لجأت سعوديات إلى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "تويتر" و"فيس بوك" للبحث عن شريك حياتهن، وذلك بسبب انتشار العنوسة، وهو ما يعني تحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى القيام بدور "الخاطبة" الذي كان ساريًّا منذ سنوات. وتلجأ الفتيات السعوديات إلى البحث عن الصفحات الشخصية للشباب عند تقدمهم لطلب فتاة للزواج منها، وغالبًا ما تجد السعوديات جوابًا لدى المواقع في الاطلاع على الصفحات الشخصية والتعرف على شخصية وعلاقات الشاب، ويكون رافدًا لهن للموافقة أو الرفض على المتقدم لخطبتهن. وذكرت صحيفة "الوطن" السعودية الاثنين 30 إبريل/نيسان 2012م أنها أجرت استطلاعًا مع عدد من الفتيات السعوديات اللاتي خضن التجربة، فمنهن من أعجبت بطريقة تفكير الشاب وشخصيته ومنهن من هربت من غضبه وعلاقاته الغرامية. ونقلت الصحيفة عن هنادي قولها: "إنها رفضت شابًا تقدم لها عندما تعرفت على شخصيته ولم تعجبها طريقة تفكيره واكتشفت اندفاعه وغضبه الشديدين من خلال ردوده على أصدقائه". وليلى تقول "أعجبتها طريقة تفكيره وهدوئه وتعامله الراقي، لكن بعض الظروف أعاقت أن تقترن بالشاب الذي تقدم لها". يذكر أنه نتائج مسح إلكتروني جديد أُجري في المملكة كشفت قبل أيام عن أن السعوديين أكثر استخدامًا لتويتر مقارنة بالشبكات الاجتماعية الأخرى مثل فيس بوك ولينكد إن. وأظهر المسح الذي أجري على عينة شملت 6100 شخص من فئات عمرية مختلفة أن 87 في المئة من المستطلعين قالوا إنهم يستخدمون "تويتر"، بينما أشار 44 في المئة منهم بأنهم يستخدمون فيس بوك. وذكر 41 في المئة من الذين شملهم المسح بأنهم يقضون ما بين 2 إلى 3 ساعات على الشبكات الاجتماعية يوميًّا. وأظهر المسح تفوقًا واضحًا للذكور في استخدام الشبكات الاجتماعية مقارنة بالإناث؛ حيث ذكر 71 في المئة من الذكور أنهم يستخدمون الشبكات الاجتماعية مقارنة ب29 في المئة من الإناث اللاتي شملهن المسح. وكان مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء "الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ" وصف ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع السعودي بأنه "نذير شر وبلاء ومصيبة"، وقال: "إذا كانت التقارير التي نسمع عنها عن هذه الظاهرة سواء أكانت دقيقة أم مبالغًا فيها صحيحة، فإنها تدق ناقوس الخطر ولا بد من إيجاد حلول لها". وكشفت دراسة سعودية مؤخرًا أن عدد الفتيات العوانس في السعودية مرشح للتزايد من 1.5 مليون فتاة حاليًّا إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة.
