عبر آلاف الإثيوبيين، الاثنين والثلاثاء، إلى داخل الأراضي السودانية هرباً من المعارك الدائرة في إقليم تيغراي الإثيوبي المتاخم لولايتي القضارفوكسلا السودانيتين، بحسب مسؤول سوداني. وقال السر خالد، مدير مكتب معتمدية اللاجئين السودانية في مدينة كسلا الحدودية: "الأمس واليوم (الاثنين والثلاثاء) عبر إلى منطقة حمداييت السودانية بمحاذاة ولاية كسلا 2000 إثيوبي ونقوم بإجراءات حصرهم وتسجيلهم"، مضيفاً أن "500 شخص آخرين بينهم عسكريون عبروا الحدود في منطقة اللكدي بمحاذاة ولاية القضارف". وأكد خالد أن السلطات المحلية أقامت مركزاً لاستقبال طالبي اللجوء قرب الحدود، تمهيداً لترحيلهم إلى المخيم الدائم في منطقة الشجراب بولاية كسلا. وأضاف المسؤول السوداني: "أقمنا مركز استقبال طاقته الإيوائية لا تزيد عن 300 شخص في حمداييت، ولكنه الآن يؤوي 2000 شخص". وشدد على أن "هذا فوق طاقة السلطات المحلية، وحتى الآن لم تصل إلى المنطقة منظمات دولية لتساعد". واندلع النزاع بين حكومة إقليم تيغراي الإثيوبي والحكومة المركزية في أديس ابابا الأسبوع الماضي. وأشار المسؤول الحكومي إلى أن "من بين الذين عبروا بمحاذاة ولاية القضارف عسكريون إثيوبيون، من دون أن يحدد إلى أي مجموعة إثيوبية ينتمون. وتابع السر خالد "العسكريون سلموا أنفسهم إلى نقطة عسكرية سودانية، والآن تجري عملية تصنيف لطالبي اللجوء". "وقف القتال" وفي السياق ذاته، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، الثلاثاء، إلى "وقف فوري للأعمال الحربية" في تيغراي، المنطقة التي تسعى للانفصال عن إثيوبيا، وحيث تشن أديس أبابا منذ 4 نوفمبر عملية عسكرية واسعة النطاق. وقال فكي في تغريدة على حسابه في تويتر: "أشجع الأطراف على الحوار لإيجاد حل سلمي بما فيه مصلحة إثيوبيا"، مضيفاً أن الاتحاد الإفريقي، ومقره أديس أبابا، مستعد للمساعدة على حل الأزمة. وأشار فكي محمد إلى أنه يتابع "بقلق تصعيد المواجهة العسكرية في إثيوبيا"، مذكراً "بتمسك" الاتحاد الشديد بسيادة إثيوبيا الوطنية. وتابع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي: "أدعو إلى وقف فوري للأعمال الحربية، وأطالب الأطراف باحترام حقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين". وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، أطلق في 4 نوفمبر عملية عسكرية ضد سلطات منطقة تيغراي المنشقة (شمالاً)، متهماً إياها بأنها هاجمت قبل ذلك قاعدتين للجيش الفيدرالي على أراضيها. وفرضت أديس أبابا تعتيماً كاملاً على العملية العسكرية الجارية، وقطعت شبكات الهاتف والإنترنت في منطقة تيغراي. وشن الطيران الإثيوبي عدة غارات على مواقع في تيغراي، فيما استخدمت القوات الحكومية المدفعية الثقيلة في المعارك على الأرض.