الخرطوم إيمان مبارك تبذل الجهات المختصة جهوداً كبيرة لمجابهة مرض الكوليرا منذ الإعلان عن ظهوره بولاية النيل الأزرق ثم سنار وهو الأمر الذي أسهم في الحد من انتشاره وعدم تسجيل وفيات جديدة، عدا تلك الحالات التي تم الإعلان عنها مع بداية ظهور المرض والتي بلغ عددها ثماني حالات. ويؤكد وكيل وزارة الصحة السابق، سليمان عبد الجبار أن الوضع بات تحت السيطرة خاصة في النيل الأزرق، مشيدا بالدعم المتواصل من المنظمات الدولية، ومنها منظمتي (الصحة العالمية و"اليونسيف") لمجابهة المرض. فيما أعلن دكتور بابكر المقبول مدير الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بالوزارة، قدرتهم على السيطرة على المرض في وقت وجيز، وأشار إلى أن لدى السلطات الصحية فى البلاد خبرة وتجربة لمواجهة مثل هذه الأوبئة. وأكد المقبول ل(المركز السوداني للخدمات الصحفية) توفر الاحتياجات الدوائية من قبل الإمدادت الطبية لتغطية الحاجة، واصفاً المرض بأنه مهدد صحي مزعج وأن الوزارة تعمل للقضاء عليه في أماكن وجوده ومنع انتشاره لباقي الولايات، داعياً إلى سرعة التدخل لمنع انتقال العدوى من منطقة لأخرى، قائلاً: نتعامل مع المرض فى درجاته الأولى، مؤكداً أن الوضع تحت السيطرة عليه ولم يستفحل مقارنة ببعض الدول في الاقليم، لافتاً إلى مقدرة الوزارة الاتحادية والوزارات الولائية على مجابهة المرض والتصدي له باعتبار أن الأرقام غير مزعجة ويمكن القضاء على المرض بأسرع ما يمكن وبما هو متوفر من إمكانيات. وفي السياق كشفت ولاية سنار أن (39) من الحالات المصابة بمرض الكوليرا تماثلت للشفاء مشيرة إلى أن إدارة الصحة والتنمية الاجتماعية قامت باتخاذ إجراءات صحية مكثفة للحد من انتشار المرض، وقال عوض الطيب المدير العام لوزارة الصحة بالولاية إنهم قاموا باتخاذ التدابير اللازمة تجاه المواطنين وعمليات إصحاح البيئة، مبيناً أن غرفة الطوارئ قامت بتوزيع فرق صحية على محليات الولاية لإجراء الكشف الطبي على مياه الشرب و"كلورتها" إضافة إلى تخصيص عنابر جديدة للمتابعة والعناية بالمواطنين. ولفت الطيب إلى أن الموقف الدوائي مطمئن وأن المستلزمات الطبية متوفرة بالمستشفيات، مضيفاً بأن هناك تراجعا كبيرا في حالات المرض . بينما أعلنت ولاية النيل الأزرق عن جملة من التدابير تم اتخاذها لاحتواء الأوضاع الصحية ومرض الكوليرا بالولاية، مشيرة إلى تدريب أكثر من (600) من المتطوعين من أجل القضاء على المرض. وقال د. مصطفى جبر الله أحمد مدير عام الصحة والتنمية الاجتماعية بالولاية إنهم قاموا بتكوين غرفة طوارئ وتشكيل (5) لجان لسلامة المياه وصحة البيئة ولجنة سلامة الأغذية لمحاصرة الباعة المتجولين ولجنة تقصي حالات المرض والإصابات والتثقيف الصحي والرش للمنازل. ولفت جبر الله إلى أن غرفة الطوارئ تضم كوادر متخصصة من الأطباء والصيادلة وخبراء الصحة العالمية واليونسيف كاشفاً عن أن (73) من الحالات المصابة بالكوليرا تماثلت للشفاء وتم إيصالهم إلى منازلهم، فيما تم عزل (17) حالة بمستشفيات الدمازين والروصيرص. وأشار إلى تلقيهم دعما طبيا من حكومة المركز اضافة إلى استلامهم (35) عربة من قوات الدعم السريع والشرطة وجهاز المخابرات العامة ومنظمات السلام لمتابعة الأوضاع الصحية بالولاية. فيما تعهدت منظمتا الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف، بدعم حملة للتطعيم ضد الكوليرا في السودان تهدف إلى تغطية 1.6 مليون شخص في 8 محليات في ولايتين سودانيتين تم التبليغ فيهما عن حالات مؤكدة للإصابة بالكوليرا. وقال المتحدث باسم المنظمة المعنية بالصحة العالمية، طارق جاساريفيتش، إن حملة التطعيم ضد الكوليرا عن طريق الفم جاءت استجابة لطلب من وزير الصحة السوداني. وقال جاساريفيتش إن حملة التطعيم التي تعمل بتمويل من التحالف الدولي لللقاحات (GAVI) ستغطي ولايتي النيل الأزرق وسنار، وستوجه لمن هم فوق سن العام الواحد، بما في ذلك المرضعات والحوامل. ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى منتصف أكتوبر الجاري. وأضاف بأن المنظمة تعمل الآن مع وزارة الصحة في السودان وبالتعاون مع وكالات الأممالمتحدة والشركاء المحليين والدوليين للتحضير والاستجابة لتفشي الكوليرا المحتمل في ثماني ولايات معرضة للخطر (النيل الأزرق، سنار، النيل الأبيض، كسلا، القضارف، الجزيرة، نهر النيل، وولاية الخرطوم). وقد دعمت منظمة الصحة العالمية "إنشاء وتشغيل 3 مراكز لعلاج الكوليرا في ولاية النيل الأزرق، و6 مراكز عزل في ولاية سنار" حسب المتحدث، كما قامت بنشر عدد من الخبراء الصحيين وقدمت المزيد من القدرات الداعمة لتوجيه الاستجابة للكوليرا في ولاية النيل الأزرق. فيما شكا عدد من العاملين في المجال الصحي بولاية النيل الأزرق من نقص أعداد المتطوعين لعدم وجود الدعم المالي بالولاية، مشيرين إلى أن المرحلة تحتاج إلى تكاتف جميع الجهود وتحديد الأولويات بما يسهم في القضاء على الوبائيات. شارك