الأعجاب وحب الفنون بكل أشكالها ومن ثم تذوقها شيء مربوط بأذواق البشر وأحاسيسهم ، والبشر في ذلك يتفاوتون تفاوت تعليمهم وثقافاتهم وطبقاتهم وبئآتهم فمنهم من سمت أحاسيسه وأرتقت ومنهم من تجمدت وتدنّت ، وقد عبر الشاعر عن ذلك أجمل تعبير حين قال ( حسبكم هذا التفاوت بيننا ... فكل أناءٍ بما فيه ينضحُ ) . ويقول المثل في نفس المعني أنّ الطيور علي أشكالها تقعُ . فالجمهور الذي دمر أستاد نادي المريخ منذ فترة ليست ببعيده ، والذي دمر وأحرق مسرح الجزيره بمدينة ودمدني منذ أيام قلائل هم بالضرورة يشبهون من يعشقون – وهم في ذلك أحرار - وكل قرين بالمقارن يهتدي . هذا ليس تهجم أو أستخفاف بمعجبي المطرب محمود عبدالعزيز بقدر ماهو تثبيت لحقيقة أن ماأتي به معجبوه من حرق وتدمير للمسرح بمدينة ودمدني هو عمل قبيح ومرفوض ويدل علي جهل وسوء سلوك وعدم مسؤوليه وتدنٍ كبير في الذوق ، وأذا كانت الفنون عموما - وخصوصا فن الغناء - يُمكن لها أن ترقي أو تهبط بأذواق البشر طبقا لسمو أو تدّني ماتحمله من معان وترانيم وأحاسيس رفيعه ونبيله ، فأنه وعلي هذا الفهم البديهي نستطيع أن نجزم أن جمهور ومحبي المطرب محمود عبدالعزيز لم يجدوا منه ولم يقدم لهم طيلة فترة عطائه لهم ماهو جدير بأن يسمو بأذواقهم وينهض بسلوكياتهم لمصاف أرفع وأكثر تحضُرا تعصمهم بعيدا من أن يأتوا بمثل ماأتوا به من أفعال مرفوضه ومستهجنه . ولذلك نكرر القول (أن كل قرين بالمقارن يهتدي) ، وفي نفس الوقت نجزم وبكل تأكيد سوف لن يفعل جمهور أتي ليستمع لمعزوفات وعزف الموسيقار بشير عباس ، ولا لغناء وشَدو أبوعركي البخيت أو عثمان حسين أو عبدالكريم الكابلي أو صالح الضي أو رابح درياسه ما فعله جمهور ومحبي المطرب محمود عبدالعزيز حتي وأن تأخروا بل حتي لو غابوا عن الحضور في الموعد تماما . فلا تتعجبوا ولاتتعجلوا فطالما وأينما وُجد وتكاثر من هم مستعدين لأن (يموتوا ويحيا الحوت ) ... فستُدمر أستادات وستحرق مسارح . وأعتقد - لست متأكدا - أن لقب (الحوت) يُطلقه معجبي هذا المطرب عليه فقد أستشفيت ذلك من (لافته) كانت تحملها أحدي معجباته أحتجاجا علي أعتقاله والتحقيق معه حول ملابسات ماجري . أستاء جمهور (الحوت) من تأخره في الحضور ليتحفهم بفنونه (الرفيعه) ويسُر عيونهم بطلعته (البهيه) ، ولمّا لم يبن هاجوا وماجوا ودمروا و أحرقوا المسرح ومحتوياته حتي طال الحرق والنهب بعض الأمكنه جوار المسرح . ليس هذا هو المهم ،،، تصوروا أن معشوقهم قفل راجعا الي الخرطوم بعد كل الذي حدث حيث افادت الأخبار أنه تم القبض عليه في الثالثة صباحا من اليوم التالي بعد أنتهائه من حفل كان يقيمه ومن ثم رُحل الي حاضرة الجزيره للتحقيق معه !!! أيضا ليس هذا هو المهم ،،، تصوروا – كما ورد في الأخبار – أن متعهد الحفل ومُنظمُه هرب بأيرادات الحفل (العداد) والبحث جاري للقبض عليه . أنه زمن الأنحطاط والهوان الذي نعيشه الآن في السودان ، أنه بائنُ لايحتاج لأي دليل من كل مُنصف ٍ ومتابع . لقد تكاثر الهوان و الأنحطاط حتي أثقل كاهل أهل هذا البلد الكرام ، لقد ملأ الغثاء مساحات شاسعه من أرض السودان التي حباها الله جل وعلا بكل الخير والكنوز والطيبات . نسأله جلّ شأنه أن ينصر الحادبين والمخلصين و العاملين لرفعة هذا الوطن من وَهَداته وكبواته التي كثرت وأن يقيه شرور الساقطين و المُسطحين والمُتنطعين و المتأمرين وكل رويبضة الفنون . الهندي الأمين المبارك السعوديه – الرياض . E-Mail Address: هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته