كشف سفير السودان بالمملكة المتحدة وايرلندا "عبد الله الأزرق" في لندن عن دخول شركات بريطانية الي السودان باستثمارات ضخمة هذا العام وصلت إلي مليار دولار امريكي في مجلات مختلفة من التعدين والطاقة والغاز والزراعة والتصنيع، وقال الأزرق في مؤتمر صحفي عقده بسفارة السودان بلندن أمس إن العلاقات التجارية بين السودان وبريطانية تتقدم الي الأمام بإنفتاح كامل ولا توجد أي عراقيل بما يخدم مصلحة الشعبين (السوداني والبريطاني). وتحدث عن إتفاق الحريات الأربع الذي جرى توقيعه مؤخرا بين حكومة السودان ودولة جنوب السودان شارحا الوضع الذي تطمح إليه حكومة البلدين في بناء جسور الثقة والتفاهم بما يخدم المصالح المشتركة، وعرج علي الوضع في جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان مؤكدا أن الأحوال الآن هادئة، وأن هناك خروقات تحدث إلا أن الحكومة قادرة علي سد كل الفجوات منوها الي الحملة الإعلامية الجائرة التي يتعرض لها السودان من قبل بعض الجهات المغرضة التي تنبش القضايا القديمة بغرض النيل من أمن وإستقرار البلاد واستهداف سيادتها. مستشهدا بقضية الابادة الجماعية التي أدعيت في الفترة الماضية والتي علق عليها سفير امريكا السابق في الاممالمتحدة ومبعوث الرئيس جورج بوش للسودان السناتور جون دانفورث الذي اوردته صحيفة الاندبندنت البريطانية في 2-يوليو-2005 بان قضية الابادة الجماعية في السودان جري اختلاقها لارضاء اليمين المسيحي في الولاياتالمتحدة من اجل خدمة حملته الانتخابية. و اتهم الأزرق حكومة جنوب السودان بإحتكار السلطة والثروة في الدولة الجديدة لأقلية عرقية تتحكم في كل البلاد وتمارس الإضهاد والقتل والفساد وانها فشلت حتي الان في اعطاء نموذج في الادارة والحكم الجيد وذلك بشهادة شركاء السلام الغربيين ودلل بمثال حديث السيدة هيلدا جونسون ممثل الامين العام للامم المتحدة في جنوب السودان حاليا للبي بي سي والتي قالت أن الفساد وسوء الادارة والحكم قد بلغ حدا لا يوصف، كذلك الحديث الذي أدلي به وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق نيال للتفزيون الرسمي حين قال ان الفساد اصبح عقبة في وجه كل المستثمرين والمانحين الذين يطالبون بتنظيف البيت من الداخل علي حد وصفهم. وقال السفير ان سبعة عشر مليار دولار امريكي قد دخلت الي جنوب السودان في فترة بعد توقيع اتفاق السلام الشامل وعلي العالم ان يسأل حكومة جنوب السودان عنها. وفي سؤال عن العلاقات الأمريكية مع السودان قال إن الولاياتالمتحدة فقدت مصداقيتها أمام العالم بدليل أنها تضع السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب وتناقض نفسها حين يقول مبعوث الرئيس أوباما للسلام في السودان الجنرال سكوت غرايشن أن السودان هو الدول الأولى في التعاون في مكافحة الارهاب في العالم، كذلك الولاياتالمتحدة ورئساءها المتعاقبين قد وعدوا السودان علي رؤس الاشهاد اربعة مرات برفع العقوبات الاقتصادية والتطبيع الكامل إلا أنها لم توفي بما إلتزمت به. يذكر أن الشركات الانجليزية والاسكوتلندية التي حصلت علي تمويل بريطاني (مليار دولار) عادت إلي الخرطوم الأسبوع الماضي بقيادة البرلماني البريطاني المخضرم اللورد رازل القيادي في حزب المحافظين الحاكم، والذي تمت دعوته ومجموعته الاقتصادية العاملة من قبل وزير الخارجية السوداني علي كرتي إبان زيارته الي بريطانية في يونيو الماضي والتي التقي فيها بممثلي الشركات البريطانية العاملة في افريقيا وما وراء البحار والتي ابدت رغبتها في الذهاب الي السودان .