أصبح صبح أمس الأحد وأخبار الخرطوم تتحدث عن حشود عسكرية تحاصر مدينة كادقلي وأنباء عن معارك وشيكة ستنشب بعد إعلان فوز المؤتمر الوطني بأغلب مقاعد البرلمان ومنصب الوالي وهواتف الصحافيين لا تكف عن الرنين في سؤال عن الأوضاع في كادقلي وهل منزل والي جنوب كردفان تحت الحصار أم قوات (أبوطيره) قد نجحت في فك الحصار .. أصبحت كادقلي أمس والموظفون في طريقهم إلى مكاتب الدولة والقطاع الخاص وموسيقي تنبعث من محلات الكاست وردي يترنم (بوا أسفاي) .. وبائعات الشاي يتمددن في السوق الكبير وعربات (الأتوس) تجوب شوارع المدينة التي كتمت أفراح فوز مولانا (هارون) نزولاً لقرار لجنة الأمن بالولاية واحتراماً لصديق الوطني الذي اختار البعاد في منتصف طريق الرحلة الطويلة .. سهرت كادقلي مساء أمس السبت حتى الحادية عشر مساء وطلمبات الوقود تلبي طلبات الزبائن والمطاعم تشوي الفراخ القادم من الخرطوم وكل الطرق المؤدية إلى كادقلي مشرعة وجنود الحركة الشعبية وضباطها يختارون السلام ونبذ الحرب ورفض الاستجابة لدعوات ثلة من الشيوعيين الذين اتخذوا من منزل الحلو داراً بديلة لدار نقد، وفي الخرطوم أبناء النوبة وقيادات الحركة المقاتلة الجنرال إسماعيل خميس جلاب وزير الدولة بالثروة الحيوانية واللواء (المعلم) دانيال كودي يعقدون اجتماعاً استثنائياً لبحث تطورات الأوضاع في جبال النوبة، وأمام قيادات الحركة خيار المضي في طريق رسمت ملامحه قيادات الحزب الشيوعي وبين طريق آخر يفضي لاستقرار المنطقة وبين كادقلي والخرطوم تبدت صورة المشهد السياسي العام لجنوب كردفان التي هددتها الحركة الشعبية بالحرب الزؤوم وهلاك الأنفس وإطلالة وجه الحرب القبيح ... لكن الجنرال عبد العزيز الحلو في منزله الحكومي يخطط لترتيبات احتفال الحركة الشعبية بذكري ميلادها في التاسع عشر من مايو الجاري بينما ياسر عرمان وثلة الشيوعيين تنتظر خروج أبناء النوبة للشوارع والزج بهم في معركة غير متكافئة ويبكي الحزب الشيوعي ويذرف الدموع من أجل النوبة ولا يملك الحزب العجوز حلولاً لقضايا التنمية .. خيارات محدودة جداً أمام الحركة الشعبية بعد أن وجدت نفسها في (السهلة) قال حزب الأمة القومي كلمته وأدان المؤتمر الشعبي انسحاب الحركة من لجان المطابقة رغم موقف قياداته في الخرطوم من جراحات السجون وقال حزب البعث العربي الاشتراكي ان الحركة خسرت المعركة فهربت لمربع ادعاء وجود تزوير وقال الحزب القومي السوداني كلمته ولم يبق للحركة الشعبية الا أن تعود لوعي العقل ولو بعد حين والاعتراف بنتائج الانتخابات. خيار العودة لمربع الحرب الذي طرحته القيادات الشيوعية على عبد العزيز الحلو ثمنه انقسام في صفوف الجيش الشعبي وانقسام في صفوف الحركة ثم معارك قد تمتد لثلاثة أيام فاما وصول عبد العزيز الحلو للقصر الرئاسي واحتلال الخرطوم وأما أن يصبح الحلو لاجئاً في دولة الجنوب ولكن عقلانية أبناء جبال النوبة في الحركة الشعبية ستحبط مخطط القضاء على الحركة الشعبية لصالح مشروع باد في موسكو وبلغراد وبحر البلطيق. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 16/5/2011م