طالب السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق بإستمرار بعثة اليوناميد في دارفور. وقال في تغريدة له على تويتر قبل أيام معلقاً على أحداث فتابرنو وكتم: (في السودان قتل وجرح الكثير من الناس. يجب ألا يكون هناك مزيد من العنف والمساءلة الكاملة عن هذه الجرائم. كان العمل السريع الذي قامت به اليوناميد مهمًاً، مما يدل على فائدة استمرار الوجود الدولي في دارفور). وأثارت تغريدة السفير ردود أفعال واسعة، خاصة وأن دول الترويكا التي تقودها بريطانيا طلبت من الحكومة الإنتقالية فتح تحقيق في أحداث فض الاعتصام بمنطقتي كتم وفتابرنو بولاية شمال دارفور، الأمر الذي فسره خبراء بأنه ذريعة لإستمرار أو تجديد بقاء قوات بعثة اليوناميد في دارفور قبل خروجها بدعاوي الأنفلات الأمني وتأمين حياة المواطنين. وقال باحثون أن بريطانيا بدأت تعمل بكل جهودها الدبلوماسية وقوتها السياسية خلف الكواليس، تقدم مقترحات لمجلس الأمن ومشاريع القرار الخاصة بشأن السودان ويطالب سفيرها بالخرطوم عرفان صديق بإستمرار بقاء بعثة اليوناميد في دارفور بالرغم من أصدار مجلس الأمن قرار بخروج البعثة بنهاية العام الحالي، الأمر الذي يعزز فرضية أن لبريطانيا نوايا مبيتة لتمديد بعثة اليوناميد فى دارفور. وأكد خبراء أن بعثة اليوناميد باتت مخلب قط في يد بريطانيا لتنفيذ أجندتها ومصالحها عبر حكومة حمدوك بالرغم من أن الرئيس المعزول البشير طرد السفيرة البريطانية في الخرطوم في وقت سابق بسبب التدخل في الشأن السوداني. وأضافوا: (هل يستطيع حمدوك رفض إملاءات السفير البريطاني عرفان صديق بشرعية الثورة وعدم التدخل في السيادة السودانية؟). وكشف خبير – فضل حجب إسمه – أن الدعم المالي من قبل مؤتمر شركاء السودان الذي عقد مؤخراً في العاصمة الألمانية برلين عبر الفيديو بخصوص دعم السودان للخروج من الأزمة الإقتصادية ما هو إلا عبارة عن أداة من أدوات ضغط الدول المانحة على حكومة حمدوك لتحقيق مصالحها، وليس من أجل دعم الشعب السوداني وهذا ما يعزز فرضية ما ذهب إليه مسؤول الأتحاد الأوروبي بأن الاتحاد عمل كل ما في وسعه للتأثير على واشنطن لرفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن واشنطن لم تستجب لطلبه، وهو عاجز أن يفعل المزيد). وفي ذات الأتجاه أشار الخبراء إلى أن هنالك العديد من الصحفيين والناشطين السودانيين أعربوا عن بالغ أسفهم من تدخل السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق في الشأن السوداني بشيئ من عدم المسؤولية وكأن السودان ضيعة أو مستعمرة بريطانية، ويفرض إملاءات على حكومة حمدوك لتنفيذ وجهات نظر وسياسة بريطانيا في السودان). يذكر أن رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك تقدم في وقت سابق بطلب لمجلس الأمن بإرسال بعثة سياسية تابعة للأمم المتحدة بهدف تنفيذ إتفاق السلام المنتظر التوقيع عليه في جوبا، الأمر الذي استنكره العديد من الناشطين ومنظمات المجتمع المدني والعسكريين، وطالبوا حمدوك بتعديل الخطاب الذي أرسله إلى مجلس الأمن مما أثار حفيظة السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق وجعله يفضح خطاب حمدوك السري بشأن طلب البعثة السياسية.