عناصر من قوات «سيليكا» في العاصمة بانغي أمس (أ ب) وسط تنكيس الأعلام ومراسم التكريم وسيل الردود، ألقت وفاة المناضل العالمي نلسون مانديلا بثقلها على قمة فرنسية أفريقية في باريس أمس، كان دعا إليها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند منذ وقت طويل، في وقت بدأت فيه القوات الفرنسية، المستعمرة سابقاً، عمليتها العسكرية في أفريقيا الوسطى أمس. ومع تعزيز عدد أفراد الجيش الفرنسي، في المرحلة الأولى، للدوريات في بانغي، التي بدت كأنها مدينة أشباح، أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، في حديث ل«إذاعة فرنسا الدولية» أن «العملية بدأت»، والقوات الفرنسية المتواجدة في أفريقيا الوسطى «سيرت دوريات في العاصمة». وقال لودريان «وصلت فرقة من ليبرفيل وقوة مروحيات إلى المنطقة». وتضم فرقة من الجيش الفرنسي عموماً حوالى 150 رجلاً. وأضاف إن مهمة القوات الفرنسية تمر «بفرض الأمن في الشوارع وتأمين حركة التنقل الرئيسية للسماح للناس بالتوجه حتى إلى المستشفى. ويتعين أن تكون القوات الأفريقية في وضع يؤهلها لإحلال الأمن على الارض بانتظار العملية الانتقالية السياسية». وفي باريس، وعد الرئيس الفرنسي ونظراؤه الأفارقة، الذين وجهوا تحية حارة إلى مانديلا، باستلهام إرث أول رئيس أسود جنوب أفريقي لإحراز تقدم على صعيد الدفاع المشترك عن القارة. وأعلن هولاند أنه على أفريقيا «ضمان أمنها بالكامل» لتتمكن من «التحكم بمصيرها»، متعهداً بتقديم مساعدة على شكل تأهيل وتدريب قوات إذا شكلت القارة قوة للتدخل السريع. وقال هولاند أمام رؤساء حوالي أربعين دولة أفريقية مجتمعين في قمة من أجل السلام والأمن في أفريقيا، إن «فرنسا مستعدة لتقديم كل مساعدة لهذه القوة وللمشاركة في أعمال تشكيلها، ويمكنها أن تدرب حتى عشرين ألف جندي كل سنة». من جهة ثانية، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية في باريس أمس، أن الجنود الفرنسيين قتلوا أمس الأول، عدداً من الأشخاص على متن شاحنة صغيرة، كانوا أطلقوا النار باتجاههم وعلى مدنيين. وقال المتحدث باسم هيئة الأركان إن «مسلحين على متن شاحنة صغيرة فتحوا النار فجر الخميس ثلاث مرات باتجاه هؤلاء المدنيين والقوات الفرنسية. وفي المرة الثالثة، رددنا ودمرنا الشاحنة». وواصل الفرنسيون تعزيز قواتهم في المطار الذي تنطلق منه دورياتهم العسكرية. ووصل إلى المطار رتل من الآليات العسكرية الفرنسية من مرفأ دوالا في الكاميرون. كما وضعت بريطانيا طائرة نقل عسكرية من نوع «سي 17» بتصرف العملية العسكرية في بانغي. وفي شوارع العاصمة، تحت العواصف والأمطار وحيث توقفت حركة السيارات المدنية، لم يظهر أي انتشار كثيف للقوات الفرنسية مع ساعات الصباح الأولى. وأعلن مدير مركز «الصليب الأحمر» في أفريقيا الوسطى أنطوان مباو بوجو أمس، أن المنظمة جمعت جثث 281 شخصاً، قتلوا خلال أعمال العنف التي استمرت يومين في العاصمة بانغي. وقال بوجو إن موظفي الصليب الأحمر «اضطروا إلى التوقف عن العمل مع حلول الليل، لكن من المرجح أن يرتفع عدد القتلى كثيراً عندما يستأنفون عملهم مطلع الأسبوع». وأضاف إن «غداً (اليوم) سيكون يوماً صعباً، سنعمل وأعتقد أننا سنحتاج إلى يوم رابع أيضاً»