حذر الاستاذ الاكاديمي بالجامعة الامريكية دكتور حامد التجاني المانحين العرب من دعم الحكومة السودانية واعتبر أن ما سيتم جمعه من اموال في مؤتمر المانحين بقطر ، من أجل دارفور ستنفقه الحكومة في إبادة المدنين ، مشيراً إلي أن نظام الخرطوم قد أنفق مبلغ(50) مليار دولار خلال (10سنوات) منذ اندلاع الحرب في دارفور، في وقت شدد التحالف العربي من أجل دارفور علي وضع آليات للرقابة لضمان وصول وتوزيع التبرعات والمنح وفقا للحاجة وبمشاركة حقيقية للمجتمعات المحلية بالمنطقة. وقال حامد لدي مخاطبته ندوة تأثير الثورات العربية علي الصراع الداخلي في السودان والتي نظمها التحالف العربي من أجل دارفور بالقاهرة الأثنين الماضي في ذكري مرور (10) سنوات علي أندلاع الحرب في دارفور ، قال أن الاموال التي سيتم جمعها في مؤتمر المانحين من اجل إعادة الاعمار والتنمية في دارفور والذي سيعقد اوائل ابريل القادم بالعاصمة القطرية الدوحة ، ستنفقها الحكومة السودانية في أبادة المدنين هناك وأضاف أن الحكومة السودانية أنفقت (50) مليار دولار خلال (10) سنوات وتابع (أي دولار سيدفعه المانحين سيتوفره الحكومة لشراء الاليات العسكرية) ، وذكر بأن الدعم العربي كان يستخدم لشراء الالة العسكرية ضد المواطنين في جنوب السودان والان سيتم توظيفه ضد أهالي دارفور ، وأوضح ان الابادة لمواطني الجنوب رفعت من سقف المطالب الي تقرير المصير ، ونبه الي أن ذات السيناريو سيتكرر في دارفور ، محذراً من أنها تشكل أكبر مهدد لبقاء السودان في أن يكون أو لايكون وأستدرك (لازالت المطالب تتمثل في كونفدرالية وعدالة ) ، وسيساهم في تفكك السودان من دولة واحدة الي دويلات صغيرة ، ستهدد الامن القومي المصري ودول الجوار ، واكد أن الشعب السوداني مجمع علي وحدة البلاد وزوال نظام الخرطوم مشيراً الي أن قادة النظام لديهم قناعة بالتغيير كماأن الرئيس عمر البشير نفسه يعلم أنه وصل الي نهاياته وتابع ( يحتمي بالسلطة من قرار المحكمة الجنائية )، ولم يستبعد أن تمتد ثورات الربيع العربي الي السودان واعتبر أن المناخ مهيأ للتغيير وتوقع مسارين للثورة في الخرطوم عربي وأفريقي مشيراً الي أن الأخيرمشهود لها بالعنف ، لكنه أستدرك باحتمال حدوث تلاحم شعبي لاسقاط نظام الخرطوم.وطمأن الشعوب العربية بأن الاوضاع في المنطقة ستستقر لكنها تحتاج بعض الوقت. وفي ذات السياق أعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية سيد علي أبو آمنة أن هنالك حزمة من القضايا السودانية تحتاج الي حل عاجل ، من بينها غياب العمق القومي وتجاهل معالجة الصراع الاجتماعي ، واشار الي ماأسماه بالأستجابة السلبية لمعالجة القضايا بصورة جزيئة ، مثل الأتفاقيات بين الحكومة السودانية وحاملي السلاح في نيفاشا وأبوجا مروراً بالقاهرة والشرق ، وقال أنها تركزت في الترضيات الوزارية والرشاوي السياسية ، ودعا الي أعادة تشخيص الأزمة السودانية للبحث عن حل شامل لكافة القضايا مع تمسكه بأسقاط النظام كأولوية لمعالجة الأزمة، داعياً قوي المعارضة السودانية الي ترك الايدولجيات جانباً والتي وصفها بالترف الفكري وقال أنها ليست أولوية الآن في معالجة الأزمة السودانية. من جهته أٌقر رئيس أعلام الأزمات الصحافي المصري مجدي حلمي بضعف الاعلام العربي في تغطية احداث دارفور ، وقال أن علاقات النظام السوداني بالمصري والمصالحة في أعقاب محاولة أغتيال الرئيس السابق حسني مبارك تسبب في منع تناول الشأن السوداني ، وقال أن الاعلام العربي ظلم المرة من قبل تلك الانظمة وظلم للمرة الثانية بعد ثورة (25) يناير بأنكفائه علي الشأن الداخلي في بلدان الربيع العربي ، وقال أن النظام السوداني أحكم قبضته علي الأعلام البديل وحجب كل المواقع الالكترونية وأنفق قرابة (2) مليون دولار. من جانبه شدد التحالف العربي من أجل دارفور في رسالة لمؤتمر المانحين علي وضع آليات للرقابة لضمان وصول وتوزيع التبرعات والمنح التي تعطى لدارفور وفقا للحاجة وبمشاركة حقيقية للمجتمعات المحلية. وطالب بالضغط لضمان وصول المساعدات الإنسانية الغير مشروطة وطالب الخطاب بتشكيل وإرسال بعثة إقليمية مستقلة من قبل جامعة الدول العربية للتحقيق وتقصى الحقائق في إقليمي جنوب كردفان والنيل الأزرق. - وتطوير الدور الهام لدولة قطر في المساهمة في اتباع نهج أكثر شمولا لتحقيق العدالة والسلام والاستقرار في السودان. والتحالف العربي من أجل دارفور تم تأسيسه في مايو 2008 , وبات يضم أكثر من (140) منظمة من منظمات المجتمع المدني العربي في19 دولة عربية وجاء تأسيسه استجابة مباشرة للصمت العربي الرسمي وغير الرسمي علي ما يحدث في دارفور، لكي يساهم بشكل فعال في تغيير الوضع المأساوي في دارفور ويقدم نموذجًا لدور المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الأفراد والمجموعات , بما فيها النساء والاطفال , التي تتعرض حقوقهم للانتهاك في ظل النزاعات المسلحة والأزمات الانسانية .