طلب غيوم سورو رئيس وزراء حكومة الحسن وتارا احد رئيسي ساحل العاج المعلنين، الاربعاء من المجموعة الدولية استخدام القوة لاطاحة منافسه على السلطة لوران غباغبو الذي اكد انه "الرئيس".وقال سورو لشبكة تلفزيون فرنسية "بعد كل الضغط الدولي والعقوبات التي لم تؤثر على غباغبو، من الواضح انه لا يبقى الا حل هو القوة".واضاف "اطلب من مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا النظر في استخدام القوة".وقد صدر هذا النداء بعدما اوصت فرنسا الاربعاء رعاياها بمغادرة ساحل العاج موقتا بعد خطاب غباغبو الذي اكد فيه مجددا مساء الثلاثاء انه الرئيس بالرغم من اعتراف المجتمع الدولي بمنافسه الحسن وتارا.ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء الاسرة الدولية لتقديم مساعدة لقوات الاممالمتحدة في ساحل العاج. وقال امام الجمعية العامة ان القوات الموالية للوران غباغبو تحاول قطع التموين عن قوات الاممالمتحدة.واضاف "انا قلق لان عدم وصول التموين الى البعثة والى فندق غولف (حيث يقيم الحسن وتارا الرئيس الثاني المعلن لساحل العاج)، سيضع قوات الاممالمتحدة في وضع حرج خلال الايام المقبلة". واوضح "ادعو بالتالي بشدة الدول الاعضاء القادرة على القيام بذلك الى الاستعداد لدعم البعثة مع ارسال تموين".وقال ايضا "امام هذا التحدي المباشر وغير المقبول لشرعية الاممالمتحدة، لا يمكن ان تبقى الاسرة الدولية مكتوفة الايدي".ووافقت المنظمة الدولية الاربعاء على اعتماد يوسف بامبا الذي عينه وتارا سفيرا لساحل العاج. وقال دبلوماسيون ان لجنة التحقق من السلطات في الجمعية العامة المكلفة التحقق من رسائل اعتماد السفراء لدى الاممالمتحدة، اقرت بالاجماع اعتماد السفير الجديد وكذلك فريقه.والوحيد الذي قدم دعما لغباغبو هو وزير الخارجية الانغولي جورج شيكوت الذي دعا الى "عدم تدخل المجموعة الدولية في الخلافات الانتخابية في ساحل العاج".وفي موازاة الضغوط السياسية البحتة التي تمارس على الرئيس المنتهية ولايته فان رئيس البنك الدولي الاميركي روبرت زوليك اعلن من باريس ان مؤسسته جمدت تمويلاتها لساحل العاج وذلك عقب لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.وفي الوقت الذي تبدو فيه الازمة على اشدها في هذا البلد اوصت فرنسا القوة المستعمرة السابقة "كل من يستطيع من الفرنسيين بمغادرة ساحل العاج موقتا"، كما اعلن الناطق باسمها فرانسوا باروان مشيرا الى هذه التوصية "اجراء احتياطي" ومن باب "الحيطة والحذر" حتى وان "لم يكن الرعايا الاجانب مهددين حتى الان" بحسب قوله. وقد ادلى الاخير بتصريحه بعد اجتماع حول الوضع في ساحل العاج ترأسه الرئيس ساركوزي وضم رئيس الوزراء فرانسوا فيون ووزراء الخارجية ميشال اليو-ماري والدفاع الان جوبيه والموازنة فرانسوا باروان ورئيس هيئة اركان الجيوش الاميرال ادوار غيو.وقدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو عدد الفرنسيين الموجودين في ساحل العاج ب"14 الفا نصفهم يحملون الجنسيتين". كذلك اوصت المانيا رعاياها الذين ما زالوا في المكان والمقدر عددهم ب 80 بمغادرة البلد الواقع في غرب افريقيا، متوقعة "تدهور الوضع الامني وكذلك وقوع مواجهات جديدة وتفجر العنف".وبعد فرنساوالمانيا اوصت السويد بدورها اليوم رعاياها بمغادرة ساحل العاج بسبب التوترات.وجاء في بيان لوزارة الخارجية السويدية "بسبب الوضع الامني تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر الى ساحل العاج حتى اشعار اخر، وتدعو السويديين المتواجدين فيها لمغادرة البلاد". واشار متحدث باسم الوزارة الى ان اخر قائمة للسلطات السويدية تشير الى وجود 24 سويديا فقط في هذا البلد.الى ذلك رصدت المفوضية الاوروبية خمسة ملايين يورو لمواجهة اي ازمة انسانية في البلدان المجاورة لساحل العاج في حال تدفق اللاجئين الهاربين من اعمال عنف.وقالت المفوضة المكلفة المساعدات الانسانية كريستالينا جورجيفا "نحن قلقون ازاء تطور الوضع في ساحل العاج وتداعياته المحتملة على البلدان المجاورة".وحتى الان نزح حوالى 11 الف مواطن من ساحل العاج غالبيتهم من الاطفال والنساء الى ليبيريا وغينيا وغانا بحسب المفوضية. والمساعدات التي رصدتها المفوضية الاوروبية يمكن ان تسمح بمساعدة مئة الف شخص.وتأتي هذه المستجدات غداة خطاب الى الامة القاه لوران غباغبو الذي لم يترك مجالا للشك لجهة نواياه، باعلانه "اني رئيس جمهورية ساحل العاج".لكنه اقترح تشكيل "لجنة تقييم" بهدف التوصل الى "تسوية سلمية" للازمة. وهذه اللجنة التي يفترض ان "تدرس بموضوعية الوقائع والعملية الانتخابية" ستكون بقيادة افريقي لكنها ستضم ممثلين عن المجتمع الدولي ضمنه الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة اللذين فرضا عليه عقوبات محددة تشمل ايضا المقربين منه.ورفض فريق وتارا مقترحات غباغبو متهما اياه ب"خداع العالم" و"تحديه".وبذلك تبقى الازمة على اشدها في ساحل العاج لكن يبدو ان سكان العاصمة الاقتصادية ابيدجان يبغون تجاهلها مع اقتراب عيد الميلاد ولم يستجيبوا اليوم الاربعاء للدعوة التي اطلقها فريق وتارا الامس الى "عصيان" حكومة غباغبو.ولاشاعة جو من الانفراج قبل اعياد نهاية السنة رفع الجيش الموالي لغباغبو مساء الثلاثاء نظام حظر التجول الذي فرض غداة الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 28 تشرين الثاني/نوفمبر.وقد تظاهر مئات الاشخاص في بواكي (وسط) معقل القوات الجديدة للمطالبة ببقاء الاممالمتحدة في ساحل العاج فيما تظاهرت نساء في ابيدجان للاحتجاج على عمليات الخطف التي يرتكبها ليلا مسلحون من انصار غباغبو بعضهم لا يتكلم الفرنسية بشكل جيد.واكدت الرئيسة الليبيرية الين جونسون سيرليف وجود مرتزقة من بلادها في ساحل العاج وحذرت من انهم سيلاحقون امام القضاء.وناشد الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الاربعاء غباغبو للتنحي عن الحكم لصالح الحسن وتارا داعيا الى "عدم اثارة العنف" في هذا البلد.وقال انان لاذاعة فرنسا الدولية "ان الوضع مقلق للغاية" و"ارجو ان يقبل غباغبو بنتائج (الانتخابات الرئاسية) ونقل السلطة الى وتارا.