أكد د.الوليد سيد محمد علي رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطني السوداني بالقاهرة، أن العلاقات المصرية السودانية ستشهد خطوات عملية خلال الفترة المقبلة؛ سواء فيما يتعلق بأزمة دول حوض النيل أو بعض النقاط الحدوية، وذلك من أجل تطويرها وتدعيم هذه العلاقة.. موضحاً أن أهم استحقاق يواجه السودان خلال هذه الفترة هو الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب وسلام دارفور، باعتباره آخر قضية في تنفيذ اتفاق السلام الشامل، حيث إنه إما أن نحافظ على السودان موحدا، أو يكون هناك خيار آخر.. مؤكداً أن الأصوات التي تنادي بالانفصال بالجنوب تمثل خروجا على روح اتفاقية السلام والتي تنص على جعل الوحدة جاذبة والذين يرددون ذلك هم تيارات داخل الحركة الشعبية ولا يمثلون أهل الجنوب. وأشار إلى أنهم يعملون بقوة من أجل الحفاظ على وحدة السودان ويشاركهم في ذلك العديد من الدول والجامعة العربية وبعض المنظمات الدولية ومن خلال هذا التحرك المشترك من كل القوى الإقليمية والدولية يسعون لتحقيق دعم قضية الوحدة.. لافتاً إلى أن د.مصطفي عثمان أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني ومستشار الرئيس البشير افتتح فعاليات الحملة التي نظمها مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة من أجل تدعيم وجعل الوحدة جاذبة والتي شارك فيها العديد من القيادات الحزبية والسياسية السودانية، وذلك خلال البرنامج للتأكيد على قوة الوحدة ومخاطر الانفصال والتي خاطبنا فيها أبناء الجالية السودانية بالقاهرة بكل طوائفها واتجاهاتها السياسية بما فيها الحركة الشعبية والجنوبيون والنخب السياسية والمثقفون. وعلى الجانب الآخر، أكد أن هناك قضية سلام دارفور والتي تدعمها جامعة الدول العربية ولها دور مهم من خلال منبر الدوحة والاتحاد الأفريقي، وأن المفاوضات تسير بشكل إيجابي يمكن أن يؤدي إلي سلام دائم بالإقليم خلال الفترة المقبلة وقبل نهاية هذا العام. وعن السياسة الخارجية السودانية خلال الفترة الحالية، قال: إن هناك علاقات متميزة وقوية مع دول الجوار والمحيط الإقليمي ونتطلع لمزيد من التطور خلال الفترة المقبلة، خاصة مع مصر وأن ما يثار وتتناوله بعض وسائل الإعلام والتي تسعى للإثارة أكثر من الموضوعية هي التي تضخم وتثير الأزمات. وعن العلاقات السودانية المصرية من الجانب السياسي، أكد أنها على أحسن مستوياتها فعلى المستويين الرسمي والرئاسي هناك تنسيق كامل، وأيضا على مستوى اللجنة الوزارية وكذلك الحزبية في شتى القضايا الكبري، خاصة مسألة الاستفتاء على تقرير المصير ولمصر دور واضح وصريح وتعمل من أجل وحدة السودان، كما أنها لها دور كبير من أجل التسوية السليمة في المسألة الدارفورية وهي شريك رئيسي وأساسي في كل القضايا الاستراتيجية. وأشار إلى أن هناك أدوارا كثيرة بالسودان للعديد من الدول، خاصة للولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا وغيرها من الدول الغربية، إلا أنا نؤكد أننا لا نرغب أن تشارك هذه الدول في قضايا السودان حيث إنها تمارس ضغوطا شديدة علينا.. وأؤكد أننا لا نرغب في مشاركة هذه الدول في قضايانا ولكننا نرغب في زيادة مشاركة الدور المصري. وأكد أن التقارب المصري السوداني يزعج الكثيرين ، لذلك يقومون بتأجيج وافتعال الأزمات بين البلدين لأنهم لا يريدون أن يكون هناك تقارب وتواصل بيننا لأن تقوية العلاقات يشكل قوة ضاربة في المنطقة سواء علي المستوى العربي أو الأفريقي أو الإقليمي فنظرية المؤامرة للتوتر موجودة خاصة في النظام العالمي الذي نعيشه اليوم والذي تقوده الولاياتالمتحدة والتي لديها اجندتها التي لا تتحقق إلا بالتوترات بين الدول لكي تتحقق اجنداتهم واستراتيجيتهم. وعلى المستوى الاقتصادي، قال: إن العلاقات الاقتصادية المصرية السودانية تشهد نموا كبيرا وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى حوالي 500 مليون دولار سنويا ومصر هي ثالث دولة عربية من حيث استثماراتها في السودان والتي بلغت 2,5 بليون دولار وفي المقابل السودانية بمصر تقدر بحوالي 197 مليون دولار وهذا أكبر دليل على قوة العلاقات السودانية المصرية. وأكد أن مكتب القاهرة هو المكتب الوحيد لحزب المؤتمر الوطني خارج السودان، وذلك لخصوصية العلاقة بين البلدين والذي لعب دورا كبيرا ومهما منذ افتتاحه بالقاهرة منذ خمس سنوات في تدعيم العلاقات المصرية السودانية في شتى المجالات سواء على المستوي الشعبي أو الحزبي أو السياسي وأيضا الجالية السودانية بمصر والتي تعد من أكبر الجاليات وذلك من أجل تنمية وتقوية العلاقات.