وقعت وزارة البلديات البحرينية مذكرة تفاهم مع الجهات المعنية بجمهورية السودان, يتم بموجبها منح مملكة البحرين قطعة أرض بمساحة 100 ألف فدان (40 ألف هكتار) تستغل في مشاريع استثمارية خاصة بتوفير الأمن الغذائي للمملكة. أكد ذلك سفير السودان لدى البحرين السيد عبدالله أحمد عثمان في تصريح خاص ل «أخبار الخليج», عقب عودة الوفد البحريني من زيارة لجمهورية السودان استغرقت 4 أيام برئاسة وكيل وزارة البلديات لشؤون الزراعة والثروة السمكية الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة, وقال: «تم الاتفاق على أن تستغل قطعة الأرض الممنوحة لمملكة البحرين في زراعة الخضراوات والفواكه وتربية الاغنام والابقار والدواجن, كما ان من المخطط ان تحصل البحرين على مساحات أخرى من الأراضي للاستثمار في مجال الثروة السمكية على البحر الأحمر شمالي شرق السودان». وأضاف أن الوفد البحريني التقى وزير الدولة لشئون الاستثمار الامين العام لجهاز الاستثمار السوداني السفير أحمد محمد شاور, حيث تم الاتفاق على توفير جميع الضمانات الاستثمارية والتسهيلات اللازمة لتوفير كل ما من شأنه جعل تجربة البحرين في الاستثمار الزراعي والثروة الحيوانية والسمكية ناجحاً». كما التقى الوفد البحريني الذي ضم كلا من الشيخ محمد بن عبدالوهاب آل خليفة، مستشار وكيل وزارة البلديات لشؤون الزراعة والثروة السمكية، والبروفيسور الاستاذ الدكتور محمد فودة المستشار الفني للوزير، والاستاذ محمد الأمين حسن الصادق المستشار القانوني للوزير وعبدالله القنداري مدير مكتب الوزير, التقى وزير الزراعة والري السوداني عبدالحليم المتعافي الذي قدم عرضاً حول مجالات الاستثمار الزراعي والمحاصيل الرئيسية التي يمكن للبحرين الاستثمار في زراعتها وتحويلها إلى منتجات صناعية». من جانب آخر, التقى الوفد البحريني وزير الثروة السمكية والحيوانية والمراعي الدكتور فيصل حسن ابراهيم, تعرف خلاله على حجم الاستثمار المتاح الذي يمكن لمملكة البحرين استغلاله في مجال هذه الموارد الفنية, كما استعرض الوزير الجهود المبذولة في مجال تطوير المراعي والاعلاف والاهتمام بصحة الحيوان في السودان, إلى جانب الشهادات التي حصلت عليها السودان في هذا المجال من جهات عالمية. هذا, ووقف الوفد البحريني على التجربة الاماراتية الناجحة التي يجري العمل عليها بالولاية الشمالية في قطاع الاستثمار الزراعي كما قام بزيارة ميدانية لمواقع تربية المواشي ووقف على الكميات المعدة من صادرات اللحوم الحية والمبردة بجميع انواعها, واطلع على المحاجر البيطرية والمسالخ النموذجية المعدة للصادرات السودانية والاجراءات البيطرية التي تستتبع اللحوم المذبوحة. ويأتي هذا تعزيزا للمساعي التي بذلها سفير السودان لدى البحرين السيد عبدالله أحمد عثمان في ما يتعلق بتوفير اللحوم السودانية في أسواق البحرين، حيث كان السفير قد أبدى استعداد السفارة القيام بكل الإجراءات اللازمة لتسهيل عمليات استضافة أي وفد بحريني في بلاده لبحث آليات وإمكانيات توفير اللحوم السودانية على إثر أزمة اللحوم التي كانت فد استجدت في البحرين مؤخرا، بعد إرجاع باخرة من اللحوم الاسترالية الموبوءة. وقال السفير إن «عملية نقل اللحوم السودانية إلى الأسواق البحرينية عبر الطائرة لن تستغرق أكثر من ساعتين من المسلخ المركزي الموجود حاليا في بورتسودان، وأن اللحوم المبردة تصل إلى البحرين من بعض عواصم المنشأ في 21 ساعة، وأن اللحوم السودانية تكتسب جودتها من طريقة تغذيتها بالأعلاف الطبيعية، وهو ما يضمن صلاحيتها للاستهلاك البشري، فيما تقوم بعض الدول بتصدير لحوم تتغذى على أعلاف خاصة بإثراء هدف التربية لجز الأصواف إلى بعض الأسواق الاستهلاكية». وتاريخيا، فقد قامت تجارة اللحوم بين مدينة سواكن السودانية، وجدة السعودية قبل أكثر من 300 عام حسب السفير عبدالله عثمان، وما زالت مستمرة، وتنسب الخراف السواكنية إلى هذه المدينة المطلة على البحر الأحمر قبالة جدة من الضفة الغربية لمدينة جدة. ويعتبر السودان من أغنى الدول العربية والافريقية بثروته الحيوانيه والتى تقدر فيه أعداد حيوانات الغذاء ( أبقار – أغنام – ماعز – ابل ) بحوالى 103 مليون راس ( 30 مليون رأس من الأبقار، 37 مليون رأس من الأغنام، 33 مليون رأس من الماعز، 3 ملايين رأس من الابل، أضافة إلى 5 ملايين رأس من الفصيلة الخيلية، 45 مليون من الدواجن وثروة سمكية تقدر بحوالي 100 ألف طن للمصائد الدخلية و10 ألف طن للمصائد البحرية، الى جانب أعداد كبيرة مقدرة من الحيوانات البرية. كما كان مسئول سوداني رفيع قد صرح في وقت سابق ل (أخبار الخليج) عبر اتصال هاتفي، قد أبدى استعداد بلاده السماح لشركة البحرين للمواشي، بإنشاء مسلخ خاص بها في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، والقيام بكافة عمليات الإشراف على مجريات العمل فيها. كما أبدى استعداد بلاده بالسماح للشركة البحرينية بتخصيص كادر بيطري تحدده الشركة، يشرف على عمليات الكشف عن اللحوم وعمليات الذبح، كما هو معمول به مع أكبر موردي اللحوم السودانية في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر، واصفا الموقف الصحي للحوم المعدة للاستهلاك البشري بالمنبطة والخاضعة لمعايير دولية. وقال إن «ذلك كله، سوف يساهم كثيرا في مد الأسواق البحرينية بكميات اللحوم التي تحتاجها وفقا للشروط والمعايير الصحية المعتمدة لدى المملكة»، مشيرا إلى أن بلاده «تمد المملكة العربية السعودية بكميات لا تقل عن 750 رأسا من اللحوم الحية يوميا، وترتفع الكمية في أيام الحج، حيث تعتمد السعودية على اللحوم السودانية بشكل كبير في إمداد أسواقها بالأضاحي اللازمة». وأضاف أن جمهورية مصر تستورد من اللحوم السودانية كميات تتراوح بين ألف إلى 3 آلاف رأس يوميا من العجول الخاضعة للمعايير الصادرة عن معهد الأوبئة الدولي في باريس.
