الوضع في ولاية جنوب كردفان، يشوبه الكثير من التوتر والقلق والخوف من مصير غير معلوم ينتظرها، بعد إعلان النتائج الأولية ثم النهائية للإنتخابات التكميلية بالولاية، والكل هناك في ترقب، والانتشار الشرطي المكثف يحذر الجميع من أي إنفلات أو محاولة خلق بلبلة، وهذا التحذير تمخض عن إجتماع اللجنة المشتركة نهاية الاسبوع الماضي بإعلان عمم على كل المتنافسين بالولاية بحظر استخدام السلاح والمسيرات والمواكب أثناء عمليات الفرز وإعلان النتائج النهائية في الإنتخابات، على أن يسري ذلك بعد اعلان النتائج بثلاثة ايام. واتفقت اللجنة العليا لتأمين الإنتخابات التكميلية و لجنة الأمن والقوى السياسية بالولاية، على جملة من التدابير الإحترازية لتأمين المراحل المختلفة للعملية الإنتخابية، وجوزت لجنة التأمين للقوى السياسية التعبير عن رأيها داخل دورها أو عقد ندوات سياسية عقب النتائج في الميادين العامة بعد التنسيق مع الشرطة لتوفير التأمين المطلوب. وأصدرت الأطراف عقب الإجتماع المشترك بأمانة الحكومة بياناً يتضمن هذه الترتيبات. وفي السياق، قال الفريق العادل العاجب نائب مدير عام قوات الشرطة، المفتش العام لقوات الشرطة ل (الرأي العام)، إن ولاية جنوب كردفان كانت ضمن الخطة الكلية لقانون الإنتخابات في السودان، مشمولة بالخطة الإطارية التي وضعت للإنتخابات العامة، مع مراعاة خصوصية الولاية، لأنها ولاية حرب وتأجلت فيها الانتخابات من أبريل 2010م الى مايو الحالي، وأوضح أن المركز ووزارة الداخلية ظلا يوليان الولاية عناية فائقة على الداوم، وان الوزارة تهدف لتحقيق قدر عال من الطمأنينة والإستقرار. وذكر العاجب ان لجنة امن الولاية والشرطة وضعت خططا مستمرة اخضعتها للمراجعة والتحديث الى ان تصبح الولاية آمنة ومستقرة، بفضل مراجعة عمل الخطط، وأكد أن هناك انخفاضا كبيرا في جرائم العنف واستخدام السلاح الناري بالولاية، بفضل تنفيذ الخطط من قبل الشرطة ولجنة الأمن، وأشار إلى وجود نزاعات فردية معظمها قبلية، لكنها إستثنائية تتفجر من وقت لاخر ويتم حسمها في وقتها، وقال إنها رغم ذلك لا تؤثر على مجمل الأوضاع في الولاية. وأوضح العاجب أن هذا الوضع شكل مدخلا جيدا في العملية الانتخابية، وتم وضع خطة خاصة لتأمين الولاية بدأت بالتسجيل وحتى آخر مرحلة من مراحل الانتخابات، وأبان أن مرحلة الإقتراع سارت بدرجة عالية من التأمين برعاية وزارة الداخلية، وأشار إلى زيارة الفريق أول هاشم عثمان مدير عام الشرطة للولاية خلال الانتخابات، التي وقف فيها على درجة تأمين الإنتخابات، وتأمين المرشحين والضرورات المطلوبة لهذه المرحلة، وأكد أن الانتخابات سارت حسب الخطة التأمينية التي وضعت لها، وأن المواطنين مارسوا حقوقهم فيها بدون اي مهددات امنية تذكر. ونوه العاجب لزيارة المهندس ابراهيم محمود وزير الداخلية الولاية في اليوم الثاني للإنتخابات بوفد رفيع المستوي للتأكيد على ان الشرطة تؤدي واجبها في التأمين، ووقف على الخيارات الموضوعة التي تتناسب مع المخاطر والمهددات المتوقعة، ونوه العاجب إلى أن عددا من المراقبين الأجانب اجمعوا على عدم وجود أي مهددات أمنية او مخاطر خلال ايام الانتخابات تعوق سيرها. وأضاف العاجب: نؤكد أن جنوب كردفان ستمضي مثل بقية الولايات الاخرى في أمان، وان العملية الإنتخابية ستمضي بالمعايير التأمينية المطلوبة. واشاد بلجنة امن الولاية على الجهود والعمل المضني الذي ظلت تبذله، وبتجاوب المواطنين الذين مارسوا حقهم بتحضر منقطع النظير وبشفافية كاملة. واكد متابعة مجريات الأحداث بدقة، وأشار إلى أنه يتم الآن تأمين كامل لحماية عملية الفرز، ويتم التأمين للعمل الاخير للجنة لإعلان النتيجة، وعبر العاجب عن سعادته ليس بالإجراءت والتدابير المتخذة، وإنما على الأسلوب ووعي المواطنين في الولاية وسلوكهم وعدم اللجوء لممارسات خاطئة في حالة الفوز أو الخسارة. وكشف العاجب أن الشرطة قدمت دعماً كبيراً بنشر قوات تم إعدادها بصورة جيدة، وقوات إضافية، ونوه إلى أن الشرطة تعاملت بحكمة وصبر وبمهنية عالية دون حدوث اي صدامات أو مواجهات مع اية فئة من الفئات، وأكد أن ذلك سيستمر حتى اعلان النتيجة النهائية. نقلا عنص صحيفة الراي العام السودانية 11/5/2011م