مؤسف أن ينحصر نقاش (بعض) الناس في طول اللحية وكثافة الشارب..وأن يتخاصموا ويتقاتلوا على ذلك!! مؤسف جداً أن ينشغل الناس عن مناقشة قضاياهم الإقتصادية والثقافية والسياسية والإجتماعية ويتفرغوا لمناقشة (هل صوت المرأة عورة) أم حرام ؟ وهل شعرها (عورة) أم بدعة؟!. بينما شعوب (العالم) من حولنا تناقش إستراتجيات (النمو) ، وخطط (التنمية الصناعية) ، وكيفية محاربة القطع الجائر للغابات وإيجاد بدائل للطاقة.. وخلق فرص عمل لمحاربة(البطالة) ..!!!. مشكلتنا أننا نفتقد لمنظومة فكرية تحدد الأولويات..والأهم ثم المهم.. و المسائل الفقهية محلها (مراكز البحث العلمي) والجامعات ومجالس الفقهاء.. وليس التنظيمات السياسية التي تهتم بقضايا الأمة الحياتية والجوهرية والضرورية . وتسيس المسائل الفقهية هو الذي يولد المرارات والخلافات ويؤدي الى تكوين جماعات ومجموعات إرهابية ..كل جماعة تعتقد أن رأيها (صواب) لا يحتمل الخطأ.. وأن الأخرين على باطل .. وخارجين عن (الدين) ويجب قتالهم.. مثلا جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان كانت زمان كيف ؟ والأن بقت كيف؟ إنبثقت عنها 11 مجموعة وكل واحدة (بتكفر) التانية .. وسلفية جهادية وسلفية دينية وسلفية دعوية وداعش وأبو حمزة وأبو سليمان وجماعة (جامع جبرة) وجماعة فلان وجماعة فلتكان.. وطاخ وطيخ وضرب وكتل .. وورجغة فارغة في شنو ما تعرف!! هل هذا ما يهم الناس؟ هل هذا بيأكل الناس؟ هل هذا بيطور أمة أو شعب أو دولة ؟!.