخرون؟! و سمعنا البشير يصرح بأن الحركات المسلحة الدارفورية جاءت من جنوب السودان ومن ليبيا.. وشاركت فيها مدرعات مصرية. و في تصريحه تهمة غير معلنة بتورط جنب السودان في ( غزو المرتزقة) لدارفور! و يتهم البشير مصر بالضلوع في دعم الحركات الدارفورية و دليله وجود آليات حربية صناعة مصرية ضمن ( الغنائم).. كيف تتورط دولة جنوب السودان و هي تعاني نفس ما يعانيه نظام البشير من عدم القدرة على السيطرة على كل الداخل الجنوبي.. و بالتالي لا تستطيع التفرغ لضبط حدودها مع الجيران تماماً لا يمكن للبشير أن ينكر أن الحركات المسلحة تتحرك بحرية بين مناطقها المحررة و بين دولتي جنوب السودان من ناحية و من ليبيا من أخرى.. أما وجود آليات عسكرية مصرية في ميدان المعارك بدارفور، فلا يعني بالضرورة أن مصر ضالعة في المعارك.. كما أنه لا يمكن القول بأن روسيا ضالعة في قذف القرى الآمنة و قتل الأطفال في جبال النوبة و دارفور، لأن طائرات الميج و السوخوي المستخدمة في القذف طائرات روسية الصنع.. ثم لتفترض أن مناوي استعان ببعض المرتزقة من الدول المجاورة، لماذا يضج النظام الذي استقدم مرتزقة من عرب النيجر و مالي غيرهما ليحارب الحركات المسلحة التي تحارب من أجل حقوقها.. إن الارتزاق تجارة رسمية رابحة في سوق نظام البشير.. بيع و شراء بالجملة و بالتجزئة.. تشتري السعودية مرتزقة سودانيين و يقوم السمسار طه عثمان للتنسيق بشأنها في رحلات مكوكية بين الخرطوم و الرياض.. و قد تسربت أنباء من الصحف الخليجية أن رأس المرتزق الواحد يبلغ الأقل 2000 دولار.. و المرتزق السوداني مطلوب في اليمن ذات التضاريس الوعرة و القتال فيها مهلك لا يقدر عليه سوى من يدافع عن أرضه و عرضه.. أو مرتزق وطَّن نفسه على التضحية بروحه من أجل حفنة من الريالات........ ( الامبريالية الأمريكية) و ( دول الاستكبار) أبرياء هذه المرة! شاهدت في فيديو نشره الحوثيون جنوداً لنا موتى مرميين في العراء باليمن.. تذكرت الشاعر/ تاج السر الحسن و أتى صوت الفنان عبدالكريم الكابلي يرثي ذلك الجندي الفرنسي الشاب الذي مات في ديان بيان فو في فيتنام ( كان في باريس لكن مات قهراً في ديان فو).. فأبناؤنا يموتون قهراً في اليمن.. و الأمَّر من موتهم في العراء، أن أحد المقاتلين الحوثيين أخرج حزمة من الأرواق النقدية و نثرها على صدر أحد أولئك الجنود الموتى للدلالة على ثمن الارتزاق الذي يستحقه الجندي السوداني الميت! يا للمهزلة! هل يدرون لِمَ ماتوا؟ هل دفاعاً عن الحرم أم من أجل حفنة من الدلارات؟ ( حمدو في بطن سيدو) الذي مات.. قال شهيد قال! لا تتحدثون عن عدد من ماتوا من جنودنا بعثتم بألف ومائتي مرتزق من الجنجويد و سوف تبعثون بآخرين لترفعوا عدد المنضوين الجدد لبعثة المرتزقة إلى 5 ألف مرتزق إضافة إلى ( الكمية) المتواجدة هنالك! نحن ندير سياسة شريفة فى زمن عز فيه الشرف، نحن دولة شريفة ومصر عمرها أبدا ما هتكون ديل لأحد الاختشوا ماتوا و تركوا البلد للمنافقين و الأفاكين و السفاحين و السفلة الآخرين يسرقون في وضح النهار... و يستأجرون الميليشيات ينهبون البيوت و يستولون على الأراضي و يغتصبون البنات المحتطبات و الواردات المياه.. و يعيثون الرعب في الأسواق نهاراً جهاراً.. عن أي مرتزقة تتحدثون؟! عن أي مرتزقة تتحدثون؟! ثم من نصدق، بيان حركة مناوي أم بياناتكم؟ اننا في مجلس الصحوة نحمِّل النظام مسئولية سلامة الاغبش، ونطالب باطلاق سراحه فورا، لانه لم يخطئ بل قال كلمة حق في وجه سلطانا جائر". عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.